خطر التلوّث يهدد الحديد المنتج بكوردستان

اقتصاد 05:50 PM - 2016-08-18
خطر التلوّث يهدد الحديد المنتج بكوردستان

خطر التلوّث يهدد الحديد المنتج بكوردستان

تتكوّن معظم المواد الخام لمصانع الحديد في إقليم كوردستان من قطع الخردة القديمة التي يشتبه في بقاء آثار اليورانيوم عليها.

 تعتمد المصانع المنتجة للحديد في الإقليم على قطع الخردة القديمة التي تأتيها من مدن وسط وجنوب العراق، ويعود معظم تلك القطع إما للسيارات المدمرة في الحروب أو حديد تسليح المباني المقصوفة والمدمرة، ويدور الحديث عن حمل تلك الخردة لآثار اليورانيوم التي قد تبقى عليها حتى بعد إعادة تدويرها وعودتها الى الأسواق وان لم تثبت تلك الشبهات بعد.

وتشير إحصاءات وزارة التجارة والصناعة في إقليم كوردستان إلى وجود (17) مصنعا لإنتاج الحديد ثلاثة عشر منها في محافظة أربيل وأربعة في محافظة السليمانية.

وكانت تقارير دولية قد تحدثت عن أن قوات التحالف استخدمت قنابل تحتوي على مادة اليورانيوم في قصف الجيش العراقي خلال حرب الخليج عام 1991 وقد برز هذا الادعاء مجددا عام 2003.

و كشفت صحيفة (غارديان) بالاستناد الى تقرير لمنظمة السلام الهولندية عن استخدام اكثر من (400) طن من اليورانيوم من قبل قوات التحالف في العراق خلال حربي عام 1991 و2003 استخدم معظمها من قبل القوات الأميركية.
 
ويعود الجزء الأكبر من الآثار المتبقية على السيارات والدبابات والآليات المدمرة الى مدن جنوب ووسط العراق التي تمثل الآن مصدرا رئيسا لتزويد مصانع إنتاج الحديد في الإقليم بالمواد الخام وهو ما دفع البعض إلى الاعتقاد بأن آثار اليورانيوم قد وصلت الى الإقليم أيضاً.

وقال مالك مصنع لإنتاج الحديد في السليمانية طلب عدم الإفصاح عن اسمه تجنبا لوقوعه في مشكلة "نأتي بتلك السيارات وقطع الخردة بشكل مشروع ونعيد تدويرها الى حديد للاستخدام المنزلي او في المواد الإنشائية" الا انه لم يتأكد لنا وجود آثار لأسلحة خطيرة على تلك القطع ام لا.

وقال الحاج محمود علي مدير شركة (السليمانية ستيل) الواقعة في منطقة بازيان التابعة لمحافظة السليمانية والتي تنتج الحديد المستخدم في المواد الإنشائية والذي يباع في اسواق الاقليم وجنوب العراق، قال لـ(نقاش): "تتألف المواد الخام التي نستخدمها من حديد قطع الخردة ونأتي بمعظمها من جنوب ووسط العراق نظرا لتوفرها بكثرة وانخفاض سعرها الذي يتراوح بين (130-160) دولارا للطن الواحد حسب الظروف والنوعية".
 
ونفى الحاج محمود استخدامهم لحديد ملوث باليوارنيوم لامتلاكهم جهاز فحص الإشعاع – كما قال – إذ يتم إخضاع الخردة للفحص قبل أصهاره.

ولم يحسم الامر في اقليم كوردستان بعد، إذ لم يتم إثباته عن طريق تحقيق دقيق حتى ان ما تناولته الأوساط المراقبة لا يتعدى كونه حديثا لم يتم تدعيمه بدلائل.

وقالت النائبة زلفى محمود رئيسة لجنة شؤون الصحة والبيئة في برلمان كوردستان انه رغم عدم قيامهم بمتابعات للموضوع الا انهم يشعرون بالقلق لأنه كما تقول: "هناك عشرات التقارير الدولية التي تتحدث عن تلوث الكثير من السيارات والآليات في جنوب بغداد باليورانيوم وبالتالي فان نقلها إلى اقليم كوردستان يشكل خطرا كبيرا ولابد من إجراء تحقيقات دقيقة حوله".

 واضافت زلفى محمود لـ"نقاش": ان "الامر خطرا صحيا فحسب بل له مخاطر بيئية أيضاً ويتسبب في القضاء على المخلوقات الأخرى بما فيها النباتات والحيوانات وقد توصلنا الان الى اجراء تحقيقات حوله".

ولا يخفي فتحي محمد مدير العلاقات والإعلام في وزارة التجارة والصناعة وجود خطر التلوث باليورانيوم في بعض القطع من الخردة التي وصلت الى الإقليم ولكن تم ايجاد حل لذلك إذ قال  "كان هناك الكثير من الشكاوى حول مخاطر الخردة التي تأتي من جنوب ووسط العراق حتى انه تم اكتشاف بقايا تلك الاسلحة في بعضها، الا ان مديرية السيطرة النوعية في وزارة التخطيط ووزارة التجارة والصناعة اجبرت الشركات مؤخرا على تنصيب اجهزة فحص قطع الخردة اي ان القطع الآتية من وسط وجنوب العراق تخضع الان للفحص ويتم اعادتها اذا كانت ملوثة باليورانيوم".

ونفى فتحي وجود مصانع منتجة للحديد غير مرخصة في اقليم كوردستان تستفيد من تلك الخردة بطرق غير مشروعة فمصانع الحديد تحتاج الى مساحات كبيرة لاستيراد المواد الخام فلا يمكن ادارتها اذا كانت غير مرخصة حسب قوله.

واكد فاضل عمر مدير ناحية بازيان (30 كم جنوب السليمانية) والتي تقع المصانع الاربعة ضمن حدودها على خطورة قطع الخردة الملوثة وقال لـ"نقاش: لقد "تم تحذيرنا من ذلك الخطر وقد نصبنا أجهزة فحص بيئية ولم نرصد حتى الآن اية حالات خطيرة كما ان الهواء في المنطقة ليس في مستوى يشكل خطرا من الناحية البيئية".

ولم تحمل أية جهة أكاديمية حتى الآن هم هذه المشكلة حتى تجري تحقيقا حوله في حين يستند من يشددون على مخاطرها على تجربة مماثلة حدثت في ايران في الماضي.

ويشير حسين الحسيني أستاذ الفيزياء في جامعة السليمانية إلى انه تم القيام بأبحاث على بعض قطع الخردة التي تم تصديرها إلى إيران وقد أظهرت النتائج وجود خطر مادة اليورانيوم عليها.

وقال الحسيني "من المؤكد إذا كانت قطع الخردة ملوثة ببقايا المواد المشعة التي استخدمتها أميركا في العراق فسيشكل ذلك خطرا صحيا كبيرا".

واضاف: "لا نستطيع الجزم بشكل قاطع ان جميع قطع الخردة ملوثة باليورانيوم لان الأمر نسبي فاذا كانت نسبة التلوث فيها قليلة وتم إعادة خلطها مع الحديد النظيف فلن تشكل خطرا ولكن اذا كانت نسبة التلوث فيها كبيرة فان استعمالها سيكون خطرا ولابد أن تطمر في الأرض ولا يتم استعمالها مرة أخرى".

إحصاءات وزارة الصحة في اقليم كوردستان تشير الى ان عدد المصابين بأمراض السرطان المختلفة خلال عام 2015 بلغ أربعة آلاف و (726) شخصا ولم يخف الدكتور دوستي نجات مدير مستشفى هيوا (الامل) في السليمانية والمختصة بامراض السرطان لم يخف المخاطر الناجمة عن مصانع الحديد خصوصا اذا استخدمت قطع الخردة الملوثة.

وقال الدكتور دوستي لـ"نقاش": من "المؤكد ان وجود المصانع هو سبب للإصابة بالسرطان نظرا للآثار التي تخلفها في تلوث البيئة ولكن للأسف لا يوجد حتى الآن بحث علمي يحقق في قطع الخردة التي تأتي من وسط وجنوب العراق وتتم إعادة تدويرها في إقليم كوردستان على الرغم من ان التقارير الدولية تشير الى حمل تلك القطع من الخردة لآثار اليورانيوم.

والى أن تثبت الأبحاث العلمية وجود تلك المخاطر من عدمه سيبقى الجدل قائما حول نقل قطع الخردة الملوثة باليورانيوم من جنوب ووسط العراق الى كوردستان دون حسم.

PUKmedia عن "نقاش"

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket