في الذكرى الـ33 لانتفاضة شعب كوردستان

کوردستان 09:32 AM - 2024-03-05
الانتفاضة جسدت وحدة صف شعب كوردستان PUKMEDIA

الانتفاضة جسدت وحدة صف شعب كوردستان

انتفاضة الاتحاد الوطني

يصادف اليوم الثلاثاء 5/3/2024، الذكرى الـ33، لانطلاق شرارة انتفاضة شعب كوردستان عام 1991، ضد الدكتاتورية والاستبداد الذي كان قائما في ظل حكم حزب البعث المنحل.
ويحتفل شعب كوردستان هذه الأيام بذكرى انتفاضته، التي تعتبر من الملاحم البطولية التي شهد لها الأعداء قبل الأصدقاء، والتي سطرها أبناء شعب كوردستان وعمدها بدماء الشهداء الأبرار وتضحياتهم، وبطولات البيشمركة من أجل بلوغ أسمى أهدافهم المتجسدة بتحقيق النصر على النظام الديكتاتوري وتحرير اقليم كوردستان من رجس الحكم الشوفيني.
وإنطلقت الشرارة الأولى لهذه الملحمة في الخامس من آذار في العام 1991 من مدينة رانيه (بوابة الانتفاضة).

من بوابة الانتفاضة الى قدس كوردستان

وفي مثل هذه الأيام من كل عام يستذكر أبناء شعب كوردستان هذه الملحمة البطولية التي خاضها شعب كوردستان ضد أعتى نظام دكتاتوري فاشي مارس أبشع صور القمع والبطش بحق شعب كوردستان المسالم، وكان هذا النظام جاثماً على صدر هذا الشعب لأكثر من ثلاثة عقود. ففي الخامس من آذار من العام 1991 شهدت مدينة (رانيه) إنطلاق الشرارة الأولى لانتفاضة شعب كوردستان الباسلة، وقد إتسعت مساحة الانتفاضة لتصل إلى مدينة السليمانية في السابع من آذار، لتنتفض هذه المدينة بالكامل، حيث استطاع أبناؤها السيطرة الكاملة على الدوائر الأمنية والادارية فيها، وهروب منتسبيها من عناصر النظام المقبور بعد أن إنهاروا أمام الضربات الموجعة التي لقنها لهم مقاتلو الانتفاضة الشجعان، وبذلك تحررت مدينة السليمانية في الثامن من آذار/1991 بالكامل، فيما سطعت شمس الانتفاضة أكثر فأكثر لتصل إلى أربيل في 11/3/1991 واستطاعت أن تزيح الظلام الدامس الذي كان يخيم على هذه المدينة كسائر مدن اقليم كوردستان.
ثم واصل أبناء الانتفاضة تقدمهم بخطى متسارعة على طريق النصر والتحرير الذي خضبوه بدمائهم الزكية الطاهرة ليحرروا مدنا عدة، دهوك، كويه، شقلاوة، حلبجة، آميدي، مخمور، زاخو، آكري، دربنديخان، كلار، جوارتا، بينجوين، سيد صادق، كفري، خانقين وجميع أقضية ونواحي كوردستان، لينتهي بهم المطاف في مدينة كركوك قدس كوردستان التي تم تحريرها في العشرين من آذار1991، لينهوا بذلك المرحلة الأخيرة من هذا السفر البطولي الخالد الذي توج بالنصر المبين وتحققت فيه الأهداف السامية التي انطلقت من أجلها الانتفاضة.

تحقيق أهداف الانتفاضة

ومن الثمرات السياسية التي جناها شعب كوردستان بعد نجاح هذه الملحمة البطولية تولي الجبهة الكوردستانية ادارة كوردستان، وتم فيما بعد في 19/5/1992، انتخاب برلمان كوردستان، وتشكيل الحكومة التي أخذت على عاتقها إدارة شؤون الاقليم، وكان من أولى اهتمامات الحكومة السعي لتحقيق مكاسب وأهداف شعب كوردستان الذي عانى لحقبة من الزمن من الظلم والقهر والبطش الذي كان يمارس ضده من قبل النظام الفاشي البائد.
إن التطور الذي يشهده اقليم كوردستان في جميع المجالات هو نتيجة حتمية لأهداف الانتفاضة وترجمة حقيقية لبرنامج عمل الحكومة وذلك من خلال تنفيذ عدد كبير من المشاريع المهمة والاستراتيجية، إضافة إلى إنجاز العديد من المشاريع المختلفة الأخرى التي شملت قطاعات الصناعة والزراعة والصحة والتربية والتعليم العالي والكهرباء والسياحة والمشاريع الخدمية والبنى التحتية.
قبل كل شيء ينبغي أن ننحني إجلالاً لشهداء الإنتفاضة كما نستذكر بتقدير جميع الشرائح والطبقات والأحزاب السياسية في كوردستان والجبهة الكوردستانية التي استطاعت في انتفاضة موحدة تحقيق أكبر إنتصار في تأريخ شعب كوردستان وخلقت إنعطافة جذرية في الحركة التحررية لشعبنا.

تجسيد لوحدة الصف

والانتفاضة أثبتت أهمية وحدة صف شعب كوردستان التي لولاها لما تحققت هذه الإنعطافة الكبيرة، وان إنتصار الإنتفاضة لم يبق وحيداً بل تحققت إنجازات وإنتصارات أخرى منها إجراء أول إنتخابات برلمانية وإقرار الفيدرالية وتشكيل أول حكومة في إقليم كوردستان، كما ان إرادة الشعب الراسخة وأحزابها السياسية أفشلت جميع التهديدات والمخططات التي هددت مكاسب الإنتفاضة..
الاحتفال باستذكار اندلاع شرارة الانتفاضة في ربيع كوردستان يستوجب الوقوف ملياً، لاستنباط الدروس ونتائجها وترجمتها على أرض الواقع بما يخدم المصلحة العامة، الإنجازات والمكاسب التي تحققت في كوردستان هي من ثمرات الانتفاضة التي انطلقت من رانيه، عندما أعلن شعب كوردستان اختياره التضحية في سبيل الانتصار.
انتفاضة شعب كوردستان جاءت بعد الانتفاضة الشعبانية في وسط وجنوبي العراق وكانت جميعها استفتاء شعبيا لرفض الظلم والاضطهاد والأساليب القمعية التي استخدمها النظام البعثي البائد ضد الشعب، النظام لم يتوان عن استخدام أعنف الأساليب لإخماد الانتفاضة وإن نجحت في محافظات ولكنها فشلت في كوردستان، اقليم كوردستان بوضعه الحالي من ثمار الانتفاضة وتجربته من التجارب التي يقتدى بها ليس في العراق فقط بل في المنطقة، وكل كوردي فخور بما تحقق لأنه جاء بدعم ومساندة الجميع.

الاتحاد الوطني مهندس الانتفاضة

ولايخفى على أحد، أن الاتحاد الوطني الكوردستاني كان المهندس والمحرك الرئيس للانتفاضة، حيث استطاع عن طريق إذاعة شعب كوردستان، من تحفيز الجماهير ومن ثم قيادتهم عن طريق خلايا بروسك وشالاو المسلحة التي أنشأها في جميع المدن والقصبات، كما ينبغي عدم نسيان الدور الكبير للجبهة الكوردستانية آنذاك، التي جسدت وحدة صف شعب كوردستان في الانتفاضة، وهذه الوحدة كانت العامل الرئيس في نجاحها.
فألف تحية إلى أرواح شهداء انتفاضة العام 1991 وإلى أرواح جميع شهداء كردستان والعراق الذين ضحوا بانفسهم من أجل ترسيخ الحرية والديمقراطية لشعبهم، وتحية الى جميع الذين ساهموا في انجاح الانتفاضة وكل الذين عملوا على تحقيق أهدافها وحماية مكتسباتها.

PUKMEDIA

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket