البخور في السليمانية بين عطر الماضي وايام رمضان

البخور في السليمانية بين عطر الماضي وايام رمضان

منذ الصغر تعودنا ان نشم رائحه البخور في بيوتنا حيث عطوره المختلفة التي تعطي انفاسا جميلة في استخدامه واستعمالاته وخاصة عند زيارة البيوت بين الناس، كما استخدمه اجدادنا ونحن تعلمنا وتعودنا على ذلك وخاصة في ايام العيد وشهر رمضان المبارك وفي اوقات مختلفة في المساء او العصر ويعطي للبيوت رائحة زكية طيبة يتقبلها الجميع ويعشق تلك العطور التي تبرز من استخدامها، كما ان عطر البخور يكون اوسع انتشار من العطور وانسبها سعرا ولاتقارن بعطور اخرى واسعارها الخيالية التي لايمكن لاي عائلة ان تقتنيها لاسباب كثيرة، وهي تعطي انطباعا لنظافة تلك البيوت وحرص اصحابها على ان تكون نظيفة ورائحتها زكية على الدوام، وفي السليمانية يستخدمها المواطنين بشكل كبير وعليها اقبالا واسعا نجده في كل ايام السنة وتكون الطلبات عليها اكثر في الاعياد وشهر رمضان الكريم، وهناك انواعا متميزة من البخور الهندي المعروف على شكل اعواد او على اشكال مثلثات توضع على الموائد او في زوايا وثنايا البيوت والاماكن المقدسه ايضا ..
ـ وعن انواعه واستخداماته يقول كاك ريبوار صاحب محل عطارة لـPUKmedia: ان البخور يعتبر من الاهمية التي يستخدم في جميع المناسبات وخاصة في شهر رمضان المبارك والاعياد، ونجد اقبالا كبيرا من قبل المواطنين على شراء البخور بجميع انواعه واحجامه. وتعتبر البخور تراثيا واصبح سمة اجتماعية واضحه لدى العراقيين جميعا وفي كل مكان وزمان، ونجد اقبالا كبيرا لدى الشعب الصيني ايضا وفي باكستان والهند ودول اسيوية وافريقية لا بل العالم جميعا، كما وان استخدامه يعطي طابعا دينيا او طقوسا لدى العديد من مواطني دوال العالم وخاصة الاسيويين وكثرت في السنوات الاخيرة احجامه وتنوع الاستخدام حيث يستعمل في مناسبات العديد وشهر رمضان المبارك كما يستخدمه البعض في المقابر وتلاوة القران الكريم ونثر الزهور ونشر البخور في الارجاء..
ـ من جانبه يؤكد ابو محمد بائع بخور لـPUKmedia: كل انسان له رغبة معينه في العطور والبعض الكثير يفضل عطر البخورلان له علاقة ترجع للحضارات القديمة، تحديداً، مع بداية الحضارة الهندية والصينية ،حيث يصنع البخور من مواد عديدة كالعود والزهور المجففة ونبات الصندل الذي يستخدم كعنصر أساسي في صناعة البخور وبعض الخلطات السرية التي كان يتميز بها أهل الدين والمعابد. وكان هناك نوعان من البخور، نوع ذو رائحة نفاذة ونوع ذو رائحة منفرة، وهذا الأخير، كان يمتاز به أهل الهند. وورد في الأساطير القديمة أن الشياطين تكره رائحة البخور وتبتعد عنها. دخل البخور إلى الجزيرة العربية من خلال التجار، وكان أهلها يستخدمون البخور في العديد من المناسبات الاجتماعية، وعرفوا العديد من أنواعه، فمثلاً، كان هناك نوع من البخور يستخدم في تبخير الخيمة ويتميز بأنه أكثر الأنواع تأثيرا فتستمر رائحته لمدة تزيد عن ستة أشهر، ونوع آخر، ويعتبر من أغلى الأنواع حيث كان يوزن بالذهب ويستخدم في المعابد ، وكان يستخدم أيضاً حول الكعبة وخاصة في فترة الغروب..
ــ وعن انتاجه واستيراده وزراعته يقول احد الباعة لموقع PUKmedia : عود البخور مادة عطرية أشتهر استخدامها في المنطقة العربية ودول الخليج وتجلب عادة من شرق آسيا من الهند وبنغلاديش وماليزيا وإندونيسيا والفلبين ولاوس وفيتنام وكذلك غينيا بيساو، اصلها من أشجار خاصة تنبت في المناطق المرتفعة من هذه البلاد. وهو من الانواع المرغوبة ويعرف بعطر (السلمن)، وهو بخور مطحون في علبة صغيرة يتراوح وزنها قرابة 40 _60 غراما ، ويتم استعماله عبر دلكه باليد، من ثم تفرك به الملابس، والذي تبقى رائحته لعدة ساعات.. ولقد شاع استخدامه بشكل كبير للتعطر به من شرائح المجتمع كافة.. هذا بالاضافة الى عطر المستك والذي يعد من اغلى انواع البخور قاطبة، اذ يصل سعر الكيلو غرام الواحد الى 250 دولار، ورواده في الاغلب من اصحاب الدخول المرتفعة، وهو اسباني المنشأ، اما رائحته فهي عطرة جداً.. كما انه يدخل في صناعة المطيبات الغذائية.. اضافة الى اعتقاد مستخدميه بأنه يطرد الحسد.
ـ كاك نبز صاحب محل عطاريات وبخور يقول لـPUKmedia: نحن نضع دائما في واجهة المحل المبخرة أمام المحل وذلك لإعطاء رائحة مميزة للمحل فعندما يمر الزائر يبتهج لرائحة المكان وعطره، كذلك يوم الجمعة هو يوم مبارك عند المسلمين لذلك نفضل إشعال البخور فيه ليزاد المكان بركة، وفيه عدة انواع ومنها الجيدة تتكون من عدة مواد مختلفة، فبخور الجاوي مثلا يتألف من 6 مواد، وينقسم الى ثلاثة اقسام هي الابيض والاسود والاحمر الذي يعرف ببخور الملائكة، وهو من اغلى الانواع، اذ يستخرج من صمغ الاشجار الموجودة في الهند، ويتم استعماله كما سبق الحديث بوضعه على قطع الفحم مما جعل استخدامه في البيوت حصراً.. اما النوع المستخدم بشكل واسع هو المعروف بأسم (الناتي) حيث يستخدمه الحجاج اضافة الى الاماكن الدينية، والناتي بخور على شكل حبيبات مطحونة.

PUKmedia خالد النجار/ السليمانية