نوري المالكي: قياديان من الاتحاد الوطني طلبا مني مساعدة اقليم كوردستان

لقاءات 12:15 PM - 2016-11-17
نائب رئيس الجمهوري الدكتور نوري المالكي

نائب رئيس الجمهوري الدكتور نوري المالكي

 * تركيا لديها أطماع في الموصل وسنخرج قواتها من داخل أراضي العراق
* هناك حاجة لمصالحة وطنية حقيقية بعد هزيمة داعش.
* القضاء العراقي ليس مسيسا والفاسدون يحاربونه
* عندما تعرضت اربيل الى هجوم انا ارسلت طائرات للدفاع عنها
* لم نقطع رواتب الموظفين، بل قطعنا حصة كوردستان من الموازنة
*طلبنا من إدارة أوباما سلاحا لمواجهة داعش فرفضوا ذلك.


أكد نائب رئيس جمهورية العراق الدكتور نوري المالكي" بأن العراق يخوض حاليا معركة الحسم النهائي مع تنظيم داعش الإرهابي،وأن الأخطاء الأميركية السابقة هي التي خلقت داعش في المنطقة" مشيرا الى" أن هناك إجماعا دوليا على ضرورة إيقاف وإدانة كل من يؤسس لمنظمة إرهابية، لكن ذلك لاينفي وجود مصالح دولية قد تقتضي إيجاد منظمة إرهابية أخرى بديلة عن داعش في المنطقة".
وحول الدور التركي وتدخلاتها في شؤون العراق قال المالكي في حوار أجراه معه الكاتب والصحفي شيرزاد شيخاني بمكتبه الرسمي في رئاسة الجمهورية" إن لدى تركيا أطماعا في محافظة الموصل، وهناك من يريد تقسيمها، فبماذا نفسر وجود القوات التركية قرب الموصل،كيف دخلت هذه القوات عبر منفذ ابراهيم الخليل وزاخو ودهوك والموصل وبعشيقة، هناك نوايا طالما كشفت عنها الادارة التركية ويبنونها على الاتفاقية التي كانت بين الدولة العثمانية والحلفاء،وللاسف الشديد طريقة تعامل حكومة اقليم كوردستان ومسعود بارزاني واعتبارها فرصة للتمدد على اراضي محافظة نينوى لم تكن مناسبة، فربما سيستفيدون من المعركة، لكن غداً عندما تهدأ اصوات الرصاص ستبدأ المطالبة بالمناطق واخراج القوات وخاصة القوات التركية" مضيفا " أن مايهدد الموصل أيضا من المخاطر هو ما يسمى بالحشد العشائري الذي يترأسه اثيل النجيفي واسامة النجيفي، وهذا الحشد يطالب ان تكون الادارة الامنية بيدهم بعد تحرير الموصل وهذا هو بداية الخطر، ان يكون أمن الموصل بيد من اربكوه واسقطوا الموصل بسبب سياستهم حينما كان محافظاً، ولايمكن ان يعود ويتولى ادارة الملف الامني".
وحول قطع ميزانية كوردستان أكد المالكي" أنه ليس هناك شيء في الميزانية يسمى برواتب موظفي كوردستان، بل هناك حصة 17% من الميزانية لإقليم كوردستان، وتم قطعها لعدم إلتزام حكومة بارزاني بالإتفاقات النفطية، وليس معقولا أن تمتنع حكومة الإقليم من إرسال إيراداتها النفطية الى المركز وتطالب بحصتها من نفط البصرة". والى نص الحوار:


* هل تعتقدون انه مع بدء معركة الموصل، بدأت نهاية تنظيم داعش الارهابي والى اين وصلت العمليات؟.
- داعش ومنذ بداية ظهورها ماكانت تستطيع أن تحقيق شيئا، فظهور داعش سبقه مع الاسف تحرك بدوافع داخلية وخارجية، داعش سبقها الاعتصامات التي حدثت في الفلوجة وقطعت الطريق الدولي، وفي الحويجة والموصل، داعش ظهرت متأخرة انما كان هناك مشروع سبق ظهور داعش وهو مشروع سياسي طائفي مدعوم من الخارج وكان يهيء أوراقه بالتزامن مع سقوط نظام بشار الأسد حتى يتحرك نحو اسقاط بغداد، لذلك داعش ليست هي القوة التي تستطيع ان تسقط محافظة كبيرة مثل الموصل، انما المؤامرة هي التي أدت الى سحب الجيش، والعناصر الكوردية والسنية من الجيش هي التي اسقطت الموصل وغيرها، لذلك حينما انكشفت الخدعة والمؤامرة وتغير الموقف عند أهل السنة والكرد الذين كانوا يعتقدون أنها حقيقية، الآن المزاج الشعبي ضد داعش، الحواضن التي كانت تحتضن داعش اصبحت ضدها، سيما بعد ان اطلعت على ممارساتهم، ولهذا الآن داعش في اضعف حالاته، داعش اليوم لايمكن ان يقاس بما ظهر عليه في العام 2014. لهذا من الطبيعي جداً ان نقول بأن داعش على طريق النهاية ولم يبق بيده سوى الموصل ولن يستطيع ان يقاوم في الموصل امام هذا العدد الكبير من الجيش ومكافحة الارهاب والشرطة والبيشمركة وثوار العشائر والحشد الشعبي التي احاطت بالموصل، أهل الموصل الآن ايضاً أصبحوا ضد داعش، فمعركة الموصل هي المعركة الاخيرة ضد وجود داعش كقوة مسيطرة على الارض، لكن لانعلم بعد داعش ماذا سيحصل وماهي الخطة التي يمكن ان يغيرها داعش باتجاه استهداف أهداف مدنية مثلما حصل في الكرادة وسامراء وبغداد، لكنه انتهى كداعش مسيطر على ارض عراقية، الموصل ستتحرر من داعش، لكن بعد التحرير يخشى ان يكون هناك تنافس وتمدد وصراع على الأرض وصراع على النفط ويخشى ان يكون هناك تدخل اقليمي كالوضع التركي الموجود ربما هذا سيسبب أزمة اخرى بعد تحرير الموصل.
* بعد تحرير الموصل هناك من يتحدث عن التقسيم، ما رأيكم في هذا الموضوع؟.
- انا ايضاً اقول ذلك، هناك من يريد تقسيم الموصل وهناك مؤشرات تستحق التوقف عندها، بماذا نفسر وجود القوات التركية قرب الموصل، كيف دخلت هذه القوات لو لم يكن هناك توافقات وانسجامات بالرأي، كيف دخلت هذه القوات عبر منفذ ابراهيم الخليل وزاخو ودهوك والموصل وبعشيقة، هناك نوايا طالما كشفت عنها الادارة التركية بأن لها حقوقا واطماع في الموصل، ويبنون ذلك على أساس الاتفاقية التي كانت بين الدولة العثمانية والحلفاء، لذلك مخاوف تقسيم الموصل موجودة، يضاف اليها وأقولها بصراحة مع الاسف الشديد طريقة التعامل التي تقوم به حكومة اقليم كردستان ومسعود بارزاني واعتبارها فرصة للتمدد على اراضي محافظة نينوى، وهذا التمدد الان ربما يستفيدونه من المعركة، لكن غداً عندما تهدأ اصوات الرصاص ستبدأ المطالبة بالمناطق واخراج القوات وخاصة القوات التركية. وايضا مايهدد الموصل من مخاطر هو ما يسمى بالحشد العشائري الذي يترأسه اثيل النجيفي واسامة النجيفي، وهذا الحشد يطالب ان تكون الادارة الامنية بيدهم بعد تحرير الموصل وهذا هو بداية الخطر، ان يكون أمن الموصل بيد من اربكوه واسقطوا الموصل بسبب سياستهم حينما كان أثيل النجيفي محافظاً، فلايمكن ان يعود ويتولى ادارة الملف الامني، هناك مخاطر حقيقية تهدد الموصل بعد تحريرها، انا قلت مراراً بان الموصل لها محافظ ومجلس محافظة، ويجب ان تعود الموصل بحدودها الادارية تحت خيمة هذه الادارة ومن ثم تبدأ المطالبة وفقاً للسياقات القانونية واذا كان هناك حق لاقليم كوردستان فليتقدم به وأي اقلية تركمانية أوشبكية فلتقدم مطاليبها ونحن مع احترام حقوق جميع الاقليات وفقاً للسياقات القانونية، وليس على قاعدة ما أخذ بالدم لايعود إلا بالدم، أو أن حدودنا هي حدود الدم، هذا منطق غريب ولايبشر بالخير بالنسبة لمستقبل العراق، يعني اذا اراد الجيش العراقي ان يدخل اقليم كوردستان فهل نقول ان حدود كوردستان هي حدود الدم؟هذا منطق مرفوض تماما.
* هناك نغمة جديدة في السياسة التركية وهي الحديث عن حماية التركمان في مدينة تلعفر، وبرغم أن لديهم اطماعا في تلعفر لكنهم لم يحركوا ساكناً عندما احتل تنظيم داعش الارهابي قضاء تلعفر، هل تعتقد بأن هذه المطالب التركية معقولة؟.
ـ هذه المطالبات تنسجم مع رغبة تركيا في التوسع وتحت عنوان ان تلعفر تركمانية وهم أولياء أمور التركمان، لكن التركمان يرفضون الوصاية التركية، الهدف هنا هو ان تركيا تريد ان تدعم امنها القومي الداخلي من خلال التمدد على مناطق اخرى تعتقد بأن حزب العمال الكردستاني موجود على مقربة منها كتلعفر وشنكال، لكن انا اعتقد بأن هذا وهم بالنسبة للادارة التركية ان تسيطر على تلعفر، سيما ان تلعفر الآن اصبحت تحت سيطرة الحشد الشعبي، وهذه القوات ستقطع الصلة بين الداعشي العراقي والداعشي السوري، والاتراك ليسوا بهذه القوة التي تستطيع اخراج الحشد الشعبي او الجيش العراقي من مناطق نفوذه، انما هذه جعجعة يأملون من خلالها ان يفرضوا دوراً لهم في ادارة الموصل، واكثر من هذا لايستطيعون ان يتقدموا عسكرياً، ولايستطيعون ان يحققوا أي شيء في تلعفر.
* هذا يعني بأن الحشد الشعبي مستعد للدفاع عن تلعفر؟
- بالتاكيد الحشد الشعبي والجيش والشرطة وجميع القوات الاخرى مستعدة للدفاع عن الموصل ووحدتها.
* هل انت قائد الحشد الشعبي؟
- انا لست القائد الميداني للحشد الشعبي، لكن اذا قلت من أسس الحشد الشعبي، فاقول نعم أنا من اسس الحشد الشعبي، وفكرتي عن تأسيس الحشد الشعبي موجودة منذ 2012، وخاصة في نهاية 2012 حينما اشتدت المؤامرة في سوريا، كان لدي اعتقاد بأن العراق سيتعرض الى هجمة شرسة من خلال الحواضن الموجودة في المنطقة الغربية وامتداد السلاح من سوريا الى هؤلاء، وقلت في وقتها بأن الجيش العراقي سينحل، سألوني لماذا؟ فقلت لان الهجوم طائفي والتعبئة طائفية والجيش جزء من الحالة الشعبية، وفعلاً انسحب الجيش من الموصل ولم يقاتل واحد من المكون السني في الجيش، وكذلك انسحب الجانب الكوردي، إنسحب نذير من قيادة الفرقة الرابعة بأمر وتوجيه، وهيدايت انسحب من قيادة الفرقة الثالة بتوجيه، لذلك انا عندما سألوني ماهو البديل اذا انحل الجيش العراقي، فقلت لهم ليس لدينا بديل سوى التعبئة الجماهيرية وبعد ذلك جاءت تسمية الحشد الشعبي، والحشد الشعبي بدأ منذ الشهر الثالث اي قبل سقوط الموصل، ولولا الحشد الشعبي لما استطعنا ان نحافظ على بغداد ولا سامراء ولا ديالى ولا كربلاء، وانا قمت بزج الحشد الشعبي وطالبت بالتعبئة وبعد ذلك صدرت فتوى المرجعية واستطعنا ان نوقف زحف الارهابيين، وبعد ذلك تحركنا ضدهم وطردناهم من سامراء وآمرلي، وانا مؤسس الحشد الشعبي وهذا يصدق علي، وراء الحشد الشعبي هذا ايضاً يصدق علي وصاحب فكرة تشكل الحشد الشعبي لكن كقيادة ميدانية فلا.
* هل سيتحول الحشد الشعبي الى قوات نظامية؟
- بالتاكيد هذه المسألة لابد من ايجاد حل لها، مشكلة الحشد الشعبي بعد انتهاء المعارك، والتوجه الموجود حاليا في البرلمان هو دعم الحشد الشعبي على غرار جهاز مكافحة الارهاب، فيكون له قانون ويرتبط هذا التشكيل بالقائد العام للقوات المسلحة وتكون استحقاقاته الادارية عن طريق وزارة الدفاع، ويكون عدده 110 الف ويكون ضمنه 30 الف مقاتل من المكون السني ويتحول الى جهاز من اجهزة الامن في الدولة على غرار جهاز مكافحة الارهاب، والقانون سيصدر قريباً لايمكن ان يبقى الحشد الشعبي بهذه الطريقة.
* الن يثير هذا الموضوع مخاوف السنة والمكونات الاخرى؟
- لا لن يثير، لان السنة يوماً بعد يوم بدأوا بالاطمئنان لان الحشد الشعبي هو الذي حرر مناطقهم، والحشد الشعبي اصبح واضحاً اليوم بأنه لا يخيف السنة، سيما بعد ان اصبح هناك حشد من السنة ايضاً، والحشد الذي جاء من المناطق الجنوبية سينسحب الى مناطقه الاصلية فلماذا الخوف، اولاً لم يستأثر الحشد بأية منطقة، ثانيا هناك حشد سني موجود في مناطقهم، وثالثاً الحشد سينسحب بعد تحرير المناطق.
* يعني مسألة تحويل الحشد الشعبي الى قوات نظامية مسألة مقبولة؟.
- لابد من هذا الموضوع لانه لايمكن ان يبقى سلاح الا ضمن سياقات وهيكلية الدولة.
* هناك تصريحات منسوبة اليك حول تحرير الرقة، هل انتم مستعدون لزج الحشد الشعبي في عملية تحرير الرقة؟.

- لا القراءة التي استغلها الاعلاميون كانت خاطئة، لم يكن المقصود بان نذهب ونحرر الرقة،  نعم لو نستطيع ان نضرب داعش في اي منطقة في العالم سنضربها، انا قلت قادمون يانينوى يعني قادمون يارقة قادمون ياحلب قادمون يايمن قادمون الى أي منطقة تتواجد فيها داعش وليس معناه ان نقاتل، بل معناه اذا انتصرنا هنا اصبح عاملاً مساعدا لانتصارهم هناك.
* يعني هذه ستكون معركة الحسم النهائية؟
- هي بداية النهاية، عندما نسترجع الموصل اولاً سنقطع الامدادات عن الرقة وسيتفرغ المقاتلون لداعش في الرقة وانا اقول بصراحة ان العالم كله مجمع على ضرورة مقاتلة داعش، ولو كان لدينا جهد وإمكانيات فلماذا لانذهب ونقاتل داعش في المناطق المتواجدة فيها في سوريا، ولماذا العالم يأتي ويقف مع العراق في قتال داعش، فمهمة مكافحة الارهاب يجب ان تكون كونية والا تقتصر على جهاز دون جهاز، وعندما تعرضت اربيل الى هجوم انا ارسلت طائرات للدفاع عن اربيل، لان المعركة واحدة لكن مساحاتها متعددة وخطر الفكر التكفيري يهدد امن الجميع.
* الا تعتقد بانه سيكون هناك تنظيم آخر بعد القضاء على داعش؟
- محتمل جداً، اول مرة ظهرت لنا القاعدة، والقاعدة لم تكن بريئة انما أسست من قبل جهات معينة، ومن ثم خرجت طالبان التي اسست لمواجهة الاتحاد السوفيتي، ومن ثم ظهرت لنا القاعدة في العراق وانتشرت، وثم بوكو حرام وجبهة النصرة وبعد ذلك داعش، ولاندري هل ان العالم الذي يؤثر في استقرار او عدم استقرار العراق والمنطقة سيتعظ ويعرف ان هذا الارهاب الذي اربك العالم اضر حتى بمصالحهم ويمتنعون عن مساعدة الفكر التكفيري في المنطقة حتى لاترتبك المنطقة مرة اخرى، ام ان مصالحهم السياسية والاقتصادية تقتضي غداً ان يخرجوا لنا بأي عنوان جديد،انا اعتقد بان العالم أصبح مجمعا الآن على ضرورة ايقاف وادانة كل من يؤسس لمنظمة ارهابية.
* الا يحتاج العراق الى مصالحة وطنية حقيقية بعد القضاء على تنظيم داعش الارهابي؟.
- بالتاكيد ، ولذلك انا تبنيت هذا الموضوع شخصياً، وشكلنا لجنة من التحالف الوطني، وهذه اللجنة تعمل منذ عدة شهور بالتعاون مع الامم المتحدة وتوصلنا الى اقرار ورقة تسوية وطنية، وهذه التسوية تحتوي على جوانب فكرية وتنظيمية والمبادئ التي نعتمدها للعراق منها، وحدة العراق ورفض الطائفية، وان يكون السلاح فقط بيد الدولة، واحترام سيادة العراق وعدم التدخل في شؤون الآخرين وعدم السماح للآخرين بالتدخل في شؤوننا، والاستثمار الامثل للثروات والمساواة، وغير ذلك من امور اكتملت جميعها وقمنا باقرارها، الآن اخذتها الامم المتحدة وستعرضها على فريق من اخواننا من المكون السني حتى ننتقل الى مرحلة الاجراءات والتنفيذ، نعم السلاح لاينهي الارهاب، انما ينتهي الارهاب وبجانبه المشاريع السياسية التي تتضمن اصلاحات اقتصادية وسياسية واجتماعية ونحن ماضون بهذا وبقوة.
* هناك اتهامات ضدك بالسيطرة على مجلس القضاء الاعلى وبأنه مسيس خصوصاً في اصدار بعض القرارات، ما رأيكم بهذا الموضوع؟.
- ان هذا الموضوع يأتي من ضمن تبريرات المذنبين ويقولون بأن القضاء مسيس، أقول يا ايها الوزير الذي تقول بأن القضاء مسيس، عندما ثبتت عليك ملفات الفساد امام الجمهور وعلى شاشات التلفاز الا ينبغي العمل وفق هذه النتيجة، فلماذا تنكر فسادك و تقول بأن القضاء مسيس، سألت القضاء في ملفات متعلقة بي شخصياً فقالوا لي أن هذا حقك كما ان واحد + واحد يساوي اثنين، لكن مع ذلك لم يحكم القضاء لصالحي، فاذا كنت انا متحكماً بهذا المجلس فلماذا لاتسير القضايا الخاصة بي وفق مصلحتي، لماذا ابعدت عن منصب نائب رئيس الجمهورية لمدة عام وفقاً لقرار غير دستوري فلماذ استغرقت المحكمة عاماً كاملا للحكم في قضيتي لو كان الامر بيدي لانتهت القضية من اول يومين، انا لا ابرئ القضاء 100% لكن ارفض اتهامه بالتسييس، نعم هناك ضغوطات وتهديد على بعض القضاة وبالتحديد من الميلشيات والعصابات وبالتاكيد هذه تؤثر على القاضي، لكن بالمعنى الاطلاقي بان القضاء مسيس فهذا غير صحيح.
* قضية مهمة بالنسبة لنا في اقليم كوردستان وهي الأزمة المالية،هناك اتهامات لحضرتكم بقطع حصة اقليم كردستان، نريد ان نعرف منكم الحقيقة الكاملة ولماذا وصل الامر الى هذا الحد؟.
ـ اولاً ماتم الاتفاق عليه ان كان صحاً ام خطأ فإنه بموجب ما إتفقنا عليه هناك حصة للاقليم من الموازنة بنسبة 17%، السؤال هو من اين تتشكل الموازنة العراقية العامة؟، تتشكل هذه الموازنة من نفط البصرة والوسط والشمال، بمعنى ان النفط والغاز ملك لجميع ابناء الشعب العراقي وفق الدستور،وهذا  يعني واردات كل هذا النفط تجمع في موازنة واحدة ومن ثم توزع على ابناء الشعب العراقي ومنها حصة الاقليم 17/%، وعندما يأخذ الاقليم حصته نحن لسنا مسؤولين كيف يصرفها كرواتب أو خدمات أو امور اخرى أو تسرق ليس لنا علاقة بهذا، المهم ان الاقليم اخذ حصته وهو الذي تصرف بها، ولايوجد شيء اسمه قطع رواتب موظفي كوردستان، انما يوجد ادارة في اقليم كوردستان امتنعت عن تسليم النفط للموازنة، وهي تأخذ 17%، وترفض تسليم النفط للموازنة، اليس من المنطقي والحق ان تقطع هذه الحصة، لم تقطع الرواتب بل قطعت حصة الاقليم التي هي من ضمنها رواتب وخدمات أو غيرها، قلت لهم اعطونا أي شيء حتى ولو 100 الف برميل وستكون حصتكم ماشية ونشكل لجنة مشتركة فيما بيننا تشرف على الانتاج، وتشكلت هذه اللجنة بالفعل لكنهم منعوها من العمل، فاخبرناهم وقلنا لهم اعطونا النفط نعطيكم 17%، لاتعطوننا نفط لن نعطيكم حصتكم، لان محافظة البصرة ستحتج وتقول لماذا يأخذ الاقليم حصته من الموازنة من نفطنا، فعندما يتصرفون بنفطهم لماذا لايصرفون رواتب الموظفين، فالذي يتحمل مسؤولية قطع رواتب الموظفين هو الاقليم لانه تصرف بهذه الطريقة ولم يسلم نفطه وأراد الاستمرار في اخذ حصته وهذا ظلم لباقي المحافظات.
* اليس مفروضا على الحكومة الاتحادية أن تراجع الحسابات الختامية للحصة التي تمنح لاقليم كوردستان؟.
- نعم، يجب كشف الحسابات، لكن الاقليم يرفض الكشف عن اي شيء، ديوان الرقابة المالية يتابع سجلاتهم، وقلت لهم بأن هذا المبلغ الذي يعطى للاقليم هو لشبعنا الكوردي ولأهلنا في كوردستان، نريد ان نعرف هل يصل الى شعبنا الكوردي كما يصل الى شعبنا في البصرة أم لا؟، قالوا هذا ليس من مسؤوليتكم انتم اعطونا حصتنا ونحن نتصرف بها، ومنعوا أي حالة تدقيق، ونحن لانعلم هل هذا المبلغ يصل الى الشعب ام لا؟، كم يصل منه للناس وكم لايصل لانعلم شيئاً.
* هناك اتهامات لقيادات الاتحاد الوطني وخاصة الدكتور لطيف رشيد وعادل مراد بانهما هما اللذان شجعوك على قطع حصة اقليم كوردستان، فهل هذا صحيح؟.
- هذا سخف في الاتهامات، وكما يقول المثل"حدث العاقل بما لايعقل فإن صدق فلا عقل له"، هل من الممكن ان تقوم قيادات كوردية في الاقليم بطلب قطع الرواتب عن اهلهم وشعبهم؟ القضية معكوسة تماماً وهذه مناكفات سياسية، هؤلاء القيادات هم الذين جاؤا الي وطالبوني بصرف رواتب الموظفين وصرفت شهراً بسبب مطالبة الاستاذ عادل مراد، وطلبوا مني افادة للمحكمة بهذه القضية، فارسلت افادتي للمحكمة وقلت بانه لم يطلب مني لا عادل مراد ولا لطيف رشيد قطع رواتب موظفي كوردستان، لان الراتب ليس لدي اساساً، الراتب لدى المسؤولين في اقليم كوردستان أنفسهم، هذان القياديان طلبوا مني مساعدة اقليم كوردستان فساعدنا الاقليم لشهر واحد، وللتاريخ اقول هما طلبا مني مساعدة الناس ومعالجة مشاكلهم، وما يقال افتراءات لا اساس لها من الصحة.
* الا يفترض بالحكومة الاتحادية ومجلس النواب التدخل لمعالجة الازمة الاقتصادية التي يعاني منها المواطنين الآن في اقليم كوردستان؟.
- انا معكم واتمنى ان تستطيع الحكومة مساعدة شعب كوردستان، مسعود بارزاني رئيس الاقليم يرفض أي تدخل بأي مستوى من المستويات في شؤون الاقليم، فكيف تستطيع الحكومة الإتحادية التدخل لمعالجة المشكلة، الجيش العراقي ممنوع ان يدخل في اي منطقة من كوردستان، لكن القوات التركية تدخل بكل راحة، انظر الى المفارقة، والآن الجيش العراقي دخل الى بعض مناطق كوردستان بفضل الضغط الامريكي والا لم يكن مسموحاً له بدخول اراضي اقليم كوردستان، فالحكومة الاتحادية لاتستطيع ان تعمل اي شيء مع اصرار حكومة الاقليم على انها تتصرف بالعائدات النفطية، حتى في كركوك هناك تصرف بالعائدات النفطية، واذا لم يتعاون الاقليم فلا البرلمان ولا الحكومة الإتحادية تستطيع ان تعمل شيئاً، الآن الشعب الكوردي في ذمة قيادته، وعلى القيادة في الاقليم ان تبحث عن حل ونحن سنساعدها، واذا قالت حكومة الاقليم هذا هو نفطي واعطوني 17% والله جميعنا سندعمها ونكون معها، لكن لايجوز ان تتصرف بعائدات النفط كما يحلو لها ومن ثم تأتي وتقول انتم قطعتم الرواتب، نحن لايوجد شيء في ميزانيتنا اسمه رواتب كردستان، هناك فقط فقرة حصة كردستان، أما كيف تصرف فلا ندري.
* انتم قلتم بانكم لاتستطيعون التدخل في امور الاقليم ، لكن كركوك محافظة عراقية لماذا تسمحون بالتحكم بعائدات نفط كركوك؟.
- هذه الرسالة يجب ان تذهب الى الحكومة الاتحادية ووزارة النفط، وكركوك محافظة عراقية كما ان الاقليم اقليم عراقي، ويجب ان يكون التصرف بنفط المحافظة وفقاً للسياسات القانونية والدستورية، والذي يحدث الان في كركوك مخالف للسياقات القانونية.
* التقيتم السفير الامريكي مؤخرا، فهل كان يحمل رسالة معينة ام ماذا؟.
- لا لم يكن يحمل اي رسالة وانما نستطيع ان نقول هي رسالة ضمنية لادامة العلاقة ومعالجة الخلل، وسفراء الدول الاوربية دائماً يزورنا ويسمعون منا، وانا بحكم علاقتي معهم لمدة 8 سنوات فمن الطبيعي ان يزورني السفير الامريكي او ممثل اوباما، لكن لم يكن يحمل أي رسالة.
* مالذي يمكن ان يغير فوز ترامب للعراق؟
- الولايات المتحدة دولة عظمى وهي بلد مؤسساتي، ولا اعتقد حصول اية حالة انكسارية في السياسة الامريكية، ربما تحدث تعديلات جزئية هنا أو هناك، لكن لا اعتقد حدوث اية حالة انكسارية الا اذا استجدت امور وتطورت احداث داخل وخارج امريكا ربما يحصل شيء عندها،ولكني لا اعتقد بان السياسة الامريكية ستتغير كثيراً بمجيء ترامب او غير ترامب.
* لكن هناك من يقول بأن الحزب الجمهوري هو اكثر اهتماماً بالسياسة العراقية.
- صحيح الجمهوريين لهم اهتمام اكثر بالعراق وهم الذين اسقطوا نظام صدام حسين وظلوا مواكبين للعملية السياسية ايضاً،كانت سياستهم جيدة عندما وافقوا على انسحاب القوات وحين وافقوا على اتفاقية الشراكة، ونتمنى من السيد ترامب وهو يستلم مهامه الجديدة ان يفعل الاتفاقية الستراتيجية التي وقعناها والتي فيها اقتصاد وسياسة ونفط وتجارة وجيش وعسكر، وانا اقول ان العراق يحتاج الى هذه الاتفاقية مع امريكا ويحتاج الى الجهد الامريكي والخبرة الامريكية في مختلف المجالات واتمنى على الرئيس ترامب ان يفعل هذه الاتفاقية لان الديمقراطيين لم يفعلوا هذه الاتفاقية ابداً رغم أننا طلبنا منهم ذلك، ولو كانوا استجابوا لطلبنا لما كانت داعش موجودة، طلبنا منهم سلاحاً لكي نضرب الجزيرة التي كانت مدخلاً لتنظيم داعش الارهابي من سوريا، لكن مع الاسف الشديد لم يتعاونوا معنا واعترفوا بعد ذلك بهذا الخطأ.
* هل تعتقد بأن مشروع جو بايدن حول تقسيم العراق قد إنتهى بذهاب الإدارة السابقة؟.
ـ انا احس بوجود شيء ما في ذهن بايدن اسمه تقسيم العراق، ثانياً يساعد على هذا الفهم ما يجري على الارض وكانها مقدمات لعملية التقسيم، انا لا انظر لعملية تحرير الموصل على انها تحرير فقط بل هي خطوات على طريق تقسيمها، ولا انظر الى بعض الممارسات الامريكية حول تسليح الكرد والسنة مباشرة، هؤلاء الكرد والسنة هم في داخل دولة ولايجوز تسليحهم الا عن طريق الحكومة الاتحادية، انا اشعر بأن هذه الممارسات ربما تساعد السياسي الامريكي ان يتحدث ويقول بأن تقسم العراق افضل من ان يبقى في حالة متناحرة. المشروع باق ولم يمت انا أراه الآن اكثر نشاطاً.
* المشروع باق حتى بعد تغيير الادارة الامريكية؟
- المشروع كان للديمقراطيين ولا ادري هل ستستمر هذه السياسة ام سيرفضها الجمهوريين، ربما تستمر اذا فكر العقل الامريكي بأن التقسيم افضل حل لمشكلة العراق.
* هناك مطالبات داخلية بتشكيل اقليم البصرة، هل تؤيد ذلك؟.
- نحن لانمانع اقامة الاقليم الجنوبي او الغربي، لكن يجب ان يكون ضمن سياقات وقوانين الدولة العراقية، وبصراحة اقليم كوردستان ليس اقليماً انما دولة ينقصها القليل وشريك في دولة ثانية.


PUKmedia شيرزاد شيخاني /سارا بريس/ ايلاف

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket