"اذا تمسون اي طالب کوردي في بغداد بسوء ترە بغداد احرگهة"

عادل مراد

للتأريخ اسرد هذه الواقعة ...

كنت عام 1971 عضوا في ثانويات جانب الرصافة لسكرتارية اتحاد طلبة كوردستان، حينها كان الاستاذ عادل مراد سكرتيرا لاتحاد طلبة كوردستان، وكنا عادة نجتمع ايام الخميس والجمعة في مقر السكرتارية بمنطقة الوزيرية.
  
كان كاك عادل قريبا جدا منا اذ اننا لم نشعر ابدا بأنه مختلف عنا وكان دائما صديقا وفيا للجميع، نشطاً مفعما بالحيوية يمتاز بعلاقات وطيدة مع الجميع وكان محبوبا من قبل كل الطلبة وتحديدا طلبة بغداد، كان شخصا متواضعا خدوماً ذو مواقف فذة بطولية.
ولدي كثير من الذكريات معه الا انني اود هنا ان اسرد لكم هذه الحادثة فقط.

في تاريخ ٢٠/٣/١٩٧٣ كنا في اعدادية النضال ببغداد حينها كان الدكتور بهزاد شيخ علي، مسؤولا عن طلبة كوردستان في الاعدادية، نظم احتفال في الاعدادية باشراف مشترك من قبل اتحاد طلبة كوردستان وطلبة البعث، وكان من المقرر ان نقرأ في الفقرة الثانية من الاحتفال كلمة اتحاد طلبة كوردستان، الا ان البعثيين القوا كلمتهم باسم عيد الربيع ولم يتيحوا الفرصة لطلبة كوردستان بقراءة كلمتهم، او ان يقدموا فعالياتهم التي اعدوها بهذا المناسبة، كنت مدعوا كضيف، واتفقنا على الفور انا وكاك بهزاد وكاك قيس واخرين على ان نخرب الاحتفال، وقال قيس وبهزاد انهم سيقومان بضرب المعاون، الا انهما اشترطا اطفاء نور القاعة قبل ذلك، وكلفوني بالقيام بتلك المهمة اي قطع الكهرباء عن القاعة، كي يتمكنا من القيام بما خططا له.
     
وبالفعل سحبت فيوز الكهرباء وما كان منهما الا ان امطرا المعاون البعثي بقنانين البيبسي، ما تسبب باصابته بجروح وغطت الدماء وجهه مع اشخاص اخرين، واستغلينا الضوضاء والارباك الذي حصل، ونجونا بانفسنا وذهب كل منا الى منزله.

وعلمت في الصباح الباكر ان قوات الامن قامت باعتقال بهزاد وقيس، بعد ان رقد معاون المدرسة مع ستة اشخاص اخرين في المستشفى.

ذهبت الى سكرتارية اتحاد الطلبة ناداني كاك عادل مطالبا بتقديم تقرير له عن الحادث، واصطحبني مع كاك عدنان المفتي وازاد خفاف، الى عند كريم الملا الذي كان حينها سكرتير اتحاد طلبة وشباب البعث، وكان واقفا عند مدخل مبنى اتحاد الطلبة، عندها بادر كاك عادل قائلاَ (اذا تمسون اي طالب کردی في بغداد بسوء تەرە بغداد ئەحرگهة) وطالب باطلاق سراح الطلبة المعتقلين، وتشكل لجنة تحقيقية لمعرفة ملابسات الحادث، وكان له ذلك وتم بالفعل اطلاق سراح الطلبة المعتقلين ونجونا من الحادث.

ما اود ان اشير اليه في سردي لهذه القصة هو موقف وجراءة الاستاذ عادل مراد الذي ترأس اتحاد طلبة كوردستان في بغداد لمدة اربع سنوات شهدت اهم واكبر واعضم دور للطلبة الكورد في بغداد، بقيادة عادل مراد الذي اتمنى له دوام الصحة والعافية.
 
كما انه كان لمواقفه هذه الاثر الاكبر في انتماء اغلب الطلبة الكورد في بغداد الى الاتحاد الوطني بعد ان قرر تأسيسه برفقة مام جلال واخرين عام 1975.

عدنان گلی  ٤/٥/٢٠١٧