منظمة تكشف عدد النازحين في الموصل

تقاریر‌‌ 06:54 PM - 2017-03-28
منظمة تكشف عدد النازحين في الموصل

منظمة تكشف عدد النازحين في الموصل

أعلنت المنظمة الدولية للهجرة في العراق، اليوم الثلاثاء، عن نزوح 27,634 عائلة أي ما يعادل (165,744) فردا في مواقع نزوحهم غربي الموصل.

وقالت المنظمة في بيانٍ لها حصل PUKmedia على نسخة منه ان أكبر مجموعة من اولئك النازحين 28,770 فرداً لجأت الى ترتيبات الايواء في موقع مطار القيارة الذي شيدته المنظمة الدولية للهجرة بالتعاون مع وزارة الهجرة والمهجرين العراقية. مشيرةً إلى أنه يُعّد من أكبر مواقع المأوى الذي تم انشاؤه في أزمة الموصل حيث بلغ إجمالي العدد الذي يستضيفه في الوقت الحاضر 8,792 عائلة (48,959 فرد) أي بزيادة اكثر من 28,000 منذ بداية عمليات غربي الموصل في 19 شباط.
 
وأشارت إلى أعمال البناء أعمال البناء مستمرة في المخيم الثاني التابع للمنظمة الدولية للهجرة  الكائن في منطقة الحاج علي بسعة 7500 قطعة مخصصة للعائلات (يقيم عليها 45,000 فرد). أما في الوقت الحالي، فيوجد 4,356 قطعة (يقيم عليها 19,880فرد) وغالبيتها مستخدمة من قبل النازحين من غربي الموصل.

وأكد، انه نزح أكثر من 286,020 فرد في عمليات الموصل التي بدأت يوم 17 تشرين الأول 2016؛ وارتفع الرقم الحالي للنزوح بمقدار 122,000 عن الشهر الماضي. وبشكل تراكمي فإن أكثر من 350,000 فرد قد نزح بسبب عمليات الموصل. ولكن اعتباراً من 23 آذار  لقد عاد أكثر من 76,000 فرد. مبينةً أن الاف العراقيين النازحين يفقدون حياتهم أثناء هروبهم من المعارك في الموصل، وهذه قصة سارة علاء:

ينحني باكياً بهدوء وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة أمسك عبد الله بكيس الجثث الفارغ وكأن حياته تتوقف على ذلك.
بدا كيس الجثة فارغ منذ الوهلة الاولى وهو ممدد على النقالة حيث ان اجزاء كبيرة منه تبدو فارغة حتى قام عبدالله بفك الكيس المخصص للبالغين و ترقد بداخله سارة علاء التي تبلغ 5 أعوام.
بدت الطفلة وكأنها كانت تغط في نوم عميق كانت عينها نصف مغمضة وفمها مفتوحا قليلا وكأنها مازالت تتنفس ووجهها الجميل لم تلوحه أي اصابة وكان شعرها السود مربوطاً وارتدت (تي شرت) قطنياً مزيناً بالورود الملونة وكلمة "حب"  "Love" مطبوعة عليه.

أوصلها جدها عبدالله الى مستشفى المنظمة الدولية للهجرة الميداني في حمام العليل بعد أن اصابها داعش باطلاق ناري أثناء محاولة هروب العائلة من حي الموصل الجديدة في الساعات المبكرة من يوم الخميس الماضي 23 آذار. عبد الله وزوجته وسبعة من افراد عائلته بضمنهم امرأتان مصابتان بالعمى من أقرباء سارة كانوا يحاولون الهروب عندما بدأت قناص داعش بالاطلاق عليهم لغرض ردعهم من الرحيل.

يقول ابن اخ عبد الله ويدعى صلاح والذي كان يرافق عبد الله الى المستشفى الميداني "تجمدنا في مكاننا من شدة الخوف ووقعت المرأتان المصابتان بالعمى وقام الأقارب بجرهم الى مبنى آمن قريب".

وظهر قناصة آخرين من داعش من الشارع حيث كانوا يختبئون ويرشون المنطقة بنيران المدافع لمنع العائلات من الهروب.
وبنحو غريزي أمسك عبد الله بسارة والتي كانت ترتجف خوفاً بكلاً ذراعيه ويقول وهو يبكي "أخذتها بين ذراعي أحضن جسمها لأحميها من الاطلاقات".
إلا ان القناص كان أسرع وأطلق رصاصتين احدهما اخترقت جسم سارة من الخلف واستقرت في صدرها مما ترك فجوة كبيرة بالقرب من قلبها ورصاصة أخرى أصابت عبد الله في بطنه.

وفي حالة الذعر التي تلت ذلك قام عبداالله وابن أخيه معاً بوضع سارة في السيارة وتوجها الى مستشفى المنظمة الدولية للهجرة والهلال الاحمر القطري في حمام العليل.

أوضح الجراح الذي كان مناوباً ذلك الصباح "عندما وصلت سارة الى المستشفى الميداني كانت متوفية".
وفي وقت متأخر من ذلك الصباح كانت أم سارة في طريقها الى المستشفى لا تعلم ان طفلتها الاصغر قد قتلت.
يقول عبدالله وهو يبكي بحرقة، "لم أتمكن من اخبار والدتها على الهاتف". "هي في التاكسي في طريقها الى المستشفى ولا تعرف ان طفلتها قتلت"، يبكي  ويدفن رأسه في كيس الجثة.
يقول عبد الله "كان ينبغي أن نحتفل بتحرير منطقتنا التي نجت من داعش لسنتين ونصف  ولكن بدلا من ذلك ها نحن نحزن لفقدان سارة حياتها التي بدأت مع داعش وها هم انهوها".

يوجد حوالي 600,000 شخص في مناطق غربي الموصل تحتفظ بهم داعش بضمنهم 400,00 محاصرين في المدينة القديمة ومحاطين بظروف تشبه الحصار.
ووصل خلال النهار  ضحايا الصراع الى مستشفى المنظمة الدولية للهجرة والهلال الاحمر القطري.

وهناك يرقد علي ذو السبع سنوات وبترت قدمه اليسرى قبل يومين مضى وبحاجة الان الى عناية بعد الجراحة التي خضع لها وترافقه خالاته ووالدته الذين أصيبوا بجروح وطريحات الفراش.

كانوا يهمسون "اش..اش" بينما كان علي يصرخ من الالم "لازال لايعرف انه فقد قدمه".
ثم أتى فراس، الشاب الذي يبلغ 19 عاماً وأصيب من الخلف من قبل قناصة داعش أثناء محاولته الفرار من حي الموصل- الجديدة هذا الصباح.

وطفل آخر يبلغ من العمر سبع سنوات يصرخ من الالم حيث فحص الاطباء مثبتات المعادن الخارجية التي يعلقونها على ساقه منذ اسبوع مضى حيث القت داعش قذيفة هاون على منزل أسرته.

وأم عمر امرأة كبيرة في السن كانت تُجر في كرسي ذو عجلات للحصول على عناية مابعد الجراحة.
لم تكن أم عمر ضحية قناص او شظية لكن العيش في ظل داعش في الاشهر القليلة الماضية يعني عدم الحصول على المساعدة الطبية، والانسولين والطعام الصحي اضافة الى التوتر الكبير. وبعدم وجود وسيلة لعلاج حالتها تطور وضعها الصحي الى الكنكرينا وكان لابد من بتر ساقيها من تحت الركبتين.

وقد عمل الفريق الطبي في المستشفى الميداني التابع للمنظمة الدولية للهجرة بلا كلل مع وصول الضحايا وقام بتسكين الأطفال و تهدئة الكبار اثناء تنظيف وتطهير  وعلاج جروحهم.
ولكن مع تقدم اليوم، تفاقمت الأخبار والتقارير التي تُشير الى أن أكثر من 130 مدنياً قتلوا في حي موصل - الجديدة نفسه من قبل الضربات الجوية للتحالف.
 
وقد حذرت داعش المدنيين من مغادرة المناطق التي لا زالت تحت سيطرتهم حيث قامت في الاسابيع الاخيرة ومع تقدم القوات العراقية في الموصل بتصعيد العمليات الارهابية على المدنيين الذين مازالوا محاصرين هناك.
وقد تم الابلاغ عن ارتفاع عدد الأبرياء الذين قتلوا في الأسابيع الأخيرة وذلك نتيجة لقيام داعش باستخدام المدنيين كدروع بشرية واقتحام المنازل عنوةً حيث تتجمع الأسر طلباً للسلامة وتقوم باطلاق قذائف الهاون من على أسطح المنازل والمدنيين متواجدين في الطوابق السفلى.
 
ووصف النازحين داخلياً والمرضى أوضاع العديد من المدنيين الذين مازالوا يعيشون في غربي الموصل بأنها بائسة للغاية ففي حال بقائهم هناك احتمالية تعرضهم للقتل كبيرة جداً، إما من الضربات الجوية للتحالف أو القوات العراقية، وإذا غادروا فإن فرص تعرضهم للقتل من قبل قناصة تنظيم داعش وقذائف المسلحين كبيرة أيضاً.
 
وعلى الرغم من مخاطر اطلاق النار من قبل داعش، يقول الكثيرون إن فرصة اخراجهم ومهما كانت ضيئلة فهي تستحق المحاولة.

PUKmedia/ المنظمة الدولية للهجرة في العراق

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket