عندما تحارب النساء "داعش"

نساء‌‌ 02:44 PM - 2016-09-06
عندما تحارب النساء "داعش"

عندما تحارب النساء "داعش"

عن صحيفة نيويورك تايمز* منذ عامين، هاجمت عصابات "داعش" الايزديين، وهم أقلية دينية تعيش بالقرب من جبل شنكال شمالي العراق، حيث تمكنت عناصر "داعش" من الوصول إلى القرى غير المحمية وهاجمتها مثل الذئاب في الجبال، وقامت بذبح الذكور وإبعاد آلاف النساء والأطفال ليتم بيعهم كعبيد واستغلالهم جنسيا. وقد تمكن بعض الأيزديين من الهروب إلى أعالي الجبال من دون مؤونة ولا ثياب صالحة، وبلا أحذية في بعض الحالات. وظلوا محاصرين هناك لعدة أيام في وضعيات قاسية مكتفين بمساعدات دولية ضئيلة.

قام مقاتلون كورد ممن حاربوا على طول المنطقة الجبلية التي أحكمت داعش قبضتها عليها، إذ فتحوا مسلكاً لإخراج الايزديين الذين ظلوا أحياءً وجلبوهم إلى الأماكن الآمنة.  

كان ضمن تلك القوات نساء مجنّدات مقاتلات يناضلن منذ عقود، فقد شعرن بالخطر وقمن بالواجب عوض انتظار اخرين يقومون بالمهمة. يقول بعض من هؤلاء النساء إنهن خضن غمار الحرب من أجل نساء أخريات، لأنهن يعرفن مدى الرعب الذي ينتظر الضحايا من قبل "داعش".

تتواجد نساء في منطقة الإدارة الكوردية بشمالي سوريا، كسياسيات أيضاً الى جانب القتال بعد مغامرتهن في جبل شنكال. وعليه، قررت بعض النساء الايزديات عمل الشيء ذاته إسوة بالمقاتلات الكورديات، فقمن بإنشاء قوة تسمّى "وحدة حماية نساء سنجار". وبالمثل، غامرت النساء الايزديات بحياتهن في اقليم كردستان، إذ شكلن لواءً لمواجهة الاستغلال الجنسي والعبودية. وبالرغم من أن النساء بصورة عامة قد حاربن في جبهات التحرير الوطني في العديد من الأماكن كالصين وفيتنام وكوبا ونيكاراغوا وموزمبيق وأنغولا وإيران والمناطق الفلسطينية، فقد مالت معظم المنظمات النسائية العالمية السائدة إلى الامتثال إلى "الرابطة النسائية الدولية للسلام والحرية"، التي تأسست أثناء الحرب العالمية الأولى معتبرةً أن الحل الوحيد أمام الضحايا من النساء في وقت الحرب هو معارضة الحرب أولاً، والعمل بمبدأ التفاوض عندما تنتهي الحروب من دون مشاركتهن في القتال عملانياً. وعلى النقيض من ذلك، أكّد اتجاه حركة التحرير الكوردية ضرورة الدفاع عن النفس في كل من الجانبين العسكري والاجتماعي. فكان على الفدائيات من النساء الظهور كنماذجٍ حاسمة للزعامة الأنثوية، خاصة في منطقة الإدارة الكوردية السورية، وهناك دعوات قوية إلى مشاركة المرأة في الحكم سواسية مع الرجل، واللافت تتمتع  اللجان النسائية بسلطة حقيقية في حل المشاكل العالقة كالزواج الإجباري والعنف المنزلي.

تصنع المرأة المقاتلة على الخصوص قوة لمحاربة الاغتصاب والإهانة وكل ما يجلب العار للعائلة والمجتمع. وقديماً جعلت أفكار المجتمع الأبوي السلطوي من مسألة الاغتصاب والاستعباد الجنسي ستراتيجية مركزية في صراعات الإبادة الجماعية، فتمّ استغلال الكثير من النساء والأطفال بغرض التدمير الكلي لهوية الضحية، فمثلا استعمل الاغتصاب في البوسنة وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية وفي وقت سابق في الهند – أثناء تقسيم البلاد – وحرب التحرير في بنغلاديش.

وهي نفس الوسائل التي تُستخدم اليوم من قبل "داعش" في  العراق وسوريا.  لا يمكن اطلاقاً دمج نساء مثل الأيزديات، اللواتي تعرضن للعنف الجنسي في نطاق رهيب في الأنماط القديمة للعنف والعبودية. لا ترضى الضحية بالعار والاستسلام، وبالتالي، يجب ان يتم تأهيلهن انسانياً وثقافياً لمواجهة العنف وكذلك لتحدي العار.

بالطبع، هناك العديد من الطرق للقيام بذلك من دون حمل السّلاح، وهكذا وبتأثير نموذج  المرأة الكوردية فقد تمّ تشكيل مجلس نسائي في تموز الماضي من طرف النساء الايزديات المتأثرات بأكراد سورية، ولم تنحصر أهدافه باسترداد النساء والأطفال المختطفين فحسب عن طريق التفاوض مع داعش كما هو شائع بل يجب تحرير الرهائن بشتى الوسائل، واشاعة تقاليد جديدة للدفاع عن النفس. ذلك لن يكون سهلا، فمنذ عامين، وبعد الأسر، عانى الآلاف من النساء الايزيديات والأطفال من العبودية. وفرّت أعداد كثيرة إلى تركيا والعراق ومنطقة الإدارة الكوردية، بينما وصل آخرون إلى أوروبا، فغرق بعضهم في البحر. إلا أن مأساة الايزديين بقيت متأججة في جبل سنجار، موطن الأجداد، حيث يأمل كثير ممن هم في المخيمات العراقية العودة إلى ديارهم. ولهذا، يجب مساعدة الحركة الايزدية من أجل الحرية، كي يعود الضحايا الى ديارهم ثم اعادة بنائها وذلك من خلال مشاركة جميع الأطراف السياسية الدولية لوقف العنف الداعشي.

PUKmedia/ * ترجمة - الصباح

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket