شنكال .. جريمة العصر

تقاریر‌‌ 10:22 AM - 2017-08-02
شنكال .. جريمة العصر

شنكال .. جريمة العصر

تعتبر مجزرة شنكال التي ارتكبت بحق الكورد الإيزيديين أحد أكبر مجازر العصر وحشية، حيث يصادف، يوم 3/8/2017، الذكرى السنوية الثالثة للمجزرة، ففي 3/8/2014، هاجمت مجاميع داعش الارهابية قضاء شنكال، وقامت بتشريد ابنائها وقتل الآلاف منهم واختطاف أكثر من 5 آلاف امرأة وطفل.

 

ليلة الهجوم

في فجر يوم 3/8/2014، بدأ الهجوم بقنابر الهاون على قرية كرزرك واندلعت اشتباكات قوية هناك، وهاجمت مجاميع داعش الارهابية قرية سيبا شيخ خضر، وبدأ الاهالي بالتصدي للهجوم، ولكن بسبب عدم تكافئ القوتان المتحاربتان عسكرياً وانسحاب القوات المتواجدة هناك بدأ الأهالي بالبحث عن طرق للخروج، وبدأ المواطنون ممن يمتلكون السيارات بجمع أطفالهم ونسائهم والخروج من البلدة، أما الذين لايملكون سيارات فبدؤوا بالتوجه إلى جبل شنكال سيراً على الأقدام، جميع الذين خرجوا من البلدة سواءً بالسيارات أو سيراً على الأقدام توجهوا إلى جبل شنكال، ارتفاع درجات الحرارة، ادى الى تدهور كبير في اوضاع العوائل وخاصة الأطفال، وفي الطريق فقد العشرات وربما المئات من الأطفال والشيوخ حياتهم عطشاً.

وعلى جبل شنكال قامت قوات بيشمركة الاتحاد الوطني الكوردستاني بصد الهجمات التي شنتها المجاميع الارهابية وتمكنت من حماية ابناء مدينة شنكال ودفع خطر الارهابيين عنهم، وقدمت تضحيات في سبيل حماية المواطنين.

وعند دخول التنظيم الارهابي الى مدينة شنكال، بدأ بأرتكاب المجازر ضد الايزيديين ونهب وسرق ممتلكاتهم، وقام بأختطاف النساء وسبيهن، واعتبر الفعل من ابشع الصور في التاريخ العراقي الانسانية. قام عناصر التنظيم الارهابي باعتقال عدد من المواطنين وطلبوا منهم اعلان اسلامهم، اطلقوا النار على كل من رفض طلبهم. كما قام بسبي نساء الايزيديين وبيعهن كالجواري في سوق العبيد، كما نقلت المجاميع الارهابية المئات من المختطفين الأيزيديين إلى مدينة الرقة السورية بعد اختطافهم من شنكال وباعت النساء والفتيات مقابل 500 دولار واقل. او وُزعن على الارهابيين.

 

شهادات مفجعة لايزيديات اغتصبهن داعش

قام تنظيم داعش الارهابي بعمليات اغتصاب واعتداءات جنسية أخرى ممنهجة بحق سيدات وفتيات إيزيديات. وقد أجرت هيومن رايتس ووتش أبحاثاً، تشمل إجراء مقابلات مع 20 سيدة وفتاة من اللواتي هربن من داعش.

ووثقت هيومن رايتس ووتش نهجاً من الاغتصاب والاعتداءات الجنسية والاسترقاق الجنسي والتزويج القسري المنظمة من قبل تنظيم داعش الارهابي. وتعد تلك الأفعال جرائم حرب وقد ترقى إلى مصاف الجرائم ضد الإنسانية. وما زالت الكثيرات من السيدات والفتيات في عداد المفقودين، لكن الناجيات الموجودات الآن في كوردستان بحاجة إلى دعم نفسي اجتماعي وضروب أخرى من المساعدة.

قالت ليزل غيرنتهولتز، مديرة برنامج حقوق المرأة: "لقد ارتكبت داعش أعمال الاغتصاب والاعتداء الجنسي المنظمة وغيرها من الجرائم المروعة بحق سيدات وفتيات إيزيديات. وتحتاج اللواتي حالفهن الحظ فهربن إلى العلاج من الصدمة التي لايمكن تخيلها والتي تحملنها".

وقامت داعش باحتجاز عدة آلاف من الإيزيديين المدنيين في محافظة نينوى،. وقال شهود إن الارهابيين عملوا منهجياً على فصل الشابات والمراهقات عن أسرهن وعن بقية الأسرى، ونقلوهن من موضع إلى آخر داخل العراق وسوريا.

وقالت شابات وفتيات: إن ارهابيي داعش بدأوا بفصلهن عن الرجال والصبية والسيدات الأكبر سناً، ثم قام الارهابيون بنقل السيدات والفتيات عدة مرات على نحو منظم وممنهج إلى مواضع مختلفة في العراق وسوريا. ورغم أن معظم ارهابيي داعش كانوا فيما يبدو سوريين أو عراقيين، إلا أن الناجيات قلن إن بعض المسيئين إليهن قالوا لهن إنهم جاءوا من بلدان أخرى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بما في ذلك من ليبيا والجزائر والسعودية والأراضي الفلسطينية، وكذلك من أوروبا وآسيا الوسطى.

وصفت السيدات والفتيات تكرر الاغتصاب والعنف الجنسي وغير ذلك من الانتهاكات في الأسر لدى داعش.

وقالت جليلة (تم تغيير أسماء جميع الناجيات لدواعي أمنهن)، 12 سنة، إن رجالاً عرب تعرفت عليهم من قريتها شمالي شنكال اعترضوا طريقها هي وسبعة من أفراد عائلتها في 3 آب 2014، بينما كانوا يحاولون الفرار من داعش. قام الرجال بتسليم العائلة إلى ارهابيي داعش، الذين فصلوا جليلة وشقيقتها وزوجة شقيقها وابن شقيقها الرضيع عن بقية أفراد العائلة وأخذوهم إلى تلعفر. وفيما بعد أخذ الارهابيون جليلة وشقيقتها إلى الموصل. وبعد 35 يوماً فصلوا جليلة عن شقيقتها وأخذوها إلى منزل في سوريا يؤوي أخريات من الشابات والفتيات الإيزيديات المختطفات. وقالت جليلة: كان الرجال يأتون لانتقائنا. وعند مجيئهم، كانوا يأمروننا بالوقوف ثم يفحصون أجسادنا. وكانوا يأمروننا بإظهار شعورنا ويضربون الفتيات أحياناً إذا رفضن. كانوا يلبسون الدشداشة ولهم لحى وشعور طويلة.

وقالت: إن ارهابي داعش الذي انتقاها صفعها وجرها من المنزل حين قاومت. وقالت: "قلت له ألا يلمسني وتوسلت إليه حتى يطلق سراحي. قلت له أن يأخذني إلى أمي. كنت فتاة صغيرة، فسألته: ’ماذا تريد مني؟’ وقد قضى 3 أيام في ممارسة الجنس معي".

قالت جليلة: إن 7 من ارهابيي داعش "امتلكوها" أثناء أسرها، واغتصبها أربعة منهم في عدة مناسبات: "أحياناً ما كنت أباع. وأحياناً أوهب كهدية. وكان الأخير الأكثر شراسة، كان يربط يديّ وساقيّ".

 

قال انني ابنته... واغتصبني

وقالت فتاة أخرى عمرها 12 عاماً، هي وفاء، إن ارهابيي داعش اختطفوها هي وعائلتها في آب من قرية كوتشو. وأخذ الرجال العائلة إلى مدرسة في تلعفر مليئة بالأسرى الإيزيديين، حيث فصلها الرجال عن عائلتها. ومن هناك أخذوها إلى عدة مواضع داخل العراق، ثم إلى الرقة في سوريا. وأكد ارهابي أكبر سناً لوفاء إنها لن تصب بسوء لكنه مع ذلك اغتصبها عدة مرات، بحسب قولها.

قالت وفاء: "كان ينام معي في نفس المكان وقال لي ألا أخاف لأنني مثل ابنته. وذات يوم استيقظت لأجد ساقيّ ملطختين بالدماء". فرت وفاء بعد 3 شهور من اختطافها، لكن أبويها و3 أشقاء وشقيقة واحدة ما زالوا في عداد المفقودين. وقالت السيدات والفتيات اللواتي قلن إنهن لم تتعرضن للاغتصاب إنهن تحملن التوتر والقلق المستمر عند مشاهدة معاناة الأخريات، مخافة أن يحين دورهن.

 

المغتصبات تتراوح اعمارهن من 8 الى 30 سنة

وقالت ديلارا، 20 سنة، إن ارهابيي داعش أخذوها إلى قاعة أفراح في سوريا، حيث شاهدت نحو 60 أسيرة إيزيدية أخرى. وقال ارهابيو داعش للمجموعة: "انسين أقاربكن، فمن الآن وصاعداً ستكنّ زوجاتنا وتحملن أطفالنا، ويهديكن الله للإسلام وتقمن الصلاة". وقالت لـ هيومن رايتس ووتش إنها كانت تعيش في خوف مقيم من أن يتم جرها بعيداً مثل كثيرات من السيدات والفتيات قبلها: منذ التاسعة والنصف صباحاً كان يحضر رجال لشراء فتيات واغتصابهن. ورأيت بعيني ارهابيي داعش وهم يشدون فتيات من شعورهن ويضربونهن ويقرعون رؤوس أي فتاة تقاوم. كانوا كالحيوانات... فور خروجهم بالفتيات كانوا يغتصبونهن ويعيدونهن لتبديلهن بأخريات جديدات. وكانت أعمار الفتيات تتراوح بين 8 سنوات و30 سنة... بقيت 20 فتاة فقط إلى النهاية.

وقالت شقيقتان، هما رنا، 25 سنة، وسارة، 21 سنة، إنهما لم تستطيعا القيام بشيء لمنع الإساءة إلى شقيقتهما التي تبلغ من العمر 16 سنة بأيدي 4 رجال على مدار عدة أشهر. وقد سُمح للشقيقة بزيارتهما فقالت لهما أن الرجل الأول الذي اغتصبها، والذي وصفته بأنه أوروبي، كان يضربها أيضاً ويقيد يديها ويصعقها بالكهرباء ويحرمها من الطعام. وقالت لهما إن ارهابياً آخر اغتصبها فيما بعد لمدة شهر ثم أعطاها إلى جزائري لمدة شهر آخر. وكانت آخر مرة تريانها فيها حينما أخذها ارهابي داعشي سعودي. وقالت سارة: "لانعرف عنها شيئاً منذ ذلك الحين". وقالت الشقيقتان إنهما تعرضتا بدورهما للاغتصاب المتكرر من جانب رجلين، قال أحدهما إنه من روسيا والآخر من كازاخستان.

وقالت بعض السيدات والفتيات، إن ارهابيي داعش كانوا يضربونهن إذا قاومن أو تحدوهم بأي شكل.

وقالت زارا، 13 سنة، إن ارهابيي داعش اتهموها هي وفتاتين أخريين بتدنيس نسخة من القرآن فيما كانوا يحتجزون الفتيات أسيرات في مزرعة. وقالت: "عاقبوا ثلاثتنا بأخذنا إلى الحديقة وتقييد أيدينا بالأسلاك. كنا معصوبات الأعين وقالوا إنهم سيقتلوننا إذا لم نعترف بهوية الفاعلة. وضربونا لمدة 10 دقائق ثم أطلقوا طلقة في الهواء".

وتمكنت ليلى، 25 سنة، من الفرار من المنزل الذي كانت تحتجز فيه أسيرة، لكن لأنها كانت خلف خطوط داعش فقد أدركت أنها محاصرة وشعرت بالاضطرار للعودة. وسألها الارهابي القائد، وهو عراقي، عن سبب محاولتها الفرار، وقالت إنها ردت عليه: "لأن ما تفعلونه بنا حرام ويخالف الإسلام". فضربها بسلك كما عاقب الحارس الذي أخفق في منع شروعها في الهرب. وضربها الحارس أيضاً. وقالت: "منذ ذلك الحين تدهورت حالتي الذهنية وأصبت بنوبات إغماء".

 

التزويج القسري

قالت سيدات وفتيات إن ارهابيي داعش أخبروهن بشرائهن من ارهابيين آخرين لداعش بمبالغ تصل إلى 2000 دولار أمريكي.

وفي بعض الحالات كان ارهابيو داعش يتزوجون قسراً من أسيراتهم الإيزيديات بدلاً من شرائهن. وقالت نارين، 20 سنة، إنه حينما قام ارهابي يدعى أبو دعد بإحضارها إلى منزله، غادرت زوجته المنزل احتجاجاً. وجاء بقاض لإتمام مراسم الزواج إلا أن نارين رفضت المشاركة. وألح أبو دعد في محاولة نيل موافقة عائلة نارين، فاتصل بشقيقها في ألمانيا. وقالت نارين: "لكن شقيقي رفض الزواج وعرض دفع 50 ألف دولار مقابل إطلاق سراحي. ولم يقبل أبو دعد".

وقالت نادية، 23 سنة، إنها فصلت عن رجال عائلتها حينما اختطفها ارهابيو داعش من قريتها قرب شنكال. وحاولت إقناع ارهابيي داعش بأنها متزوجة لتجنب الاغتصاب، لأنها كانت قد سمعت أن ارهابي داعش يفضلون العذراوات. ومع ذلك فقد أخذوها إلى سوريا وقال أحد الرجال إنه سيتزوجها. وقالت نادية: "قالت الفتيات الأخريات معي إن الزواج بالمتزوجات حرام، فرد الرجل: ’لكن ليس إذا كنّ إيزيديات’".

 

محاولات الانتحار

وصفت السيدات والفتيات اللواتي محاولاتهن للانتحار أو محاولات غيرهن لتجنب الاغتصاب أو التزويج القسري أو تغيير الديانة قسراً. فوصفن قطع المعاصم بالزجاج أو الشفرات، أو محاولات شنق أنفسهن، أو صعق أنفسهن كهربياً في مغطس الحمام، أو تناول ما اعتقدن أنه سم.

وقد تمكنت رشيدة، 31 سنة، من التحدث مع أحد أشقائها بعد اختطافها عن طريق استخدام الهاتف الخاص بأحد الارهابيين في الخفاء. فقالت لشقيقها إن ارهابيي داعش يرغمونها على التحول إلى الإسلام ثم الزواج. فقال لها إنه سيحاول مساعدتها لكن إذا لم يستطع، كما قالت رشيدة، "فإن عليّ أن أنتحر لأن الانتحار أفضل من البديل".

وفي توقيت آخر من نفس اليوم أجرى ارهابيو داعش قرعة على أسمائنا وبدأوا في اختيار السيدات بسحب الأسماء. وأرغمني الرجل الذي انتقاني، أبو غفران، على الاستحمام لكنني حاولت الانتحار وأنا في الحمام. كنت قد وجدت بعض السم في المنزل، فأخذته وأنا في الحمام. عرفت أنه سم من رائحته. فوزعته على بقية الفتيات ومزجت كل منا بعضاً منه بالماء في الحمام، وشربناه. ولم تمت أي منا لكننا مرضنا جميعاً، وانهار البعض منا.

وقالت ليلى إنها شاهدت فتاتين تحاولان الانتحار بقطع المعصم بزجاج مكسور. كما حاولت الانتحار حينما أرغمها آسرها الارهابي الليبي على الاستحمام، وهو ما تعرف أنه يمهد في المعتاد للاغتصاب: دخلت الحمام، وفتحت الماء، ووقفت على مقعد حتى آخذ سلك توصيل الإضاءة لأصعق به نفسي، لكن لم تكن هناك كهرباء. وبعد أن أدركوا ما أفعله ضربوني بخشبة طويلة وبقبضاتهم. تورمت عيناي وازرق ذراعاي. قيدوا يديّ إلى الحوض ومزقوا ثيابي بسكين وغسلوني. ثم أخرجوني من الحمام وأدخلوا صديقتي واغتصبوها في الغرفة أمامي.

وقالت ليلى إنها تعرضت للاغتصاب بعد ذلك. وقالت إنها حاولت الانتحار ثانية وعرضت على هيومن رايتس ووتش الندوب التي تعلو معصمها حيث قطعته بشفرة.

 

تغيير الديانة قسراً

قال نحو نصف السيدات والفتيات إن ارهابيي داعش ضغطوا عليهن للتحول إلى الإسلام. وقالت زارا، 13 سنة، إنها احتجزت أسيرة في منزل من 3 طوابق في الموصل مع فتيات تتراوح أعمارهن بين 10 و15 عاماً: حين جاءوا لانتقاء الفتيات، كانوا يشدونهن بعيداً. فتبكي الفتيات وتفقدن الوعي، فيضطرون لأخذهن بالقوة. كما جعلونا نتحول للإسلام فكان علينا جميعاً تلاوة الشهادة. كانوا يقولون: "أنتم الإيزيديون كفار، وعليكم ترديد هذه الكلمات وراء القائد". جمعونا كلنا في مكان واحد وجعلونا نردد وراءه. وبعد تلاوة الشهادة، قال لنا لقد اعتنقتم الآن ديننا وهو الدين الصحيح. لم نكن نجرؤ على الامتناع عن ترديد الشهادة.

قام ارهابيي داعش باحتجاز نور، 16 سنة، في أماكن مختلفة تشمل الموصل. وقالت نور: "طلب منا قائد تلك المجموعة التحول إلى الإسلام وتلاوة القرآن. وأرغمنا على تلاوة القرآن وبدأنا نصلي ببطء. بدأنا التصرف كالممثلين".

 

جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية

يشكل الاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي، والاسترقاق الجنسي، والمعاملة القاسية وغيرها من ضروب الانتهاكات المرتكبة أثناء نزاع مسلح، انتهاكات لقوانين الحرب. وقد قضت المحاكم الجنائية الدولية بأن الاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي قد يرقى أيضاً إلى مصاف التعذيب.

ويعد مرتكبو الانتهاكات الجسيمة لقوانين الحرب بنيّة إجرامية مسؤولين عن جرائم حرب. وقد يقع القادة العسكريون والمدنيون تحت طائلة الملاحقة على جرائم الحرب بمقتضى مسؤولية القيادة إذا علموا أو كان يجب أن يعلموا بارتكاب جرائم حرب مع عدم اتخاذ إجراءات كافية لمنعها أو معاقبة المسؤولين عنها.

كما يمكن أن يعد الاغتصاب الجماعي وغيره من الانتهاكات الخطيرة بحق المدنيين الإيزيديين جرائم ضد الإنسانية. والجرائم ضد الإنسانية هي الجرائم الخطيرة، بما فيها الاغتصاب والاسترقاق الجنسي والاستعباد والحبس غير المشروع واضطهاد جماعة دينية، وغير ذلك من الأفعال اللاإنسانية التي تسبب معاناة كبيرة عن عمد، وتشكل جزءاً من هجمات واسعة النطاق أو ممنهجة على سكان مدنيين.

ويشير لفظ "واسعة النطاق" إلى نطاق الأفعال المرتكبة أو عدد الضحايا، كما يتعلق لفظ "ممنهجة" بـ"نمط أو خطة منهجية". وتشير تصريحات داعش العلنية المتعلقة بالاسترقاق والتزويج القسري وانتهاك السيدات الأسيرات، علاوة على البيع المنظم للسيدات والفتيات الإيزيديات، إلى ممارسة واسعة النطاق وخطة ممنهجة للتحرك من جانب داعش.

 

نادية مراد: كل ايزيدي يسأل ماذا حدث في شنكال ولماذا؟

المرشحة الكوردية لنيل جائزة نوبل للسلام نادية مراد، تختصر شخصيتها وشجاعتها قصة الايزيديين ومعانتهم، حينما وجدوا انفسهم بين ليلة وضحاها بين انياب داعش الارهابي دون معين..

نادية مراد الانسانة القوية التي تضيف شجاعة لكل المعذبين والضحايا.. تحمل رسالة صريحة، ضد الارهاب وضد داعش وضد كل ما يقتنص من مفهوم الانسان والانساية.. تقول انها لاتخاف وصوتها هو صوت كل الايزيديين وجميع الاقليات.. انها تحكي من جديد القصة الاليمة واشياء اخرى تبعث الامل والشجاعة والاصرار..

 

* كيف تمكنت نادية من الهروب من قبضة داعش؟

ـ هروبي لم يكن سهلا، ليس هناك هروب سهل من التنظيم، اغلب الايزيديات الذين يحاولون الهرب يتم مسكهم وتعذيبهم واغتصابهم بشكل وحشي عقابا لمحاولة الهروب. انا هربت في المحاولة الثانية وبقدرة الخالق ومساعدة عائلة في داخل الموصل، المحاولة الأولى فشلت وتم وضعي في غرفة لحراس مقر الدولة الإسلامية وتم التعدي على جسدي من قبل ستة حراس لليلة كاملة حتى فقدت الوعي.

 

* ماذكرتيه امام مجلس الامن من المأسى التى تعرضت لها فترة اسرك لدى داعش، هل كانت كل شي؟ بشكل أخر، هل مازالت هناك أشياء لم تذكرها نادية؟

ـ انني بالتأكيد لم اذكر كل الذي حدث لي بتفاصيله، ولكنني اقلت اغلب تفاصيل قصتي، ما يفعله داعش بالايزيديات والاطفال لا يمكن وصفه من حيث البشاعة وهناك تفاصل حتى لو نذكرها ربما لا يصدقها الناس، انا نفسي لم اصدق بان كيف للإنسان ان يرتكتب هكذا جرائم بحق الانسان، انهم بالفعل وحوش العصر وارتكبوا جرائم كثيرا ربما لم يخبروها البنات والنساء لبشاعتها.

 

* اتساءل ، هل هناك خطوط حمراء عند نادية في الحديث عن القضية الايزيدية بشكل عام وعن المختطفات الايزيديات الموجودات عند داعش لحد الأن؟ هل هناك الخوف مثلا فى الحديث عن أى شى يذكر أو ماذكرتيه سابقا ..وماهي ؟.

ـ انا لا أخاف، فليس لدينا شيء ان نخسره بعد، هم سرقوا منا حياتنا، سرقوا منا عوائلنا، سرقوا منا احلامنا وارضنا وكل ما نملك، ليس لدي شيء بعد لاخسره، انا حيث قررت ان اخبر العالم عن قصتي اخترت ان لا أخاف وان أكون صوتا للالاف الذين يتم هتك كرامتهم كل يوم.

 

* ما تبعات سقوط شنكال بهذا الطريقة ومن هو المقصر؟

ـ وجدنا انفسنا في صباح الثالث من آب دون حماية، ونحن منذ ذلك التاريخ، لست فقط انا، وانما كل ايزيدي في العالم، يتسأل ماذا حدث، لا زلنا ننتظر الإجابة، وسننتظر الإجابة الى ان يتم تقديمها بشكل مقنع واحقاق العدالة. انا فتاة كنت أعيش مع عائلتي ولم نتدخل يوما في السياسة، لذلك السياسة ليس عملي، ولكن من حقنا ان نعرف ماذا حدث ولماذا لم يتم حمياتنا. انا اليوم اتحدث عن جرائم داعش حتى تتوقف وهذا هو المهم الان، اتحدث حتى يتكاثف العالم من اجل تحرير البنات والأطفال، من اجل تحرير قريتي حتى أقوم بدفن اخواني، انا اتحدث حتى يعرف العالم بان إبادة جماعية حدثت ضد الايزيديين والجرائم ضد الإنسانية تقع ضد الأقليات جميعها وجميع شعوب المنطقة. انا قضيتي ليست سياسة، ولكن انا ضحية وجميع الايزيديين هم ضحايا هذه الإبادة.

 

* ماتعرضت لها الاقلية الايزيدية فى كورستان من مأسى وأرهاب على من تقع مسؤليتها؟

ـ على الجميع ان يعرف ان الايزيدية تعرضوا الى إبادة جماعية راح ضحيتها اكثر من ثلاثة الاف قتيل، بينهم العجز والمعوقين أيضا، تم حرق الناس وهم احياء، تم قتل الأطفال والنساء، تم خطف اكثر من 5800 امراة وطفل، واخذ الأطفال الى معسكرات التدريب والنساء للاستعباد الجنسي، نحن خسرنا كل ما نملك وفقدنا الثقة بالعيش على ارضنا، وانتم تعرفون كيف ان الالاف من الايزيدية يهاجرون ارضهم كل يوم ويموت منهم المئات كل شهر في البحار. يوم امس ماتت شابة بعمري من خانصور في بلغاريا براد بينما كانت تحاول ان تهاجر، الايزيدية فقدوا الثقة واغلبهم يبحثون عن مكان يأويهم. حماية الايزيدية كانت مسؤولية كوردستان ومسؤولية العراق.

 

* كيف ترين دور البرلمان العراقي والكوردستاني فى ادانتها لماتعرضتم لها من دمار وأرهاب على يد داعش؟ هل كانت بمستوى وحجم الدمار التى لحقت بكم ؟.

ـ لا انا ولا أي ايزيدي يحس بان هناك جدية في التعامل مع القضية الايزيدية، اكثر من سنة وأربعة اشهر مرت ولم يعقد أي من البرلمانين حتى اجتماعا واحدا على ابادتنا، انا كنت في المخيمات لما يقارب من سنة ولم يسمع احد صوتي او صوت الناجيات.

 

* بعد تحررك من قبضة الدواعش عدت الى كوردستان، كم من المدة بقيت هناك قبل توجهك الى المانيا؟

ـ بقيت حوال تسعة اشهر في كوردستان ومن ثم توجهت الى المانيا التي استقبلتني مع الف ناجية أخرى.

 

* ماذكرتيه امام مجليس الامن ، هل ذكرتيه في كوردستان؟ والى من، وكيف كانت ردة فعل الجهات التى ذكرتيها لهم؟

ـ نعم التقيت مع الاعلام عدة مرات وأيضا مع المنظمات وكنت اقص قصتتي دائما، أيضا كان لي زيارة الى البرلمان البريطاني وزيارة الى جنيف.

 

* بعد رجوعك الى كوردستان ، هل قابلت فتيات محررات من قبضة داعش ؟ ماهى النقاط المشتركة بينك وبينهم؟ هل هناك أختلاف فى قصص هؤلاء الفتيات وقصتك انت كناجية من قبضة داعش؟

ـ داعش استخدمت تقريبا نفس الأسلوب مع جميع الايزيدين، حيث تم قتل الرجال واختيارهم بين الإسلام والموت، حتى الذين اسلموا تم قتلهم، النساء الجميلات وغير المتزوجات تم اخذهن للاستعباد الجنسي، ام الأطفال الذكور فتم تجنيدهم في المعسكرات، ام النساء المتزوجات واطفالهم في اغلب الأحيان كانوا ينتظرون عليهم 40 يوما ومن ثم يقوموا باغتصابهم أيضا وتوزيعهم وتاجيراهم واعطائهم هدايا، اي لايوجد فرق.

 

* هناك المئات من المحررات الايزيديات الباقيات في كوردستان والتي لم تتوفر لهن فرصة اللجوء الى خارج العراق ، برأيك ماهي اهم المشاريع التى يجب ان تتوفر لهن  باسرع وقت ممكن ؟

ـ أتمنى ان يشمل برنامج العلاج في المانيا او في دولة لبقية البنات حتى يستطيعوا الخروج ان أرادوا ذلك، في كوردستان يجب ان يتم توفير المساعدة لمن لا يرغب بالذهاب، ففي المخيمات ليست هناك حياة، الناجية حين تعود لا تملك حتى ثمن شراء ملابسها، الناجيات يحتاجون الى دعم حقيقي.

 

* طيلة فترة وجودك فى كوردستان، من قابلت أحد على المستوى السياسي والحكومي، ماذا التمست منهم ؟هل كانت تعاطفهم مجرد تعاطف شكلى أم  حضور جدى ورؤية جدية لحل القضية الايزيدية بشكل عام وقضية المختطفات على وجه الخصوص؟

ـ لم يقابلني احد، ذهبت الى برلمان كوردستان مرة وطلب معالجة اخي في الخارج، لانه كان على وشك ان يفقد يده التي اصابت في الاسر، ولكن لم يساعدوني وقالوا انهم لا يستطيعون دفع التكاليف حتى خسر اخي يده بالكامل. كنا نتمنى ان نقابل المسؤوليين ولكن لم يقابلنا احد.

 

* كيف تمكنت من الوصول الى الأمم المتحدة، عن طريق أى جهة وصلت ..ولماذا نادية على وجه الخصوص؟

ـ تمكنت من الوصول بدعوة من يزدا، وهي منظمة ايزيدية عالمية مقرها الولايات المتحدة، يزدا بعثت لي طلب وشرحوا لي عن الجلسة وانا وافقت، كنت قررت ان انشر في العالم قصتي.

 

* هل من افراد عائلتك الموجودين عند داعش رجعوا وحرروا .. أم لحد الان وهم مختطفين؟

ـ قتل وسبي اغلب افراد عائلتي، من تسعة اخوان فقط ثلاثة هم احياء البقية قتلوا، امي أيضا قتلت والكثير من الاقاربي.

 

* ماهى خططك الآنية هل من خطة او مشروع عمل معين؟

ـ أتمنى ان أوصل رسالتي الى كل العالم، خطتي ان اتجول بين دول العالم جميعها حتى يسمعوا قصتي، حتى يعرف العالم حجم الإبادة التي حلت بالايزيدية وحجم العنف الذي يمارس ضد الأقليات وتبعات الحرب على المنطقة كاملة. لا يجب ان يتعرض أي امراة واي طفلة في العالم الى الاغتصاب في سنة 2016، انا سادافع عن المراة والطفل أينما كانوا، انا ساستمر في نقل هذه الرسالة الى العالم حتى يصحى الضمير الإنساني ونتفق جميعا على محاربة الإرهاب وإعادة السلام.

 

* لديكم رسالة انسانية كبيرة موجهة الى العالم جمعاء، هل طاقتك الذاتية والمحيطين من حولك من اقارب واصدقاء يمثلون لك الدعم اللازم من هذه الناحية لايصال الرسالة ؟

ـ نعم معي فريق جيد من النشطاء الايزيدية من يزدا وغيرهم ايضا ويقومون بدعمي ومساندتي في قضيتي. كل المجتمع  يشجعني و يحثني على الاستمرار. هناك تعاطف عالمي التمسه في كل مكان اذهب اليه، هناك حس انساني يجمعني مع البشرية في كل مكان وهذا الحس الانسان هو الداعم الأكبر لي، الكثيرين يبكون حينما يروني ويشعرون بقضتي، هذه هي الطاقة التي تعطيني الاستمرارية. اكتب لك هذه الأجوبة من لندن حيث التقيت بالناس من مختلف الخلفيات وجميعهم اعلنوا تضامنهم، الكثيرين ابكتهم بقصتي وهم أعطوا لي الامل. هذه الرسالة الإنسانية لا احملها فقط لمجتمعي، وانما احملها لكل البشرية وللطفل والمراة في كل مكان في العالم.

 

* ماهى ابرز التحديات التي تواجهك فى الوقت الحالى ؟

ـ حياتنا هي تحدي بحد ذاته، لا زلنا ننتظر الالاف من بناتنا ونسائنا وأطفال، مع كل يوم يمر على اسرهم تصعب مهمة تحريرهم، شعبنا كله مشرد لا يملك في اغلب الاحياة ثمن خبزه. التحدي هو ان هذه الحرب تؤذي حياة الملايين من الناس وليس هناك نهاية في الأفق لها، اريد ان تنتهي هذه الحرب حتى يعود السلام، اريد ان يعود بناتنا لان بقائهم وبقاء الأطفال هو التحدي الأكبر.

 

* لحد الان هنالك المئات من المختطفات الايزيديات عند داعش والتى من الممكن ان يكون الدفع المالى الداعم الاساسى لاعادتهن الى ذويهن ، الم تفكر نادية فى القيام بمشروع لجمع التبرعات المالية لهن من أجل تحرير المختطفات؟

ـ أتمنى ان يساعد الناس في تحرير المختطفات وتوفير المال لعمليات الإنقاذ المتوفرة، لا اريد ان أكون جزءا من جمع التبرعات، ولكن هناك جهات معروفة تقوم بالتحرير ولكن ليس هناك أموال متوفرة لهم واطالب بتوفير كل ما يحتاجه عمليات التحرير.

 

* طالبت بمقابلة شيخ الازهر ضمن زيارتك الى مصر ومايعرف عن الازهر انها مرجعية دينية اسلامية على مستوى الوطن العربى .. أتساءل هل تمكنت من كسب تاييد او تعاطف الازهر الجدى مع قضيتكم ؟ وماذا يغير ذلك اللقاء من مستقبل قضية الايزيديين بشكل عام؟

ـ داعش ترتكب الجرائم باسم الدين الإسلامي، داعش كانت تغتصبنا تحت راية الإسلام وتمارس جميع الانتهاكات وتقول عنها إسلامية، ذهبنا الى الازهر حتى نعرف الإسلام الحقيقي وحتى نطلب فتوى بمنع سبي النساء الايزيديات.

 

* هل من اقتراح طرحت عليك من أي جهة كانت اوحتى مقترحك الشخصى بأن توثقين قضيتك وقضية باقي المختطفات الايزيديات عن طريق فلم وثائقى أو رواية على غرار مافعلت "مالالا زادة " في باكستان والتى هي حاليا خارج بلدها؟

ـ هناك بعض الجهات عرضت مشاريع فنية او كتب، ولكن انا مشغولة الان بقضية وليس لدي وقت لهذه الاعمال.

 

* هناك الكثيرات من الناجيات الايزيديات الحاملات اللائي بعد تحررهن  اصبحوا أمهات .. مامصير هولاء الاطفال والامهات، اى هوية يمكن ان ينسب لهن ولاطفالهن؟.

ـ كل النساء الذين يعودون لا يريودن الاحتفاظ بالأطفال لان والدهم داعشي الذي اغتصب.

 

*  طالبت بتنظيم مظاهرة مليونية لطلاب جامعة القاهرة استنكارا لافعال داعش الهمجية ، لكنها ومن بعض الجهات أعتبرت طلبا مرفوضا ورفعت عليها دعاوى قضائية .. هل نادية مصرة على طلبها سواء فى مصر او اي بلد اخر؟

ـ ما طلبته واطلبه ان يقف العالم جميعا ضد الإرهاب وان تتم بالشكل الذي يرونه مناسبا، انا لا اريد ان يختلق الفوضى في أي مكان، ولكن يجب ان نبين كشعوب معارضتنا للارهاب بشكل علني.

 

أبشع جريمة شهدتها البشرية

بهذا الصدد، دعت النائبة عن الكتلة الخضراء في مجلس النواب سوزان بكر، حكومة إقليم كوردستان والحكومة الإتحادية إلى الدفاع عن الإقليات في العراق وبالأخص الأقلية الأيزيدية.

وقالت النائبة سوزان، في تصريح لـ PUKmedia، أن "ماتعرضت له الفتيات الإيزيديات من سبي من قبل تنظيم داعش الإرهابي ما هي إلا أبشع جريمة شهدتها البشرية بحق الأقليات والمكونات العراقية".

وطالبت النائبة، "بتوثيق أسماء المختطفات من الفتيات الكورد الأيزيديات وجعل هذه القضية كقضية جينوسايد عالمية واللاتي بلغ عددهن مابين الـ 500 إلى 2500 فتاة وإمرأة إيزيدية كوردية".

 

جرائم داعش أعادتنا إلى عصر التخلف 

فيما قال الكاتب والصحفي سمير هورامي، لموقع PUKmedia: "في الواقع مسألة بيع الفتيات الإيزديات من قبل عناصر تنظيم داعش الإرهابي ظاهرة لا تليق لا بالدين الإسلامي الحنيف ولا بمبدأ وأخلاقيات البشرية والإنسانية، فما يفعله هؤلاء المجرمون مخالف تماماً لكل مفارق الحياة، وكلما نسمع لمثل هكذا موضوع نتمنى ان يكون كذباَ".

كما وقال هورامي: "عندما تخلص العالم من الرق والعبودية اصبحت مسألة بيع البشر والمتاجرة بهم بعيدة كل البعد عن الأذهان، إلا ان ظهور عصابة تدعي انها تعمل وفق الدين الإسلامي الحنيف، أعادتنا الى تلك العصور (عصور التخلف)، وحقيقة هؤلاء (داعش) اصبحوا وصمة عار على البشرية بأكملها، وما تفعله لا صلة له بالدين الإسلامي.. وعلى المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية ان لا تغفل عما يجري من مجازر بحق الأقليات في العراق وسوريا وعلى جميع شرائح المجتمع، لان هذه المسألة (المتاجرة بالفتيات الإيزديات وغيرهم من المذاهب الاخرى)، يمكن ان تتطور الى بيع الرجال كما كان في زمن العبودية والرق، وذلك يحتاج عن توحيد دولي وداخلي للقضاء على عصابات داعش الكفيلة بمثل هذه الجرائم".

ونوه سمير هورامي، المجتمع الدولي من التماطل او التأخير في القضاء على جماعة ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام، لان بقائهم على هذا الحجم الكبير من الرقعة السنية في العراق وسوريا ربما يفسح المجال لخلق مجازر اخرى وبالتالي ستكون هناك عواقب وخيمه على المجتمع الدولي بأكمله.

 

سبي وقتل وترحيل وتزويج بالإكراه

وفي الشأن ذاته، قالت الإعلامية هانا شوان، في تصريح لـ PUKmedia، أن "ماجرى الآن في قضاء شنكال قمة المآساة لما تعرض له الإيزيديين من الرجال والأطفال والنساء ونخص النساء بذلك إثر ماتعرضن له من سبي وإغتصاب وقتل عدد كبير منهم".

وبينت الإعلامية، أن "هناك معلومات مؤكدة عن قيام التنظيم الإرهابي بسبي الفتيات من الكورد الإيزيديات وبيعهن فيما تم إغتصاب عدد منهن وقتلهن وتزويج عدداً منهن بالإكراه من عناصر التنظيم".

وأشارت الإعلامية، إلى "وجود جهود حثيثة من قبل حكومة الإقليم والمنظمات النسوية والإنسانية لمتابعة هذه القضية نظراً لكونها قضية إنسانية ومأساوية لكن هذه الجهود ليست بالمستوى المطلوب بالشكل الذي قد يساعد تلك الفتيات فهناك فتيات تم ترحيلهن إلى اللامكان".

لافتة، إلى أن "النساء الكورد لهن تأريخ طويل في مسألة التهجير والعنف وبالأخص تلك التي أخذت طابع سياسي فهناك مأساة الأنفال التي لم تتندمي جراحها وأتت الآن جراح ومآسي شنكال".

 

النسوة الكورد عانين منذ الأزل من عمليات الإعتقال والتعذيب والترحيل والأنفلة

من جهتها، قالت الإعلامية هبة يوسف في تصريح لـ PUKmedia، أن "الجريمة التي إرتكبها مجرمي داعش بحق فتيات ونساء قضاء شنكال واللاتي تجاوزت أعدادهن الـ 2500 إمرأة وفتاة، توضح بشاعة هذا التنظيم وفكره المتطرف والضال".

وأضافت، بالقول: "لم نلمس إلى الآن أي مبادرة حقيقية من قبل الجهات الحكومية والسياسية لمعرفة مصيره هؤلاء الفتيات والسبايا وإرجاعهن إلى ذويهن أو إلى مناطق أكثر أماناً".

وناشدت الإعلامية هبة يوسف، "حكومة إقليم كوردستان بالدرجة الأولى والمنظمات النسوية ومنظمات الدفاع عن حقوق المرآة والأمم المتحدة إلى العمل والتحرك بجدية أكثر لنجدة هؤلاء الفتيات اللاتي يعشنّ الآن أسوأ وأبشع أساليب القهر والإستعباد".

وبينت، أن "النسوة الكورد عانين منذ الأزل من عمليات الإعتقال والتعذيب والترحيل والأنفلة على يد النظام المقبور ولم تندمر تلك الجروح زادها جرحاً شنكالياً اكثر إيلاماً على يد تنظيم إجرامي تكفيري بعثي متطرف بعيد كل البعد عن جميع المظاهر الإنسانية والإخلاقية".

 

 

قال الداعشي: قلوبنا كالحجر لانفع للتوسل.

نقلونا من مفرق حردان الى سوريا.. بعد خمسة ايام جلبوا سيارات النقل قائلين: سوف نصلكم الى الاهل وتم تفريقنا عن البعض، نحن الفتيات جلبونا الى دار كبيرة في الموصل والعوائل الى القيارة ولا نعلم عن مصير الشباب شيئا الى اليوم.

وقالت الناجية (د. ع . خ) بعد يومين جاء امراءهم بقيادة (أبو ليث) واختاروا لهم لكل واحد (15) فتاة، نحن الشقيقات الثلاثة في مجموعة مع أمير ثم جاء شخص واخذ شقيقتي الكبيرة (كوفان 16 سنة) عنوة ومازال مصيرها مجهولا.

دخلونا الى غرفة للاستراحة .. وبعد ثلاث ساعات أخرجونا الى القاعة .. وهناك شاهدنا عددا من الدواعش وتبين لنا  انه سيتم توزيعنا عليهم بالقرعة.. بعد ان استلم كل واحد منهم رقماً وطلب منا أن نختار رقما أيضا فكل رقم للفتاة يتطابق مع رقم الداعشي ستكون حصته من السبي.

استلمت ورقة القرعة لكني لم افتحها طلب مني احدهم فتحها (رجل اسمر ضخم لابس دشداشة سوداء اللون) رفضت ذلك، أخذها مني وفتحها وتبين ان الرقم مطابق مع رقمه (16)، اراد ان يأخذني عنوة رفضت وبكيت، جاء والي الموصل  (شاكر الحمداني) متسائلاً عن سبب بكائي فقلت له:

- هذا الرجل يود ان يأخذني معه وستبقى شقيقتي الصغيرة (روحية 13 سنة) هنا.

- هل تودين ان تأتين معي ومعك شقيقتك؟

- نعم بشرط ان تكون شقيقتي الصغيرة معي .

أخذني الحمداني الى دار فارغة وفي عصر اليوم الثاني جاء مع رجل آخر وخدعنا قائلاً:

- علمنا بان عائلة عمك حاليا في القيارة، سيأخذ هذا الرجل شقيقتك الصغيرة اليهم (كانت خدعة، ومن حينها لانعلم عنها شيئاً).

سررت بان شقيقتي ذهبت الى عائلة عمي، وبعدها جاءت زوجة الحمداني وبقيت معهم شهراً، ثم باعني الى (ابو شهد) اسمه الحقيقي (عبدالكريم جرجيس) يسكن في حي الاصلاح الزراعي/الموصل، كان يعمل في التفخيخ وبعدها أصبح ذباحاً متزوج وله (8) أطفال، يمتلك مكتباً في حي المهندسين، يذهب باستمرار الى القيارة وبيجي.

ويسكن شقيقه (ابو يحيى) في حي السومر / الموصل لكن قتل بقصف الطائرات.

- في اليوم الاول أخذني الى دار فارغة بكيت وتوسلت به كي لايعتدي علي، رد قائلاً: قلوبنا كالحجر لانفع للتوسل، كان هناك حارس في الباب ناديته كثيراً لإنقاذي من المحنة، لم يستجيب خوفاً منه، ونال من كرامتي عنوة.

ثم أخذني الى بيت فيه (8) فتيات ايزيديات كل واحدة من حصة داعشي (دلال من تل قصب، دلال من كورا عفدو، هدى حسن وسامو سمو من رمبوسي وهي زوجة شقيق هدى، أميرة رشو من مركز شنكال، حمدية فندي من تل قصب، ليبيا أمين من كوجو، ولمياء حجي بشار من كوجو وهي الوحيدة التي نجت، اما البقية مازلن في قبضتهم).

بقيت معه سنتين دون علم زوجته، خلال هذه الفترة كنت في المقرات وبعض الاحيان عند دور زملاءه، عندما كنا في مقر حي الكفاح في الموصل كانوا يطلبون منا العمل معهم في صناعة الأحزمة الناسفة ونصنع ستة الى عشرة أحزمة في اليوم الواحد (نضع العجينة على قطعة نايلون ونوزع عليها الصجمات ـ قطع حديدية مدورة مصقولة أصغر من حبة الحمص ـ  وتوزيع الاسلاك وربطهم مع حزام جلدي مع القفل).

كان الخبير (نزار) المشرف على صناعة الأحزمة ويجلب العجينة بالعبوات البلاستيكية وقد قتل في معركة القيارة.

لكن كنا مستغربين عن كيفية استيراد هذه العبوات عبر وكلاء وشركات عالمية وايصالها الى دولتهم والتبادل المصرفي .

ذات يوم تم التعدي على زميلتنا (بروين) وهي من اهل مركز شنكال، قررنا ان نفجر حزام ناسف بنا جميعا، لكن لمياء حجي رفضت ومنعتنا ولو اتفقت معنا لانتحرنا انتحاراً جماعياً.

التقيت مع شقيقتي الصغيرة (8) سنوات ومع روحية أيضاً وتم تغير اسمها الى عائشة .

وحينما كنت اسأله كان يرفض الاجابة عن اسئلتي دائماً داعياً لاتتدخلين في المواضيع انك سبيتي للمتعة واصبحت مسلمة وانقطعتِ عن الكفار (لابد من نسيان الماضي).

ذات مرة اتفقنا نحن الثمانية على الهروب وابلغناها بخطتنا رفضت الفكرة وفي اليوم الثاني ابلغت المقر سراً، اتصل مسؤول المقر (نزار) بابن عمه وطلب منه الاتصال بنا على انه المهرب ..بعدها خرجنا من الدار وبقت هي لوحدها، لقد تم كشف خطتنا فانهالوا علينا بالضرب .. (ابو شهد، عبدالباقي، نزار، نزهان، ابو يحيى، عماد) ضربونا بالخراطيم والاسياخ الحديدية (شيش) ولم يبقوا شتيمة لم يلفظوها ويستخدموها، فقدت زميلتنا (سامو) الوعي.

لكن بعد مرور ايام اعلمونا بان دلال هي من كشفت امركم لنا... لكن دلال بكت واقسمت بانهم يكذبون ويودون زرع الحقد والضغينة بيننا كي نتناحر مع بعضنا.

وللأسف تم كشف عائلة الفتاة (سوسو) التي كانت تود انقاذنا فعلاً وتتصل بنا.

ذات مرة طلب مني (ابو شهد) التقاط صورة معه لكني رفضت فانهال علي بالضرب وحبسني في غرفة منفردة لمدة يومين.

كنت اخاف من ملامحه الوحشية رجل اسود وشعر طويل يلفه كالمعكرونة ولحية طويلة يشبه (الجن) ويتعامل معي بوحشية.

كل ما تعرضت له من مآسي سجلته في دفتر الذكريات وجلبته معي عند الهروب.

 

 

PUKmedia 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket