ما مصير جثث مسلحي "داعش" لدى البيشمركة؟

تقاریر‌‌ 03:53 PM - 2017-01-27
ما مصير جثث مسلحي "داعش" لدى البيشمركة؟

ما مصير جثث مسلحي "داعش" لدى البيشمركة؟

لم يتم التطرق حتى الآن إلى جثث مسلحي "داعش" التي تسقط في يد البيشمركة في جبهات القتال إلا قليلا، واليوم رفعت شراسة معركة الموصل من عدد قتلى مسلحي التنظيم الارهابي الذين بقي مصير جثثهم مجهولا.

نقل سيد هزار بنفسه ثلاث جثث لمسلحي "داعش" من نفق في محور وردك شمال الموصل ودفنها، وكان على اطلاع يومي بتفاصيل جثث الذين قتلوا في جبهات القتال مع البيشمركة في المنطقة منذ انطلاق عمليات تحرير الموصل في شهر تشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي.

وذكر سيد هزار وهو ضابط برتبة لواء ونائب قائد قوات بيشمركة الزيرفاني في محور خازر في الموصل، أن بعضا من جثث مسلحي داعش دفنت في قبور منفردة فيما دفن بعضهم الآخر بشكل جماعي اضطراريا بسبب انشغال البيشمركة بالمعارك وقد تم طمرها بالتراب بواسطة الجرافات.

وقال: "لقد تعاملنا بشكل إنساني مع جثث مسلحي داعش فقد تركهم الشيطان أيضا كما يقول الكورد".

ولا يبدو أن هناك طريقة للتعرف على قتلى التنظيم بعد انتهاء الحرب وما يتبقى هو قطع أراضٍ صغيرة جمعت تحتها جثثهم وأصبحت شبه مقبرة، هذه المواقع معروفة لدى البيشمركة ولكن لا يعرف هوية من يرقد تحتها.

وتابع سيد هزار "لا تحمل معظم الجثث هوية وان كانت تحملها فهي مزورة ولا نعلم الى اين ينتمون، نحن نعلم مكان دفنهم فقط".

ويشكل مصير جثث مسلحي "داعش" القتلى في جبهات القتال ذلك الجزء من الحرب الذي نال الاهتمام الأقل وشحة في المعلومات، وقال جمال ايمينكي رئيس أركان قوات البيشمركة في الاقليم: حول ذلك "تدفن جثث مسلحي داعش من قبل البيشمركة في جبهات القتال بسبب التأثيرات الصحية لبقاء الجثث ومنع انتشار الأمراض ولا مجال لنقلها بسبب ظروف الحرب".

وكانت الأسئلة في العامين والنصف الماضية من حرب البيشمركة على طول مئات الكيلومترات ضد مسلحي "داعش" تدور حول كيفية التعامل مع عمليات دفن قتلاهم في إقليم كوردستان.

ومع انه ليس لدى اتحاد علماء الدين الاسلامي في كوردستان ممثلون في عمليات دفن الجثث للتأكد من دفنها حسب الشريعة الاسلامية، الا ان عبدالله سعيد رئيس الاتحاد يقول انها "لاقت معاملة إنسانية".

وأضاف سعيد: "قمنا بمتابعة طريقة دفن الجثث، ولكن المسألة في دفنها بتلك الطريقة تتعلق بالخوف من انتشار الأمراض".

مصير جثث قتلى "داعش" دفع وزارة الأوقاف في اقليم كوردستان بداية عام 2016 الى بحث مشروع للاستفادة منها عبر دفنها في مقبرة وبقائها كرمز للحرب وكذلك قبض مبلغ من المال لقاء تسليم الجثث إلى ذويهم.

مريوان النقشبندي مدير التعايش في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في الإقليم وصاحب الفكرة": حول اقتراحه وقال "لم يصادق مجلس وزارة الأوقاف على مشروعي الذي نص على تفريق قبور الدواعش عن القبور التي لا تعرف هويتها وذلك حتى لا يتعامل معها بعض الناس مع مرور الوقت كمراقد لرجال دين صالحين".

وشهد الإقليم بعيدا عن جبهات الحرب ضد "داعش" عمليات دفن جماعية لجثث قتلى التنظيم بطريقة اخرى، وقامت لجنة مشتركة من بلدية وصحة واوقاف كركوك اواسط الشهر الجاري بدفن اكثر من ثمانين جثة في مقبرة مجهولي الهوية في منطقة بنجا علي، إذ قتل معظمهم خلال الهجوم على مدينة كركوك في شهر تشرين الاول (اكتوبر) الماضي.

وقال سردار علي مدير بلدية كركوك: انه "تم التعامل معها كجثث لا تحمل الهوية ولكن تم إجراء فصح الـ(دي ان اي) لها ليتم تسليمها الى ذويهم متى ظهروا".

وأضاف: "يتم الإبقاء على الجثث لمدة حسب القانون فان لم يظهر ذووهم فسيتم دفنها من قبل البلدية ويوضع لها أرقام وقد ظهر ذوو بعض الجثث عن طريق الفحوص وتم استخراجها من القبور".

واهتمت عدة مؤسسات في اقليم كوردستان حتى الان بمصير جثث "داعش" اعتمادا على المبدأ الذي يقول "صحيح انها الحرب وان قوات الجهة الأخرى هم اعداء الا انه من الناحية الانسانية لا يمكن اهانة الجثث".

وطالبت هيئة حقوق الانسان المستقلة في اقليم كوردستان في كتاب رسمي لها وزارة البيشمركة في شهر آب (اغسطس) الماضي بمنع اية ممارسة "لا إنسانية" مع جثث التنظيم كما طالبت في كتاب مماثل وزارة الثقافة في الاقليم بمحاسبة وسائل الإعلام التي تنقل تلك الممارسات.

وقال ضياء بطرس رئيس هيئة حقوق الانسان المستقلة في اقليم كوردستان: انه "يجب دفن جثث مسلحي "داعش" القتلى في مكان محدد حسب المعايير الدولية ومن يحمل منهم هوية لابد من وضعها في القبور في قنينة زجاجية حتى يتسنى لذويهم التعرف عليهم فيما بعد ويسلموا اليهم عن طريق منظمة الصليب الأحمر الدولية". وأضاف: "تعتبر الممارسات غير اللائقة بحق الجثث انتهاكا لحقوق الإنسان".

ولكن الاجراءات التي يتحدث عنها بطرس لم يتم تطبيقها بعد بحق تلك الجثث في جبهات القتال وتبرر القوات الأمنية ذلك بان شراسة المعارك لم تبق المجال لاتباع تلك الإجراءات.

ويقول بطرس أيضا: "ليس من اختصاصنا متابعة ذلك ولكن الوضع غير مستقر ونحن في حالة حرب".

وليس واضحا حتى الان ماذا سيكون مصير مقابر مسلحي "داعش" في جبهات القتال في كوردستان بعد انتهاء الحرب وقد تبدأ حينها قصة بحث ذويهم عنهم ومن الواضح انه لا توجد اشارات على التعرف على معظمهم.

وكان سيد هزار فوق جبل زردك في محور خازر عندما جاءه اتصال هاتفي من احد سكان الموصل يسأل عن مصير ابنه الذي كان مسلحا لداعش، وعن ذلك قال هزار: "كانت جثة ابنه بين ايدينا ولكننا قلنا انه مصاب مراعاةً لحالة والده". ونظرا لعدم صدور قرار من قبل حكومة الاقليم لتسليم الجثث الى ذويهم سيدفن سيد هزار تلك الجثة بالطريقة ذاتها التي دفن فيها الجثث الأخرى.

PUKmedia/ عن "نقاش"

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket