راديكوند.. رحلة الى تاريخ النمسا والعلاج بالماء البارد والينابيع من زمن الرومان

تقاریر‌‌ 04:07 PM - 2014-12-13
راديكوند.. رحلة الى تاريخ النمسا والعلاج بالماء البارد والينابيع من زمن الرومان

راديكوند.. رحلة الى تاريخ النمسا والعلاج بالماء البارد والينابيع من زمن الرومان

بلدة القديس (راديكوند)..منتجع سياحي صحي مثالي يقع على بعد 15 كيلومتر شمال عاصمة الثقافة الاوربية (غراتس).لقد كان المنتجع ذو حركة نشيطة ابان حكم الامبراطورية النمساوية وينابيع ماءه كانت الدواء والشفاء للمرضى وبالتالي مع مرور الزمن تطور المنتجع ليصبح معروفاً وذو شهرة اكبر خارج اسوار الاقليم والنمسا ويتردد عليه الزوار لما يملك من مكانة في قلوب المحبين للطبيعة والهواء النقي.رحلة جميلة الى المنتجع في خريف هذا العام للتمتع بدرب التأملات والينابيع حيث يوجد 22 نبعاً نقياً من الماء الزلال ولكل نبع حكاية وهذا مالاحظته خلال جولتي في الغابة والدرب يملأه الاوراق المتساقطة واشبه بحلم ويقسم الدرب جدول من مياه الينابيع الجبلية وعلى كلا الجانبين من الجدول حيث الينابيع والتي دائما ما يستخدم ماؤها للعلاج.لقد تمكن المصممون ان يشيدوا وقفاً جميلاً لكل ينبوع من الينابيع  وكل واحد يرمز الى اسم احد النبلاء او الشخصيات التاريخية او الاطباء وهم اكثر الاطباء شهرة في القرن التاسع عشر والعشرون.الشئ الجذاب والجميل يكمن في مكان الكنيسة على سفح الجبل (كالفاريان) وسط دور وذو تصميم قديم وتعد بدورها من اكثر الآثار اهتماماً للزوار ومثيرة للاعجاب،لقد انشأت في النصف الاول من القرن الثامن عشر وسر جمالها يكمن لانها فريدة من نوعها ويحيط بها المناظر الخلابة وبالنسبة للسكان الاصليين فهو المكان الذي يحجون اليه ومثل هذه الكنائس تعد جبال الألب غنية بها.لقد كانت بلدة القديس(راديكوند) حسب الوثائق مأهولة بالسكان في القرن السادس من قبل السلافيين وفي عام 1403 ميلادية يظهر اسم القديس (راديكوند) عبر تاريخ البلدة الطويل مع حكايات علاج الامراض النفسية وامراض القلب والشرائين ومنتجعاً للشفاء وفي عام 1841 يلتمس الطبيب (اوكست ديميلوتس) طلباً لمنحة اجازة وموافقة بالعلاج بالماء البارد من الينابيع وهذا ما ادهشني خلال جولتي حين رايت كوخاً صغيراً واذا به حمام للتححم بالماء البارد. يبلغ عدد ساكنة بلدة القديس ( راديكوند) حسب اخر احصائية لها لعام 2014  ب (2054) نسمة ولكن يبلغ عدد زوار البلدة مئات الالاف سنوياً وتقع البلدة على ارتفاع 717 متراً فوق مستوى سطح البحر.الشئ الساحر بالقرب من البلدة وجود جبل (شوكل) ويعد بدوره اكثر الجبال اهمية في الاقليم ويقع على ارتفاع 1445 متراً فوق مستوى سطح البحروعلى قمة الجبل حيث برج الارسال الضخم للاقليم بالاضافة الى مطعم يقدم الوجبات الشعبية الاقليمية للزوار ومحطة استراحة لعشاق الجبال ويمكن الصعود عليه بالتلفريك والذي يقع محطته في ضواحي البلدة ولكن العدد الاكبر يتخذ درب المشي على الاقدام صوب القمة.لهذا الجبل تاريخ طويل وتشير الدلائل بان آثار الرومان واضحة بانهم سكنوا جبل (شوكل) واسم (شوكل) ينحدر من وثيقة من وقف (سيكاو) لعام 1147 ومن المشاهير الذين زاروا الجبل العالم الفلكي النمساوي (يوهانيس كيبلر ـ 1601)الدوق يوهان،الشاعر النمساوي الكبير (بيتر روزيكا) واخرون.بدأت حركة السياحة في جبل(شوكل) عام 1890 حين افتتح الدار فوق قمة الجبل مكاناً لحماية جمعية الألب النمساوية والتي تهتم بجبال الالب والشلالات وكل ما يتعلق بالجبال،وفي عام 1913 افتتح شارع (شوكل) الذي يؤدي الى قمة الجبل وفي عام 1995 تم تجديد التلفريك والذي يعد بدوره من اجود التلفريكات في النمسا بالاضافة من ان جبل (شوكل)  يعد من اكثر الاماكن في الاقليم متعة للرياضيين والاستمتاع بالطبيعة في الربيع وفي الشتاء التزحلق على الجليد والتلفريك يعمل طوال ايام العام وكذلك تكون سماء بلدة (راديكوند) ملونة حين يكون المناخ جميلاً بهواة الطيران الشراعي وهو المكان المثالي لعشاق الطيران الشراعي.في منتجع (راديكوند) يوجد مشاف خاصة لامراض القلب والشرائين ومشفى خاص للامراض النفسية والذي يرجع تاريخ انشائه الى عام 1900 وقد مر بحالات الترميم والتجديد وتغيير الاطباء ولكن مهمة المشفى لم تتغير في معالجة المرضى النفسيين نظراً لمكانة البلدة وهواؤها النقي الصحي.درب التأملات والذي يبلغ طوله كيلومتران والدرب الجميل وجنة الاقليم والسحر،حيث انسجام الروح مع العينين في التمتع باجمل طبيعة وينابيع وجدول ماء رقراق وغابة ساحرة والسفر بالفكر.اما كنيسة البلدة القديمة وهي من زمن الباروك تعد من اجمل الكنائس النمساوية حسب الوثائق وفيها تقام القداسات والاحتفالات وطقوس الزواج.العادات والتقاليد الشعبية تكثر بقوة في البلدة ومنها صناعة الحرف اليدوية وتباع منتوجات الصناعة في اسواقها الخاصة وخاصة ايام اعياد الميلاد وعيد الفصح،الموسيقى الشعبية والكونسيرتات،العروض المسرحية..الشئ الخالد وجود كرسي صخري في درب التاملات ومكتوب بجواره بانه منذ اجيال والناس تجلس عليه وهو كرسي الامنيات وقبل الجلوس على المرء ان يتمنى شيئاً وجلست عليه وتمنيت ان يسود السلام والخير العالم والانسانية..بلاد جميلة وطبيعة تنقش ذكريات في الخيال وسفر الى التاريخ من خلال المدن القديمة.

PUKmedia بدل رفو/ النمسا

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket