بافل طالباني: ما يجب علينا القيام به

بافل طالباني: ما يجب علينا القيام به

مام جلال علمنا أن الحزب والعمل الحزبي وسيلة لخدمة الأمة والوطن، وليس هدفا لكسب مصالح ومكاسب شخصية
منذ فترة ليست بالقصيرة، تطلق تصريحات بأساليب ومضامين مختلفة هنا وهناك من قبل شخصيات وأطراف عن طريق القنوات الاعلامية، تحت مسمى الحرص على مصلحة المواطنين وبنية تحسين الوضع الراهن المتأزم الذي يعم اقليم كوردستان، وهذا في نظري محل إشادة، ولكن السؤال الذي يراودني دوما: هل الكلام وحده كافٍ لتحسين الوضع المعيشي للمواطنين؟ ألا نحتاج الى قراءة وتمعن وتفكير أعمق؟ ألا تحتاج محاولة تحسين معيشة المواطنين الى تضحيات؟ وهل تستحق جهود ودماء وتضحيات البيشمركة والانتصارات العظيمة هذا الوضع في الاقليم؟ أليس المضحون هم دوما الشخصيات السياسية البارزة والعظيمة؟
وبعبارة أوضح فإن الظهور بمظهر الحريص تحت مظلة احتجاجات المواطنين، عن طريق كتابات وتصريحات وأفعال معينة، لا يؤدي الى التقليل من معاناة الناس والوصول الى طريق الحل، بقدر ما يؤدي الى الظهور بمظهر البطل.
لذا فنحن الآن أحوج ما نكون الى العودة الى مبادئ الرئيس مام جلال وقراءتها وتطبيقها بهدف إجراء قراءة واقعية وموضوعية للوضع الراهن، للوصول الى الحل الذي يحتاج الى مسؤولية وصبر وإرادة وصمود أكثر، لأن ردود الأفعال العكسية لن توصلنا الى الأهداف بعيدة المدى لتحسين معيشة المواطنين وإصلاح الوضع السياسي في الاقليم.
لأن مام جلال علمنا أن الحزب والعمل الحزبي وسيلة لخدمة الأمة والوطن، لا أن يكون الحزب هدفا لكسب مصالح ومكاسب شخصية.
عندما نتفق جميعا على هول المخاطر التي تحدق باقليم كوردستان وسوء الوضع المعيشي للمواطنين، وشراكة الأطراف السياسية في المسؤولية، ينبغي البحث عن نقاط مشتركة وجامعة، وليس إبراز الخلافات، يجب تبني لغة الحوار وليس التجريح، علينا أن نكون مستعدين للتضحية والفداء وليس جني المكاسب، وهذا سيكون بداية لتكوين لغة مشتركة بهدف حل المشاكل الاقتصادية والسياسية والقانونية في الاقليم خطوة بخطوة، وتعزيز مؤسساته.
فالمهم أن نخطو جميعا بروح المسؤولية في مجمل العملية السياسية داخل وخارج الأحزاب، نحو آفاق أرحب، ومن واجبنا جميعا التخلي عن كل الكتابات والخطابات والتصرفات التي تقف عائقا أمام خطوتنا العظيمة هذه، لضمان مستقبل أفضل لشعبنا واقليمنا.

بافل طالباني