كومونة كركوك

الاراء 02:34 PM - 2016-10-26
صلاح مندلاوي

صلاح مندلاوي

دأبنا على الاضطلاع على التحركات الفكرية والسياسية والاجتماعية في الدول المسيحية المتحضرة وكانت  اخرها الشعلة التي حملتها الجماهير في باريس وقد اختلفت الناس حولها منهم يتهمها بالفوضوية والطفولة اليسارية جراء أحداث العنف التي شابت الثورة الدموية فهزت المشاعر والهبت العواطف والافكار الانسانية وقد كنا نحن شعوب الشرق الاوسط في سبات عميق .
أحداث كركوك تذكرني ببداية الثورة الفكرية للنهضة العراقية التي يجوز ان تسمى الحركة العفوية لجماهير كركوك مائة الف مسلح خرجوا للشوارع والازقة والقوات المسلحة الرسمية تكاد تفلت من يدها العنف المتفجر في نفوس الكركوكلية وراء كل حائط عشرات الشبان الذين ارتفعت اصواتهم على ازيز الرصاص ودوي الانفجارات حقآ انها ( كومونة كركوك ) وهي فجر يوم تحرير باقي المحافظة  كركوك رجعت اسطورة فقلما ترى في ثقافة الدنيا الاعلامية من لا يعرف كركوك خرج النفط تلقائيآ دون مضخات عام 1927 والمصادف ان ثلاثة مهندسين وثمانية عمال قد غرقوا جراء التدفق السريع للنفط الخام ونفس الرقم شهداء كهرباء دبس ثلاثة مهندسين وثمانية منتسبين  .
لان البصرة تنتج نفطآ اكثر من كركوك وربما الناصرية او العمارة لابد لاهالي كركوك ان يوطدوا العزم لا بالعاطفة فقط وانما بهذا الشلال المتدفق من الحركة  الجماهيرية هذه المرة ليس بعضهم على بعض وانما انا وابن عمي على الغريب كركوك التحضر فهي اولى مدن كردستان المتعددة الثقافة فشكلت حضارة انجبت كومونة  كما كومونة باريس اوقعت الرهبة في قلوب من يريدون الشر بأهالي كركوك اذ لما استعمل العصابة مكروفونات الجوامع للدعوة الى الجهاد دون معرفة من الذي سيجاهدون عليه فكانوا هم من أقضوا مضاجع اهالي كركوك فصاروا كما يقول الشاعر .
ضفادع في ظلماء ليل تصايحت      فدل عليها صوتها حية البحر 


صلاح مندلاوي

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket