معركة الموصل.. الصليب الأحمر تثني على توفير الحماية للمدنيين

تقاریر‌‌ 04:09 PM - 2017-01-13
عائلة نازحة من الموصل

عائلة نازحة من الموصل

تثني اللجنة الدولية للصليب الأحمر على الخطوات التي اتُّخذت أثناء معركة الموصل بغرض تقليل أعداد الضحايا في صفوف المدنيين والالتزام بقوانين الحرب. ساهمت هذه الخطوات في التقليل من أعداد الناس الذين اضطروا إلى ترك منازلهم.

ومع ذلك اشتدت حدة المعركة الطويلة والمرهقة في الموصل واتسع نطاق القتال فيها ليصل إلى المناطق الداخلية للمدينة، ما نجم عنه نقص المياه والغذاء والرعاية الطبية. وتدعو اللجنة الدولية إلى تمكينها من الوصول إلى المدينة لمساعدة الذين بقوا فيها.

واضطر أكثر من 140,000 شخص إلى النزوح من الموصل وضواحيها.وتمكنت اللجنة الدولية حتى الآن من الوصول إلى زهاء 70,000 شخص من هؤلاء وقدمت لهم مساعدات غذائية ومواد إغاثة عاجلة، وتبذل اللجنة الدولية قصارى جهدها للوصول إلى جميع السكان النازحين مؤخرًا ويحتاجون للمساعدة.

وفي زيارته خلال هذا الأسبوع لقرية "طبزاوه"، وهي واحدة من القرى التي أعيدت السيطرة عليها مؤخرًا، التقى رئيس اللجنة الدولية بيتر ماورير عائلات عادت إلى ديارها للتوّ من مخيم "الخازر" الذي يؤوي أكثر من 33,000 شخص.

مكث "أبو جبار" 45 يومًا فقط في مخيم "الخازر" قبل أن يقرر العودة إلى بيته، على الرغم من عدم امتلاكه إلا القليل جدًا ليبقيه على قيد الحياة. يوضح "جبار" حالته قائلاً: "بِعنا ماشيتنا لأننا كنا مضطرين إلى الذهاب إلى مخيم الخازر." ويضيف أيضًا: "ليس بوسعنا أن نستزرع الأراضي لأنها تعرّضت لتلوث شديد ولا ندري إذا كانت هناك متفجرات فيها أم لا، لذا فنحن لا يمكننا أن نزرع فيها أو نترك ماشيتنا ترعى فيها."

ويكمل حديثه بقوله: "لا توجد كهرباء، والمياه التي نحصل عليها تأتينا من الآبار وهي غير صالحة للشرب. المدارس مُغلقة منذ ثلاث سنوات. لا يوجد مصدر للدخل، والموظفون لا يتقاضون رواتبهم، المتقاعدون وحدهم هم من يحصلون على إعانة."

وتمكنت اللجنة الدولية من الوصول إلى هؤلاء الناس وتقديم المساعدة لهم بعد عودتهم إلى ديارهم، فحصلوا على مساعدات غذائية ومواد إغاثة عاجلة، مثل أدوات الطبخ ومستلزمات النظافة الشخصية والبطانيات.

وإلى جانب أنشطة اللجنة الدولية المتعلقة بإصلاح البنية التحتية الأساسية وتقديم المساعدات الغذائية وغيرها من المساعدات الأساسية، تركّز المنظمة على إعادة الاتصال بين أفراد العائلات الذين فقدوا الاتصال بعضهم ببعض في خضم الفوضى التي نجمت عن القتال. ورأى رئيس اللجنة الدولية أثناء زيارته إحدى الأمهات في مخيم حسن شام، تستقبل أخبار ابنها. قال "بيتر ماورير": "كم هي عظيمة هذه اللحظة التي نرى فيها رد فعل أمّ ساعدتها اللجنة الدولية على معرفة أخبار عن ابنها الذي مازال حيًّا. هؤلاء الناس قلقون حيال ابنهم المحتجَز لكنهم شعروا بالراحة أيضًا."

حقائق وأرقام

 في عام 2016، اضطلعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالأنشطة التالية:

_  توفير الحصص الغذائية والمستلزمات الضرورية الأخرى لزهاء 1.1 مليون عراقي.
_  ضمان حصول نحو 5 مليون شخص على مياه نظيفة.
_  توفير الإمدادت الطبية للهياكل الطبية ومراكز الصحة الأولية التي يستفيد من خدماتها ما يزيد على 14 مليون شخص.
_ علاج أكثر من 37,300 شخص في مراكز إعادة التأهيل البدني التي تدعمها اللجنة الدولية.
_ زيارة أكثر من45,000 محتجز في 90 مكانًا من أماكن الاحتجاز، وإيصال ما يقرب من 13,000 رسالة من رسائل الصليب الأحمر المكتوبة، ونحو 10,500 رسالة شفهية.
_ تقديم المساعدة لما يربو على 64,000 نازح لمواجهة برد الشتاء، بما في ذلك الملابس الشتوية والدفايات.

 وتزامنًا مع معركة الموصل، تدعم اللجنة الدولية أكثر من 15 مرفقًا طبيًا بتزويدها بالدواء، ومجموعات تضميد الجروح، وأدوات الجراحة، ومجموعات مستلزمات جراحة الحرب، ما مكن الكوادر الطبية من إجراء مئات العمليات الجراحية، وعلاج أكثر من 280,000 جريح من نينوى، وأربيل، ودهوك، وكركوك، وصلاح الدين.


وقال رئيس باللجنة الدولية للصليب الاحمر بيتر ماورير:  "ما رأيته هو بالطبع الكثير من الدمار الشديد الذي طال قرى تركت خاوية على عروشها ورأيت أيضًا في المنطقة ذاتها عددًا متزايدًا من المخيمات التي لم تستكمل بعد، لذا فنحن نشهد وجود احتياجات لهم اعتدنا على مواجهتها. والناس في حاجة إلى الغذاء والخدمات الصحية والمياه والخيام، وأرى أنه شيء طيب أننا نستطيع العمل مع جهات أخرى لتلبية تلك الاحتياجات. بيد أنني أشعر في الوقت ذاته بالصدمة مما رأيته. وكل ما يهم الناس هو مغادرة المخيمات واستئناف حياتهم العادية، وأن تخف القيود حول المخيمات، وأرى أنها مسألة مهمة للغاية علينا إدراكها.

 
بعد قضاء بضعة أسابيع في المخيم، تكون العودة إلى المنزل هي الشغل الشاغل للناس. رأيت كذلك كثيرا من الأطفال الذين يحتاجون للذهاب إلى المدرسة، وبالطبع أصبحت هناك فجوة في تعليمهم ينبغي ألّا تتسع أكثر من ذلك. وبالتالي سيكون من المهم استقرار الأوضاع للسماح للناس بالعودة إلى ديارهم.


واضاف "هذه قصص مؤلمة لعائلات تشتت شملها، وأخرى تعرّض أفرادها للإعدام أو القتل من كلا الجانبين، أو عائلات احتُجز أفرادها، أو أفراد محتجزين وتجهل عائلاتهم مصيرهم. وهنا أرى مجددًا إلى أيّ مدى تتسم أنشطة اللجنة الدولية بالأهمية إذ تسعى إلى لمّ شمل هذه العائلات وطمأنتها بشأن مصير أحبائها".

 
"كم هي عظيمة هذه اللحظة التي نرى فيها رد فعل أمّ ساعدتها اللجنة الدولية لمعرفة أخبار عن ابنها الذي مازال حيًّا، ولعله رهن الاحتجاز. هؤلاء الناس قلقون حيال ابنهم المحتجَز لكنهم شعروا بالراحة أيضًا لأنهم اطمأنوا إلى حد ما، ما يفتح لهم طاقة أمل في المستقبل. وتغمرني سعادة إذ أرى أن اللجنة الدولية تركّز في هذا النزاع على المسائل المهمة بحق التي تتعلق بالحماية، ولمّ شمل العائلات، وإعلام العائلات بشأن مصير أفرادها المفقودين، وأخْذ تحديات الاحتجاز في الاعتبار، ووضع الترتيبات الأمنية والتواصل مع الفاعلين المسلحين والتأكد من أنهم لا يسلكون مسلكًا من شأنه أن يكبّد السكان مزيدًا من المعاناة. وفي هذا الإطار يطيب لي أن أعرب عن عميق اقتناعي بأن هذه العملية الميدانية كُللت بالنجاح وأن أنشطتنا التي نقوم بها هنا مهمة للغاية."

PUKmedia  وكالات

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket