مركز ثقافي يبعث الحركة في السليمانية

تقاریر‌‌ 04:36 PM - 2016-12-04
مركز ثقافي يبعث الحركة في السليمانية

مركز ثقافي يبعث الحركة في السليمانية

في وقت ضعفت الحركة الثقافية في السليمانية بسبب الأزمة المالية والمشكلات السياسية، قرر مركز "انديشة" الثقافي عدم الرضوخ وبعث لوحده الحركة في المدينة.

 "انديشة" هو مركز ثقافي في السليمانية قد يكون اكثر مراكز طبع واصدار الكتب حركة في جميع انحاء العراق حيث يصدر سنويا حوالي (100) كتاب مختوم بعلامته.

ويقول هزار مجيد مالك المركز ان سعيه الحثيث الى جانب زيادة النشاطات الثقافية يهدف الى تحويل الاستثمار في الكتب الى صناعة ذات اكتفاء ذاتي.

ويزور مركز انديشة الثقافي الذي يقع في الطابق الرابع من مبنى في اكثر شوارع السليمانية ازدحاما وهو شارع مولوي، مئات الزائرين يوميا للاستفادة من نشاطاته المتنوعة.
 
ولد هزار مجيد عام 1976 في مدينة جوانرو شرق كوردستان وترك مسقط رأسه بسبب الاوضاع السياسية متوجها الى جنوب كوردستان حيث انشأ في ايلول عام 2012 مكتبة صغيرة باسم "انديشة".

وبعد مرور اربع سنوات أصبحت الآن مركزا ثقافيا كبيرا. وحول ذلك يقول هزار: "انديشة هو اكبر مركز ثقافي أهلي في الشرق الاوسط حيث لا يوجد مثيل له لا في العاصمة الإيرانية طهران او العاصمة اللبنانية بيروت وهما مدينتان كبيرتان في مجال استثمار الكتب في المنطقة".
واضاف هزار لـ"نقاش": انه "في بداية انشاء مكتبة انديشة كان هدفنا هو تحويلها يوما بعد يوم الى مركز ثقافي كبير وقد وصلنا الآن بعد اربع سنوات الى نسبة 50% من هدفنا".

ويتكون مركز انديشة الثقافي من عدة أقسام هي: قسم المكتبة وهو اكبر اقسام المركز وتقوم بطبع الكتب ونشرها بنفسها، وهي مركز لنشر وبيع كتب المؤسسات والمطبعات الاخرى التي تنتج الكتب.

ويضم قسم المكتبة في مركز انديشة (25) الف عنوان لكتب باللغات الكوردية والعربية والتركية والفارسية والانكليزية منها 250 كتابا باللغة الكوردية قام المركز بطبعه ونشره.

وحول ذلك قال هزار: "هدفنا من الاستثمار في الكتب هو الوصول الى طبع ونشر (100) كتاب سنويا، ولكننا لم نصل بعد الى ذلك الهدف والسبب في ذلك يتعلق في الغالب بالازمة المالية التي تعصف باقليم كوردستان منذ سنوات".

ويضم المركز أيضاً بالإضافة الى قسم المكتبة، القسم الفني وقسم النشاطات الثقافية وقسم الأطفال واقسام أخرى وتشهد يوميا وأسبوعيا نشاطات مختلفة حسب خصوصية كل قسم مع تنظيم مهرجانات فصلية وسنوية للمركز.

ومع تنوع نشاطات مركز انديشة تعتبر النوعية والأسعار من أكثر الجوانب اثارة للاهتمام فالمركز يستخدم في أعماله افضل النوعيات ويوصلها الى الزبون بأرخص الأسعار، هذا فضلا عن أن كثيراً من نشاطات المركز مجانية.

ومن الاقسام التي تقدم نشاطاتها مجانا، قسم الاطفال الذي يختص بنشاطات الاطفال حيث يعلم الاطفال الذين يزورونه الرسم والموسيقى من خلال دورات شهرية.

شاديار شورش (16 سنة) هو احد الصبيان الذين كانوا خلال إعداد هذا التقرير منشغلين في مركز انديشة الثقافي بإقامة احد النشاطات، قال لـ"نقاش": اننا "ومنذ عامين وانا ازور مركز انديشة الثقافي باستمرار وقد أصبح المركز مكانا مهما وذا منفعة بالنسبة لي ولمئات الأشخاص الآخرين في مدينة السليمانية ومحيطها".

وأضاف شاديار: "ازور مركز انديشة الثقافي يوميا مع أصدقائي كلما سنح لنا الوقت وننتفع من قراءة الكتب والنشاطات الأخرى".

وبالإضافة إلى استثمار مركز انديشة الثقافي في الكتب والنشاطات الأخرى فانه يلعب دور مكتبة عامة أيضا، حيث افتتحت المكتبة قسما خاصا بالقراء الذين لا يقدرون على شراء الكتب او لا يرغبون في شرائها اذ يمكنهم استعارة الكتب من المكتبة وقراءتها ثم إعادتها اليها.

وعن ذلك قال هزار مجيد: "يؤدي هذا القسم من مكتبتنا دور مكتبة عامة حكومية، فالمكتبة تضم المئات من الكتب وينتفع من كتبها مئات الاشخاص بشكل اسبوعي وشهري".

وذكر هزار ايضا ان زائريهم يفوقون زائري المكتبة العامة بمئات الاضعاف وذلك بسبب التسهيلات التي يقدمونها في هذا القسم "بخلاف إجراءات استعارة الكتب في المكتبة العامة في السليمانية المليئة بالروتينات".

ولم يبق انديشة في السليمانية فحسب بل فتح الان فرعا مماثلا في مدينة اربيل هذا بالاضافة الى اشتراكه مع معظم المكتبات في المدن اقليم كوردستان الأخرى.

ويقول حسين حسيني أستاذ قسم الفيزياء في كلية العلوم بجامعة السليمانية انه كلما سنح له الوقت يتوجه الى مركز انديشة الثقافي للاستفادة من نشاطاته الثقافية، معتبرا إياه مركزا مهما في مدينة السليمانية.

حسيني المختص في علم الفيزياء والذي الف العديد من الكتب العلمية أضاف في حديثه لـ"نقاش": انه احد المؤلفين الذين طبع لهم المركز حتى الآن ستة كتب ويقول "هناك مجموعة اخرى من كتبي معدة للطبع، وقد تم طبع جميع كتبي دون مقابل حتى أنهم منحوني 15% من الإرباح".

وشدد الأستاذ الجامعي على ان العملية التي يقوم بها مركز انديشة الثقافي هي "الصناعة في الكتب" وضرب مثلا لذلك بان انديشة طبع خلال الاعوام الماضية (25) كتابا علميا باللغة الكوردية وهو عمل لا مثيل له في تاريخ الثقافة والعلوم الكوردية وقد باع جميع الكتب في الأسواق".

وتوجد الآن الى جانب مركز انديشة الثقافي عدة مراكز ثقافية اخرى منافسة له منها مركز غزلنوس وعدد من المراكز الحكومية والحزبية ما يعد الوجه المشرق للمدينة التي تم تحويلها الى العاصمة الثقافية لاقليم كوردستان من قبل حكومة الإقليم وبرلمان كردستان.

واكد بابكر درائي المدير العام للثقافة في السليمانية لـ"نقاش": حول دور المركز "كان لمركز انديشة الثقافي والمراكز الاخرى التي تعمل في هذا المجال تأثير ايجابي على المجال الثقافي والفني في مدينة السليمانية".

واضاف درائي ان "وجود هذه المراكز ومنافستها في المجال الفني والثقافي يؤدي الى اظهار الوجه المشرق للعاصمة الثقافية في اقليم كوردستان، وهو احد الاسباب التي تؤدي الى رفع المستوى الثقافي والفني للمدينة كما يشاهد الآن".

ولم يقف مركز انديشة عند طبع ونشر الكتب والنشاطات المتنوعة الاخرى فحسب، بل ينظم سنويا مهرجانا كبيرا يوزع فيه الجوائز على الكتاب والمبدعين كما ينظم فيه النشاطات الموسيقية والغنائية بالإضافة الى نشر أعداد كبيرة من الكتب.

ومهرجان هذا العام هو الرابع الذي يبدأ من الأول شهر كانون الاول ويستمر حتى الخامس منه، وستكون الايام الثلاثة الأولى منه في السليمانية واليومان الأخيران في اربيل وسيتم فيه نشر (42) كتابا جديدا كما ستوزع ست جوائز على أفضل المؤلفين في المجالات المختلفة.


PUKmedia عن النقاش

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket