من كوباني الى كركوك.. الجبهة واحدة والعدو واحد

من كوباني الى كركوك.. الجبهة واحدة والعدو واحد

على غرار العملية الارهابية في كوباني قبل أكثر من عام عندما تسللت مجموعات من عصابات داعش الى المدينة ولتشرع في قتل المدنيين وترويعهم في محاولة للثأر من النصر الملحمي في كوباني والذي شكل بداية نهاية المد الداعشي تأتي الهجمة الارهابية الأخيرة على كركوك في سياق الثأر من بدء عملية تحرير الموصل ولمحاولة اثبات الوجود الارهابي وفتح جبهات أخرى تخفف الضغط على الجبهة الموصلية.

وكما كان استهداف كوباني محاولة لضربها في الصميم كونها غدت عنوان ثورة "روج آفا" وأيقونة المقاومة والارادة الحديدية على امتداد محتلف أجزاء كوردستان والعالم فان استهداف كركوك أيضا لم يأت اعتباطا بل هو مدروس تماما في محاولته النيل من رمزية المدينة وقدسيتها في الوعي الجمعي الكوردستاني على امتداد أجزاء كوردستان والمكانة التي تتمتع بها تاريخيا وسياسيا واقتصاديا فضلا عن كونها درة تاج المناطق الكوردستانية المستقطعة التي تعرضت لشتى صنوف التعريب والتبعيث الممنهجة.

ولان شكلت الموصل "عاصمة" داعش العراقية التي بدأت على أية حال حملة تحريرها الا أن ثمة معاقل لا تقل أهمية عنها ومن الضرورة وضعها على أجندة التخطيط لتطهيرها من الارهابيين فكما شكلت منبج مثلا العاصمة الفعلية لداعش في المقلب السوري رغم كون الرقة هي "العاصمة" المعلنة لخلافة الجهل والظلام فان الحويجة تشكل معقلا أساسيا لداعش ومنصة لتنظيم المجهود الارهابي وبالدرجة الأولى ضد كركوك فلا بد والحال هذه بعد هذه العملية الدموية من العمل بجدية على وضع تحرير الحويجة وتطهيرها من الدواعش على رأس الأجندة الكوردستانية والعراقية والدولية عبر التحالف الدولي ضد الارهاب فليس سرا أن هذه المنطقة التي هي على مرمى حجر من كركوك تشكل مصدر التهديد الأول لها كما سبقت الاشارة وهنا فان جهود تحرير الموصل من الأهمية بمكان ترافقها مع خطط رديفة ومتكاملة معها لتحرير كافة المناطق وتجفيف المنابع الداعشية والحويجة في مقدمها بطبيعة الحال.

ورغم فداحة المصاب وعشرات الشهداء والجرحى فان مقاومة كركوك والتي يمكن وصفها بالمقاومة الشعبية المساندة لقوات البيشمركة والأسايش ومكافحة الارهاب وقوات الكريلا التي ومنذ البدء كانت مساهمة في الدفاع عن كركوك وحمايتها في وجه الخطر الداعشي شكلت ملحمة مقاومة كوردستانية بليغة الدلالات وتؤشر الى ضرورة الشروع  في تشكيل هيئة تنسيق عسكرية عليا على الصعيد الكوردستاني الأمر الذي كان أحد البنود الأساسية ابان جلسات الاعداد للمؤتمر القومي الكوردي في عام 2013 فكما في كوباني توحدت في كركوك أيضا بنادق القوات الكوردستانية ضد داعش ومن يقف خلف داعش فالجبهة واحدة من كوباني الى كركوك والعدو واحد.

PUKmedia/ شيرزاد اليزيدي