ابو الغيط : الاعلام يجب ان يكون صوتاً للمرأة

نساء‌‌ 05:10 PM - 2017-05-05
ابو الغيط : الاعلام يجب ان يكون صوتاً للمرأة

ابو الغيط : الاعلام يجب ان يكون صوتاً للمرأة

شهدت العاصمة المصرية القاهرة فعاليات ملتقى (الإعلام وقضايا المرأة: واقع ورؤى) لمناسبة الاحتفال بيوم الإعلام العربي برعاية أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية.
واكد احمد ابو الغيط في كلمة في افتتاح  الملتقى بإن الإعلام العربي يتعرض لاختبار صعب في الوقت الراهن.. منطقتنا على ما نرى جميعاً تمرُ بلحظة مرتبكة وخطيرة.. الصراعات الأهلية تتصاعد، السُكان يُهجرون، الأزمات تتوالى، تماسك الأوطان يتعرض للتهديد.. وليست هذه كلها سوى مظاهر لأزمات أكثر تعقيداً تتعلق بالثقافة والخطاب الديني والعلاقة مع الذات والعالم..
واضاف: إن هذه الأزمات، في السياسة والفكر والثقافة، تضع الإعلام العربي موضع الاختبار.. إعلامنا مطالبٌ بأن يعكس هذه الحالة المضطربة.. أن يكون أميناً في نقل صورة حقيقية عمّا يجري.. هو مطالبٌ كذلك بأن يُفتش فيما وراء الظواهر .. أن يسعى لالتماس الأسباب والعلل خلف ما يجري.. أن يتقصى الجذور العميقة للمُشكلات التي انفجرت في وجه المجتمعات..
بالاختصار.. إعلامنا مطالبٌ بأن يكون مرآة أمينة تعكس الواقع كما هو، بلا تزييف أو تجميل.. بغير تهويل أو تأجيج .. هذا هو الاختبار الصعب، وتلك هي المسئولية الكبيرة.. إن الأزمات التي يواجهها العالم العربي مُستفحلة وضاغطة، ولكن الأخطر منها أن يكون الوعي بها مغلوطاً أو غير قائم على أساس.. الإعلام العربي يلعب الدور الأكبر في تنوير الأفهام بالواقع القائم.. بكل صعوباته وتحدياته.. بجوانبه المُضيئة والمعتمة معاً..
وتابع: إن الإعلام الذي ننشده هو إعلام الحقيقة.. المؤسس على المعلومة الصحيحة والخبر الصادق والرأي الأمين وعلينا أن نذكر في هذا المقام، وفي يوم الإعلام العربي، أن رجال الإعلام العرب يبذلون جهداً فوق الطاقة في تغطية مناطق الصراع .. ويقومون بدورٍ بطولي في إماطة اللثام عما يجري في بلدان الأزمات العربية .. وهو دورٌ بالغ الأهمية لكي يعرف العربُ ما يجري لإخوانهم في هذا البلد أو ذاك.. ولكي يدركوا أبعاد الأزمات في صورتها الحقيقية، ويحملوا همَّ من يُقاسون ويُشردون .. فليس هناك ما يخلِق الوعي المشترك بحال الأمة قدر الإعلام المهني القادر على مُتابعة الحدث ونقله بصورة تجذب المشاهد أو السامع أو القارئ..
واوضح: لقد تغير المشهد العربي جذرياً منذ دخلت القنوات الفضائية على حياة المواطن في تسعينيات القرن الماضي.. الوعي بالوضع العربي تصاعد.. الإلمام بالقضايا والمُشكلات تنامى وتعمق.. والفضل بلاشك يرجع لهذه القنوات في خلق حالةٍ أوسع من المعرفة بالشأن العام.. على أن المشهد لم يكن كله إيجابياً... بعضُ هذه القنوات الفضائية تتبنى أجندات سياسية بعينها.. البعضُ الآخر انغمس في التحريض وأسهم في تأجيج المشاعر وإثارة المُشكلات بين الدول ومواطنيها، وبين الدول وبعضها البعض.. الصورةُ مُركبة إذن، والتجربة تحتاج منّا إلى تقويم مُستمر وإعادة تفكير من أجل استخلاص العبر وتصويب الأخطاء .. فإشاعة المعرفة حقٌ، بل هي واجب.. أما التحريض وإذكاء النعرات الطائفية والشوفينية والمذهبية فهي تجعل الإعلام مُشعِل حرائق، لا منبر حقائق..
وقال ابو الغيط: إن التحدي الحقيقي الذي يواجه الإعلام التقليدي، المرئي والمسموع والمقروء، يتمثل – من وجهة نظري- في تنامي دور ما يُسمى بـ "إعلام المواطن".. الأجيال العربية الشابة لا تقرأ الجرائد في نسخها الورقية كما اعتادت الأجيال السابقة.. الصحافةُ الورقية تُعاني أزمة طاحنة على مستوى العالم كله، والأزمة مُضاعفة في منطقتنا التي ما زالت تشكو من معدلات متدنية من الاقبال على القراءة ... والأخطر أن وسائل التواصل الاجتماعي صارت تلعبُ دوراً رئيسياً يُزاحم الإعلام التقليدي بل ويتفوق عليه.. وهذه الوسائط، على ما توفره من مجال حُر لتبادل الآراء والأفكار، لا يمكن –من وجهة نظري- أن تحِل محل الإعلام التقليدي لتصير المصدر الرئيسي للمعلومة والرأي، ذلك أنها –بطبيعتها- تفتقر إلى التدقيق والاحترافية .. كما أنها تعتمد في أحيان كثيرة على إثارة المشاعر وجذب الانتباه، وبالتالي لا يُمكن الاعتماد عليها في تحصيل المعارف أو تنوير الناس..
واكد: إن مهمة إشاعة المعرفة وبث قيم التنوير في المُجتمع ستظل مُلقاة على عاتق الإعلام التقليدي بكافة صوره وأشكاله، وقد أثبت التاريخ أن الوسائط الإعلامية لا يُزيح بعضُها بعضاً.. فالراديو لم يقضِ على الجريدة، والتليفزيون لم يحل محل الراديو.. فلكل وسيط من هذه الوسائط سحره وجماله وخصوصيته التي تجعل المتلقي متعلقاً به .. وإذا كان شعارُ هذه الدورة ليوم الإعلام العربي هو "الإذاعة المسموعة في خدمة المُجتمع"، فإن ذلك يُذكرنا بأهمية الإذاعة في حياة المواطن العربي الذي ارتبط بها تاريخياً منذ النصف الثاني من القرن العشرين.. ولا زالت الإذاعات العربية تلعبُ دوراً كبيراً في تشكيل الوعي والثقافة العامة، ولا شك أن بإمكانها القيام بالكثير والكثير دعماً للتنوير في المُجتمعات العربية، فهي وسيطٌ راقٍ يرتبط بالثقافة والمعرفة والامتاع الخالص، يُخاطب عقل المُستمع عبر أذنيه، فيترك له مساحات للخيال والتأمل من دون أن يفرض عليه الصورة كما الحال مع الإعلام المرئي.. واقتناعي أن الإذاعات المسموعة بوسعها –في هذه المرحلة بالذات- أن تستأنف الدور التاريخي الذي لعبته في تنمية المُجتمعات العربية كواحدة من أوائل وسائل الاتصال الجماهيري.
واضاف الامين العام للجامعة العربية: إذا كُنا ندعو لإعلامٍ يتصدر الصفوف في معركة التنوير والتحديث، فإن هذا الإعلام لابد أن يتبنى قيماً تنويرية .. عليه أن يُسلط الضوء على الفئات الأكثر مُعاناة في المجتمعات العربية.. إنني أتحدث هنا بالخصوص عن المرأة التي أظن أن قضاياها الحقيقية وشواغلها الأصيلة ما زالت غائبةً إلى حد كبير عن شاشاتنا وجرائدنا وموجات بثنا الإذاعي.. إن إعلام المرأة ليس رفاهية أو ضرباً من ضروب التسلية، بل هو إعلام يستهدف بالأساس الطفلة والفتاة والشابة والأم والجدة.. المرأة العاملة وربة المنزل.. لكل من هذه الفئات همومها الخاصة وقضاياها .. الإعلام الذي ننشده من واجبه أن يطرح هذه القضايا على ساحة الجدل العام، من دون مواربة أو تجميل.. إن إعلام المرأة لا يستهدف المرأة وحدها، وإنما يُشرك الرجل أيضاً في القضايا التي تشغل النساء، ذلك أن هذه القضايا – كما نعلم جميعاً- لا تخص المرأة وحدها، وإنما هي مُعضلات مجتمعية تعكس مُشكلات يُعاني منها الجنسان، أو ترتبط بالعلاقة بينهما..
واضاف: إن مشهد الأزمة الذي ضرب بعض المجتمعات العربية حمل معه – للأسف – قضايا جديدة لا يُمكن للإعلام أن يغُض الطرف عنها أو يتجاهلها، بل عليه أن يُبادر بتناولها وطرحها على الرأي العام.. فإلى جانب المرأة الفلسطينية الصامدة التي تُعاني عقوداً من الاحتلال، لدينا اليوم مُشكلة المرأة اللاجئة.. والمرأة التي تحتاج لإعادة تأهيل نفسي بعد مُعاناة في مناطق الصراع.. والمرأة التي تُمتَهن إنسانيتها وكرامتها على أيدي التنظيمات المتطرفة الإجرامية.. إن هذه القضايا كلها تحتاج إلى مناهج جديدة ومُبتكرة في المُعالجة والطرح .. ويتعين على إعلامنا، بكافة وسائطه وأشكاله، أن يلعب الدور الرئيسي في هذا الميدان، فيكون صوتاً للمرأة التي تُعاني القهر أو الظلم .. ومُرشداً للمجتمع في كيفية التعامل مع هذه المُشكلات القديمة والمُستجدة.. إن اطلاق طاقات المرأة العربية، وتحقيق مُشاركتها الكاملة في سوق العمل لهو كفيلٌ بتغيير المشهد الاقتصادي في العالم العربي تغييراً كاملاً.. وبرغم ما قطعته المرأة من أشواطٍ مُعتبرة على صعيد تحسين وضعها المُجتمعي، وبخاصة في مجال التعليم، فإن واقع إسهامها في سوق العمل ما زال أقل من المأمول.. ما زالت طاقاتها الاقتصادية غير مُستغلة على الوجه الأكمل، وما زالت القيود المُجتمعية تلعب دوراً في تكبيلها وإعاقتها عن المُشاركة الكاملة والفعّالة في البناء والتنمية ...
واشار الى انه ولا شك أن دور الإعلام الجماهيري يُعد محورياً في تغيير المفاهيم السائدة التي تُنتج لنا في النهاية تلك الأوضاع الاجتماعية المشوهة والمانعة للتقدم والرُقي..


PUKmedia القاهرة – ابراهيم محمد شريف

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket