قصص من جينوسايد الايزيديين في شنكال

جینوساید‌‌ 10:05 AM - 2017-01-15
قصص من جينوسايد الايزيديين في شنكال

قصص من جينوسايد الايزيديين في شنكال

قال الداعشي: قلوبنا كالحجر لانفع للتوسل.

نقلونا من مفرق حردان الى سوريا.. بعد خمسة ايام جلبوا سيارات النقل قائلين: سوف نصلكم الى الاهل وتم تفريقنا عن البعض، نحن الفتيات جلبونا الى دار كبيرة في الموصل والعوائل الى القيارة ولا نعلم عن مصير الشباب شيئا الى اليوم.
وقالت الناجية (د. ع . خ) بعد يومين جاء امراءهم بقيادة (أبو ليث) واختاروا لهم لكل واحد (15) فتاة، نحن الشقيقات الثلاثة في مجموعة مع أمير ثم جاء شخص واخذ شقيقتي الكبيرة (كوفان 16 سنة) عنوة ومازال مصيرها مجهولا.
دخلونا الى غرفة للاستراحة .. وبعد ثلاث ساعات أخرجونا الى القاعة .. وهناك شاهدنا عددا من الدواعش وتبين لنا  انه سيتم توزيعنا عليهم بالقرعة.. بعد ان استلم كل واحد منهم رقماً وطلب منا أن نختار رقما أيضا فكل رقم للفتاة يتطابق مع رقم الداعشي ستكون حصته من السبي.
استلمت ورقة القرعة لكني لم افتحها طلب مني احدهم فتحها (رجل اسمر ضخم لابس دشداشة سوداء اللون) رفضت ذلك، أخذها مني وفتحها وتبين ان الرقم مطابق مع رقمه (16)، اراد ان يأخذني عنوة رفضت وبكيت، جاء والي الموصل  (شاكر الحمداني) متسائلاً عن سبب بكائي فقلت له:
- هذا الرجل يود ان يأخذني معه وستبقى شقيقتي الصغيرة (روحية 13 سنة) هنا.
- هل تودين ان تأتين معي ومعك شقيقتك ؟
- نعم بشرط ان تكون شقيقتي الصغيرة معي .
أخذني الحمداني الى دار فارغة وفي عصر اليوم الثاني جاء مع رجل آخر وخدعنا قائلاً:
- علمنا بان عائلة عمك حاليا في القيارة، سيأخذ هذا الرجل شقيقتك الصغيرة اليهم (كانت خدعة، ومن حينها لانعلم عنها شيئاً).
سررت بان شقيقتي ذهبت الى عائلة عمي، وبعدها جاءت زوجة الحمداني وبقيت معهم شهراً، ثم باعني الى (ابو شهد) اسمه الحقيقي (عبدالكريم جرجيس) يسكن في حي الاصلاح الزراعي/الموصل، كان يعمل في التفخيخ وبعدها أصبح ذباحاً متزوج وله (8) أطفال، يمتلك مكتباً في حي المهندسين، يذهب باستمرار الى القيارة وبيجي.
ويسكن شقيقه (ابو يحيى) في حي السومر / الموصل لكن قتل بقصف الطائرات.
- في اليوم الاول أخذني الى دار فارغة بكيت وتوسلت به كي لايعتدي علي، رد قائلاً: قلوبنا كالحجر لانفع للتوسل، كان هناك حارس في الباب ناديته كثيراً لإنقاذي من المحنة، لم يستجيب خوفاً منه، ونال من كرامتي عنوة.
ثم أخذني الى بيت فيه (8) فتيات ايزيديات كل واحدة من حصة داعشي (دلال من تل قصب، دلال من كورا عفدو، هدى حسن وسامو سمو من رمبوسي وهي زوجة شقيق هدى، أميرة رشو من مركز شنكال، حمدية فندي من تل قصب، ليبيا أمين من كوجو، ولمياء حجي بشار من كوجو وهي الوحيدة التي نجت، اما البقية مازلن في قبضتهم).
بقيت معه سنتين دون علم زوجته، خلال هذه الفترة كنت في المقرات وبعض الاحيان عند دور زملاءه، عندما كنا في مقر حي الكفاح في الموصل كانوا يطلبون منا العمل معهم في صناعة الأحزمة الناسفة ونصنع ستة الى عشرة أحزمة في اليوم الواحد (نضع العجينة على قطعة نايلون ونوزع عليها الصجمات ـ قطع حديدية مدورة مصقولة أصغر من حبة الحمص ـ  وتوزيع الاسلاك وربطهم مع حزام جلدي مع القفل).
كان الخبير (نزار) المشرف على صناعة الأحزمة ويجلب العجينة بالعبوات البلاستيكية وقد قتل أخيراً في معركة القيارة.
لكن كنا مستغربين عن كيفية استيراد هذه العبوات عبر وكلاء وشركات عالمية وايصالها الى دولتهم الاسلامية والتبادل المصرفي .
ذات يوم تم التعدي على زميلتنا (بروين) وهي من اهل مركز شنكال، قررنا ان نفجر حزام ناسف بنا جميعا، لكن لمياء حجي رفضت ومنعتنا ولو اتفقت معنا لانتحرنا انتحاراً جماعياً.
التقيت مع شقيقتي الصغيرة (8) سنوات ومع روحية أيضاً وتم تغير اسمها الى عائشة .
وحينما كنت اسأله كان يرفض الاجابة عن اسئلتي دائماً داعياً لاتتدخلين في المواضيع انك سبيتي للمتعة واصبحت مسلمة وانقطعتِ عن الكفار (لابد من نسيان الماضي).
ذات مرة اتفقنا نحن الثمانية على الهروب وابلغناها بخطتنا رفضت الفكرة وفي اليوم الثاني ابلغت المقر سراً، اتصل مسؤول المقر (نزار) بابن عمه وطلب منه الاتصال بنا على انه المهرب ..بعدها خرجنا من الدار وبقت هي لوحدها، لقد تم كشف خطتنا فانهالوا علينا بالضرب .. (ابو شهد، عبدالباقي، نزار، نزهان، ابو يحيى، عماد) ضربونا بالخراطيم والاسياخ الحديدية (شيش) ولم يبقوا شتيمة لم يلفظوها ويستخدموها، فقدت زميلتنا (سامو) الوعي.
لكن بعد مرور ايام اعلمونا بان دلال هي من كشفت امركم لنا... لكن دلال بكت واقسمت بانهم يكذبون ويودون زرع الحقد والضغينة بيننا كي نتناحر مع بعضنا.
وللأسف تم كشف عائلة الفتاة (سوسو) التي كانت تود انقاذنا فعلاً وتتصل بنا.
ذات مرة طلب مني (ابو شهد) التقاط صورة معه لكني رفضت فانهال علي بالضرب وحبسني في غرفة منفردة لمدة يومين.
كنت اخاف من ملامحه الوحشية رجل اسود وشعر طويل يلفه كالمعكرونة ولحية طويلة يشبه (الجن) ويتعامل معي بوحشية.
كل ما تعرضت له من مآسي سجلته في دفتر الذكريات وجلبته معي عند الهروب.


PUKmedia الباحث/ داود مراد ختاري

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket