رئيس الجمهورية: لاتراجع عن الديمقراطية والحريات

العراق 01:35 PM - 2017-01-14
رئيس الجمهورية: لاتراجع عن الديمقراطية والحريات

رئيس الجمهورية: لاتراجع عن الديمقراطية والحريات

ألقى سيادة رئيس الجمهورية الدكتور فؤاد معصوم كلمة في افتتاح مؤتمر (حوار بغداد) الذي بدأت أعماله، اليوم السبت، في القاعة الكبرى لمجلس النواب ببغداد، وفي ما يلي نص الكلمة:

"بسم الله الرحمن الرحيم
السيدات والسادة الحضور
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من دواعي الاعتزاز والتقدير أن نكون هنا في هذا المؤتمر بما يحمل من عنوانٍ، وبما يحملُ هذا العنوان من أمل.
ستكون سعادتُنا أكبر إذا ما فعلاً تحدثنا جميعاً بأكثرَ من صوتٍ ومن فكرةٍ، وأن نوفّر المساحةَ الحرة اللازمة للاختلافِ والتنوع في التفكيرِ وفي وجهات النظر، لكنْ شريطةَ أن نلتقي عند هدف سامٍ واحد هو (الحوار) المنتج.
إن من أعظم ما بدأ به الإنسان حياته وصفتَه الإنسانيةَ هي اللغة، واللغة وسيلة تواصل، ولن تكون كذلك ما لم يكن هناك حوار.
الحوارُ هو المبدأُ الأول والخطوة الأولى نحو التمدنِ والحضارة والإنسانية.
المرّاتُ التي تعطّل فيها الحوارُ بين البشر كانت الخسائر فيها فظيعة.
لذلك يجب أن نتحاور.
ولعل من حسنِ الأقدار، ونحن نلتقي هنا لتقديم رؤانا عن عراق ما بعد الانتصار على داعش، هو أننا، كعراقيين، كنا قد بدأنا فعلاً بالحوار وبالتعبير عملياً عن وحدتِنا ولقائِنا، وكان هذا في أثناء محاربة داعش وليس ما بعدها.
لقد نفذ داعش ومن كان معه واحُتلَّت مدنٌ عزيزة في لحظة سوداء كان الحوارُ فيها قد تقطّع ما بيننا، لكننا استعدنا معظم هذه المدن، وها نحن قريبين من تحرير الموصل كاملةً وقد حصل هذا حين توحدّنا أمام الخطر، حين أدركنا قيمة أن نتفاهمَ ونصغي لبعضنا ونتحاورَ، هكذا تقدمت قواتنا المسلحة بشرفٍ وبطولة، وهكذا استقبل مواطنو المدنِ المحرَّرة قواتِهم بالسعادةِ والمحبةِ والأفراح. وكان هذا داعياً مهماً من دواعي وقوفِ العالمِ الحرِّ كلِّه معنا ومن أسباب نظرةِ الإكبار والتقدير التي تعززت لدى الأصدقاءِ والأعداء تجاه قوةِ إرادةِ العراقيين وتجاه البطولاتِ التي قدموها وتجاه الصورةِ الإنسانية العظيمة التي أظهرها أبطالُنا في أثناءِ المعارك وبعد تحريرِ أيِّ مدينةٍ أو قريةٍ من دَنسِ المجرمين.
انتصاراتُنا صنعتها وحدةُ موقفِنا ورؤانا، وستكونُ هذه الوحدةُ هي الضامنَ الأساس للحفاظ ِعلى النصر ولدحر الإرهاب نهائياً عن الأرضِ والحياة هنا في كلِّ شبرٍ من أرضِ العراق.
الحوارُ وقبولُنا لبعضِنا ولاختلافاتِنا وتنوعِنا هما ما يكفلان ديمومةَ وحدتِنا، وهما ما يجعلانها وحدةً تتقدم بنا وببلدنا نحو الاستقرار والسلام والبناء والتقدم.
لا أحسب أننا سنختلف على قواعد عامة للحوارِ والوحدة.. في المقدمة من هذه القواعد:
* لاتراجع عن الديمقراطية والحريات.
* لاعودة إلى الدكتاتورية مهما كانت تسمياتها وأشكالها.
* لاسلاح إلا بيد الدولة معبّراً عنها بمؤسساتها الحكومية.
* لاحكم للجميع سوى الدستور والقوانين.
هذه قواعد عامة أتوقع أن لانختلف بشأنها. لكن مسؤوليتنا الأهم هي في حسن التعامل مع التفاصيل.
إذا كانت المشاكل تكمن في التفاصيل فليس لنا الا أن نتمسكَ بما تتيحه المبادئُ العامة المذكورة من قيمٍ راسخة.
سيكون تأكيدُ الحب والتسامح وقبول الاختلاف من بين هذه القيم وهي وسائلُ إجرائية لا بدّ منها لتساعدَنا كثيراً في تجاوز عقباتِ كثيرٍ من التفاصيل.
لايكون المرءُ ديمقراطياً وحراً من دون إيمانٍ فعلي وعملي بمثلِ هذه القيم والوسائل.
التجاربُ المماثلة لبلدانٍ مرّت بما مررنا ونمرُّ به تساعدنا كثيراً في التغلب على صعوباتٍ متوقَّعة.
لكنَّ المهمَ قبلَ كلِّ هذا هو في أن نخلصَ جميعاً للهدفِ السامي الذي نسعى إليه؛ هدفِ وحدتِنا وبلوغِ استقرار وسلامِ الحياة وتقدمِ شعبِنا ورفاهِهِ وأمنِه وحريتِه.
ستكون الإشارةُ مهمةً هنا، حسبَ تقديرنا، إلى ضرورةِ أن نحرّرَ هذا المسعى النبيل من الاستخدامِ السياسي ما بين القوى السياسية، بعيداً عن التنازع، وبعيداً عن شحنِ الجمهورِ بالتخويفِ والتخوين.
إذا نجحنا في أن نجعلَ من الدفاع عن الوحدة الوطنية وعن التسامح ما بيننا وسيلةً من وسائلِ القوى السياسية في التنافس والكسبِ الانتخابي سنكون قد بدأنا فعلا بدايةً مهمة للوصولِ إلى ما نريد.
الشعبُ ينتظرُ ما يطمئنُه على مستقبلٍ سياسي وأمني واقتصادي يليق به وبصبرِه الطويل.
العالمُ اليوم أمام متغيراتٍ عاصفة، ومن حسن الحظ أن الموقف المتنامي ضد الإرهاب هو مما يساعدنا في مهمتنا، لكنَّ كلَّ هذا منوطٌ بنا وبقدرتِنا على أن نكونَ صوتاً واحداً ينطلقُ مؤمناً بالعراقِ الديمقراطي الحر الاتحادي المستقل.
ليوفقْنا الله جميعاً على أن نتغلبَ على غلواءِ أنفسنا.
ليساعدْنا اللهُ من أجلِ خدمة العراق والعراقيين.
ليكن الله معنا من أجلِ العراق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


PUKmedia




شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket