مفكرون يؤكدون تغييب حقوق المرأة و الطفل و الاقليات

ادب و فن 05:21 PM - 2016-06-17
مفكرون يؤكدون تغييب حقوق المرأة و الطفل و الاقليات

مفكرون يؤكدون تغييب حقوق المرأة و الطفل و الاقليات

ناقش عدد من المثقفين العرب والمصريين اوضاع الثقافة العربية في جلسة الصالون الثقافي العربي الدورية التي تعقد شهرياً بادارة السفير قيس العزاوي الامين العام للصالون بحضور وزراء عرب مثل: وزير الثقافة السوري الاسبق رياض نعسان اغا ووزير الشؤون البرلمانية المغربي محمد سعيد العلمي والوكيل الاقدم السابق للخارجية العراقية لبيد عباوي وعدد من الفنانين ابرزهم سمير صبري ولبنى عبد العزيز وكتاب مؤرخين وشعراء.
وافتتح الجلسة السفير قيس العزاوي قائلا: بداية لم يعد للعرب خيمة سياسية واحدة وان مثلت الجامعة العربية ذلك، ولم يتحقق التكامل الاقتصادي العربي المنشود وتدهور الامن في الدول العربية واضطرب، ولم يبقى لنا سوى المرجعية الثقافية الواحدة التي ما زالت تجمعنا والحمد لله ولا تفرقنا.. والثقافة مصطلح جديد عربيا وغربياً، ولد مع رسالة اميل زولا "إني أتهم" الى رئيس الجمهورية الفرنسية عام 1898 مستنكراً فيها العنصرية وقد نحت وللمرة الاولى كلمة مثقف وهو المفكر الذي يتدخل في الشؤون العامة، وكلمة مثقف في اللغة العربية بمعناها الفكري جديدة.. عرف ادورد تايلور الثقافة بأنها تشمل المعرفة والفنون والاعراف والعقائد والقانون وهناك تداخل بين الثقافة والحضارة. ومن المؤسف ان تتردى ثقافتنا العربية بعد ان ساهمت في اثراء الثقافات الأخرى ولنا في فرنسا مثال صارخ على دور الفكر العربي الفلسفي والعلمي والثقافي في تطور جامعة السوربون التي كانت جامعة دينية وتطورت الى جامعة علمانية على مذهب ابن رشد.
نعيش اليوم في تراجع كبير ونلاحظ  غياب الفكر النقدي وغياب ثقافة الحوار وندرة الابداع وتردي عملية التربية و التعليم وتغييب حقوق المرأة وحقوق الطفل وحقوق الاقليات.. وذلك لأن دولنا لا تنفق على التربية والتعليم والبحوث العلمية والابداعية ألا بقدر ضئيل للغاية فاسرائيل مثلاً تنفق 4,2 بالمائة من دخلها القومي الاجمالي في حين لا تنفق الدول العربية سوى 3و. بالمائة فقط .. نلاحظ اذن تدهور في التربية والتعليم وتدهور في الثقافة والابداع وتدهور في الاعلام حيث لا تساهم 1294 قناة فضائية عربية الا في تراجع الذوق العام وبث الفرقة بين العرب، فلا نستغرب اذن ان ظهرت القاعدة والنصرة وداعش فقد وفرنا البيئة المتخلفة المتطرفة للارهاب بين ظهرانينا.
الناقد والمفكر العربي صلاح فضل تحدث عن اوضاع الثقافة العربية حالياً وعن وحدة الثقافة العربية وقال ان هناك فرق بين الاحادية والوحدة وعندما نتحدث عن وحدة الثقافة العربية لا يمكن ان نقصد احاديتها اي انها تقتصر علي تيار واحد ناتج عن احادية المنظور او الجنس او غيرها بل الوحدة، و هي وحدة التنوع، مشيرا الى ان الاديب توفيق الحكيم كان له مصطلح مشهور وضعه في كتاب عودة الروح وهو (الكل واحد) كما ان منظمة اليونسكو اطلقت فكرة التنوع الخلاق لذلك فان الثقافة يجب ان تنطلق من فكرة التنوع الشامل الخصب وليس من منطلق آحاديتها.
من جهته اكد الاديب والكاتب الموسوعي محمد الخولي ان الخطر اصبح يسكن في وجداننا بوجود المنظمات الارهابية مثل داعش والنصرة والقاعدة وغيرها، واصبح الخطر داهم ولا يهدد جودة الحياة بل الحياة ذاتهة، لذلك فإن الثقافة لم تعد حديث الصالونات وانما باتت خط الدفاع الاخير وهو (اما أن نكون او لا نكون)  وبنظرة نقدية لاوضاع المثقفين ذكر الخولي ان لقب الدكتوراه هو اعلى شيء يصل اليه الانسان من العلم والمعرفة يبنبغي ان يساهم في اغناء الاطار المعرفي لثقافتنا، وبخاصة بعد ان شوهت وسائل الاعلام هذه ثقافة وشتت تكاملها عربياً، كما ساهمت بعض التيارات الدينية التراجعية المتخلفة في تدهور الثقافة العربية واشار الى ان الدين هو جزء من الثقافة وليس العكس كما هو معروف ولابد لنا من الانتباه اليه.
واكد البروفيسور حسن حنفي من ناحيته على ان وحدة الثقافة العربية هي امنية عربية ونحن نسال هنا عن الفرق بين الثقافة العربية واللغة العربية وانا اعتقد ان اللغة العربية اوسع كثيرا من الثقافة العربية ولابد من التنوع في الثقافات، والثقافة العربية جزء من الثقافة الاسلامية، ولو تأملنا في العلماء والفقهاء والمفكرين واللغويين الذين ساهموا في بناء الثقافة العربية لوجدناهم من المسلمين غير العرب اذن فالثقافة التي نقول عنها عربية هي بالاحرى اسلامية.
ومن جانبها اعتبرت الاستاذة فريدة النقاش رئيسة تحرير جريدة الاهالي اننا نتحدث كثيرا عن وحدة الثقافة العربية ونطالب بالتنوع نظرياً ولكننا ننفي هذا التنوع ولا نعترف به بل نهمشه واقعاً.. ونعرف ان منابع الثقافة العربية الاسلامية متنوعة جدا.. ولا ننسى الدور الذي قام به كل من المسيحيين واليهود في التاريخ الفكري والعلمي العربي والاسلامي، لقد كان لهم  دور مهم وهم جزء من تاريخينا وان القضية الاهم في الوقت الحاضر هي تجديد الفكر الديني، فالانتماءات الدينية والطائفية اليوم همشت المسيحيين واليهود والنساء.
وقد اعتبر وزير الثقافة السوري السابق الدكتور رياض نعسان الاغا ان الحديث عن وحدة الثقافة العربية يبدأ ولا ينتهي وبصفتي عشت عمري كله اتزود من الثقافة العربية فانا اليوم اشعر بالاسى الى ما وصلت اليه اللغة العربية التي تعتبر الحامل الموضوعي لثقافتنا ونحن نعيش في مرحلة حرجة جدا، فنحن سنرى الاجيال الجديدة التي تغرب حديثها ولم تعد تتقن لغة ثقافتنا لا يمكنها اليوم ان تعقد مثل هذه الجلسات الثقافية، فالجيل الجديد له افكار ومرئيات ثقافية تختلف عن جيلنا الحالي.. كما انني اشعر بالحزن عندما اجد شخصيات اجتماعية وسياسية كبيرة لا تجيد الكتابة باللغة العربية الفصحى وترتكب اخطاء كبيرة، فاللغة هي اساس للثقافة.. وقد عرف تاريخنا مساهمات مثقفين ليسوا عرب ولكنهم يكتبون باللغة العربية، لذلك انا اعتبرهم عرب فكل من تكلم اللغة العربية فهو عربي وانا فرحت جدا ذات يوم عندما شاهدت عملة نقدية في كازاخستان منقوش عليها صورة الفارابي، فقد بات هذا العالم والفيلسوف العربي الاسلامي شخصية وطنية كازاخستانية يفتخر بها في بلاده.
وقد كان لمداخلة المفكر السياسي المرموق الدكتور مصطفى الفقي الاثر الكبير في الحضور.. فقد تحدث عن تجربته كسفير سابق في الهند والنمسا واشار الى الدور المركزي للثقافة في هذه العوالم، وعرج على تدهورها في بلداننا العربية حالياً، فبعد ان كانت الافكار الكبرى العلمية والسياسية والثقافية والاعمال الفنية والموسيقية والغنائية تنتقل من بلد عربي الى آخر بنحو انسيابي ويتفاعل معها العربي في كل مكان اصبحت اليوم الافكار المتطرفة والقاتلة للفكر الارهابي عابرة للحدود.. وخلص للقول: إذا كانت الثقافة صناعة الحياة فالارهاب هو صناعة الموت.
ولقد اثرت المداخلات المتنوعة من الحضور موضوع الجلسة وتعددت الرؤى فيما يخص اللغة العربية والثقافة العربية وما وصلت اليه في ظل الظروف الحالية التي انتشرت فيها وسائل التواصل الاجتماعي اضافة الى وجود المتطرفين والجماعات الارهابية مثل داعش واخواتها وتاثيرها في المجتمع العربي وحتى الاوربي وكيفية نشر الثقافة وتجديد الخطاب الديني، وقد اعتاد القائمون على ادارة الصالون الثقافي العربي على جمع المساهمات والتدخلات والنقاشات وتحريرها ونشرها في كتب خاصة، ونحن بانتظار ان يتم ذلك تعميماً للفائدة.

PUKmedia/ ابراهيم محمد شريف/ القاهرة

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket