الكورد يتقدمون خطوة باتجاه الحشد الشعبي

تقاریر‌‌ 04:56 PM - 2016-12-03
الكورد يتقدمون خطوة باتجاه الحشد الشعبي

الكورد يتقدمون خطوة باتجاه الحشد الشعبي

دعم النواب الكرد في بغداد قانون هيئة الحشد الشعبي، ما فتح أمامهم باباً نحو الشيعة إلا انه خلق لهم جداراً بوجه السنة.
حضر معظم النواب الكورد (من مجموع 62 نائباً) السبت الماضي جلسة البرلمان العراقي عند التصويت على قانون الحشد الشعبي وأكملوا النصاب وأعربوا عن تأييدهم للقانون، هذا الدعم لم يأت هباءً، لأن الكورد يتطلعون إلى إحدى مواد القانون التي تمثل بوابة لمشاركتهم في قوات الحشد الشعبي والتي سيتم تشكيلها في المناطق المتنازع عليها ذات المكونات المتعددة ولاسيما في كركوك وديالى والموصل وصلاح الدين.
وقال النائب بختيار شاويس عن كتلة الاتحاد الوطني الكوردستاني لـ "نقاش": نحن "تتحدث احدى مواد القانون عن المتطوعين وكان لنا ككورد العديد من المتطوعين في المناطق المستقطعة وقد قدمنا شهداء في الحرب ضد داعش، لذلك بامكاننا المشاركة من خلال هذا الباب ويبقى ان تتخذ القيادة السياسية الكوردية القرار بذلك".
صدور قانون هيئة الحشد الشعبي جاء بعد ضغوط من قبل السنة من اجل تنظيم تلك القوات التي تشكلت منذ اكثر من عامين بفتوى من علي السيستاني المرجع الأعلى للشيعة في العراق لمحاربة مقاتلي "داعش" ضمن قانون.
وتتكون معظم قوات الحشد الشعبي من الشيعة وتصرف رواتبهم من قبل الحكومة المركزية ذات الاغلبية الشيعية، ولكن القانون ذكر بالإضافة الى الإشارة الى الحشد الشعبي ذكر المتطوعين والحرس الوطني وذلك لتبديد تحفظات الكورد والعرب السنة.
ومن المقرر أن يصدر مجلس الوزراء تعليمات لتنظيم شؤون القانون وبذلك ستتوضح إمكانية مشاركة المكونات الأخرى أكثر.
ولم تتعامل حكومة اقليم كوردستان خلال العامين الماضيين مع الحشد الشعبي كما يجب حيث انتقدت وجوده في المناطق المتنازع عليها التي تتواجد فيها البيشمركة أيضاً ولاسيما في كركوك التي لم تحسم عائديتها بين الاقليم والمركز بعد.
ويرى النائب محمد عثمان ممثل كركوك في مجلس النواب العراقي ان مشاركة الكورد في قوات الحشد الشعبي التي سيتم تشكيلها ضمن حدود المدينة مهمة لتبديد المخاطر التي شكلها الحشد عليهم.
وقال عثمان لـ"نقاش": انه "كان الأفضل أن لا نقف ضد القانون حتى تكون لنا غدا نسبة في تلك القوات، فالعرب والتركمان لهم قواتهم في المناطق المستقطعة وسيخلقون لنا مشكلات في حال حدوث اي توتر".
ورأى النائب الذي ينتمي الى كتلة الاتحاد الوطني الكوردستاني انه من الضروري ان يتواجد الكورد أيضاً في قيادة الحشد الشعبي ليكونوا في موقع اتخاذ القرار.
أكثر المشكلات المتعلقة بتواجد الحشد الشعبي حدثت في قضاء طوزخورماتو المتنازع عليه والتابع لمحافظة صلاح الدين حيث يشكل الكورد والتركمان الشيعة الأكثرية فيه.
ففي نيسان (ابريل) الماضي حدثت صدامات بين البيشمركة والحشد الشعبي في المنطقة خلفت العشرات من الضحايا قبل ان يعلن الطرفان هدنة من خلال اتفاق توصلا إليه.
ولم تكن مشاركة الكورد في تشكيلة الحشد الشعبي مقبولة لدى جميع القوى الكوردية، وقد انقسم الكورد في ذلك الى طرفين، فالقوى المقربة من ايران (الاتحاد الوطني وحركة التغيير) تؤيد القانون بوضوح، اما القوى المقربة من تركيا (الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الاسلامي) فلديها تحفظات حوله.
الملا حسن محمد العضو الكوردي في مجلس محافظة صلاح الدين وهو من اهالي طوزخورماتو قال لـ(نقاش): "لا افضل مشاركة الكورد ضمن الحشد الشعبي، فهم بذلك يضفون عليه الشرعية في حين يملكون قوات البيشمركة".
والتحق خلال العام الماضي بعض من الكورد الفيليين من معتنقي المذهب الشيعي ضمن حدود قضاء خانقين التابع لمحافظة ديالى بالحشد الشعبي ولكن لم يتم التعامل مع ذلك كحصة الكورد.
وحول ذلك قال النائب بيستون عادل عن كتلة الحزب الديمقراطي الكوردستاني لـ"نقاش" ان "الكورد الشيعة الذين شاركوا في الحشد الشعبي ضمن حدود خانقين ليسوا من حصة الكورد وليس لديهم انتماء الى القومية الكوردية، وانما انتماؤهم هو للمرجعية الشيعية".
واعتبر عادل الشرط الوحيد لمشاركة الكورد ضمن الحشد الشعبي في المناطق المتنازع عليها هو ان تكون قيادة الحشد في تلك المناطق في يد الكورد والا فان ذلك يعتبر "تبعية" حسب قوله.
مخاوف الكورد من الالتحاق بالحشد الشعبي هو لتفادي تكرار تجربة "الفرسان" المعروفة بين الكورد بـ "الجحوش" وذلك عبر تشكيل قوات كوردية ضد اقليم كوردستان كما قام به نظام صدام حسين سابقا وشكل قوات ضد الحركات المعارضة الكوردية.
ولم تكن للاقليم تجربة جيدة في التعامل مع القوات الكوردية التابعة للحشد الشعبي، ففي شهر تموز (يوليو) من عام 2015 تم اعتقال حيدر ششو مسؤول وحدات حماية سنجار التابعة للحشد الشعبي في قضاء سنجار من قبل قوات الأمن التابعة للإقليم لفترة وذلك بتهمة "انشاء قوات غير قانونية" كما جاء في بيان لرئاسة الإقليم آنذاك.
وقال اللواء قارمان كمال نائب رئيس هيئة الاركان لعمليات وزارة البيشمركة حول ذلك "لدينا تنسيق ضعيف مع قوة سنجار".
ويرى اللواء قارمان انه من الافضل ان تتواجد قوات كوردية في المناطق المتنازع عليها، ولكنه يستدرك "لا اقول ان يشارك الكورد في الحشد الشعبي في تلك المناطق".
وكما لم يحسم الجانب الكردي امره حول المشاركة في الحشد الشعبي، يتعامل الجانب المقابل وهو الحشد الشعبي ايضا بحذر مع مشاركة الكورد.
وقال كريم النوري المتحدث باسم الحشد الشعبي لـ"نقاش": حول القضية "نحن بانتظار قيادة الحشد الشعبي والقيادة العامة للقوات المسلحة لتقرر حول ذلك، انه موضوع حساس".
وليس من الواضح حتى الان ما اذا كانت مشاركة الكورد ضمن الحشد الشعبي في المناطق المتنازع عليها ستعود بالنفع او الضرر عليه ليتمكن من خلالها من تحويل البيشمركة المتطوعين الى موظفين رسميين لدى الحكومة العراقية وفي الوقت نفسه يمنع بقاء نفوذ الحشد الشعبي في يد الاغلبية الشيعية في تلك المناطق.
ويرى الدكتور نعمة العبادي مدير المركز العراقي للبحوث والدراسات ان هناك مشكلتين لابد من حسمهما قبل الحديث عن موضوع مشاركة الكورد ضمن الحشد الشعبي والاولى هي صدور الاجراءات للحشد الشعبي وتحديد مكوناته من خلال نسبة المكونات او المحافظات لمعرفة المناطق التي يشملها، اما المشكلة الثانية فهي حسم ما اذا كان الحشد الشعبي سيتواجد في المناطق المتنازع عليها او بامكانه دخولها.
وقال العبادي لـ"نقاش" إن "مشاركة الكرد ضمن الحشد الشعبي سيقلل من الحساسية الناجمة عن كونه قوة تابعة لمكون واحد، الا انه ليس من السهل موافقة القيادة الكوردية على ارسال المسلحين الكورد ضمن الحشد الى كربلاء والانبار".
وما ينذر باحتمال ظهور مشكلة أخرى هو ان أكثر تماس للكورد في المناطق المتنازع عليها هو مع العرب السنة في حين يعارض هذا المكون حتى الآن قانون الحشد الشعبي.
وحول ذلك يقول الدكتور نعمة: "يشترك الكورد في المناطق المتنازع عليها مع العرب السنة لذلك فان مشاركة الكورد ضمن الحشد دون حسم موقف المكون السني من قانون الحشد الشعبي ستخلق للكورد مشكلات مع العرب السنة".

PUKmedia عن النقاش

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket