صحفي ألماني: اليأس وراء عودة النازحين إلى الرمادي

لقاءات 11:01 AM - 2016-03-30
صحفي ألماني: اليأس وراء عودة النازحين إلى الرمادي

صحفي ألماني: اليأس وراء عودة النازحين إلى الرمادي

قام الصحفي الألماني هانز أولريش غاك، بجولة صحفية في العراق. في مدينة الرمادي التقى بأناس عائدين إلى مدينة غير صالحة للسكن من الناحية العملية، إلى مدينة أشباح. يتعلق هؤلاء العائدون بقشة أمل: مدينة الرمادي.

DW:من هم الناس، الذين التقيتهم في الرمادي؟

هانز أولريش غاك: إنهم من القبائل السنية، التي بقيت هناك أو الجزء الذي عاد بعد أن كان قد تركها. في واقع الأمر فإن الرمادي خالية من البشر، والمدينة مدمرة، فلا بنية تحتية ولا ماء ولا كهرباء. المدينة في واقع الأمر لا تصلح للسكن. غير أن القبائل السنية ترغب بعودة الناس، وحتى في منتصف نيسان، إذا كان ذلك ممكناً.

من أين أتى الناس الذين هم الآن في الرمادي؟

هناك مخيم كبير للاجئين السنة على أبواب بغداد. مُنع هؤلاء من دخول المدينة، لأن الممسكين بزمام السلطة من الشيعة يخشون أن يكون بين السنة خلايا نائمة متعاونة مع تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي. يرغب الكثيرون بالعودة فقط ليجدوا بيت يأويهم وسقف يظلهم. بعد ما رأيت فإن استمرار الحياة في الرمادي بالكاد ممكن.

ما هو السبب وراء ذلك؟

نصف المدينة مدمر. والكثير من الأبنية مُلغّمة. أخبرني شيوخ عشائر سنية أنهم قاموا خلال أيام قليلة بإبطال مفعول أكثر من 3000 عبوة ناسفة مزروعة في بيوت ونزع فتيلها. منذ فترة طويلة لم يكتشفوا كل العبوات المزروعة. لقد تم تصميم الكثير من هذه العبوات بطريقة شيطانية، بحيث يتوجب نسف كل البيت، لأنه من غير الممكن إبطال مفعولها. والكثير منها مزودة بجهاز تفجير مؤقت زمنياً أو يمكن تفجيرها عن بُعد.

ماذا يروي أولئك الذين شهدوا معركة الرمادي؟

حدثونا أنه جرى استخدامهم كدروع بشرية من قبل داعش. عندما شن الجيش العراقي الهجوم وبدأ داعش بالتراجع، دُفع بعدد كبير من الناس بين المقاتلين لمنع تقدم الجيش العراقي. مات الكثيرون في هذه العملية. قابلنا أناس أرونا جروحاً مخيفة، من بين الجرحى أطفال. خاض داعش الحرب بلا رحمة ودون مراعاة للمدنيين.

إذاً، لماذا يعود البعض طواعية إلى مثل هذه المدينة؟

ببساطة، بسبب انعدام الأمل؛ فهم لا يعرفون إلى أين يذهبون. الوضع سيء بدرجة كبيرة. ينفجر الكثير من الناس غاضبين بوجه المتطوعيين للمساعدة، لأن اليأس بلغ فيهم مبلغه. يعيش أولئك في مخيمات في البراري، وليس في مخيمات لجوء تم إنشائها لهذا الغرض وبشكل نظامي. عند هرب الناس وصلوا لبعض الأماكن كنهر دجلة على سبيل المثال، ومنعتهم الحكومة الشيعية من عبور النهر إلى الجهة المقابلة. وفي هذه الأماكن تضخمت المعسكرات لتصل إلى 30000 أو 40000 شخص.

علاوة على ذلك، هناك الصراعات بين السنة والشيعة. علق الناس بين جبهات مختلفة، ولم يقبلهم أي طرف بشكل كلي. قدرة الأمم المتحدة على مد يد العون محدودة للغاية. لا يعرف الناس إلى أين يتوجهون وعادوا من اليأس إلى مدنهم وقراهم. قال لي البعض أن ما سيكتشفونه في الرمادي خير من مخيمات اللاجئين هذه. يتعلق الكثيرون بوهم أن بيوتهم قد تكون لا تزال موجودة. إنهم يتعلقون بقشة الرمادي.

هل تتوقع أن اللاجئين العراقيين في ألمانيا سيعودون إلى مدنهم الأصلية؟

هذا الشيء غير مستبعد. البعض خاب أمله فأدار الظهر لألمانيا. ولكن حالما تنتشر بين اللاجئين المعلومات عن كارثية الوضع في العراق، ستردعهم هذه المعلومات ولن يعودوا إلى العراق بأعداد تستحق الذكر.

في المقابل، تتزايد أعداد اللاجئين في داخل العراق بشكل دراماتيكي. تشتعل في الوقت الحالي عمليات لتحرير ثاني أكبر المدن العراقية، الموصل. وداعش في حالة تراجع. تتوقع الأمم المتحدة أن يصل عدد اللاجئين في منطقة الموصل وحدها إلى 1،2 مليون. يريد هؤلاء الفرار من المعارك هناك. سيشكل هذا ضغطاً على تركيا، حيث سيحاول اللاجئون الفرار إليها ومنها إلى ألمانيا. أعتقد أننا يجب أن نحسب حساب موجة لاجئين جديدة من العراق.

أخبرني ممثلو الأمم المتحدة أن ليس بمقدورهم النوم لأنهم لا يمكنهم التنبؤ يما سيحدث في الموصل. ما سيحدث سيفوق كثيراً كل ما حدث من موجات فرار ولجوء. وحسب تقديراتي فإن العدد قد يتجاوز 1،2 مليون، نظراً لكارثية الوضع في الموصل. تضاعفت أسعار المحروقات هناك بين العشرة أضعاف والعشرين ضعفاً. نفذت نقود الناس. في الواقع، فقد نهب داعش الكثير من الناس. تحدثنا إلى أناس يائسين في الموصل، وسيفر هؤلاء باتجاه شمال العراق، وتركيا، وربما أيضاً سوريا.

 

PUKmedia

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket