بعد ربع قرن.. معركة الموصل تجمع البيشمركة والجيش العراقي

تقاریر‌‌ 03:21 PM - 2016-11-12
العبادي مع قائد الجيش والبشمركة في 14 تشرين الثاني الجاري (الصورة: صفحة العبادي على الفيسبوك)

العبادي مع قائد الجيش والبشمركة في 14 تشرين الثاني الجاري (الصورة: صفحة العبادي على الفيسبوك)

تحول الجيش العراقي والبيشمركة من قوتين متضادتين إلى حليفين عسكريين وذلك بسبب معركة الموصل وهذه هي المرة الأولى التي تشهد هذا التنسيق بينهما منذ ربع قرن.

لا احد يعرف كم سيستغرق شهر العسل بين الجيش التابع للمركز والبيشمركة التابعة لإقليم كوردستان بعد تعاونهما معا في معركة الموصل وقد يحدد ذلك مستقبل العلاقات بين أربيل وبغداد.

قوات الجيش العراقي والبيشمركة التابعة لإقليم كوردستان هاجمت مدينة الموصل في السادس عشر من شهر تشرين الاول (اكتوبر) الماضي من محور مشترك من اجل تحريرها من قبضة مسلحي داعش.

وبعث حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي تزامنا مع بدء عملية تحرير الموصل من بغداد برسالته حول التنسيق بين القوتين قائلا فيها: "لأول مرة تقاتل القوات الأمنية الاتحادية مع البيشمركة منذ 25 عاما".

ولم تبق للجيش العراقي سلطة أمنية على المناطق الداخلة ضمن إقليم كوردستان منذ عام 1991 وتحملت البيشمركة مسؤوليتها وذلك عقب الانتفاضة الكوردية ضد جيش للتابع كز ومؤسساته وطرده من المنطقة.المر

وقد غير انطلاق عملية تحرير مدينة الموصل المحاذية للحدود الغربية لإقليم كوردستان لأول مرة الحساسية بين قوات البيشمركة والجيش العراقي الى حلف عسكري وجمعهما في جبهة واحدة.

السبب وراء هذا التقارب العسكري كان عدوا مشتركا نظرا لأن داعش كان قد اعتبر منذ عام 2014 اقليم كوردستان والحدود الادارية للحكومة المركزية هدفين رئيسيين لهجماته.

وللجيش العراقي والبيشمركة تنسيق مشترك في ثلاثة محاور خلال عملية تحرير الموصل وهي محاور خازر وسد الموصل ومخمور الواقعة شمال و شرق المدينة.

ويؤكد العقيد الركن سامان طالباني مسؤول التنسيق بين الجيش العراقي والبيشمركة في عملية تحرير الموصل ان التنسيق بين الطرفين حقق نجاحا كبيرا، وتحقّق المحاور التي يشترك فيها الجيش والبيشمركة تقدما اكبر باتجاه مدينة الموصل مقارنة بالمحاور الأخرى التي يديرها الجيش لوحده.

وقال سامان طالباني: لقد "وزعنا المهام فيما بيننا وحددنا الحدود ونساند وندعم تحركاتنا في المعارك بالتنسيق بيننا، وسنضرب معا مسلحي داعش أينما وجدوا كما اننا نتشارك في ساعة الصفر لهجماتنا".

وفي المحاور المشتركة بين الجيش والبيشمركة في الحدود بين إقليم كردستان والموصل دخل بعض من قوات الجيش العراقي من مناطق سيطرة البيشمركة إلى حدود المعركة.

ويضيف سامان طالباني: "لقد رفع هذا التنسيق حماس الجانبين حيث لم يكن داعش يتوقع ذلك".

وكان تاريخ العلاقة بين البيشمركة والجيش العراقي دمويا أكثر من كونه علاقة شراكة، فقد خاضت البيشمركة منذ الخمسينيات من القرن الماضي مواجهات عسكرية عنيفة مع الأنظمة العراقية المختلفة كانت جزءا من الصراع بينهما حول مسألة العلاقات السياسية والادارية والحقوق القومية.

وشدد العقيد الركن يحيى رسول المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية على ان التنسيق الموجود بين البيشمركة والجيش العراقي لم يكن له وجود خلال 25 عاما الماضية لاسيما وان الكورد عانوا بسبب ممارسات النظام البعثي وربط حدوث هذا التنسيق بهدفهم المشترك وهو محاربة داعش.

رسول وهو المتحدث باسم العمليات المشتركة أيضا قال: ان "البيشمركة هي قوة نظامية للدولة العراقية الفدرالية وقد حققت مع الجيش انتصارات بارزة وقد اندمج دم الجيش والبيشمركة وهذه رسالة قوية تدل على ان العراقيين متحدون".

وكان اقليم كوردستان والمركز قد اتفقا قبل انطلاق عملية تحرير الموصل حول كيفية المشاركة فيها بحيث تم تحديد مناطق تقدم البيشمركة فيما يبقى مستقبل المسؤولية الامنية في تلك المناطق في انتظار اتفاق بين الطرفين.

وأضاف المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية: "من المهم ان يستمر هذا التنسيق بعد معركة الموصل واذا ما تمت مهاجمة اقليم كوردستان فأن الجيش العراقي لن يبقى ساكتا وسيدافع عنه".

وتقوم غرفة العمليات والتنسيق المشتركة بتنظيم التنسيق بين البيشمركة والجيش العراقي في المحاور الثلاث المشتركة كما يوجد مركز رئيس في أربيل يشرف على عملية تحرير الموصل التي تشارك فيها البيشمركة والجيش.

وفي اطار التنسيق بين القوتين شارك اللواء (91) للجيش العراقي ومعظم جنوده وقادته من الكورد في حدود محور مخمور في عملية تحرير الموصل وهذه هي المرة الأولى في تاريخ العراق التي تشارك فيها وحدة عسكرية أغلبيتها من الكورد في معركة تحت إمرة الحكومة العراقية. ويضم اللواء (2500) جندي يشكلون ثلاثة افواج وكان في السابق يعمل تحت اسم لواء أربيل وقد شكلته الحكومة المركزية بعد عام 2003.

وقال الرائد أمين شيخاني المتحدث باسم اللواء المذكور : نحن "نتعامل كجيش عراقي وننفذ الاوامر التي تصدر الينا وقد قدمنا منذ بدء معركة الموصل اربعين شهيدا ونقوم الآن بحماية اربعين قرية".

وتكررت الخلافات بين الجيش والبيشمركة بعد عام 2003 بسبب احتدام الصراع السياسي بين اقليم كوردستان والحكومة المركزية والذي كان غالبا يشمل مناطق التماس بينهما في المناطق المتنازع عليها.

وادى تشكيل قوات عمليات دجلة من قبل الجيش العراقي قرب مدينة كركوك في عام 2012 الى توتر سياسي شديد بين الاقليم والمركز وصل الى حد تحريك البيشمركة الى آخر حدود كركوك التي تمركز فيها الجيش العراقي.

ويرى احمد الشريفي الخبير الأمني الاستراتيجي أن وجود الجيش العراقي والبيشمركة في جبهة واحدة في معركة الموصل تطور جديد لابتعاد الطرفين كمؤسستين عسكريتين من الصراعات السياسية.

وقال الشريفي: انه "لابد ان يستمر هذا التنسيق، لان النظام السابق قد خرب التكوين الاجتماعي للعراق وقد كان بعض الأطراف في المعارضة السابقة لكنه كرر التصرف نفسه ازاء الكورد بعد تشكيل الحكومة العراقية الجديدة".

وأدى مصير الموصل المعقد الى تعقيد مستقبل العلاقات بين البيشمركة والجيش العراقي أيضا، ومع انهما ينسقان معا ويحاربان في جبهة واحدة، ولكن لا توجد ضمانة لان لا يستخدما جبهاتهما ضد بعض.

ولا تصرف الحكومة المركزية رواتب وميزانية البيشمركة مع كونها تعتبر جزءا من المنظومة الدفاعية العراقية كما لم يتم تحديد مستقبل المسؤولية الأمنية في الموصل بين القوتين ما ابقى مصير علاقاتهما مجهولا.

ويقول سامان طالباني: "لا يتوقع خلال المعارك ان يستمر التنسيق، ولكن من اعتبر نفسه صديقا نعتبره صديقا بالمثل أما اذا حدثت حالات غير مرغوب فيها فالبيشمركة مستعدة".

PUKmedia عن "نقاش"

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket