موجات الغبار.. الأسباب والحلول وسط مخاطر صحية وخسائر اقتصادية

کوردستان 04:35 PM - 2022-06-30

تزايدت خلال فصل الصيف الحالي موجات الغبار الكثيفة التي تجتاح البلاد، متسببة باختناق اعداد كبيرة من المواطنين في عموم المحافظات العراقية ومحافظات اقليم كوردستان.
موجات الغبار هذه تؤثر على حركة الملاحة الجوية والحاق البلاد بخسائر اقتصادية، وتتسبب في الوقت ذاته بتقليل مديات الرؤية ما تؤدي الى حوادث مرورية، فيما يوضح باحثون وخبراء بيئيون ومختصون في حركة الملاحة الجوية الخطوات اللازمة والضرورية التي يجب اتخاذها من قبل الحكومات للتخفيف من وطأة هذه الموجات ودرء مخاطرها.

موجة غبار جديدة!
ترجح مديرية الانواء الجوية والرصد الزلزالي في اقليم كوردستان، ارتفاع درجات الحرارة في مدن وبلدات الاقليم يصاحبها ارتفاع للغبار.
وقالت المديرية في بيان: ان سماء مدن الاقليم ليوم غد الجمعة 2022/7/1 ستكون صافية مع ارتفاع درجات الحرارة درجة واحدة، متوقعة ارتفاع غبار في عدد من المناطق، وتوضح ان الغبار يكون متوسطا وان مديات الرؤية ستنخفض الى ما بين 7 الى 8 كم.
وتضيف: ان تأثير الغبار يقل يوم السبت المقبل، ويتنتهي تأثيرها بشكل كامل يوم الاحد الذي يليه.
وأعلنت هيئة الأنواء الجوية الاتحادية، عن حالة الطقس في البلاد للأيام المقبلة، فيما توقعت حدوث عواصف ترابية الجمعة.

استمرار موجات الغبار والحلول
يقول الدكتور فارس العاني الباحث والخبير في المجال البيئي والاستاذ في جامعة التكنولوجية في حديث خاص لـ PUKmedia، ان موجات الغبار لن تتوقف خلال فترة موسم الصيف، ويؤكد ضرورة ان يكون لدينا حزام اخضر حول المدن لتعمل كمصدات للغبار.
ويضيف العاني: ان الحزام الاخضر ضرورة وعدم وجوده يزيد من تأثير الغبار، ويشدد ضرورة انشاء اكثر من حزام اخضر، حول المدن وفي المناطق الحدودية من البلاد التي تحاذي المناطق الصحراوية على وجه الخصوص.

دور الحكومات والمواطن
يبين الدكتور فارس العاني، ان دور المواطن في هذه القضية يكمن بالمساهمة بزراعة الاشجار لتعمل كمصدات داخل المدن نفسها كاجراءات وقائية، ويلفت ان الحل الامثل هو في صد موجات الغبار قبل دوخلها المدن عن طريق زراعة الاشجار.
ينتقد العاني دور الحكومات الاتحادية في التصدي لموجات الغبار والتصحر وانعدام المساحات الخضراء، ويشدد على ضرورة السعي في اتخاذ الخطوات الفعلية نتيجة لتسارع موجات الغبار وايجاد الحلول اللازمة والمعالجات للتمكن من السيطرة على الغبار خلال المواسم القادمة.
ولفت، ان على عاتق الحكومة اقامة مؤتمرات وندوات وورش عمل داخلية واقليمية لدرء مخاطر موجات الغبار، قائلا: ان هذه الندوات سيحضرها اناس ذوي الاختصاص ممكن ان يعملوا على مساعدة المسؤولين في الحكومة باتخاذ القرار الصحيح لتقليل تأثيرات موجات الغبار.

تنسيق بين الجهات التشريعية والتنفيذية
لجنة الصحة النيابية تؤكد، ضرورة اتخاذ الجهات ذات العلاقة الخطوات لتقليل مخاطر موجات الغبار التي تجتاح البلاد، وتبين انها خصصت ميزانية لهذه المسألة ضمن قانون الدعم الطارئ للأمن الغذائي والتنمية.
يقول كيلان زنكنة عضو اللجنة خلال حديث خاص لـ PUKmedia، ان لجنة الصحة النيابية اكدت خطورة موجات الغبار على صحة المواطنين لاسيما المصابين بالامراض المزمنة مثل امراض الجهاز التنفسي والربو.
واضاف زنكنة: ان اللجنة ناقشت قضية موجات الغبار وانها قدمت مقترحات الى وزارتي الصحة والزراعة الاتحاديتين بضرورة انشاء حزام اخضر وتقليل التصحر، لافتا الى ان قلة المياه وهطول الامطار من الاسباب التي ادت الى زيادة موجات الغبار خصوصا في المحافظات الوسطى والجنوبية.
ويدعو عضو لجنة الصحة النيابية، المستشفيات والمديريات العامة ذات الصلة الى اتخاذ التدابير لموجات الغبار، ويشير الى ان اللجنة ستناقش قضية تكرر موجات الغبار بعد العطلة التشريعية لمجلس النواب عن طريق ابلاغ وزارت الصحة، الزراعة، الموارد المائية وهيئة السدود، عن طريق المخاطبات الرسمية واعلامهم بخطورة موجات الغبار واتخاذ الخطوات اللازمة لمواجهتها.
زنكنة يؤكد، ان لجنة الصحة النيابية خصصت ميزانية ضمن قانون الدعم الطارئ للأمن الغذائي والتنمية، لمواجهة موجات الغبار في البلاد، مبينا ان اللجنة ستخصص ميزانية اخرى في الموازنة الاتحادية للعام 2022 بشأن الغبار ايضا، في حال تم تشريعه.
 
هل لا زال الوقت مبكرا لدرء مخاطر التصحر وموجات الغبار؟
يتفق الباحث في الشأن البيئي هشام خير الله، مع ورد اعلاه باستمرار موجات الغبار، ويشير الى اننا مثل باقلي البلدان نقع تحت تأثير التغييرات المناخية.
ويضيف خير الله في حديث خاص لـ PUKmedia، اننا نتأثر بشكل أكبر بتأثيرات التغييرات المناخية والتصحر وموجات الغبار، كون العراق يحده منطقة صحراوية كبيرة، وان البلاد تفتقر الى الغطاء النباتي داخل العراق مع زيادة نسبة التصحر التي ادت الى زيادة تأثيرات موجات الغبار. 
يلفت الخبير البيئي، الى ان التغييرات المناخية هي مسألة عاليمة خارج قدرات الحكومات، الا ان التقصير يأتي في قلة الغطاء النباتي، وان الوقت بات متأخرا، الا انه بالامكان التقليل من تأثير موجات الغبار لا منعها من دخول اجواء وسماء البلاد.
وتكمن الحلول التي من شأنها ان تقلل من تأثيرات موجات الغبار عن طريق زراعة الاشجار الطويلة مثل الاسل، الكيانوكاربس، الكالبتوس، والتي تبلغ ارتفاعها بين 25 الى 30 مترا، وان هذه الاشجار بحاجة الى مياه قليلة وممكن السيطرة عليها بشبكة تقطير وزراعة منظمة، على حد تعبير خير الله، مردفا: ان زيادة الوعي البيئي من الحلول الاساسية والمساهمة بزراعة بعض الاشجار يصبح جزءً من الحل.

ملازمة المنزل 
يؤكد الدكتور الصيدلي أسامة العاني وهو باحث في مجال الادوية، بضرورة اتخاذ المواطنين الحيطة والحذر من موجة الغبار التي تجتاح اقليم كوردستان والعراق وملازمة المنزل خلال فترات الغبار.
ويضيف اسامة العاني خلال حديث خاص لـ PUKmedia، ان اقليم كوردستان والعاصمة الاتحادية بغداد شهدا موجات غبار عديدة خلال الفترات المنصرمة، محذرا من خطوة الموجات هذه كونها تحمل ذرات الغبار دون 200 ماكرون، وتعتبر خطرة جدا لحاملي الامراض المزمنة وامراض التحسس مثل الربو والحساسية.
يشدد العاني، ان يلازم المواطنون، المنزل وعدم الخروج الا لحالات الضرورة، مع ارتداء كمامتين تبلل الخارجية منها او تدهن بمواد فازلين غير عطرية، ووضع قطع من القماش تحت الابواب لاحكام اغلاقها مع وضع اجهزة تبخير عند الابواب ( الجهاز المستخدم لتعطير الجو ويوضع الماء فقط بدون عطر ).

موجات الغبار قد تقتل الانسان
يحذر العاني من ان موجة الغبار التي تجتاح البلاد تحمل جزيئات صغيرة تؤدي الى تفاقم امراض القلب والرئة وقد تؤدي الى الوفاة.
ويوضح ، ان موجات الغبار تحتوي على ذرات PM 2.5 في بعض الاحيان، تهيج العينين والأنف والجهاز التنفسي، وان التعرض على المدى الطويل لموجة الغبار، يؤدي إلى تفاقم مرض القلب والرئة، وقد يؤدي الى موت الانسان.


حاجة البلاد الى منظومات هبوط آلي
يطالب باحث واستشاري بمجال الطيران، الحكومات والجهات ذات الصلة بشراء منظومات خاصة بهبوط الطائرات في اجواء الغبار والضباب.
ويضيف الباحث والاستشاري بمجال الطيران المهندس فارس الجواري خلال حديث خاص لـ PUKmedia: ان المطارات في العراق واقليم كوردستان بحاجة الى منظومات متخصصة لهبوط الطائرات في الاحوال الجوية السيئة مثل الضباب والغبار.
ويشير الى ان هذه الاجهزة تسمى بـ "نظام الهبوط الآلي"، مبينا ان هذا النظام له فئات متعددة وان العالم وصل الى الطراز او الفئة 3.
ويؤكد الجواري، ان هذه المنظومة ليست ذات كلف عالية وانها متوفرة وبامكان المطارات شراؤها، منوها الى ان الطيارين بحاجة الى تدريب على الفئات الجديدة للمنظومة.

ضرورة وضع خطط ستراتيجية لتقليل تأثيرات موجات الغبار
بموازاة ما ورد اعلاه، يؤكد خبير بايولوجي ضرورة اتخاذ الحكومة اجراءات فعلية لصد العواصف الترابية ووضع خطط ستراتيجية لمواجهة موجات الغبار المستقبلية.
ويقول الخبير البايولوجي وعميد المعهد الامريكي للدراسات البايولوجية وطرق المعالجة بالنانوتكنولوجي د. حيدر معتز محي في حديث خاص لـ PUKmedia، ان على المواطنين والمرضى منهم على وجه الخصوص اتخاذ جملة اجراءات واخذ الحيطة والحذر من هذه الموجات.
ويضيف: ان الاجراءات تكمن باخذ الحيطة والحذر ولزوم البيت وارتداء الكمامة او قطعة من الشاش المبلل، منوها الى ان هذه الاغبرة والعوالق تنزل بشكل منخفض وتصيب الجهاز التنفسي، ويشدد على اخذ الادوية وابقائها قريبة من الاشخاص المرضى، مثل جرعات البخاخات للمصابين بامراض الحساسية والربو.
ويلفت محي، ان الحكومة الاتحادية لم تولي المسألة الاهتمام بما يتناسب مع خطوة موجات الغبار، ويلفت الى ان قلة الموارد المالية والمائية والحاجة الى مختصين ووجود خطة ستراتيجية للتصدي للغبار.

PUKmedia هاميار علي 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket