نادية مراد: كل ايزيدي يسأل ماذا حدث في شنكال ولماذا؟

لقاءات 03:46 PM - 2016-03-09
نادية مراد:  كل ايزيدي يسأل ماذا حدث في شنكال ولماذا؟

نادية مراد: كل ايزيدي يسأل ماذا حدث في شنكال ولماذا؟

المرشحة الكوردية لنيل جائزة نوبل للسلام نادية مراد، تختصر شخصيتها وشجاعتها قصة الايزيديين ومعانتهم، حينما وجدوا انفسهم بين ليلة وضحاها بين انياب داعش الارهابي دون معين..
نادية مراد الانسانة القوية التي تضيف شجاعة لكل المعذبين والضحايا.. تحمل رسالة صريحة، ضد الارهاب وضد داعش وضد كل ما يقتنص من مفهوم الانسان والانساية.. تقول انها لاتخاف وصوتها هو صوت كل الايزيديين وجميع الاقليات.. انها تحكي من جديد القصة الاليمة واشياء اخرى تبعث الامل والشجاعة والاصرار..

*كيف تمكنت نادية من الهروب من قبضة داعش ؟
ـ هروبي لم يكن سهلا، ليس هناك هروب سهل من التنظيم، اغلب الايزيديات الذين يحاولون الهرب يتم مسكهم وتعذيبهم واغتصابهم بشكل وحشي عقابا لمحاولة الهروب. انا هربت في المحاولة الثانية وبقدرة الخالق ومساعدة عائلة في داخل الموصل، المحاولة الأولى فشلت وتم وضعي في غرفة لحراس مقر الدولة الإسلامية وتم التعدي على جسدي من قبل ستة حراس لليلة كاملة حتى فقدت الوعي.
* ماذكرتيه امام مجلس الامن من المأسى التى تعرضت لها فترة اسرك لدى داعش، هل كانت كل شي؟ بشكل أخر، هل مازالت هناك أشياء لم تذكرها نادية؟
ـ انني بالتأكيد لم اذكر كل الذي حدث لي بتفاصيله، ولكنني اقلت اغلب تفاصيل قصتي، ما يفعله داعش بالايزيديات والاطفال لا يمكن وصفه من حيث البشاعة وهناك تفاصل حتى لو نذكرها ربما لا يصدقها الناس، انا نفسي لم اصدق بان كيف للإنسان ان يرتكتب هكذا جرائم بحق الانسان، انهم بالفعل وحوش العصر وارتكبوا جرائم كثيرا ربما لم يخبروها البنات والنساء لبشاعتها.
* اتساءل ، هل هناك خطوط حمراء عند نادية في الحديث عن القضية الايزيدية بشكل عام وعن المختطفات الايزيديات الموجودات عند داعش لحد الأن؟ هل هناك الخوف مثلا فى الحديث عن أى شى يذكر أو ماذكرتيه سابقا ..وماهي ؟.
ـ انا لا أخاف، فليس لدينا شيء ان نخسره بعد، هم سرقوا منا حياتنا، سرقوا منا عوائلنا، سرقوا منا احلامنا وارضنا وكل ما نملك، ليس لدي شيء بعد لاخسره، انا حيث قررت ان اخبر العالم عن قصتي اخترت ان لا أخاف وان أكون صوتا للالاف الذين يتم هتك كرامتهم كل يوم.
* ما تبعات سقوط شنكال بهذا الطريقة ومن هو المقصر؟
ـ وجدنا انفسنا في صباح الثالث من آب دون حماية، ونحن منذ ذلك التاريخ، لست فقط انا، وانما كل ايزيدي في العالم، يتسأل ماذا حدث، لا زلنا ننتظر الإجابة، وسننتظر الإجابة الى ان يتم تقديمها بشكل مقنع واحقاق العدالة. انا فتاة كنت أعيش مع عائلتي ولم نتدخل يوما في السياسة، لذلك السياسة ليس عملي، ولكن من حقنا ان نعرف ماذا حدث ولماذا لم يتم حمياتنا. انا اليوم اتحدث عن جرائم داعش حتى تتوقف وهذا هو المهم الان، اتحدث حتى يتكاثف العالم من اجل تحرير البنات والأطفال، من اجل تحرير قريتي حتى أقوم بدفن اخواني، انا اتحدث حتى يعرف العالم بان إبادة جماعية حدثت ضد الايزيديين والجرائم ضد الإنسانية تقع ضد الأقليات جميعها وجميع شعوب المنطقة. انا قضيتي ليست سياسة، ولكن انا ضحية وجميع الايزيديين هم ضحايا هذه الإبادة.
 * ماتعرضت لها الاقلية الايزيدية فى كورستان من مأسى وأرهاب على من تقع مسؤليتها؟
ـ على الجميع ان يعرف ان الايزيدية تعرضوا الى إبادة جماعية راح ضحيتها اكثر من ثلاثة الاف قتيل، بينهم العجز والمعوقين أيضا، تم حرق الناس وهم احياء، تم قتل الأطفال والنساء، تم خطف اكثر من 5800 امراة وطفل، واخذ الأطفال الى معسكرات التدريب والنساء للاستعباد الجنسي، نحن خسرنا كل ما نملك وفقدنا الثقة بالعيش على ارضنا، وانتم تعرفون كيف ان الالاف من الايزيدية يهاجرون ارضهم كل يوم ويموت منهم المئات كل شهر في البحار. يوم امس ماتت شابة بعمري من خانصور في بلغاريا براد بينما كانت تحاول ان تهاجر، الايزيدية فقدوا الثقة واغلبهم يبحثون عن مكان يأويهم. حماية الايزيدية كانت مسؤولية كوردستان ومسؤولية العراق.
* كيف ترين دور البرلمان العراقي والكوردستاني فى ادانتها لماتعرضتم لها من دمار
وأرهاب على يد داعش؟ هل كانت بمستوى وحجم الدمار التى لحقت بكم ؟.
 ـ لا انا ولا أي ايزيدي يحس بان هناك جدية في التعامل مع القضية الايزيدية، اكثر من سنة وأربعة اشهر مرت ولم يعقد أي من البرلمانين حتى اجتماعا واحدا على ابادتنا، انا كنت في المخيمات لما يقارب من سنة ولم يسمع احد صوتي او صوت الناجيات.
* بعد تحررك من قبضة الدواعش عدت الى كوردستان، كم من المدة بقيت هناك قبل
توجهك الى المانيا؟
ـ بقيت حوال تسعة اشهر في كوردستان ومن ثم توجهت الى المانيا التي استقبلتني مع الف ناجية أخرى.
* ماذكرتيه امام مجليس الامن ، هل ذكرتيه في كوردستان؟ والى من ،وكيف كانت ردة فعل الجهات التى ذكرتيها لهم؟
 ـ نعم التقيت مع الاعلام عدة مرات وأيضا مع المنظمات وكنت اقص قصتتي دائما، أيضا كان لي زيارة الى البرلمان البريطاني وزيارة الى جنيف.
 * بعد رجوعك الى كوردستان ، هل قابلت فتيات محررات من قبضة داعش ؟ ماهى النقاط
المشتركة بينك وبينهم ؟ هل هناك أختلاف فى قصص هؤلاء الفتيات وقصتك انت
كناجية من قبضة داعش؟
 ـ داعش استخدمت تقريبا نفس الأسلوب مع جميع الايزيدين، حيث تم قتل الرجال واختيارهم بين الإسلام والموت، حتى الذين اسلموا تم قتلهم، النساء الجميلات وغير المتزوجات تم اخذهن للاستعباد الجنسي، ام الأطفال الذكور فتم تجنيدهم في المعسكرات، ام النساء المتزوجات واطفالهم في اغلب الأحيان كانوا ينتظرون عليهم 40 يوما ومن ثم يقوموا باغتصابهم أيضا وتوزيعهم وتاجيراهم واعطائهم هدايا، اي لايوجد فرق.
* هناك المئات من المحررات الايزيديات الباقيات في كوردستان والتي لم تتوفر لهن
فرصة اللجوء الى خارج العراق ، برأيك ماهي اهم المشاريع التى يجب ان تتوفر لهن
باسرع وقت ممكن ؟
ـ أتمنى ان يشمل برنامج العلاج في المانيا او في دولة لبقية البنات حتى يستطيعوا الخروج ان أرادوا ذلك، في كوردستان يجب ان يتم توفير المساعدة لمن لا يرغب بالذهاب، ففي المخيمات ليست هناك حياة، الناجية حين تعود لا تملك حتى ثمن شراء ملابسها، الناجيات يحتاجون الى دعم حقيقي.
* طيلة فترة وجودك فى كوردستان، من قابلت أحد على المستوى السياسي والحكومي، ماذا التمست منهم ؟هل كانت تعاطفهم مجرد تعاطف شكلى أم  حضور جدى ورؤية جدية لحل القضية الايزيدية بشكل عام وقضية المختطفات على وجه الخصوص؟
ـ لم يقابلني احد، ذهبت الى برلمان كوردستان مرة وطلب معالجة اخي في الخارج، لانه كان على وشك ان يفقد يده التي اصابت في الاسر، ولكن لم يساعدوني وقالوا انهم لا يستطيعون دفع التكاليف حتى خسر اخي يده بالكامل. كنا نتمنى ان نقابل المسؤوليين ولكن لم يقابلنا احد.
 * كيف تمكنت من الوصول الى الأمم المتحدة، عن طريق أى جهة وصلت ..ولماذا نادية على وجه الخصوص؟
ـ تمكنت من الوصول بدعوة من يزدا، وهي منظمة ايزيدية عالمية مقرها الولايات المتحدة، يزدا بعثت لي طلب وشرحوا لي عن الجلسة وانا وافقت، كنت قررت ان انشر في العالم قصتي.
* هل من افراد عائلتك الموجودين عند داعش رجعوا وحرروا .. أم لحد الان وهم مختطفين؟ 
ـ قتل وسبي اغلب افراد عائلتي، من تسعة اخوان فقط ثلاثة هم احياء البقية قتلوا، امي أيضا قتلت والكثير من الاقاربي.
* ماهى خططك الآنية هل من خطة او مشروع عمل معين؟
ـ أتمنى ان أوصل رسالتي الى كل العالم، خطتي ان اتجول بين دول العالم جميعها حتى يسمعوا قصتي، حتى يعرف العالم حجم الإبادة التي حلت بالايزيدية وحجم العنف الذي يمارس ضد الأقليات وتبعات الحرب على المنطقة كاملة. لا يجب ان يتعرض أي امراة واي طفلة في العالم الى الاغتصاب في سنة 2016، انا سادافع عن المراة والطفل أينما كانوا، انا ساستمر في نقل هذه الرسالة الى العالم حتى يصحى الضمير الإنساني ونتفق جميعا على محاربة الإرهاب وإعادة السلام.
* لديكم رسالة انسانية كبيرة موجهة الى العالم جمعاء، هل طاقتك الذاتية والمحيطين من حولك من اقارب واصدقاء يمثلون لك الدعم اللازم من هذه الناحية لايصال الرسالة ؟
 ـ نعم معي فريق جيد من النشطاء الايزيدية من يزدا وغيرهم ايضا ويقومون بدعمي ومساندتي في قضيتي. كل المجتمع  يشجعني و يحثني على الاستمرار. هناك تعاطف عالمي التمسه في كل مكان اذهب اليه، هناك حس انساني يجمعني مع البشرية في كل مكان وهذا الحس الانسان هو الداعم الأكبر لي، الكثيرين يبكون حينما يروني ويشعرون بقضتي، هذه هي الطاقة التي تعطيني الاستمرارية. اكتب لك هذه الأجوبة من لندن حيث التقيت بالناس من مختلف الخلفيات وجميعهم اعلنوا تضامنهم، الكثيرين ابكتهم بقصتي وهم أعطوا لي الامل. هذه الرسالة الإنسانية لا احملها فقط لمجتمعي، وانما احملها لكل البشرية وللطفل والمراة في كل مكان في العالم.
* ماهى ابرز التحديات التي تواجهك فى الوقت الحالى ؟
 ـ حياتنا هي تحدي بحد ذاته، لا زلنا ننتظر الالاف من بناتنا ونسائنا وأطفال، مع كل يوم يمر على اسرهم تصعب مهمة تحريرهم، شعبنا كله مشرد لا يملك في اغلب الاحياة ثمن خبزه. التحدي هو ان هذه الحرب تؤذي حياة الملايين من الناس وليس هناك نهاية في الأفق لها، اريد ان تنتهي هذه الحرب حتى يعود السلام، اريد ان يعود بناتنا لان بقائهم وبقاء الأطفال هو التحدي الأكبر.
* لحد الان هنالك المئات من المختطفات الايزيديات عند داعش والتى من الممكن ان يكون الدفع المالى الداعم الاساسى لاعادتهن الى ذويهن ، الم تفكر نادية فى القيام بمشروع لجمع التبرعات المالية لهن من أجل تحرير المختطفات؟
ـ أتمنى ان يساعد الناس في تحرير المختطفات وتوفير المال لعمليات الإنقاذ المتوفرة، لا اريد ان أكون جزءا من جمع التبرعات، ولكن هناك جهات معروفة تقوم بالتحرير ولكن ليس هناك أموال متوفرة لهم واطالب بتوفير كل ما يحتاجه عمليات التحرير.
* طالبت بمقابلة شيخ الازهر ضمن زيارتك الى مصر ومايعرف عن الازهر انها مرجعية دينية اسلامية على مستوى الوطن العربى .. أتساءل هل تمكنت من كسب تاييد او تعاطف الازهر الجدى مع قضيتكم ؟ وماذا يغير ذلك اللقاء من مستقبل قضية الايزيديين بشكل عام؟
ـ داعش ترتكب الجرائم باسم الدين الإسلامي، داعش كانت تغتصبنا تحت راية الإسلام وتمارس جميع الانتهاكات وتقول عنها إسلامية، ذهبنا الى الازهر حتى نعرف الإسلام الحقيقي وحتى نطلب فتوى بمنع سبي النساء الايزيديات.
* هل من اقتراح طرحت عليك من أي جهة كانت اوحتى مقترحك الشخصى بأن توثقين قضيتك وقضية باقي المختطفات الايزيديات عن طريق فلم وثائقى أو رواية على غرار مافعلت "مالالا زادة " في باكستان والتى هي حاليا خارج بلدها؟
ـ هناك بعض الجهات عرضت مشاريع فنية او كتب، ولكن انا مشغولة الان بقضية وليس لدي وقت لهذه الاعمال.
* هناك الكثيرات من الناجيات الايزيديات الحاملات اللائي بعد تحررهن  اصبحوا أمهات .. مامصير هولاء الاطفال والامهات، اى هوية يمكن ان ينسب لهن ولاطفالهن؟.
ـ كل النساء الذين يعودون لا يريودن الاحتفاظ بالأطفال لان والدهم داعشي الذي اغتصب.
*  طالبت بتنظيم مظاهرة مليونية لطلاب جامعة القاهرة استنكارا لافعال داعش الهمجية ، لكنها ومن بعض الجهات أعتبرت طلبا مرفوضا ورفعت عليها دعاوى قضائية .. هل نادية مصرة على طلبها سواء فى مصر او اي بلد اخر؟
ـ ما طلبته واطلبه ان يقف العالم جميعا ضد الإرهاب وان تتم بالشكل الذي يرونه مناسبا، انا لا اريد ان يختلق الفوضى في أي مكان، ولكن يجب ان نبين كشعوب معارضتنا للارهاب بشكل علني.
* رشحكم الحكومة العراقية لنيل جائزة نوبل نتيجة جهودكم في طرح القضية الايزيدية عالميا ، ماهي توقعاتك انت بهذا الشأن ، هل تمتلكين الدعم الداخلي والخارجي لنيل هذه الجائزة ؟ واذا حصلت على تلك الجائزة ماذا يمكن ان يغير ذلك في القضية الايزيدية ؟
ـ انا لا اعمل لجوائز انما اعمل لقضية إنسانية، والحكومة العراقية مشكورة قدمت اسمي، برايي الترشيح سيساعد ليس فقط قضية  الانسان المظلوم، فهي قضية إنسانية تمس كرامة الانسان ككل.


PUKmedia عن مجلة زن

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket