لماذا علينا دعم القضاء؟

الاراء 01:01 PM - 2017-08-01
سلام مكي

سلام مكي

ما تتعرض له السلطة القضائية من هجمة اعلامية وبعض الأحيان شعبية، مرده الى امر واحد فقط: نقص الثقافة القانونية، اضافة الى الاجندات السياسية والحزبية التي تحاول بعض الكتل السياسية تسويقها بواسطة وصوليين وسذّج لغرض تشويه صورة القضاء أمام الرأي العام.

مجلس القضاء الأعلى، ليس مؤسسة ملائكية، ولا معصومة من الأخطاء، فالقضاة بشر ويخطئون احيانا، لكن اي خطأ؟ خطأ في تطبيق القانون وهذا يحتمل التصحيح، عبر لجوء المتضرر من الحكم الى الطعن به بالطرق المقررة قانونا. وربما ثمة أخطاء أخر، لكن اين تلك الأخطاء من ممارسات باقي السلطات؟

السلطة التنفيذية مسؤولة عن تسيير امور الدولة، وحماية ارواح الناس، وتوفير مستلزمات العيش والخدمات وكل ما يهم المواطن. الواقع ينطق ويقول بكلمات اكثر بلاغة من قول البعض الذي لا يصمد في صناديق الاقتراع. السلطة القضائية ليست بمعزل عن الظرف الذي يعيشه البلد، فهي جزء لا يتجزأ منه، بالتالي، ما يصيب باقي المؤسسات لابد ان ينال القضاء شيء منه، لكن رغم هذا، فإن ظاهرة خطيرة كالفساد مثلا، تكاد ان تكون قاعدة في بعض المؤسسات الحكومية، لكنها لا تكاد تذكر في السلطة القضائية، فلو سئلت عن نسبة وجود قاض فاسد بين مئات القضاة، لكان الجواب واحدا او لا احد. في حين ان اغلب وزراء الحكومات المتعاقبة على الحكم بعد التغيير، متهمون بالفساد. للأسف، ثمة تيار داخل الفئة التي تدعي انها تحترم القانون والجهة التي تطبق القانون، تسعى الى تشويه صورة القضاء امام الرأي العام، لأسباب حزبية وفئوية ضيقة. فمثلا، اصدرت احدى محاكم الجنح، قرارا بحبس مسؤول محلي، تراه الجماهير مذنبا هنا اصبح القضاء منبرا للحق، وان القضاة شجعان ولا تأخذهم في الحق لومة لائم. قبلها تم الحكم على مسؤول آخر نفس الجماهير تراه نزيها، لا يأتيه الباطل من اي جهة، هنا اصبح القضاء، مناوئا للجماهير، يحابي السلطة على حساب الشرفاء. والمشكلة ان لا احد اطلع على حيثيات قضية كل منهما، ولم يعرفوا ايا من الأسباب التي ادت بالمحكمة الى اصدار حكميها. ومثلها الكثير من الحالات، التي تريد بعض الجهات ان تجعل من القضاء ميدانا لتنفيذ اجنداتها. في حين ان القاضي ملزم بتطبيق القانون بشكل سليم وبعيد عن اي ضغوطات. شجاعة القضاة، شاخصة، في شوارع العديد من المحافظات، حيث صور شهداء السلطة القضائية تدين كل من يتجاوز على اهم شريحة في المجتمع، وما حادثة الاعتداء على احد قضاة التحقيق في البصرة قبل ايام الا دليل على ان القضاة يسيرون في الطريق الصحيح. اذا: علينا الدفاع عن السلطة القضائية، لأنها الحصن الأخير الذي يلجأ اليه المواطن، والأمل المتبقي بوجود نزاهة حقيقية في بلد، يعاني من الفساد.

 

 

سلام مكي

 

 

 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket