تقرير.. تطهير المدن من الالغام مسؤولية إنسانية دولية

تقاریر‌‌ 11:16 AM - 2017-08-13
تقرير: تطهير المدن من الالغام مسؤولية إنسانية دولية

تقرير: تطهير المدن من الالغام مسؤولية إنسانية دولية

منذ ان اخترع العالم ألفريد نوبل مؤسس (جائزة نوبل ) البارود والديناميت، ابتليت البشرية باختراع الاسلحة المدمرة والقاتلة والفانية والمبيدة بابشع صورها وغادرتنا الاسلحة التقليدية من السيوف والحراب والرماح لتتحول الى الاسلحة الثقيلة والخفيفة والنيوترونية والبايولوجية والذرية، وغيرها من الاسلحة، ليصل الاختراع ( بالالغام ) التي تعددت وتنوعت والموت فيها واحد ! والضحية هو المواطن المدني البريئ وحتى العسكري الذي يتلقى الاوامر وينفذها بدون مناقشة ليس له ذنب فيها؟.

بعد ان وضعت الحرب العراقية ـ الايرانية  اوزارها قبل سنوات عديدة، الا ان بعض المحافظات الكوردية لاتزال تشكو من خطر الموت بسبب الالغام، من مختلف الانواع المخصصة للافراد والمعدات العسكرية الثقيلة مثل الدبابات والناقلات. والسليمانية هي احدى تلك المحافظات التي تعاني من هذه الافة الخطيرة التي تتربص بالموت للانسان في اية لحظة وفي اي مكان زرعت فيه. لذلك لابد من ايجاد سبل مثلى للتخلص منها وابعاد مخاطرها على المواطنين وخاصة في القرى والارياف البعيدة والمحاذية للحدود الدولية.

هناك تقصير كبير من الجهات المعنية ببرنامج التوعية المدنية لمخاطر الالغام المزروعة والتي تتسبب بسقوط العديد من الضحايا كل عام من المدنيين وخاصة القاطنين في القصبات والقرى الحدودية التي زرعت فيها انواع وكميات كبيرة ومتنوعة من الالغام التي تتربص لكل غافل عنها ، وعلى الاجهزة المعنية تنظيفها والعمل الجدي لانها تتسبب بالكثير من الدمار والضحايا سواء الموت المحتم او الاعاقة وان محافظة السليمانية لديها الحصة الاكبر في عدد الالغام المزروعة فيها بالرغم من تنظيف مساحات كبيرة الا ان ذلك ليس بالمستوى المطلوب .

افاد جلال شاكلي مدير دائرة شؤون الالغام في السليمانية لـ PUKmedia بانهم كمديرية مختصة في مجال الالغام يعملون منذ فترة طويلة من اجل تنظيف معظم المناطق والقرى والقصبات التابعة للمحافظة، وقد تم تحديد المساحات الملوثة بالالغام لاكثر من 295 مليون متر مربع ، وقد انجز منها وتنظيف اكثر من 40% والمساحة المتبقية هي 165 مليون متر مربع ، وهذه مساحة كبيرة جدا، بالرغم من ان هناك 20 فرقة لمكافحة وتنظيف الالغام ومنها منظمات دولية وهي لا تكفي امام هذه المساحة لخطورة العمل في هذا المجال، ناهيك عن خطر الالغام الذي تسبب بمقتل اكثر من 7000الاف مواطن، اضافة الى 2000 جريح ومعاق، داعيا الحكومة العراقية تقديم المساعدة لمواجهة هذه المشكلة لان امكانات المديرية ضعيفة جدا ومتواضعة لمعالجة هذه المشكلة واذا لم نتلقى المساعدة فان تنظيف الالغام قد يستغرق عشرات السنين، كما ان الظروف الاقتصادية الان اثرت بشكل مباشر على المشاريع الفنية والهندسية في المديرية بسبب ايقاف الدعم من الجهات الحكومية منذ 2014 ونعتمد الان على المنظمات الاجنبية المتطوعة لاتمام المشاريع المتوقفة وهناك الكثير من التخوف من اصابة المواطنين الاخرين جراء بقاء هذا الكم الهائل من الالغام المزروعة في مختلف المناطق الجبلية والسهلية وغيرها من الاماكن الاخرى.
 
من جانبه قال المهندس نوري شيخ رضا رئيس جمعية روج لمعوقي الالغام لـ PUKmedia: ان لجمعيتنا 9 فروع لاطراف السليمانية، وان عدد الاشخاص المسجلين في الجمعية هو 40 الف شخص ومن ضمنها جميع الاعاقات الجسدية واكثرها ضحايا الالغام المنفلقة، اي بحدود 30% من اعداد المسجلين في الجمعية، ومع الاسف الشديد فان ضحايا الالغام في السليمانية لم يتسلموا اية تعويضات من الحكومة المركزية او الاقليم، ويتسلمون فقط راتب الشؤون الاجتماعية، ونحن نعمل جاهدين على تفعيل القانون الخاص بمعوقي الالغام الذي اقره البرلمان العراقي.

واضاف انه وفي ظل الظروف الاقتصادية الحالية يصعب التعامل او حل مشكلة هذه الشريحة الا ان يصدر قرار بذلك.

يشار الى ان العراق هو البلد الثاني في العالم بعد افغانستان من حيث الالغام . ومحافظة السليمانية الاولى في العراق من حيث الالغام بسبب الحرب العراقيةــ  الايرانية وحرب الارهاب الداعشي الذي خلف الالغام بعد تركه المناطق التي كان يسيطر عليها بعد ان هزمه الجيش العراقي من تلك المناطق .

والتقى موقعنا بعدد من معاقي تلك الالغام والتي تشير الى ان حالتهم الماساوية مؤلمة جدا حيث يؤكد هوشيار عبد الله لـ PUKmedia: انا لست الوحيد المصاب بالالغام وفقدت احدى ساقي بسبب الالغام ، حيث هناك اكثر من 15 الف مصاب من جراء الالغام حسب المسجلين في السليمانية، مضيفا ان الكارثة لم نستلم حقوقنا التي اقرت في البرلمان العراقي لحد الان، ونحن ضحايا الحروب التي لم نجني منها غير الماسي والالم وفقدنا جزءا من اجسادنا  واثرت في انفسنا جميعا اضافة الى تاثيرها الجسدي .

 ان تطوير الألغام ووسائل تفجيرها استمر منذ الحرب العالمية الثانية، والتي استخدمت فيها أكثر من 300 مليون لغم مضاد للدبابات، سواء من قبل قوات التحالف أو دول المحور. فتوطدت بذلك مكانة الألغام في ترسانات الجيوش العالمية فظهر في أوائل الستينيات وحتى أوائل السبعينيات، الجيل الثاني من الألغام المضادة للأفراد وهي من نوع (Remotely Delivered Mines)، أي التي يمكن نشرها من مسافات بعيدة عن طريق الطائرات، وخاصة في عمق دفاعات العدو ومؤخرته، لإحداث خسائر به أثناء انسحابه، ووقف إمداداته. وقد استخدمتها القوات الأمريكية في خلال حربها في فيتنام ، وأُلقِي الآلاف منها على لاوس، وكمبوديا، كما استمر تطوير أساليب نشر الألغام المضادة للأفراد وبعثرتها، وظهر في الثمانينيات، قذائف المدفعية، والصواريخ الميدانية، وقنابل الطائرات الحاملة لها،كما تطورت وسائل تفجيرها، لتكون "إلكترونية وموقوتة". وشمل التطوير الغلاف الخارجي للُّغْم، والمواد المتفجرة، ذات التقنية العالية"، أصبحت أسلحة مفضلة، لا يُستغنى عنها في العمليات الحربية، أو الصراعات الداخلية. وقد شُبِّهت الألغام، في تقارير اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بمقاتلين، لا يحملون أسلحة ظاهرة، ولكنهم لا يخطئون هدفهم قط، ويصيبون ضحاياهم من دون تمييز.؟

PUKmedia خالــد النجــار / السليمانية

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket