حلبجة لم تخرج من محنتها بعد

الاراء 02:01 PM - 2017-03-16
.

.

تمر في السادس عشر من آذار هذا العام الذكرى التاسعة والعشرون لفاجعة القصف الكيميائي لمدينة حلبجة الشهيدة في وقت لاتزال المعاناة والمشاكل والآثار النفسية والصحية شاخصة وجروح المدينة لم تندمل بعد، وما يزيد الطين بلة هو الوعود التي تطلق دون تنفيذ وتذهب ادراج الرياح مما يصيب سكان المدينة الذين فقدوا الكثيرين من الاعزاء بخيبة امل كبيرة.
ولا يختلف احد على كون الهجوم الكيمياوي الذي استهدف المدينة قبل سبعة وعشرين عاما من اعنف واشرس الهجمات التي عرفها التاريخ واكثرها فتكا، اذ لم يأت على السكان الابرياء الآمنين في منازلهم فحسب،بل طال الي جانب اكثر من خمسة آلاف شهيد وآلاف المصابين ممن يعانون من اعراض ومضاعفات المواد الكيميائية السامة التي استخدمت في القصف اذ لازلنا لحد الان نسمع بين بين الفينة والاخرى وفاة احد آخر من المصابين متأثرا بجراحه، كماخلف الهجوم وراءه مدينة مدمرة لم تسترد عافيتها حتى الان تماما على الرغم من كل الوعود باعادة الاعمار وتحسين الخدمات واعادة تأهيل البنى التحتية.
وعلى الرغم من ان العدالة قد اخذت مجراها في معاقبة المسؤولين عن الهجوم بما يستحقون الا ان وجوب تعويض ذوي الضحايا والمتضررين في المدينة من قبل الحكومة العراقية عما لحقهم لم يتعدى مجرد الكلام والسبب في ذلك يعود بالدرجة الاولى الى التقصير الواضح وغير المبرر من قبل السلطات الكوردية والذي ادى الى عدم تمكنها بعد اكثر من ربع قرن من منح حلبجة حقها وانصافها كما يجب.
وجاء قرار جعل حلبجة محافظة قبل عامين ليخفف عنها القليل من شعورها بالاهمال والتهميش وان كانت الاجراءات العملية والتدابير الادارية لتطبيقه لم تتجاوز طور الجمود ولم يتلمس السكان حتى الان شيئا يوحي بان مدينتهم اصبحت فعلا المحافظة الرابعة في اقليم كوردستان ويتم التعامل معها كباقي المحافظات الاخرىحسب ما تمليها الحقوق والواجبات، كما لم تسلم المدينة من تبعات الخلافات الشديدة بين الاطراف السياسية والتي انعكست عليها سلبا وعمقت المشاكل اكثر، فهي لاتزال تفتقر الى مجلس محافظة فعال ومحافظ يديران وينظمان امورها الادارية ويمثلانها في الاوساط والمحافل المختلفة كما تجد نفسها احوج مايكون لميزانية تسير بها اعمالها وتخفف بها العبء الملقى على عاتق قطاعاتها المختلفة ولاسيما التي تمس حياة الناس اليومية.
وما ينغص فرحة سكان حلبجة بتخلصهم من آثار الفاجعة ويزيد بينهم التشاؤم ان آفاق الانفراج وسبل النهوض بالمدينة ملبدة بالغيوم، فالمشاكل هي كما كانت دون وجود محاولات جدية لتذليل العقبات التي تعترض طريق الخروج من تحت الركام ما جعل البعض متشائما من التخلص من المحنة في القريب العاجل.

سوران علي

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket