آلا طالباني: السيدة زينب كانت صوتاً مدوياً يرفض تسلط الظالمين

نساء‌‌ 08:47 PM - 2014-11-23
 آلا طالباني: السيدة زينب كانت صوتاً مدوياً يرفض تسلط الظالمين

آلا طالباني: السيدة زينب كانت صوتاً مدوياً يرفض تسلط الظالمين

أشادت رئيسة كتلة الاتحاد الوطني الكوردستاني في مجلس النواب العراقي آلا طالباني بحرص المجلس الأعلى الإسلامي بقيادة سماحة السيد عمار الحكيم على احياء احتفالية خاصة كبرى بمناسبة اليوم العالمي لـ"مناهضة العنف ضد المرأة".
وأشارت إلى ان "هذا الحرص في الدفاع عن حقوق المرأة ورفض ممارسة العنف ضدها ينبع من نهج آل الحكيم في الحرص على الدفاع عن حقوق المظلومين والمناضلين، وهم في هذا يستلهمون سيرة جدتهم السيدة زينب سيدة نساء العالمين وما تعرضت له من سبي واعتداء من قبل قتلة الإمام الحسين أبن علي أبن ابي طالب (ع) سبط الرسول محمد (ص)."
وأكدت: "أننا بقدر ما نحترم الأحتفال الأممي إحياءً لذكرى مقتل الأخوات في ميرابال اللواتي عارضن الدكتاتورية في بلادهن الدومنيكان، فأننا نعتقد أن ما تعرضت له السيدة زينب وبقية نساء آل البيت يستدعي مني احياء هذه المناسبة يوماً إسلامياً لمناهضة العنف ضد المرأة،" مستخلصة أن "نفس الذين يقمعون المرأة هم اعداء لحقوق الإنسان مكونات الشعب العراقي، فتعرض العراق إلى جرائم الإنفال وقمع الأنتفاضة الشعبانية، بابشع وسائل القتل الجمعي للنساء والأطفال والرجال."
فيما يأتي نص كلمة النائبة آلا طالباني في احتفالية اليوم العالمي لـ"مناهضة العنف ضد المرأة:

سلام الله عليكم جميعاً،
ايها السيدات والسادة،
اتقدم بوافر الشكر لسماحة السيد عمار الحكيم لحرصه على دعوتي لإشارك حضوركم الكريم اليوم والأسرة الأممية الأحتفال باليوم العالمي لمناهضة العتف ضد المرأة. وليس بغريب على آل الحكيم حرصهم على توظيف كل مناسبة للتأكيد على أواصر الأخوة بين العراقيين عموماً، والأخوة العربية الكوردية خصوصاً.
نحتفل اليوم احياءً لمناسبة ارتبطت كما تعرفون بما  أعلنته ناشطات نسويات في مثل هذا اليوم، 25      تشرين الثاني نوفمبر من كل عام،  يوماً للقضاء على العنف ضد المرأة.
وفي 17 كانون الأول ديسمبر 1999 تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذه المناسبة لتكون "اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة" بموجب القرار 54/134، حيث دعت الأمم المتحدة الحكومات، والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية إلى تنظيم نشاطات ترفع من وعي الناس بشأن مدى حجم المشكلة في هذه الاحتفالية الدولية. فالنساء حول العالم عرضة للاغتصاب، والعنف المنزلي، وختان الإناث وأشكال أخرى متعددة للعنف.
وفي الأصل استلهمت المناسبة في هذا التاريخ من عملية الاغتيال الوحشية في 1960 للأخوات ميرابال الناشطات السياسيات في جمهورية الدومنيكان بأوامر من ديكتاتور الدومنيكان رافاييل تروخيلو، وبقدر ما نكبر تضحية الأخوات ميرابال في التصدي للدكتاتورية والعمل من اجل اسقاطها، بالتالي نضم اصواتنا مع أصوات كل الخيرين الواعين في التصدي للعنف ضد المرأة، التي لم يقتصر دورها على الإنجاب والرعاية، بل التصدي الشجاع للمطابة بحرية الإنسان وحقه في المشاركة بإدارة شؤونه.
ايها السدات والسادة
إن هذه المناسبة توقد في وجداني وتلح على ضميري استذكار محنة لاتشبه كل المحن، محنة سبي  حرائر آل بيت الرسول بعد استشهاد سيدنا الإمام الحسين أبي عبد الله أبن فاطمة الزهراء والإمام علي أبن ابي طالب (سلام الله عليهم جميعاً) في معركة الطف بارض كربلاء. وبقدر ما تحوًّل احياء ذكرى استشهاد سيدنا الإمام الحسين إلى مناسبة إسلامية، بل الأصح مناسبة إنسانية، للتصدي للظلم والمطالبة بالعدالة والحكم الرشيد، فليس هناك من مفكر في العالم لا يعرف مغزى استشهاد الإمام، فأن سبي أبن بنت سيدنا الرسول (صلى الله عليه وسلم) زينب الزهراء سيدة نساء العالمين اجمعين، يوم وقفت فيه المرأة ضد سلب السلطة وتربع الفاسدين على سدتها، فكانت السيدة زينب صوتاً مدوياً يرفض لاشرعية تسلط الظالمين ويدين ما اقترفوه وما سيقترفنوه ضد الناس.
أمام هذه الحقيقة، أمام عظمة شموخ سيدة نساء العالمين بوجه القتلة الذين استباحوا دم سبط الرسول طمعاً في مال يزيد وزياد بن ابيه لعنة الله عليهما، وكلاهما مشكوكا النسب، كانت السيدة زينب تهدر بصوتها عالياً غير مكتفية بتبصير الناس يفجيعة قتل سبط الرسول شقيقها، بل هي استقرأت الجرائم التي سترتكب بحق الإنسانية، لأن من قتلوا الحسين انقلبوا جهاراً على قيم الإسلام، قيم الإنسانية الحقة، بالتالي فأن الجريمة هي قانونهم وسنتهم. وبرؤية الإيمان، وطهارة المنبع، استقرأت سيدة نساء العالمين المصير الشائن الذي سيؤول له القتلة ومن والاهم.
لم يدم حكم الظالمين طويلاً، لكن لـ آل البيت في مصر "الأزهر الشريف" ومنجزات اخرى كبرى في ارجاء العالم الإسلامي، بجانب ما آل له استشهاد الإمام وسيرة السيدة زينب من رموز مدوية في العالم لقيم الثورة والحرية واحترام الإنسان عموماً ، والمرأة بالأخص.
واسمحوا لي أن اقول باننا بقدر ما نشارك الأسرة الدولية في احياء مناسبة التصدي للعنف ضد المرأة، فأن لنا ايام تهتز فيها الضمائر وتقشعر الأبدان امام جرائم ارتكبت بحق خير نساء الأرض، في مقدمتها يوم سبي السيدة زينب.
وهي مناسبة آليمة علينا نحن اتباع آل البيت، كل المسلمين، كل المؤمنين بحقوق الإنسان، استهامها مناسبة تجسد قيم الإسلام، قيم الحضارة المجيدة التي استلهمها العالم اجمع ليبنى عليها تقدمه، "إن المؤمنين ايها السادة يجلون المرأة ويحرصون على طيب معاشرتها وابوتها واخوتها، فكيف إن كانت هي الأم، افليست هذه سنة خاتمة الرسل والأنبياء؟!؟"
ويكفينا هنا تذكر ان سيدنا الرسول (صلى الله عليه وسلم) توفاه الله وكان آخر ما نطق به  "أوصيكم خيراً بالنساء.."
ولابد من أن اعرج على ما تعرضت له النساء الأزيديات من سبي داعش وبيعهن في سوق النخاسة، ولابد من التطرق إلى كل ما ترتكبه داعش ضد النساء وبقية المواطنين في العراق وسورية من جرائم بغيضة ضد الإنسانية، وهم في هذا مع الأسف يسيئون إلى الإسلام الحنيف وإلى سمعة العرب والمسلمين في العالم، ويشيعون انطباعاً بربط الإسلام، دين الوسطية والأعتدال والعدل، بالتطرف.. مستخلصة أن "نفس الذين يقمعون المرأة هم اعداء لحقوق الإنسان مكونات الشعب العراقي، فتعرض العراق إلى جرائم الإنفال وقمع الأنتفاضة الشعبانية، بابشع وسائل القتل الجمعي للنساء والأطفال والرجال."
ايها السيدات والسادة،
لنرفع صوتنا عالياً ضد داعش وجرائمها،
لنرفع صوتنا عالياً ضد الطائفية والتعصب القومي،
ففي وسطية الإسلام واعتداله تكمن قيم انسانية سامية تنتصر للإنسان، أمرأة ام رجلا...
 
 
PUKmedia حسين فوزي

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket