الحرارة.. التحدي الجديد للنازحين من الموصل

تقاریر‌‌ 07:58 PM - 2017-05-16
الحرارة.. التحدي الجديد للنازحين من الموصل

الحرارة.. التحدي الجديد للنازحين من الموصل

كان الهروب من المناطق المتضررة من النزاع خلال أشهر الشتاء أمرا صعب التعامل معه للغاية. أما الآن، تعتبر حرارة الصيف بمثابة تحد جديد لمئات الآلاف من النازحين من الموصل. وبعد أن نجت هذه الأسر من قبضة داعش، يستعدون الآن لمواجهة العدو الثاني الأكثر خطورة – وهي الشمس الحارقة ودرجات الحرارة المرتفعة المصاحبة لها.

وبحسب ما قالته هالة جابر، مسؤولة الاتصالات في وكالة الأمم المتحدة للهجرة (المنظمة الدولية للهجرة) في موقع القيارة للطوارئ الواقعة جنوب المنطقة المحاصرة، مع اقتراب درجات الحرارة من ٣٧ درجة مئوية في الوقت الحالي، فسوف ترتفع خلال الأشهر القادمة.

ويستضيف موقع الطوارئ في القيارة التابع للمنظمة الدولية للهجرة أكثر من ٥٢ ‌ألف عراقي نازح أو ٨٧٤٦ أسرة. وقد أثرت درجات الحرارة الحارقة بالفعل على صحة الأفراد الذين يعيشون في الموقع وعلى ظروفهم المعيشية.

وابتداء من شهر حزيران فصاعدا، سترتفع درجات الحرارة في محافظة نينوى العراقية وفي بعض الأيام قد تتجاوز ٥٠ درجة مئوية. فالخيام البلاستيكية التي تدفئ السكان خلال أشهر الشتاء الباردة سيكون من الصعب تحملها في الصيف، حيث درجات الحرارة داخل الخيام مرتفعة نحو  ١٠ درجات مئوية أكثر من خارجها.

قال أبو عمر، وهو نازح في الموقع: "نحن ننام الآن خارج الخيمة حيث الجو منعشا". " فمن المستحيل تحمل الحرارة داخل الخيمة".

مع وجود موقع القيارة المتكامل، يقوم فريق المنظمة الدولية للهجرة بالتأكد من أن جميع الأسر النازحة مزودة بالمواد الأساسية التي ستساعد على التخفيف من بعض مضايقات فصل الصيف.

ان مجموعات الشتاء المتوفرة  تم تعديلها لتناسب ايام الصيف الحارة وسيتم توزيعها على قُرابة ٧٧٩٠ أسرة في كل من مخيمي القيارة وحاج علي المجاورين.

وستتضمن الطرود الصغيرة الإضافية صناديق تبريد بسعة ٤٠ لتر، ومراوح قابلة للشحن، والتي يمكن أن تستمر في تشغيلها لمدة أربع ساعات إضافية عند إنقطاع الكهرباء، والأغطية البلاستيكية لتحل محل السجاد الشتوي السميك وأغطية السرير الصيفية.

وقد تم بالفعل توزيع ٥٤٠٠ مجموعة من المجموعات الصيفية الأخرى على عائلات النازحين من غرب الموصل، الذين وصلوا إلى مواقع الطوارئ منذ نهاية شهر آذار ٢٠١٧.

وتخدم المراكز الصحية الأولية للمنظمة الدولية للهجرة في كل من القيارة والحاج علي، التي تضم ٣٤ ألف شخص قُرابة ١٨٠٠ مريض أسبوعيا مع تزويدهم بالأدوية اللازمة. كما يسعى النازحون الذين يعانون من الجرب، ومعظمهم من المخيمات المجاورة، إلى الحصول على العلاج في المركز الطبي للمنظمة الدولية للهجرة في القيارة، مما دفع الرعاية الصحية الأولية إلى تخصيص ساعات الصباح  حصريا لهذه الحالات.

ففي القيارة، حل السكون الغير مألوف في موقع الطوارئ الفعال عادة، خلال حرارة النهار. فإن عدد الأطفال الذين يلعبون الآن على طول الطرقات ما بين الخيام والزحام والضجيج، الذي تم إنشاؤه عادة من قبل حشود من الرجال والنساء الذين يقومون بأعمالهم اليومية، قد انخفض بشكل كبير.

وقد حلت الأمراض الصيفية مثل الإسهال والجفاف بدلا من الإنفلونزا ونزلات البرد في الشتاء، مع زيادتها بين الأطفال، فكان على الفريق الطبي للمنظمة الدولية للهجرة أن يقوموا بطلب أدوية مختلفة لمعالجة هذه الأمراض.

ويقول الدكتور أحمد الشافعي التابع للمنظمة الدولية للهجرة: "قد يصاب الأطفال بالجفاف أثناء لعبهم في الهواء الطلق أو نسيانهم لشرب كمية كافية من الماء"، وأضاف، "فقد تساهم المشاكل المتعلقة بالصرف الصحي أيضا في إصابة الأطفال بالإسهال".

وعاد ثائر البالغ من العمر ٣٧ عاما الى القيارة مع ابنه الرضيع الذي يبلغ من العمر ستة اشهر فقط، حيث قضى يومين في المستشفى التي تديرها منظمة أطباء بلا حدود. تم علاج الطفل من الجفاف الحاد. ينام ثائر وأولاده، كما يفعل العديد من النازحين الآن خارج خيمتهم لتجنب الحرارة الخانقة في داخلها.

فقال، "خلال النهار، تكون الخيام حارة جدا، وأما وجودنا كلنا معا داخل الخيمة أثناء الليل أمرُ لا يطاق. لذلك، أنا وأطفالي الأكبر سنا ننام خارج الخيمة للتخلص من الحرارة ".

كما أوضح ثائر، " خلال النهار، نبقي الاطفال داخل الخيمة على قدر الامكان وذلك لمنعهم من اللعب فى الشمس وإصابتهم بالجفاف"، "ولكن لا يمكن أيضا أن نبقيهم في الداخل لفترة طويلة جدا ".

فبالنسبة لبعض رواد الأعمال النازحين في القيارة، فإن الطقس السائد يعني فرص العمل الجيدة. حيث تقوم الأكشاك الصغيرة المختلفة بتحميل شاحنة من ألواح الجليد إلى الموقع وتباع على شكل قطع للأطفال مثل مصاصة ثلجية أو كقطع أكبر للأسر الذين يسعون إلى تبريد مياه الشرب وتخزين الأغذية في صناديق التبريد.

ولكن هذا ليس سوى حل جزئي لأحد المشاكل العديدة التي يواجهها سكان المخيم في القيارة. فالعديد من النازحين داخليا يشكون من قلة الكهرباء والمياه لتشغيل أنظمة التبريد.

يشكل استخدام مبردات الهواء إشكالية حتى عند توفر الكهرباء. لأنها تتطلب ما بين ١٠٠ الى ١٦٠ لترا من المياه يوميا للعمل. حاليا، فكمية المياه المخصصة لكل شخص يوميا هي ١٥ لترا فقط من المياه للشرب والطهي و
والتنظيف ولهذا تقوم المنظمة الدولية للهجرة بتطوير شبكة KVA  11 في كل من موقعي القيارة والحاج علي التي ستوفر أربعة أمبيرات من الطاقة لكل خيمة.

وقد حددت مصفوفة المنظمة الدولية للهجرة لتتبع النزوح أن هناك ٧٢٤,٦١ ‌أسرة (٣٧٠,٣٤٤ فردا) نزحوا حاليا بسبب عمليات الموصل الدائرة منذ بدء العمليات العسكرية في تشرين الأول ٢٠١٦. وتقدر الحكومة ومنظمات الأمم المتحدة بأن هناك عشرات الآلاف من المتوقع فرارهم بعد معركة المدينة القديمة في غرب الموصل.

ومع وجود ٣٣ في المائة فقط من المبلغ المطلوب والبالغ ٢٨.٨٣ مليون دولار أمريكي الذي تحتاجه المنظمة الدولية للهجرة لإستجابة الموصل، فإن الفجوة التمويلية لها تأثير كبير على قدرة المنظمة على توفير الحجم الهائل للاحتياجات الناجمة عن أزمة الموصل بشكل فعال.

قال السيد توماس لوثر فايس، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في العراق، "تمكن مئات الآلآف من العراقيين النازحين من الموصل بالهروب من النزاع، لكنهم بحاجة الآن إلى المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة. حيث اضطروا إلى الفرار من منازلهم وتعرضوا لعوامل عِدة، وبشكل خاص تعرضهم لطقس الصيف الحار."

كما أضاف، "يقدم موظفي المنظمة الدولية للهجرة المساعدات الطارئة المتكاملة، ولكن هناك الحاجة إلى تمويل إضافي لتغطية النطاق الواسع لإحتياجات أزمة الموصل مثل: المأوى والخدمات الطبية والأدوات المنزلية وغيرها، والتي بدونها سيظل العراقيون النازحون معرضون للخطر."

ففي جميع أنحاء العراق، لا يزال هناك أكثر من 3 مليون شخص نازح.

PUKmedia

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket