ساحة السراي بالسليمانية.. واجهة حضارية بحاجة للمسة حضارية

تقاریر‌‌ 02:16 PM - 2016-06-14
ساحة السراي بالسليمانية.. واجهة حضارية بحاجة للمسة حضارية

ساحة السراي بالسليمانية.. واجهة حضارية بحاجة للمسة حضارية

منذ اعوام وانا اتابع باعة الكتب في ساحة السراي في السليمانية التي تعتبر قبلة زوار المدينة من كل مكان.. حيث نجد أكوامٌ وبسطيات من الكتب والمجلات في مختلف التخصصات والبعض منها اكتسب اللون الاصفر لتقادم الزمن عليه وهي كتب اصبحت اكثر اهمية من غيرها، كما نجد باعة الكتب الذين احرقتها الشمس، كما احرقت الكراسي البلاستيكية التي يجلسون عليها والبعض افترش الارصفة المتاكله والبعض الاخر ينادي باعلى صوته ليعلن عن بضاعته من الكتب، سواء الادبية ام العلمية والثقافية وغيرها، كذلك نجد الباحثون في كتب الأرصفة غالباً ما يكونون من القُرّاء القُدامى الذين يجمعون الكتب في مكتباتهم المنزلية او من طلاب العلم للبحث عن كتب دراسية وملازم مختلفة.. هولاء الباعة اليوم يناشدون من يعينهم الامر سواء بلدية السليمانية او الجهات المعنية من حكومة الاقليم لوضع تصميم جديد في تلك الارصفة وجعلها قبلة للسياح والباحثين عن العلم والثقافة في مدينة الابداع السليمانية التي تستحق منهم ذلك !! 

في جولة لموقع PUKmedia في ساحة السراى وبين باعة الكتب الذين ناشدوا الجهات المعنية ومنها محافظة السليمانية او البلدية طالبوا فيها بتأسيس سوق نظامي عصري، حديث ينسجم ويتناسب مع تسمية ( مدينة الابداع  لان هذه الساحة تتميز بوجود عدد كبير من المحلات التجارية لمختلف انواع البضائع وتحوي الساحة على بعض التماثيل والصور الكبيرة لشخصيات ادبية وسياسية معروفه وهناك بسطيات واكشاك غير نظامية لبائعي الكتب يعرضون كتبهم ومجلاتهم وصحفهم والملازم المدرسية على ارصفة الشارع وفي الهواء الطلق!! ويجمع اغلب الباعة الذين  التقيناهم على ضرورة ان تكون لهم محلات نظامية في نفس المكان كمكتبات لانها ستكون اكثر جمالا وحضارية بدلا من عرض كتبهم على الرصيف منذ اكثر من عشرين عاما، داعين في الوقت ذاته الى اجراء بعض التعديلات على الساحة ووضع بعض النصب التذكارية لتكون اكثر جمالا لانه يعتبر ملتقى للمثقفين وزوار الميدنه وسياحها.

عباس محمد احد باعة الكتب يقول لموقع PUKmedia : منذ اكثر من عشرين عاما وانا اعمل في ساحة السراي، وفي هذا المكان الذي لم يتغير مع الاسف الشديد وظل بهذا الشكل الذي ترونه امامكم وليس لدينا محلات نظامية واصولية حتى لو دفعنا بدلات ايجار للبلدية التي من واجبها انشاء تلك المحلات ونعمل بدون ان تحمينا هذه المظلات من حرارة الشمس ولهيب الصيف وكذلك من البرد القارص والثلوج في موسم الشتاء من الامطار والاتربة والحر، وقد طالبنا اكثر من مرة بلدية السليمانية ان تقدم لنا المساعدة بانشاء محلات نظامية وباسم مكتبات السليمانية لكن لم يفعلوا لنا شيء وبقى الحال كما هو عليه !!.. ونلاحظ ايضا ان عدد القراء يقل يوما بعد يوم بسبب ما نمر به من ازمات سياسية وايضا تقدم التكنلوجيا من الانترنيت والكمبيوتر والهواتف النقالة مما يجعل المواطن ليس له وقت للقراءة.. البيع والشراء قل يسبب عدم لجوء الناس للقراءة وعدم الاهتمام بالقراءة.. نتمنى ان يصل صوتنا الى الجهات المعنية بان يجعلوا من هذا المكان شكلا حضاريا يتناسب مع سمعة مدينة السليمانية التي يطلق عليها مدينة الابداع.

أحد المواطنين من رواد الساحة يقول لموقع PUKmedia: بصراحة الناس ( جائعون ومنهكون)! وبالرغم من حب الناس للمطالعة والكتب الا انها تفضل اليوم شراء رغيف الخبز للعائلة على ان يشتري احدهم الكتب.. نعم هذه هي الحال اضافة لعدم وجود وقت للقراءة لان سلة الغذاء اهم شي في المنزل ! لذلك نقول لبلدية السليمانية ومن يعنيهم الامر الاهتمام بهذه الساحة وتوفير اماكن نظامية لباعة الكتب لانها قبلة للسياح والزوار ولابد ان تكون هناك اكشاك جميلة وفق تصميم، حديث ينسجم مع مكانة المدينة وتاريخها وخاصة هذه الساحه، وانا شخصيا اجد ان المعنيين لايتابعون الامر بشكل جدي بالرغم من شكاوى اصحاب البسطيات للبلدية والوعود التي قطعت ولم تجد استجابة، وكم نجد ان هناك صرف للاموال على مناسبات ثقافية ومهرجانات ولو خصص مبلغ صغير من تلك المناسبات لجعلوا هذه الساحة قبلة حقيقية للمدينة التي لها تاريخ وتراث ولابد ان تكون بنفس المستوى المطلوب ونناشد نحن المتابعين لتلك الاكشاك والكتب بان تسارع الجهات المعنية الى تنظيم تلك الساحة وفتح اكشاك جديدة وجميلة تتناسب مع المكان وان لايجعلوا من الوضع الاقتصادي ( شماعة للتبريرات)!

سيروان صاحب كشك يؤكد لموقع PUKmedia: لاتستغربون اذا قلنا ان هناك اسباب كثيرة لعدم الاهتمام بالقراءة، اولا القراءة لم تكن هدفا للباحثين عن لقمة العيش لانها، اي القراءة غذاء للروح وثانيا الكسل والحياة الصعبة التي نعانيها وهي تتجه الى ان الواقع المتأزم يضع ظلاله على الثقافة العامة والمؤسسات الثقافية والمراكز مفقودة تقريبا وحتى في المدارس هناك مكتبات شكلية فقط.. البيع والشراء نسبي بسبب الاجواء الحارة والنهار الطويل يبدء موسم القراءة من الشتاء اكثر لان الليل اطول من النهار وهناك متسع للقراءة.. مطالب اصحاب البسطيات واقعية ويجب على الحكومة جعل منطقة ساحة السراي اجمل من ذلك والاهتمام بها لانها قلب المدينة والمكتبات مكان ثقافي واجتماعي وان تكون الساحة مكان تاريخيا يجلب السياح من كل مكان.. ولااعرف سببا لعدم الاهتمام بهذه الساحة المعروفة في مدينه السليمانية المبدعه ولابد ان يكون للبلدية دور حقيقي في بناء اكشاك ووضع تصاميم حديثة تتناسب مع التطور الحاصل في الحياة ودفع  الجذب السياحي اليها كذلك.

 

PUKmedia   خالـد النجـار / السليمانية 

 

 

 

 

 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket