ارهابيان من داعش يتحدثان عن انضمامهما للتنظيم الارهابي

تقاریر‌‌ 02:13 PM - 2016-11-30
ارهابيان من داعش يتحدثان عن انضمامهما للتنظيم الارهابي

ارهابيان من داعش يتحدثان عن انضمامهما للتنظيم الارهابي

عندما بدأت قوات البيشمركة إطلاق صواريخ على مخبأ اشتبهت بوجود عدد من ارهابيي تنظيم داعش فيه في بلدة بعشيقة، قال أحد المختبئين في الداخل يدعى وليد اسماعيل وكان يعمل من قبل بأحد المخابز، إنه حاول إقناع الآخرين بالاستسلام. كان البعض يريد رفع قنبلة يدوية وسحب الفتيل لتفجيرها. وفي النهاية فجر ارهابي تونسي منهم قنبلته الانتحارية على أمل القضاء على المهاجمين. لكنه قتل بدلا من ذلك خمسة من أفراد المجموعة الارهابية وجرح الباقين. وقال: اسماعيل إن الآخرين سقطوا قتلى بعد ذلك على أيدي البيشمركة وكان هو الوحيد الذي خرج من البيت على قيد الحياة وهو يصيح أنه ليس لديه قنابل.
ويظهر اسماعيل في مقطع فيديو على الانترنت وهو يخرج من البيت والذعر باد على وجهه في بلدة بعشيقة بالقرب من الموصل ويده مصابة ليعتقله مقاتلو البيشمركة.
واليوم يجلس اسماعيل (20 عاما) مكبل القدمين في مجمع أمني بمدينة إربيل عاصمة إقليم كوردستان. ونادرا ما يسمح لمن يعتقد أنهم من ارهابيو التنظيم بالتحدث لوسائل الإعلام لكن مجلس أمن إقليم كوردستان سمح لرويترز بإجراء مقابلة مع اسماعيل وسجين آخر في وجود مسؤول.
ووصف الاثنان كيف حولهما التنظيم الارهابي من مواطنين عاديين في الموصل إلى ارهابيين من خلال الوعود والتهديدات، وقالا: إن المعاملة الظالمة التي تلقتها الطائفة السنية من الحكومة الاتحادية كان لها دور كبير في هذا التحول.
وتبين الروايتان اللتان لم يتسن التحقق من صحتهما مدى أهمية معالجة التوترات الطائفية بعد أي نصر يتحقق على تنظيم داعش الارهابي لتجنب تكرار التطورات التي شكلت الموجة الثانية من التشدد السني منذ الإطاحة بالمقبور صدام حسين عام 2003.
وقال اسماعيل: إن الارهابي أبو بكر البغدادي زعيم التنظيم أثار إعجابا واسع النطاق عندما دخل مسجدا في الموصل في وضح النهار قبل عامين وأعلن قيام دولة خلافة المزعومة في مناطق شاسعة من سوريا والعراق بعد ستة أعوام من لجوء تنظيم القاعدة للعمل السري.
وقال اسماعيل بصوت خفيض "صدقته. أحببناه لأنهم خلصونا من ظلم الشيعة."

* "كل ما تريدون"
وقال اسماعيل: إن أبرياء كثيرين من السنة وصموا بأنهم من الإرهابيين من جانب الجيش الذي لم يبد مقاومة عندما اجتاح 800 ارهابي من التنظيم مدينة في شاحنات بيك أب العام 2014.
وقال اسماعيل: "قالوا كل من يذهب إلى المسجد فهو آمن، وقالوا: نحن أخوتكم المسلمون. وهدفنا أن نخلصكم من الشيعة ولن يظلمكم أحد."
وأضاف أن الارهابيين قالوا لهم: "سنعطيكم الطعام والمال. وكل ما تريدون."
وفي مقابلة منفصلة مع سجين آخر يعتقد أنه شارك في القتال في صفوف تنظيم داعش الارهابي، تحدث حازم صالح بانفعال شديد وهو يتذكر كيف عامل الجيش أشقاءه الثلاثة في الأشهر التي سبقت ظهور التنظيم الارهابي على الساحة.
وقال صالح الحداد السابق من الموصل عن أشقائه: "كانوا عمالا. اعتقلوهم لنحو شهر ونصف. وضربوهم. وعلقوهم من أقدامهم. وتسببوا في خلع أكتافهم."

* ضغط مالي
من ناحية أخرى يوصف بعض العراقيين بأنهم عصابات إجرامية تتكسب من عمليات الخطف طلبا للفدى. وينضم آخرون للتنظيم لأسباب عملية.
قال اسماعيل إنه كان يكافح لإعالة أشقائه الستة الأصغر منه عندما عطل التنظيم الارهابي المخبز الذي كان يعمل به بقطع الغاز عنه بحيث لم يعد أمامه خيارات تذكر.
وقال: أعطوني 500 ألف دينار  كل شهر للإمساك بمدفع رشاش والوقوف حارسا في الشارع."
ومثل اسماعيل قال صالح: إن التنظيم الارهابي فرض ضغوطا مالية مما اضطر متجره لدفع ضرائب باهظة ثم عرض عليه مرتبا ممتازا لإغرائه بالانضمام إليه.
وقال: "عندي سبعة أولاد أصغرهم سنتان. ويحتاجون للعيش. لم يكن العمل متاحا ... ولذلك انضم أغلب الناس لهذا السبب."
وأضاف: أن الوضع بالنسبة له كان مختلفا "هددوا بأنهم سيأخذون ابني الذي عمره 14 عاما من أجل الضغط علي ... لذلك ودعت أسرتي ورحلت."
وكانت البداية بسيطة. تسلم اسماعيل زيا يشبه الزي الذي يرتديه ارهابيو حركة طالبان في أفغانستان وطلب منه مراقبة أي أنشطة مشبوهة.
وقال: إن التنظيم الارهابي تكتنفه السرية ومهووس بحماية أمرائه خاصة من الوقوع في الأسر أو من الضربات الجوية. وأضاف: "لم نكن نعرف من هو قائد جيشنا. ولم يسمحوا لنا قط بالاقتراب من المناطق الاستراتيجية."
ولم يكن هناك نظام للجدارة فيما يبدو إذ قال اسماعيل إنهم كانوا يعينون من يشاءون أميرا.
وقال إنه بدأ في النهاية يدرك ما كان يعيشه من أوهام لكنه لم يجروء على التفوه بأي انتقادات لأن هذا هو الطريق إلى السجن وربما أسوأ من ذلك.
وأضاف: "لايمكنك الإفصاح عن رأيك." واستشهد بفترة ضبط فيها ارهابيو التنظيم والده وهو يدخن رغم الحظر الذي فرضوه على التدخين وحذروه أنه سيتعرض للجلد في المرة القادمة.
وحضر صالح الذي استسلم في بعشيقة أيضا المقابلة مرتديا زيا عسكريا وكان يغطي رأسه بقلنسوة في البداية.
قال صالح، إنه كان يفحص العربات على الحواجز الأمنية التابعة للتنظيم الارهابي حيث كان الارهابيون يلقون القبض على أي جنود عراقيين أو كورد. وكانت الشبهات تحوم حول أي شخص لايعيش في المنطقة.
وأضاف، أنه عمل بعد ذلك في إعداد وجبات الأرز واللحم والعدس للارهابيين حيث كان هناك طباخ لكل مجموعة مكونة من 12 ارهابياً.
وقال، إنه تلقى تدريبا أربع ساعات يوميا لمدة 25 يوميا على كيفية استعمال البندقية الهجومية كلاشنيكوف لكنه لم يقاتل باسم تنظيم داعش ولم يقر العنف.
وعجز اسماعيل عن الكلام وهو يفكر في قرار الانضمام للتنظيم الارهابي وكادت الدموع تطفر من عينيه. بل إنه أشاد بقوات البيشمركة.
وقال، إنه فقد الاتصال بعائلته عندما انتقل من الموصل إلى مدينة بعشيقة حيث انتهى به الحال محاصرا من قوات البيشمركة في ذلك البيت في انتظار أن ينفذ أمراء التنظيم الارهابي وعودهم بإرسال تعزيزات. لكن هذه التعزيزات لم تأت قط.
ويواجه الرجلان مصيرا مجهولا. وفيما تستمر معركة الموصل يمثل المجمع الأمني مقر إقامة لمن يعتبرهم الكورد، مصدر خطر كبير. وإذا تجمعت أدلة كافية فمن المرجح أن يقدم الاثنان للمحاكمة.
وسئل اسماعيل عن الرسالة التي يريد أن ينقلها إلى أقاربه فقال "اصبروا من فضلكم. إذا شاء الله سأعود."

PUKmedia عن رويترز

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket