الكورد الفيليين والبطاقة الوطنية

جینوساید‌‌ 06:32 PM - 2016-11-08
صلاح شمشير البدري

صلاح شمشير البدري

في العراق تعيش قوميتان رئيسيتان، هما العربية والكوردية، كما هو مثبت في الدستور، اضافة الى التركمانية كقومية ثالثة ممتدة من شمال العراق الى جنوبه مع كثافة لبعض القوميات، كما في كوردستان العراق، ووسط وجنوب العراق القومية العربية، مع تواجد عراقيين كورد خارج اقليم كوردستان في العاصمة بغداد ومحافظات ديالى وواسط ومناطق الحلة وعلي الغربي، وهي مناطق ذات كثافة عربية، لكن وجود الكورد فيها اعطى لها تميزا وطعما، حيث رغم اختلاف اللغة جمعهم الدين والمذهب والتقاليد الاخرى، والانصهار الاجتماعي والعشائري.

وفي حقبة من الزمن معروفة للقاصي والداني، تعرض الكورد في هذه المناطق الى تهجير مليوني واسقاط الجنسية بتهمة التبعية لايران، وصار معروفا هؤلاء بالتبعية الايرانية بمجرد الاشارة لهم بالكورد الفيليين، وهي تهمة تدفع بهم الى خارج بلدهم ومصادرة كل ما يمتلكون، ليس هذا فحسب فقد تم تغييب اكثر من عشرين الف شاب لم يعثر الى يومنا هذا على رفاتهم.

ما جرى للكورد الفيليين او ما تسمى بجريمة العصر (الابادة الجماعية) حسب قرارات مجلس الوزراء والمحكمة الجنائية، جعل الكثير منهم ممن لم يجري عليهم التهجير القسري بترحيلهم من مناطقهم في مندلي وخانقين وزرباطية، فظل هاجس الخوف يلاحقهم من بطش النظام الدموي انذاك، مما جعل وجودهم في محافظات الوسط والجنوب بابا للتخلص من ملاحقة ازلام النظام البائد، حيث دخلوا في كنف العشائر العربية، والبعض غير قوميته مضطرا، ليأمن على عائلته. واليوم بعد ان انتهت تلك الحقبة المظلمة ومرور اكثر من اثني عشرة سنة، صار لزاما على تلك العوائل العودة الى قوميتهم وتصحيح ما جرى لهم نتيجة فترة مظلمة قد انتهت، واقرت الحكومة والمحكمة بذلك، والعراق مقبل على توحيد البطاقة الوطنية، واختصار المستمسكات.

 وذِكر فقرة القومية صار مصدر تساؤل الكثير من الكورد الفيليين، هل يذكرون قوميتهم الكوردية كما خلقهم الله، ام يثبتوا القومية البديلة واللقب الذي اضطروا مرغمين على تغييره؟؟. وهنا مسؤولية الدولة ومفوضية حقوق الانسان، على نشر ثقافة حق الانسان بالتحدث بلغته وتثبيته في الاوراق الرسمية وبان زمن الخوف قد انتهى، وهذه دعوة للكورد الفيليين ومن يمثلهم وكل الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والامم المتحدة المتمثلة ياليونامي في العراق تكثيف جهودها وتوضيح الامور، لازالة اللبس الحاصل بفقرة القومية وبانها حق للمواطن وليس منة ولا سبة ان عاد الى تثبيت حقه. 

كما ندعو وزارة الداخلية الى اصدار تعليماتها بخصوص تغيير الالقاب الخاصة بالكورد الفيليين وذلك بخصوصية قضيتهم واعتراف المحكمة والحكومة بجريمة الابادة التي ارتكبت بحقهم. فالبطاقة الوطنية التي تجمع كل العراقيين بوطن واحد بتنوع قومياته واديانه هو العراق الجديد الذي يشارك الجميع في بنائه وقبل ذلك بناء الانسان وفكره في عراق خال من العنف والتطرف.

 

صلاح شمشير

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket