رئيس الجمهورية يدعو الى استعادة روح الصفاء بين المذاهب

رئيس الجمهورية يدعو الى استعادة روح الصفاء بين المذاهب

دعا سيادة رئيس الجمهورية الدكتور فؤاد معصوم الشعب العراقي الى استعادة روح الصفاء والعمل المشترك بين مختلف المذاهب، مؤكدا على ضرورة إبراز عوامل الوحدة وقبول التنوع الذي تعايش وعمل بموجبه كبار أئمة المذاهب في الدين الإسلامي.
وفيما شدد سيادته في كلمة في افتتاح احتفالية بمناسبة الذكرى الستين لتأسيس حزب الدعوة الاسلامية أقيمت اليوم السبت 17/12/2016 في فندق الرشيد ببغداد، على ضرورة تعزيز وحدة العمل الوطني من أجل رفعة العراق وتقدمه وتمتين أواصر الوحدة الوطنية، أدان ما يفعله التطرف والتكفير والارهاب من إساءة للصورة السمحاء للدين الإسلامي. وفي ما يلي نص الكلمة:

"بسم الله الرحمن الرحيم

السيدات والسادة الحضور المحترمون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مرة أخرى نلتقي في الذكرى السنوية لتأسيس رافد مهم من روافد الحركة الوطنية والإسلامية في العراق، ذكرى تأسيس الحزب المجاهد، حزب الدعوة الإسلامي، وهي مناسبة طيبة نتقدم من خلالها إلى جميع قيادات وأعضاء وجماهير الحزب بأحر التهاني والتمنيات بالتوفيق والنجاح دائما وبما يعزز وحدة العمل الوطني من أجل رفعة العراق وتقدمه وتمتين أواصر الوحدة الوطنية بين مختلف أبناء شعبنا بقواه ومكوناته المتآخية.
وفي هذا الحفل المبارك نحتفي بأكثر من ذكرى، ولعل ذكرى ميلاد الرسول محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والسلام هي الإشعاع الذي نستضيء به دائماً بما كرسته السيرة العطرة لصاحب الذكرى من خصال وقيم مآثر نظل دائماً في أحوج ما نكون إلى استذكارها وتمثّلها والاقتداء بها.
ولعل ما نمرّ به ويمر به العالم جميعا والعالم الإسلامي بشكل أخص وما نواجه من فكر ضالٍ يشوه القيم والرسالة ويسيئ للدين وللإنسان وللكرامة تدعونا دائماً إلى العمل بمختلف السبل من أجل الحفاظ على الصورة الناصعة للدين كرسالةٍ للمحبة والتآخي والسلام بين البشر جميعهم باختلاف ألوانهم وقومياتهم وأديانهم ومذاهبهم ومعتقداتهم.
فعلى مدار التاريخ لم تستطع كل محاولات التشويه والنيل من هذه الرسالة من أن تفعل ما يفعله الآن التطرف والتكفير والارهاب من إساءة للصورة السمحاء للدين الإسلامي.
مسؤوليتنا جميعا، مسؤولية جميع المسلمين هي في العمل على استعادة المبادرة وفضح هذه العقلية المنحرفة ووقف منابعها جنبا إلى جنب مقارعة الزمر الإرهابية ودحرها حيثما كانت.
ففيما يحيي شعبنا هذه الأيام ذكرى المولد النبوي الشريف، فإن هذه الذكرى الخالدة تساعدنا في استلهام المعاني السامية للرسالة السمحاء بما تؤكده من معاني الوحدة والوئام والمحبة والتسامح. كما أن الاحتفاء بذكرى الإمام جعفر الصادق عليه السلام هي مناسبة طيبة لاستعادة روح الصفاء والعمل المشترك بين مختلف المذاهب وإبراز عوامل الوحدة وقبول التنوع الذي تعايش وعمل بموجبه كبار أئمة المذاهب في الدين الإسلامي.
إن التحديات التي نواجهها جميعا تفرض علينا وحدة الصف والموقف وتفادي كل ما يعيق مسيرة شعبنا نحو الديمقراطية والحرية والسلام.
إن نجاحات قواتنا المسلحة وتلاحم أبناء شعبنا معاً وفي خندق واحد ضد الإرهاب لتحرير كل شبر من أرض العراق يؤكد ضرورة مواصلة عملنا جميعاً من أجل ترسيخ قيم التفاهم والتفاعل الإيجابي بين مختلف الأطراف السياسية وصولا إلى تحقيق الأهداف المشتركة في العراق الحر والآمن والمستقل، العراق الديمقراطي الاتحادي الذي يسع الجميع بعدالة وحرية وسلام.
النصر المؤزر لشعبنا وهو يخوض أشرف معركة للدفاع عن الإنسانية ضد القتلة الإرهابيين.
المجد لجميع الشهداء الذين قضوا على طريق الحرية والكرامة وفي سبيل الدفاع عن الوطن والشعب.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته."

PUKmedia