مقهى الشعب في السليمانية.. وجه سياحي وثقافي وتراثي

کوردستان 02:47 PM - 2017-09-09
مقهى الشعب في السليمانية.. وجه سياحي وثقافي وتراثي

مقهى الشعب في السليمانية.. وجه سياحي وثقافي وتراثي

ليست المرة الاولى التي نكتب فيها عن مقهى الشعب في السليمانية ولسنا الوحيدين الذين نكتب عنه لان هذا المقهى قد اصبح قبلة سياحية وتراثية وثقافية لاهل المدينة وزوراها وضيوفها كما تعلمون، ولانه ملاذ الراحة والتقاء الشخصيات التي ترتاده وتمضي فيه اوقاتها وكل له متعته الخاصة فمنهم من يفضل لقاء الاصدقاء القدامى والجدد ومنهم من يتحاور في امور الثقافة والادب المتعارف عليه في هذه المقهى الجميل ومنهم من يمضي وقته بالعاب الدومينو والطاولي وكذلك استعارة بعض الكتب القديمة والنادرة التي تحويها هذه المقهى التي تتوسط ساحة السراى قلب المدينة ..كما ان بعض الرواد يجده فسحة للراحة بعد جولات في الاسواق والتعب ومن ثم يرتشف الشاي بعد وجبة اكل دسمة او سندويجات بدا المقهى بتهيئتها للزبائن كل حسب رغبته، اضافة الى ان المقهى قد وفر اجهزة استقبال تلفازي حديثة  LED ومكبرات صوتية للموسيقى اضافة الى ميزاته الاخرى التي ينظر كل زبون وفق رؤيته ورغبته في ارتياد المقهى الذي اصبح واجهة سياحية اخرى للمدينة..

ـ وعن اهمية المقهى شخصيا يقول ابو احمد من بغداد لـ PUKmedia: المقهى وجدت للراحة وقضاء الاوقات وكذلك فرصة لنلتقي اصدقائنا القدامي في السليمانية، وخاصة في ايام العطل والاعياد، وعندما ازور السليمانية لابد ان اتواجد في هذا المقهى والتقي الادباء والشعراء والاصدقاء من مختلف المستويات الاجتماعية، وقد وجدت تغييرا كبيرا فيه هذه المرة بسبب كون المقهى اصبح مكتظا بكثير من الزبائن، واجد ان اكثرهم من الشباب الذين همهم الوحدي تمضية الوقت وليس الاستفادة من رواده القدماء وشخصياته المعروفة انذاك، واكثرهم مثقفين وادباء التقيانهم وقسم منهم غادرنا الى الباري عزوجل ومنهم اقعده المرض والبعض ياتي ولكن لانعرف اوقاتهم او تواجدهم، المهم ان المقهى بالرغم من توسيعه واضافة ديكورات جديدة ولمسات جمالية الا انه افتقد الى شخصياته ايام زمان، لانه كانت محرابا جميلا للمثقفين والسياسيين ونخب المجتمع وكان حضورهم كبيرا في نقاشاتهم وحواراتهم الساخنة في كل صغيرة وكبيرة اجتماعية ام سياسية او ادربيه ام ثقافة، ولكني اجد اليوم الشباب العاطل عن العمل والمنهمك في امور ليست لها صلة بالمجتمع ومايجري فيه من احداث على كافة الصعد والمستويات، وهنا التقي بمن يتواجد من اصدقائي واحبتي لنتبادل حوارات الزمن والسوق والكتب والثقافة وغيرها من رموز افتقدناها في يومنا هذا واتمنى ان تعود مثل تلك الايام وتكون المقاهي منطلقا فكريا مؤثرا في المجتمع وخاصة شبابه والجيل الجديد.

ـ وقفنا لحظة تامل في الركن المخصص للقراءة ومطالعة الكتب النادرة واستعارتها من صاحب المقهى الذي سيحدثنا عنا لاحقا، والتي ضمت العديد من الصور القديمة لشخصيات مختلفة من المجتمع اضافة الى  الكتب والكتيبات الصغيرة والاصدارات التي أنتشرت في زواياها ومنها صور شخصيات اجتماعية وتعليقاتها موجودة على كل صورة او تخطيط في تلك الفترة من الزمن شعراء ادباء مثقفين وشخصيات اجتماعية من المناطق السكنية للمدينة والتي وثقها اصحاب المقهى لاهتمامهم الشخصي بها وتجديدها عند اللزوم كتغيير الأطارات وأستبدال المتضررة منها واضافة صور اخرى يساهم بها بعض زبائن المقهى عشاق تلك الحقبة الزمنية الطيبة وتوضع عليها ايضا التعليقات المنايسبة..

ــ وهنا توجهنا لصاحب المقهى كاك بكر حيث قال لـ PUKmedia: ان موضوع الشباب هو امر صحيح لان الشباب اليوم يتواجد اكثر من الاخرين سواء في المقهى او الشارع لانهم يمتازون بالنشاط والتحرك هنا وهناك ويكون للمقهى ملاذا لمعظمهم، ويلتقون اصدقائهم، وكذلك ان الشباب ليست لهم رغبة بالقراءة والمتابعة الثقافة كما كنا نلاحظها بالاجيال السابقة حيث كانت المقهى منتدى ثقافي وفكري وسياسي ايضا ولكن مع المتغيرات لابد ان يكون التغيير مختلفا عن السابق، ونحن نعمل من اجل توفير المعيشة لعوائلنا ويكون عملنا متعبا جدا لان فيه الحركة خلال 24 ساعة من عمل المقهى من الصباح حتى المساء، ونتناوب انا واخوتي لادارة المقهى لانكم تلاحظون الرواد يأتون من كل مكان وطلباتهم كثيرة وزوايا المقهى المتشعبة تتطلب متابعة الزبون وتلبية طلبه وهي الشاي والدومينو والطاولي ومنهم من يحب أن يتواجد هنا بسبب موعد مع صديق أو زميل له ليناقشوا أي شيء سواء في العمل أو متابعة كتاب أو مناقشة موضوع منشور في صحيفة أو يستذكروا أيام زمان لأن اجواء المقهى تنقلهم لتلك الأيام والتي أستذكرها شخصيا كيف كان المكان صغيرا كما وكيف كانت سقوف المقهى قديمة جدا ومعمولة من الطين والسمنت وسقفه قديم جدا وهو نفس الطراز للمقهى البغدادي أيام زمان، وفيه مكتبة صغيرة بحجمها ولكنها كبيرة بمحتوياتها من الكتب والاصدارات المختلفة الاتجاهات ويمكن للزبائن ايضا استعارة اي كتاب واعادته الينا لكي يستفيد منه اكبر عدد من الزبائن عشاق القراءة.

واضاف:  هذا المقهى ورثناه عن والدي رحمه الله الذي افتتحه في عام 1950 وكانت النخبة الثقافية من الرواد هم الاكثر اقبالا ادباء شعراء فنانين ويكون يوم الجمعة هو الافضل بين ايام اللاسبوع عامة الناس في معظم اللاسبوع ولان فيها مكتبة صغيرة لمتابعة وقراءة الكتب واستعارتها واعادتها، وهي كتب مهمة وقديمة توثق الكثير من الاحداث السياسية والوطنية والثقافية والاجتماعية التي مرت في حقب الزمان، كما يحتوي المقهى على صور كثيرة لمختلف اوجه المجتمع وشخوصه منها لرياضيين وسياسيين وعسكريين وشعراء وادباء ومن نخب اجتماعية كانت حاضرة في تلك الحقبة للمدينة كما اود القول ان مساحة المقهى صغيرة جدا لماحصلت من توسعات وزاد عدد روادها منذ تلك الحقبة.

ـ ونعود لزبائن المقهى حيث يتحدث احد رواده لـ PUKmedia: اتذكر المقهى منذ اكثر من اربعون عاما وانه كان ملتقى لكبار المثقفين والادباء والشعراء الذين لم نجدهم في ايامنا!، هذا مع الاسف لان الكثير رحل عنا لدنيا الاخرة، ومابقى منهم متقاعد او مريض، مع انهم لعبوا دورا مهما في يوم من الا من تاريخ السليمانية ونهضتها الفكرية والسياسيه والادبية، ويعتبر بتقديري مرجعا حيث يحن لها الكثيرين من مثقفينا وادبائنا وحتى سياسيينا القدماء، ولكن مقاهينا اليوم ماعادت مثل ايام زمان فقد تحولت الى ساحة لعب وتمضية الوقت والفراغ! ومكانا للعاطلين عن العمل واكثرهم من خريجي الكليات مع الاسف الشديد والذين لم ينالوا فرص التوظيف فيمضون الوقت هنا او التسكع، فاين من زمننا واين اصبحنا الان!، فالمقاهي ماعادت كما كانت وياريت تعود كما كانت؟!..

 

 

PUKmedia خالد النجار/ السليمانية

 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket