مام في الشام

الآراء 08:41 PM - 2023-03-11
علي شمدين PUKMEDIA

علي شمدين

الرئيس مام جلال

-١٠-
(في القامشلي بين الأهل والرفاق)

كما أسلفنا في الحلقات السابقة، فإن مام جلال وخلال تواجده في الشام (١٩٥٥- ١٩٥٨)، سخر كل جهوده في سبيل تشجيع المؤسسين الأوائل (أوصمان صبري، عبد الحميد درويش وحمزة نويران)، ومساعدتهم في تشكيل حزبهم الجديد، واستخدام علاقاته الواسعة من أجل التواصل مع العديد من التنظيمات الكردية الموجودة آنذاك (جمعية وحدة الشباب الديمقراطيين الكرد في سوريا، منظمة آزادي..)، ومع الشخصيات الوطنية (د. نور الدين زازا، جكرخوين وشيخ محمد عيسى..)، ونجاحه في دفعها للانضمام إلى (الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا).
فقد بادر مام جلال إلى الاتصال مع الدكتور نور الدين زازا الذي كان قد عاد من أوروبا عام (١٩٥٦)، بعد نيله شهادة الدكتوراة في العلوم الإجتماعية، وسعى إلى إقناعه للانضمام إلى الحزب الجديد، وبالتالي تسلمه رئاسة هذا الحزب، وفي هذا المجال يقول نور الدين زازا نفسه في كتابه (حياتي الكردية): (إنني وبالرغم من إلتزاماتي كأستاذ للتربية والإجتماع في جامعة دمشق، بدأت بتنفيذ مهمتي، وقد ساعدني في ذلك مام جلال..).
وبالفعل لم يتوان مام جلال عن مساعدة الدكتور نور الدين زازا في مهمته التاريخية تلك، حيث سارع إلى التواصل مع منظمة (آزادي)، التي كان يترأسها الشاعر الكردي (جكرخوين)، الذي لم يتردد في الاستجابة لطلب مام جلال في حل منظمته والإعلان عن إنضمامه إلى (الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا)، وكان من أبرز أعضاء هذه المنظمة الذين استجابوا لقرار جكرخوين بالإنضمام إلى الحزب، هم: (زبير حسن، مجيد حاجو، محمد فخري، عثمان عثمان، بشير ملا صبري..)، أما الذين رفضوا قرار الإنضمام، هم: (شيخموس قرقاتي، شيخموس شيخي..).
هذا وقد توجه مام جلال برفقة نور الدين زاز من الشام إلى مدينة القامشلي لحشد الرأي العام الكردي حول الحزب الجديد، وهناك اجتمع مام جلال في منزل الدكتور أحمد نافذ بتاريخ (٣٠/١١/١٩٥٨)، وبحضور د. نور الدين زازا مع السيدين (سامي أحمد نامي، ودرويش ملا سليمان)، باعتبارهما كانا يمثلان قيادة (جمعية وحدة الشباب الديمقراطيين الكرد في سوريا)، التي كانت قد تشكلت في (٢١/٤/١٩٥٤)، وفي هذا المجال يقول سامي نامي في كتابه (لوحات من التاريخ المفقود)، موجهاً كلامه لمام جلال وللحضور: (أنتم تعلمون بأن جمعيتنا، وكما نعتقد نحن، هي واحدة من التنظيمات السياسية الغنية جداً بنشاطاتها وبعدد أعضائها، ومع ذلك قررنا بناء على طلبكم أن ننضم تحت مظلة الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا.. ومن الآن وصاعداً سنلبي كل ما يطلبه منا الحزب من دون تردد..).
ومن الجدير ذكره هنا، هو أن مام جلال ونور الدين زازا كانا قد حضرا إلى القامشلي بحجة المشاركة في حفلة زفاف (سامي أحمد نامي)، والتي عقدت بتاريخ (٢٨/١١/١٩٥٨)، وكان قد حضر معهما تلك الحفلة أيضاً عدد من الرموز الثقافية والاجتماعية الكردية المعروفة، منهم (أحمد نافذ، عارف عباس، سليمان حاجو، عبدي تيللو، حسن هشيار والشاعر تيريز..)، ويذكر سامي نامي في كتابه هذا بأنه في بداية الحفلة بادر سليمان حاجو إلى الترحيب بوجود مام جلال بينهم، وقام بتقديمه إلى الحضور، كما يلي: (هذا هو الأخ والرفيق جلال طالباني، إنه ضيف عزيز، قادم من كردستان العراق ليشاركنا هذه الحفلة، ونحن نقول له: أهلاً وسهلاً بك، والآن أدعوه باسمكم للتفضل بإلقاء كلمة..)، ويذكر سامي أيضاً في كتابه بأن مام جلال بادر إلى تهنئة العروسين وذويهما، وقال: (أنا لست ضيفاً، أنا اليوم في بيتي، بين أهلي ورفاقي، فعندما يذهب كردي من جزء كردستاني إلى جزء آخر، كمن ينتقل في بيته من غرفة إلى أخرى).
هذا وقد ألقى الدكتور نور الدين زازا أيضاً كلمة، قال فيها: (نحن سعيدون جداً بهذا اللقاء، وأدعوا الشباب الكرد ذكوراً وإناثاً كي يتعلموا، وأن ينضموا إلى حركة شعبهم، العلم وحده هو الذي ينير درب الحرية أمام الشعوب، ويحررهم..).
وهكذا تحولت حفلة الزفاف بحضور مام جلال إلى مهرجان قومي. 
لقد كانت لمام جلال اليد الطولى في الدعوة إلى حل مختلف التنظيمات الكردية وتوحيدها تحت غطاء (الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا)، وكذلك كانت له مساهمة قوية في استكمال أعضاء قيادته واختيار الدكتور نورالدين زازا رئيساً له..

علي شمدين

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket