اختطاف افراح شوقي حرب مفتوحة ضد حرية الكلمة!

نساء‌‌ 02:13 PM - 2017-01-02
اختطاف افراح شوقي حرب مفتوحة ضد حرية الكلمة!

اختطاف افراح شوقي حرب مفتوحة ضد حرية الكلمة!

انتشر بسرعة كبيرة، وصاعقة خبر جريمة اختطاف الصحفية، والناشطة المدنية افراح شوقي. حيث تم اقتحام منزلها، وانتهاك حرمة دارها في منطقة السيدية في بغداد. كما وجد له صدى واسعا، ليس في العراق فقط، بل في العالم كله. وادانت الفعل المشين جهات رسمية عليا من رئيس الوزراء، ومكتب رئيس البرلمان، ووزير الداخلية، ومحافظ بغداد اضافة الى ادانة، واحتجاج المنظمات الصحفية، وجمعيات الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية، ومنظمات المجتمع المدني، وزعماء احزاب، وكتل نيابية...الخ! ووصل حد استنكار دولي من ممثلي هيئة الامم المتحدة.
هذا يعكس الصدمة التي سببها الفعل الهمجي، والسلوك الدنئ للعصابة التي نفذت الاختطاف. كما يعكس، ويفضح انفلات الامن في البلاد، وهذا ما ارادت العصابة ان تؤكده، وتشير اليه مع معظم الصحف الاقليمية والدولية. لان نشرهم الخبر كان القصد منه الاشارة الى فشل الاجهزة الامنية في العراق في تثبيت الامن. اضافة الى ان الاجهزة الامنية، ونقصد النظيفة منها، لاتجد الدعم القانوني، والمادي الكافي في وقت يمر فيه البلد باوضاع استثنائية حيث الحرب مع داعش. في نفس الوقت اطلق "قانون العفو" الجديد سئ الصيت سراح مئات(ربما الوف) الموقوفين(الابرياء!) بتهم متعددة اغلبها الاختطاف. وهذا ما اشار اليه رئيس الوزراء، عن حق، في تصريح صحفي، وسبق له ان حذر قبل وبعد اقرار القانون في البرلمان. وهي تسوية بين اللصوص الكبار على حساب امن، ومصلحة، وسلامة الوطن والمواطن، وتاكيدا جديدا على ما اعلنته المنظمات الدولية، بان العراق واحدا من اخطر المناطق في العالم على حياة الصحفيين!
الذي يهمنا عراقيا:
ـ ان افراح شوقي صحفية نبيلة، وجريئة، والاختطاف يراد منه تكميم الافواه، ورسالة انذار، وتحذير الى كل الصحفيين والاعلاميين الاحرار!
ـ الخاطفون كانوا 15 جبانا مسلحا مقنعا ضد امرأة مسالمة(ولية مخانيث) بالعراقي الفصيح!
ـ ادعوا انهم من رجال الامن لتشويه سمعة الاجهزة الامنية، وخلق البلبلة، ونزع ثقة المواطن العراقي الضعيفة اصلا بقوات واجهزة الامن العراقية! ودليل على الفوضى والتسيب!
ـ استخدموا سيارات ذات دفع رباعي مسجلة في اربيل للتمويه، وخلط الاوراق، واثارة النزاعات القومية، وشحن الاجواء بين ابناء الوطن الواحد، واثارة حساسيات تهدف لحرف الانظار عن المجرم الحقيقي!
ـ افراح شوقي مناضلة شجاعة من اجل حقوق المرأة، ومساواتها الكاملة مع اخيها الرجل، وهذا ما لا يعجب القوى المتخلفة المسلحة المسيطرة على الشارع المنفلت!
ـ افراح شوقي ام لاطفال اعتقلت، واهينت كرامتها امامهم، وقيدت اياديهم بالحبال، واختطفت امهم امام اعينهم لاثباط عزيمة بقية المناضلات!
ـ افراح شوقي ناشطة مدنية شجاعة، ومساهمة دؤوبة في مظاهرات ساحة التحرير، وهذا يزعج الفاسدين، الذين يخيفهم هذا الاستمرار والاصرار على كشف الفساد، والمفسدين، وحماتهم!
ـ افراح شوقي صحفية رفضت مثل الكثيرين بيع قلمها، وسمعتها المهنية، وشرفها الاعلامي، واصرت على الاصطفاف مع الشعب ضد ظالميه، وسارقي قوته، وثرواته!
ـ قام الخاطفون السفلة بسرقة الحاجات الشخصية للسيدة افراح شوقي في اشارة، واضحة لطبيعة اخلاق، وسلوكية، وقيم مرتكبي هذه الجريمة البشعة! وللتمويه عن القصد من جريمة الخطف!
ـ اقتحام بيت عائلة عراقية، واختطاف امراة، وام، وصحفية ناشطة، مسالمة، وافزاع اطفالها بشكل همجي يعكس استهتارهم بكل القيم، الاجتماعية، والدينية، والاخلاقية، ويذكرنا بزيارات الفجر، التي كان يقوم بها جلاوزة امن صدام، الذين غيروا انتماءاتهم، وولاءاتهم، وصاروا يخدمون سيدا جديدا يدفع اكثر.
ـ الجماهير العراقية، خاصة الحركة المدنية الديمقراطية، تعي الفرق الكبير بين المسلحين الشرفاء، الذين يحاربون داعش، ويضحون بأنفسهم من اجل العراقيات، والارض العراقية، وبين هؤلاء المسلحين الاوباش، الذين لا يهمهم سوى القتل، والتخريب، والنهب، والفساد، والاعتداء على الحرمات، والترويع، ونشر الارهاب.
ـ من يقف وراء عملية الاختطاف النكراء بانتماءات بعثية داعشية طائفية، يهدف الى خلط الاوراق، ونشر البلبلة، والذعر، وتبادل الاتهامات، واشغال المتظاهرين، والجماهير عامة بامور جانبية.
ـ لقد حذرت الصحفية افراح شوقي في كتاباتها من خطر، وسلطة، وتجاوزات، وعربدة، المليشيات المسلحة، فاصبح اختطافها دليلا على صحة مخاوفها، وصدق تحذيراتها، وعمق تحليلها، ودقة تشخيصها.
ـ الاسئلة كثيرة عن المسؤولين، والمنفذين، والسبب، والتوقيت، والاسلوب، والهدف من الاختطاف، لكن السؤال الاهم اين الدولة، واين اجهزتها، واين المتباكين على "هيبة" الدولة؟
السؤال الواقعي، والملح: بعد تحرير الموصل من ارهابيي داعش، هل سيتم تحرير بغداد من دواعش الطائفية، والفساد، واللصوصية؟؟؟!
حتى ذلك الحين لنهتف مع اهلها، واصدقائها، ورفاقها، وزملائها، وجماهيرها: "كلا كلا للسلاح   نعم لحرية افراح"!

رزاق عبود



شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket