داعش يدافع عن "عاصمته" بخطة غزوة الخندق

تقاریر‌‌ 09:46 PM - 2016-09-27
داعش يدافع عن عاصمته بخطة غزوة الخندق

داعش يدافع عن عاصمته بخطة غزوة الخندق

بعدما أصبحت جميع الظروف مواتية لانطلاق عمليات تحرير الموصل، وضع "داعش" خطة للدفاع عن آخر حصونه في العراق، وأطلق عليها اسم "الخندق" وهي تسميةٌ مستوحاة من معركة تاريخية تعود إلى القرن السابع الميلادي.

أسوار عالية وخنادق طويلة وشبكة أنفاق متشعبة، هذا ما يعمل على تهيئته ارهابيو داعش، ليل نهار استعدادا لصد الهجوم الذي تخطط القوات العراقية والتحالف الدولي لشنه من اجل استعادة الموصل أهم واكبر معاقل التنظيم الارهابي في العراق.

على الأرض والمنابر يستعد الارهابيون لما يرجح أنها معركتهم الأخيرة والحاسمة في العراق، فأصوات الآليات لم تهدأ منذ أسبوعين ومن خلفها أبواق داعش الإعلامية التي تستنفر جميع طاقاتها للترويج لهذه المعركة.

في الطرف الجنوبي للمدينة حيث أحياء المأمون وتل الرمان والمنصور المفتوحة باتجاه ناحية القيارة التي استعادها الجيش الشهر الماضي، أنجز عمال ينتمون إلى داعش بناء جدار يصل ارتفاعه إلى 3 أمتار.

مصدر محلي قال لـ"نقاش" عبر اتصال هاتفي إن "ثمة شاحنات تابعة إلى بلدية الموصل والدوائر الخدمية الاخرى تنقل أعدادا كبيرة من المصدات الكونكريتية الى أطراف المدينة وهناك تتولى رافعات كبيرة إنزالها ورصفها على غرار التحصينات التي كانت تقوم بها القوات الأمنية العراقية عندما كانت تسيطر على الموصل".

شاهد عيان آخر أكد أن مثل هذا الجدار تم بناؤه أيضاً في الطرف الشرقي حيث احياء سومر ودوميز وفلسطين ومنطقة الكوكجلي والشمالي عند منطقة "البناء الجاهز" لمواجهة قوات البيشمركة التي تفرض طوقا نصف دائري حول المدينة.

الموصل ثاني اكبر مدينة عراقية بعد العاصمة بغداد، تبلغ مساحتها نحو (1800) كم2 وفقا لبيانات المديرية العامة للجهاز المركزي للإحصاء لسنة 2009، لذا يعجز الارهابيون عن بناء سور حولها بشكل كامل لذا لجأ الى اختيار مواضع محددة وهي مداخل المدينة الرئيسة والمناطق القريبة منها التي يتوقع ان يتم عبرها هجوم قوات الأمن العراقية.

المفارقة إن الارهابيين قاموا بعد سيطرتهم على الموصل في حزيران (يونيو) 2014 بحملة واسعة لنقل المصدات الكونكريتية التي كانت تتحصن بها القوات الأمنية الى خارج المدينة، معلنين انه لم يعد هناك حاجة لها فالأمان سيحل في "دولة الخلافة"، لكن الحسابات تغيرت اليوم.

في موازاة ذلك هناك حملة إعلامية واسعة يقودها خطباء تابعون الى داعش او الموالين له لدعم الاستعدادات والترويج للمعركة المرتقبة، احد هؤلاء شاب ثلاثيني كان يصرخ والغضب يتطاير من عينيه موجهاً كلامه لعشرات المصلين، "الحرب قادمة وبقاء أو زوال الخلافة يعتمد على صمود الموصل بوجه الكفار".

ومن على منبر جامع عمر بن الخطاب في حي النهروان غرب المدينة أضاف: "هل سمعتم بالمعركة التي خاضها المسلمون بقيادة النبي محمد ضد الكفار سنة (627 ميلادية)؟ إنها معركة الخندق التي اشتق اسمها من خندق حفره المسلمون حول مدينة يثرب التي اتخذها المسلمون مقرا لهم في بداية إعلان النبي رسالته الى العالم".

وقال بحماسة "هل تعلمون كيف انتصر الرسول محمد وأنصاره"؟ تساءل الشاب باسطا كفيه في الهواء، "لأنهم التفوا حول قائدهم ولم يخونوه، لذا يجب على أبناء الموصل ان يصبروا على الجوع والعطش والخوف وان يناصروا دولة الخلافة لكي تنتصر على الكفار وتمنعهم من الدخول"، بهذا العبارة ختم خطبته.

الحملة الاعلامية يشارك فيها ارهابيو داعش ومناصروه، ورصدت "نقاش" تغريدات عدة على تويتر نشرتها حسابات تروج للتنظيم الارهابي تتحدث عن "معركة الخندق"، وان "دولة الخلافة" ستنتصر فيها مثلما انتصر المسلمون قبل 14 قرنا.

 

"خندق وأنفاق"

خطة الارهابيين في الموصل تشمل تعزيز الجدار بخندق إلى جانب شبكة انفاق داخل الاحياء، يبلغ عرضها مترين ومثلهما في عمق الارض هي ابعاد الخندق الذي شقه داعش في الطرف الشرقي والشمالي للمدينة بواسطة آليات وزارة الموارد المائية والبلدية وغيرها بعدما أصبحت كلها تحت تصرف "الخليفة".

الخطة الدفاعية ليست جديدة، في مطلع عام 2015 بدأ التنظيم حملة لحفر الخنادق والمواضع في مواقع تبعد عن المدينة مسافة 10 كم تقريبا، لكن طيران "التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة الأميركية استطاع ايقاف بناء الخنادق بعدما دمر عددا كبيرا من الآليات، ولكن داعش لجأ إلى التعاقد مع مقاولين محليين موالين له لمواصلة الحفر عند ضواحي الموصل.

الخندق ليس متصلا، فهو يظهر في المناطق المنبسطة مثل منطقة كوكجلي شرقي المدينة، ويختفي في الارض الوعرة، لان الهدف عرقلة حركة الآليات العسكرية وتقدم القوات العراقية عند محاولة الاقتحام.

حفر شبكة أنفاق هو الجزء الثاني من الخطة العسكرية القائمة على التحصين، للاستفادة منها في حال اضطر ارهابيو التنظيم الى خوض حرب شوارع داخل المدينة، مستغلين الكثافة السكانية العالية اذ يقدر عدد سكان الموصل حاليا بنحو 1.5 مليون نسمة.

 

"من يسيطر على الجو يسيطر على الأرض"

الرسول محمد وأنصاره خاضوا "معركة الخندق" عندما كانت الحروب بدائية، ولكن اليوم الموازين مختلفة، فالنظرية العسكرية الحديثة تقول إن من "يسيطر على الجو يسيطر على الأرض"، والطائرات قادرة على تجاوز أقوى الحواجز الطبيعية والمصطنعة.

في النهاية لا يبدو أن تلك الأسوار والخنادق قادرة على منع القوات العراقية عن دخول الموصل، خاصة وأنها مدعومة من طيران التحالف الدولي الأقوى والأكثر تطورا في العالم.

الخطة التي وضعها داعش في الموصل تؤكد بان الارهابيين سيقاتلون بشراسة، ولكن اقصى ما يمكن ان تحققه هذه الخطة هو تأخير نهايته الى اسابيع او اشهر قليلة، اما العيون فكلها متوجهة نحو الضواحي الجنوبية للمدينة، اذ من المتوقع ان يكون فرار عناصر داعش منها الى سوريا كما حدث في الفلوجة وتكريت.

 

PUKmedia  عن نقاش 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket