الأنبار خائفة من صفقة حزب الله اللبناني و داعش

تقاریر‌‌ 11:25 PM - 2017-09-07
الأنبار خائفة من صفقة حزب الله اللبناني و داعش

الأنبار خائفة من صفقة حزب الله اللبناني و داعش

بينما تتطلع محافظة الأنبار لاستعادة السيطرة على آخر ثلاث بلدات يحتلها داعش، جاءت الصفقة التي ابرمها حزب الله اللبناني مع تنظيم داعش بنقل المئات من الإرهابيين الى الحدود العراقية لتثير قلق سكان المدينة ومسؤوليها.

الأسبوع الماضي ابرم "حزب الله" اللبناني صفقة مع تنظيم داعش بعد قتال دار لأيام بين الطرفين، وتقضي بنقل المئات من مقاتلي التنظيم من مناطق جرود والقلمون على الحدود السورية – اللبنانية الى محافظة دير الزور وبلدة البو كمال في سورية.

أصداء هذه الصفقة في العراق كانت سلبية على المستوى الرسمي والشعبي، واعتبرها رئيس الوزراء حيدر العبادي "إهانة للشعب العراقي"، وانتقد مسؤولون آخرون وحتى المواطنون الصفقة، واتهموا النظام السوري وحزب الله بالتآمر على العراق.

ويكمن السبب في التذمر العراقي أن مقاتلي داعش الذين سينسحبون من مناطق حدودية بين سورية ولبنان سينتقلون بموجب الاتفاق الى بلدة البو كمال في سورية، وهذه البلدة مجاورة لبلدة القائم في محافظة الانبار في العراق.

في آب (أغسطس) عام 2014 فاجأ "داعش" العالم عندما ألغى حدود معاهدة سايكس بيكو، ودمر السواتر الترابية الحدودية بين العراق وسورية ليعلن عن إقامة مدينة جديدة باسم "ولاية الفرات" تمتد من مدينة "البو كمال" السورية إلى مدينة "القائم" العراقية، لتصبح المدينة الأشد تحصيناً وأمنا لـ"داعش" لاعتبارات جغرافية.

وعندما شنت الحكومة العراقية هجوما واسعا في الأنبار في صيف العام الماضي تمكنت من تحرير مدن الفلوجة والرمادي وهيت وكبيسة والرطبة، لكنها تركت مدن عانة وراوة والقائم الواقعة على الحدود الدولية مع سورية لأسباب عدة، وفضّلت الذهاب الى الموصل أولا ومن ثم العودة الى الأنبار.

منذ أشهر يطالب المسؤولون المحليون وشيوخ العشائر في الانبار الحكومة بالإسراع في تنفيذ عملية عسكرية لاستعادة البلدات الثلاثة وحماية الحدود ولكن الحكومة تتجاهل ذلك وفقا لرئيس اللجنة الامنية في مجلس محافظة الانبار راجع العيساوي.

العيساوي قال: إن "الصفقة التي ابرمها حزب الله مع داعش هي كارثة للأنبار، الجميع يعلم أن قوة داعش تتركز على الحدود مع سورية، وبلدتي البو كمال في سورية والقائم في الأنبار تعتبر مدينة واحدة للمتطرفين ويطلقون عليها اسم ولاية الفرات".

ويضيف "هناك مؤامرة لإسقاط الانبار بيد الإرهابيين من جديد بعدما خاضت قوات الأمن ومقاتلو العشائر معارك شرسة مع المتطرفين العام الماضي لتحرير الرمادي والفلوجة وهيت والرطبة وكبيسة.. لماذا يتم نقل المئات من المتطرفين الى حدودنا ضمن صفقة سياسية مع إرهابيين؟".

العيساوي طالب الحكومة بإرسال تعزيزات عسكرية عاجلة الى الانبار خشية وصول الإرهابيين الى المدينة وشن هجمات على المدن المحررة.

بعد ثلاثة أيام على الصفقة بين حزب الله و"داعش" التي أبرمت يوم 28 الشهر الماضي، شن طيران "التحالف الدولي" الذي تقوده الولايات المتحدة غارات جوية استهدفت طرقا وجسورا كان من المفترض ان تمر منها قافلة الحافلات التي تقل الإرهابيين، لمنعهم من الوصول الى الحدود العراقية.

"التحالف الدولي" قال في بيان رسمي انه "لن يسمح لمقاتلي تنظيم داعش بالتحرك إلى الشرق نحو الحدود العراقية"، وأضاف إنه "لم يقصف المسلحين لوجود نساء وأطفال في القافلة".

توقفت القافلة التي تضم نحو (17) حافلة وتحوي نحو (300) مقاتل متمرس من "داعش" في منطقة صحراوية خاضعة لسيطرة الحكومة السورية تدعى السخنة بين محافظتي حمص ودير الزور.

العاصمة السرية لداعش
ومنذ أشهر يراقب ماجد المحلاوي أحد قادة مقاتلي العشائر في مدينة حديثة غرب الانبار مع المجموعة التي يقودها الصحراء المطلة على ضواحي البلدة خشية تسلل الارهابيين من المدن الثلاثة المجاورة الواقعة تحت سيطرة "داعش".

مقاتلو العشائر بنوا مع قوات الفرقة السابعة للجيش العراقي سواتر ترابية لمنع العجلات المفخخة من التسلل الى بلدتهم، وفي بعض الاحيان يشنون هجمات سريعة في المناطق الصحراوية المجاورة للتأكد من عدم وجود مخابئ للمتطرفين.

يقول المحلاوي: إن "ولاية الفرات التي تضم مدينتي القائم والبو كمال هي العاصمة السرية لداعش، وفيها يوجد قادة التنظيم الذين يديرون شؤونه، الجميع يعتقد ان قوة داعش تكمن في الموصل او الرقة، ولكن في الحقيقة ان قوتهم تكمن هنا في ولاية الفرات، ونهايتهم ستكون هنا أيضاً وليس اي مكان اخر في العالم، ولكن المعركة ستكون صعبة ومعقدة".

ويشير المحلاوي الى ان معلومات استخباراتية تؤكد ان آلافاً من مقاتلي "داعش" الذين هربوا من معارك الانبار وصلاح الدين والموصل خلال الشهور الماضية يتحشدون اليوم على الحدود بين العراق وسورية لتوحيد صفوفهم، والصفقة الأخيرة التي تمت بين النظام السوري وداعش بنقل المزيد من المقاتلين على هذه المنطقة تمثل كارثة، نحن لم ولن نتفاوض مع الإرهابيين".

عندما اعلنت قوات الامن العراقية في حزيران (يونيو) من العام الماضي استعادة مدينة الفلوجة، قررت التوجه نحو الموصل في الشمال بدلا من تطهير باقي مدن الأنبار من الإرهابيين لأسباب عدة بينها المسافة البعيدة لمدينة "القائم" عن القواعد العسكرية، وفقا للنقيب في الفرقة السابعة عمر العبيدي.

ويقول هذا الضابط الذي تنتشر فرقته في قاعدة "عين الأسد" الى جانب جنود أميركيين: ان "معركة تحرير القائم ليست سهلة وتختلف عن معارك الرمادي والفلوجة وصلاح الدين".

ويضيف أن "المشكلة الاخرى التي ستواجه الجيش عندما يخطط لتحرير هذه المدينة، أنها تقع على الحدود مع سورية، وسيهرب المتطرفون هناك لبعض الوقت ومن ثم يعودون مجددا، لان القوات العراقية لا تستطيع تأمين الحدود الطويلة مع سورية والتي يبلغ طولها (600 كلم) دون وجود قوات من الجانب الآخر لمحاصرة الإرهابيين".

PUKmedia عن نقاش

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket