بريطانيا تقرر مصيرها مع الاتحاد الأوروبي

العالم 01:51 AM - 2016-06-23
بريطانيا تقرر مصيرها مع الاتحاد الأوروبي

بريطانيا تقرر مصيرها مع الاتحاد الأوروبي

تشهد بريطانيا اليوم الخميس استفتاء في شأن بقائها في الاتحاد الأوروبي، حيث أظهرت استطلاعات رأي مختلفة تقارب نسب الخروج والبقاء مع تقدم طفيف للخيار الثاني.

ويتوقع الخبراء الماليون أن تثير مغادرة بريطانيا الاتحاد الأوروبي الاضطرابات في الأسواق، حيث سيتسبب ذلك في حدوث فترة من عدم اليقين فيما تبحث لندن علاقتها المستقبلية مع دول التكتل الاوروبي.

وقال رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراجي ان البنك: «على استعداد لجميع الاحتمالات» بعد الاستفتاء على مستقبل بريطانيا في الاتحاد الأوروبي.

وأضاف دراجي لأعضاء البرلمان الاوروبي في بروكسل الثلاثاء: «من الصعب جدا التنبؤ بالأبعاد المختلفة لتأثير استفتاء المملكة المتحدة على الأسواق وعلى اقتصادات منطقة اليورو».

وأفاد «من الواضح تماما أن هذا الحدث سيكون له آثار على المديين القصير والطويل على حد سواء»، مشيرا إلى أنه من الصعب التكهن بنتائج التصويت فحسب، ولكن أيضا بالتنبؤ بتأثيرها الكامل.

واستطرد رئيس البنك المركزي الأوروبي: «نريد أن نكون مستعدين لكل الاحتمالات».

من جانبه، اعتبر رئيس دويتشه بنك، اكبر المصارف الالمانية المقرضة، ان الاستفتاء المرتقب في بريطانيا حول عضويتها في الاتحاد الاوروبي سيمثل تحديا كبيرا لاسواق المال في الايام المقبلة، وحض المصارف المركزية على تكون مستعدة للتدخل عند الضرورة.

وقال المدير التنفيذي لدويتشه بنك جون كراين في برلين ان «الايام التي تسبق الاستفتاء وتليه ستضع اسواق المال امام اختبار قاس».

واضاف «يمكنني مع ذلك ان أؤكد اننا في دويتشه بنك مستعدون بشكل جيد. ولدي ثقة كبيرة بان البنوك المركزية سترصد استقرار الاسواق من كثب».

من ناحيته، قال وزير مالية ألمانيا فولفجانج شويبله إن أوروبا في حاجة إلى تغيير مسارها حتى إذا اختار أغلب البريطانيين بقاء بلادهم في الاتحاد الأوروبي.

وأضاف خلال اجتماع للمجلس الاقتصادي في حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ان الأمور لا يجب أن تمضي بنفس وتيرتها الحالية «وإلا فإن الشعوب ستقول: أنتم لا تفهمون شيئا».

ويأتي ذلك فيما يشارك في الاجتماع المنعقد في برلين حاليا وزير مالية هولندا ورئيس مجموعة اليورو يورين ديسلبلويم الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي حاليا والرئيس المشارك لمجموعة «دويتشه بنك» المصرفية الألمانية جون كريان لبحث تداعيات الاستفتاء البريطاني على عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي.

وأيد ديسلبلويم دعوة شويبله إلى التغيير قائلا إنه «يجب علينا إقامة أوروبا أفضل»، مع منح بريطانيا دورا أكبر في توجيه مستقبل الاتحاد الأوروبي إذا اختار البريطانيون البقاء فيها.

أما كاريان فقال إن الأيام السابقة على الاستفتاء والأيام التالية له ستكون اختبارا لأسواق المال، مضيفا أن «دويتشه بنك» استعد لأي اضطرابات سوقية خلال الأيام المقبلة بغض النظر عن نتيجة الاستفتاء.

وكان الملياردير والمستثمر الأميركي جورج سورس قد قال إن الناخبين البريطانيين «لا يستوعبون بشكل كامل» تكلفة الخروج من الاتحاد الأوروبي، ويمكن أن يواجهوا «يوم جمعة أسود» من الاضطرابات المالية – في إشارة للأزمة الاقتصادية التي ضربت الولايات المتحدة عام 1869- في حالة اختيارهم الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وكتب سورس مقالا بصحيفة الجارديان البريطانية قبيل الاستفتاء المزمع إجراؤه في بريطانيا، قال فيه «يعتقد الكثيرون أن التصويت بترك الاتحاد الأوروبي لن يكون له تأثير على وضعهم المالي الشخصي»، مضيفا أنه «سيكون لهذا القرار تأثير واحد على الأقل واضح للغاية وفوري يمس كل بيت، وهو تراجع قيمة الجنيه الاسترليني بشكل حاد وسريع .. وسيكون له أيضا تأثير عاجل ومفاجئ على الأسواق المالية والاستثمار والأسعار والوظائف».

وفي السياق نفسه، قال مفوض الخدمات المالية في الاتحاد الأوروبي إن البنوك قد تضطر لنقل أعمالها من لندن إلى فرانكفورت وباريس إذا قررت بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وأفاد المفوض الأوروبي جوناثان هيل في مقابلة نشرتها صحيفة هاندلسبلات الاقتصادية الألمانية «زرت لندن ومانشستر وغيرهما من المراكز المالية البريطانية في الأسابيع الأخيرة وحذرت من عواقب الخروج من الاتحاد الأوروبي»

وأضاف هيل الذي عينه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في المفوضية الأوروبية «قد يحدث أن تضطر البنوك وصناديق الاستثمار لنقل أنشطتها ووظائفها إلى فرانكفورت وباريس».

 

بريطانيا: ما الذي سيحدث في أول يوم بعد الاستفتاء في حال التصويت بالخروج؟

ويوصف الاستفتاء حول بقاء بريطانيا أو خروجها من الاتحاد الأوروبي بأنه لحظة تاريخية فارقة: رسم صغير على ورقة التصويت ستحدد مكانة بريطانيا في العالم وكذا هويتها في المستقبل.

بالنسبة للكثير من البريطانيين سيكون التصويت خيارا صعبا ومحيرا، وقد يلجأ بعضهم إلى اتباع ما يمليه عليه احساسه.

أما أولئك الذين اختاروا الوقوف في صف حملة الخروج من الاتحاد البريطاني، فيعدون بأن الاستفتاء يمنحهم فرصة لاستعادة السيطرة على ما يجري في بريطانيا وداخل حدودها، بعيدا عن املاءات بروكسل وقوانين الاتحاد.

مستقبل كاميرون

رواد حملة البقاء في الاتحاد يقولون إن السوق الموحدة ستكون لصالح الاقتصاد البريطاني، لكن في حالة نجاح حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي، هناك مسائل سياسية ستطرح نفسها بشكل ملح، من بينها مستقبل رئيس الوزراء ديفيد كامرون: هل سيبقى في منصبه إذا خسر الرهان بدعم حملة البقاء؟

البعض قد يفضل أن يغادر كاميرون منصبه، لكن الكثيرين يميلون إلى بقائه رئيسا للوزراء، لأنه الشخص الأمثل والأقدر على خوض مفاوضات توصف بالصعبة مع بروكسل لتحديد اجراءات ومسارات إخراج بريطانيا من الاتحاد.

في اليوم الأول الذي يلي الاستفتاء، وفي حالة التصويت بالخروج، لا شيء سيتغير في تلك اللحظة من الناحية الواقعية، عدا أن تبدأ الحكومة في التفكير في الاستراتيجية التي يجب انتهاجها لمغادرة بريطانيا الاتحاد الأوروبي.

 

مفاوضات الخروج

المسار القانوني لخروج أي دولة من الاتحاد الأوروبي تحدده المادة رقم 50 من معاهدة لشبونة.

سيكون مطلوبا من ديفيد كاميرون أو أي رئيس للوزراء يخلفه في حالة مغادرته أن يبلغ رسميا الاتحاد الأوروبي برغبة بريطانيا في الخروج من الاتحاد الأوروبي.

بمجرد أن يبلغ الاتحاد الأوروبي برغبة بريطانيا في الخروج منه، حينها يدخل الطرفان رسميا مرحلة التفاوض التي تدوم سنتين كاملتين لبحث اجراءات الخروج القانونية

لكن وزير العدل البريطاني مايكل غوف والوجه الأبرز في حملة خروج بريطانيا من الاتحاد يقول بأنه من المحتمل تمديد طلب تمديد مهلة السنتين، إذا وافقت دول الاتحاد على ذلك والبالغ عددها 27 دولة.

وسيبقى الوضع القانوني لبريطانيا كما هو اثناء فترة المفاوضات حول الخروج، أي تبقى جزءا من الاتحاد وملزمة طيلة فترة المفاوضات بقوانينه.

وفي حالة عدم توصل الطرفين المتفاوضين إلى اتفاق بينهما في غضون عامين، فإن بريطانيا بامكانها أن تلجأ للاعتماد على قوانين المنظمة العالمية للتجارة.

لكن رئيس المنظمة العالمية للتجارة يقول إن مسألة اعتماد بريطانيا على قوانين المنظمة لتسهيل خروجها من الاتحاد لن يكون بشكل مباشر، بل يتطلب ايضا موافقة الدول الأعضاء فيها البالغ عددهم 161 دولة.

 

حقوق المهاجرين الأوروبيين

وتقول كاثرين بارنارد أستاذة القانون الأوروبي في جامعة كامبريدج: "إن مرور سنتين من المفاوضات بين بروكسل ولندن دون التوصل إلى اتفاق في غضون ذلك، يعني أننا سنجد أنفسنا خارج الاتحاد ونخرج منه بطريقة غير منضبطة".

وتشدد بارنارد على أن كثيرا من القضايا بحاجة الى حل من خلال المفاوضات، أبرزها قضية المهاجرين الأوروبيين في بريطانيا وحقوقهم.

تجدر الإشارة إلى أن بعض الوجوه في حملة خروج بريطانيا من الاتحاد تحاول تجنب المرور عبر المادة 50 من معاهدة لشبونة، وفي حالة التصويت بخروج بريطانيا من الاتحاد، يفضل أولئك أن تلجأ الحكومة إلى المفاوضات المباشرة مع حكومات دول الاتحاد.

 

اليوم التالي لخروج بريطانيا من «الأوروبي».. لو حصل

الى ذلك رصد الاقتصادي محمد العريان، توقعاته ليوم الجمعة المقبل، الموافق الرابع والعشرين من يونيو الجاري، وهو اليوم التالي للاستفتاء المرتقب في المملكة المتحدة في حال صوت الناخبون لصالح الانفصال عن الاتحاد الأوروبي.

أشار العريان عبر تحليل نشره في «بلومبرغ فيو» إلى أن أسواق صرف العملات الأجنبية سوف تشهد حالة اضطراب حادة، حيث سيفقد الإسترليني من 7 إلى %10 من قيمته، كما سيهبط اليورو من 3 إلى %5.

ومن المتوقع أن تشهد أسواق الأسهم ضغوطا كبيرة، مع حالة عدم اليقين التي سوف تخيم على المستثمرين، ومخاوف انهيار النمو الاقتصادي بسبب نتيجة الاستفتاء.

وسيعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون استقالته من منصبه وترك حزب المحافظين في حالة من الفوضى مع الصراعات التي استمرت لأشهر حول الاستفتاء، بينما سوف تتطلع أسكتلندا لإحياء مساعيها نحو الاستقلال عن البلاد، مع قلق آيرلندا حول اتفاق التجارة الحرة.

كما ستشهد أوروبا حالة من الصدمة والمخاوف بالدخول في «تأثير الدومنيو» وإمكانية مغادرة دول أخرى للاتحاد، في حين سوف يسعى داعمو خروج بريطانيا من الاتحاد للتأكد من عدم انقلاب النصر الذي حققوه خاصة من جانب بعض أعضاء البرلمان.

وسيبدأ الإعلام في إلقاء اللوم على المتسببين في مغادرة لندن للاتحاد الأوروبي، ليكون الهدف الأول هو الناخبين البريطانيين، والذين بدلا من التصويت على أسس عقلانية وهادئة فإن الأمر انتهى بالكثير منهم للإدلاء بأصواتهم بناءً عن موضوع واحد عاطفي للغاية يتمثل في «الهجرة».

 

مكاسب وخسائر سياسية

كما سيلقى باللوم على حزب المحافظين وديفيد كاميرون بشكل خاص في القرار، مع حقيقة أن الأخير هو من تعهد في الانتخابات الماضية بالدعوة لاستفتاء شعبي حول مغادرة الاتحاد الأوروبي.

في حين يرى كاميرون أن تعهده بإجراء استفتاء الانفصال كان أمرا ضروريا، مع الصراع الذي خاضته الحكومة مع حزب الاستقلال والحركات المناوئة للاتحاد الأوروبي، وهو ما جعل الخيار أمام حزب المحافظين كان بين إما خسارة الانتخابات وإما التعهد بإجراء الاستفتاء.

وسيكون حزب الاستقلال الأكثر سعادة بنتيجة الاستفتاء، مع اعتبار أن الاضطرابات قصيرة المدى هي «ثمن قليل» للفرصة التي حصلت عليها بريطانيا بالتحرر من قيود الاتحاد، حيث إن الانضمام لعضويته كان خطأ منذ البداية مع «عيوب» المشروع الأوروبي بأكمله.

يقول مهندسو توحيد أوروبا إن رؤيتهم حول «اتحاد أوثق» في الجوانب الاقتصادية والمالية والاجتماعية والسياسية ليست موضع شك، رغم عدم موافقة الأحزاب المناهضة للاتحاد في بعض الدول الأوروبية والتي ترى فشلا في النمو والبطالة.

 

نقاط ضعف

يظهر عدة جناة في رفض البعض لفكرة اتحاد أوروبي، إلا أن هناك عاملا واحدا يتحمل المسؤولية الأكبر للانهيار وهو عدم قدرة الدول المتقدمة اقتصاديا على تحقيق معدل نمو مرتفع، مع حقيقة أنه كلما زادت فترة هذه الأزمة كان الضرر أكبر.

لا تسجل الاقتصادات المتقدمة أداءً جيدا في فترات النمو المنخفض المحبط، خاصة مع تحول المكاسب الصغيرة إلى قطاعات السكان الأكثر دخلا، وهو ما يحدث مؤخرا بالفعل، ما يهدد بمخاطر تشمل ارتفاع عدد العاطلين وخلق جيل ضائع من الشباب.

لا تعتبر حلول مشاكل النمو الاقتصادي المنخفض لغزا، حيث إن العديد من الاقتصاديين يتفقون على المطلوب بشكل كبير، إلا أن الافتقار إلى الإرادة السياسية والقدرة على التنفيذ هو ما يظل الأزمة الرئيسية.

قد تؤدي صدمة خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي إلى هزة للقادة السياسيين تدفعهم نحو التوحد خلف رؤية مشتركة لتحقيق نمو مرتفع، وفرض اتفاق على الخطوات التي تساعد على تجنب الركود وعدم الاستقرار المالي.

لا يجب الشعور بالاطمئنان في حال تصويت الناخبين في المملكة المتحدة على البقاء في الاتحاد الأوروبي، حيث إنه رغم إزالة هذا الاختيار للتهديد المباشر على الاقتصاد والأسواق المالية، إلا أنه لن يحل أزمات النمو الضعيف حول العالم. 

بدء الاقتراع

فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في السابعة صباحا بتوقيت بريطانيا الصيفي وتغلق أبوابها في العاشرة مساء.

والاستفتاء هو الثالث في تاريخ المملكة المتحدة ويأتي بعد معركة على الأصوات استمرت على مدى أربعة أشهر بين معسكري "التصويت بالبقاء" و "التصويت بمغادرة" الاتحاد الأوروبي.

ويقدر عدد الناخبين الذين لديهم حق التصويت في الاستفتاء بنحو 46.499.537 شخص وهو رقم قياسي بالنسبة لبريطانيا.

وتطرح ورقة الاقتراع السؤال التالي "هل يجب على المملكة المتحدة أن تظل في الاتحاد الأوروبي أو أن تتركه".
بعد اغلاق مراكز التصويت، سيتم جمع صناديق الاقتراع المختومة ونقلها إلى موقع الفرز في مناطق العد المحلية التي يبلغ عددها 382 مركزا.

وتمثل تلك المراكز 380 منطقة في انجلترا واسكتلندا وويلز، بالإضافة إلى ايرلندا الشمالية وجبل طارق.

وتلتزم بي بي سي بتغطية مقيدة لأخبار الحملات المؤيدة والمعارضة لبقاء بريطانيا في الاتحاد تماشيا مع القواعد المعمول بها في يوم الانتخابات لكن يمكن متابعة النتائج بداية من مساء الخميس.

 

PUKmedia  وكالات 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket