مظلومية عفرين

الاراء 01:57 PM - 2017-06-29
مظلومية عفرين

مظلومية عفرين

كثر الحديث مؤخرا" عن حقيقة المخطط التركي في سورية و ذلك إثر حشد الجيش التركي لقواته على حدود مدينة عفرين الشمالية ، بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية تركية ضخمة إلى ريف حلب الشمالي ( اعزاز - كلجبرين - مارع ).
التحرك العسكري التركي أرفق بتحرك سياسي و إعلامي غير مسبوق، تصريحات رسمية تركية تتمحور حول ضرورة وصل المناطق التي تخضع للنفوذ التركي بعضها ببعض في إشارة إلى وصل مناطق درع الفرات ( اعزاز - مارع - الراعي - الباب - جرابلس ) بمناطق ريف حلب الغربي ( عندان - قبتان الجبل - أورم - الشيخ بركات - سمعان - دارة عزة ) و التي هي متصلة بمحافظة إدلب ، لتكون مناطق ريف حلب الشمالي و الشرقي و الغربي و إدلب منطقة واحدة ،
و كي يبصر هذا المخطط التركي النور تسعى تركية لتأمين طريق يبدأ من مارع مرورا" بالشيخ عيسى و عين دقنة و دير جمال و الزيارة و عقيبة وصولا" إلى قرى ريف حلب الغربي  ، و بحسب هذا المخطط تكون تركية قد اصطادت عدة عصافير بحجر واحد :
1- وصل مناطق درع الفرات مع إدلب مرورا بريف حلب الشمالي و الغربي كما أسلفنا .
2- إطباق حصار خانق على عفرين .
3- التواجد على الحدود الشمالية لنبل و الزهراء و بالتالي  تصبح نبل و الزهراء محاصرة تقريبا" من ثلاث جهات شمالية و غربية و جنوبية .
استهداف عفرين من قبل التركي ليس بجديد ايضا" بل هو استمرار لحملة انطلقت منذ خمس سنوات و ماتزال مستمرة حتى يومنا هذا ، كان الوكيل يستهدف عفرين ، الآن يدخل الأصيل المعركة إلى جانب الوكيل هذا كل مافي الأمر ،
و لكن الجديد و المؤلم هو الترحيب الكبير بدخول القوات التركية و محاولتها استهداف عفرين و ريفها من قبل بعض السوريين معارضين و مؤيدين ؟!
و لنبدأ بالحجج التي يقدمها بعض المعارضين لتبرير موقفهم المرحب بالعدوان التركي ، و التي ترتكز على الاشتباكات بين الوحدات الكردية و الفصائل المسلحة طوال السنوات الخمس الماضية مرورا" بمعركة تل رفعت وصولا" إلى يومنا هذا .
و هنا أستميحكم عذرا" ، دعونا ننشط ذاكرتنا قليلا" و نستعرض بعض المحطات :
- أول اشتباك حصل كان في أواسط 2012 عندما شن مسلحون قادمون من اعزاز هجوما" على قرية قسطل جندو في ريف عفرين ، و من ثم أتبع باعتداءات على قرى ناحية شيراوا
- أول حصار خانق فرض على عفرين لم تفرضه لا داعش و لا النصرة بل فصائل المعارضة و ذلك أواسط 2013 .
- المجزرة التي ارتكبتها الفصائل المسلحة بحق المدنيين الكرد في تل حاصل و تل عرن و ذلك في يونيو تموز 2013 .
- موضوع تل رفعت و التي سيطرت عليها قوات سورية الديمقراطية في شباط فبراير 2016 ،
هذه المعركة جاءت نتيجة للحصار المفروض على عفرين ، و مارافقه من خطف للمدنيين الكرد على الطرقات بل حتى وصل بهم الأمر لخطف وفد مفاوض من مكاتب العلاقات العامة لوحدات الحماية ( الرفيق جمال ) ، لذا لم يبق أمام وحدات الحماية إلا خيار فتح الطريق بأي شكل من الأشكال ، و بالتالي كان لمعركة تل رفعت هدف واحد لا غير ألا وهو كسر الحصار عن عفرين ، و دليلنا أن وحدات الحماية لم تتحرك باتجاه مارع أو اعزاز ، انتفاء الحركة ما بعد تل رفعت كان لانتفاء الفائدة المرجوة منها .
ورسالتنا الثانية هي لبعض المؤيدين للحكومة السورية ممن يهللون و يرحبون بالعدوان التركي على ريف حلب الشمالي و عفرين و حجتهم التي يبررون بها موقفهم هو أن الكرد انفصاليون ؟!
فلو كان الكرد انفصاليون لما وجدنا انتشارا" للجيش السوري على طول خطوط المواجهة مع درع الفرات و تركية ، جنبا" إلى جنب مع نقاط الوحدات الكردية ، و نقاط الجيش السوري موجودة من قسطل جندو في عفرين مرورا" بمرعناز و عين دقنة و أم حوش و تل المضيق و تل قراح وصولا إلى ريف منبج الغربي ، و هذا الانتشار ليس وليد اللحظة بل تم منذ حوالي الشهرين بعد توقيع اتفاقية خفض مناطق التوتر و ذلك في العاصمة الكازخستانية الآستانا ، و تم إرسال تعزيزات اضافية خلال الأيام القليلة الماضية لمواجهة الخطوات التركية التصعيدية .
رسالتنا الثالثة للأصدقاء الروس رغم الاعتداءات التركية المتكررة و التصعيد التركي الأخير إلى الآن لم يخرج تصريح واضح يبين حقيقة الموقف الروسي من الخطوة التركية ، كلنا آمل أن يوضح الأصدقاء الروس موقفهم كي لا يفهم صمتهم بشكل خاطئ .
رسالتنا الرابعة للسوريين بشكل عام و لأهالي عفرين بشكل خاص : أسود عفرين شعبا" ووحدات حماية أخذت قرارها بمقاومة الاحتلال التركي ومنعه من دخول أرضنا المقدسة مابقي فينا قلب ينبض وبإذن الله لنسطرن ملحمة تبقى مئات السنين حتى يقال هذه عفرين التي كسرت استكبار تركيا وأسقطتها وحمت سورية.

ريزان احمد حدو

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket