نادية مراد!

الاراء 07:43 PM - 2016-10-09
نادية مراد!

نادية مراد!

محطات فاصلة في التاريخ تصلح كبداية جديدة مفعمة بالايمان والارادة لتصحيح ماجرى بكل همجيته وملابساته الاليمة والاخطاء القاتلة التي بالضرورة ان تشكل بداية صحيحة للامم والبلدان والانسان.
ومن يتعض الدرس او الدروس العميقة نصيبه الفوز والتقدم.. المانيا واليابان نموذجان للعلامة التاريخية الفاصلة بعد الهزيمة في الحرب العالمية الثانية ومجريات قفزتهما.. من اليأس والاحباط والموت والدمار الى الامل والعزيمة والحياة والبناء.
والحكمة هي تحويل الدروس غير المستفادة منها والمحزنة الى قصة نجاح، انطلاقا الى الامام دون افساح المجال للنفس ان تتقهقر بانزواء وبكاء مرير لا ينتهي ولن ينتهي طالما الوجع غائر في الاعماق  لايتزحزح مكبلا الارادة بوهن وتشاؤم.
نقرأ ايضا من التاريخ.. ثورة الحسين على الظلم واستشهادته دفاعا عن افكاره.. جيفارا نموذجا.. الطبيب الرحال وهو ينتقل من بلد الى آخر حاملا ثورته الاممية.. غاندي العاري الذي هز عرش الانكليز ومات شهيدا برصاصة غير طائشة من بني جلدته!
ومن ايضا.. كل الامم التي قفزت بشجاعة وتجاوزت محنتها خلال مدة قصيرة خطط خمسية ليست الا.. واعادت الاعتبار بنفسها لنفسها بتضحيات وسهر واخلاص وتجاوزت التهميش والقهر والضعف.. تحررت من قيودها الذاتية والموضوعية وتفرغت للمستقبل.
ايها الانسان ما اعظمك وانت تنهض ساحبا جسدك من وحل الهزيمة نحو الظفر.. ما اروعك وانت تكسر الافكار الهادمة بيقين عززته تجارب قاسية، بجروح نافذة في بذرة الروح فتعفو وتسامح وتواصل المسير.
ومن رحم المعاناة تولد الثورة نحو العالمية والانسانية والحقيقة فما بال الكورد لم يتعظوا من دروسهم التاريخية الماثلة لا البعيدة في تأسيس المستقبل وحق تقرير المصير وكم من الانفالات والقبور الجماعية والمدن الشهيدة.. الفواجع.. الهروب الى المجهول..لكن بلا علامة كاملة لاستحقاق الاعتراف الدولي.
الاستثناء هذه الايام ليست مسابقة جمال هزيلة كلفت اموال طائلة في ظرف الشعب فيه يعاني دون تحديد سقف المعاناة.. الجمال اصيب مقتلا بمسابقة تناست جميلات الكورد بغربي كوردستان على طريق الشهادة.. المنافسة غير العادلة تجاوزت القديسة نادية مراد وهي تضيف الشرف على جائزة نوبل لتزيدها المصداقية والانسانية... فتكرمي ايتها الجائزة وقبلي مداسها المغبر في طريق ثورة الانسان والانسانية.. نوبل يتكلم الكوردية بحضور اميرة المنافي والشتات والسراب والصدق باكمل عنوان.

 ماجد محمد مصطفى

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket