رئيس الجمهورية يؤكّد على المصالحة المجتمعيّة لدحر الإراهب

العراق 02:48 PM - 2016-02-27
رئيس الجمهورية يؤكّد على المصالحة المجتمعيّة لدحر الإراهب

رئيس الجمهورية يؤكّد على المصالحة المجتمعيّة لدحر الإراهب

أكد سيادة رئيس الجمهورية فؤاد معصوم اليوم السبت 27/2/2016 أن النجاح في تحقيق المصالحة المجتمعية بات حاجة ماسة لبناء دولة المواطنة ومنع عودة خطر التطرف الإرهاب مستقبلاً"، مشددا على ضرورة "المضي بما يهيئ فرص النهوض والتقدم ببناء دولة قوية حديثة".
واعتبر سيادته في كلمة خص بها مؤتمر المُصالحة المُجتمعية والتماسُك الاجتماعي، الذي عقد اليوم ببغداد بحضور رئيس الوزراء حيدر العبادي ورئيس البرلمان سليم الجبوري والقاها نيابة عنه مستشاره للمصالحة الوطنية قحطان الجبوري ان من الضروري تواصل النشاطات والفعاليات التي تسعى إلى التقدم في كل المسارات التي يتطلبها تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي الوطني، مشيرا إلى إن التقدم بهذه المسارات ليس ممكنا "من دون شعور عالِ ومشترك بالمسؤولية من قبل الجميع".

وفي ما يلي نص الكلمة:

"بسم الله الرحمن الرحيم

السّيدات والسادة الحضور

السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه..
النجاح في تحقيق المصالحة المجتمعية وتمتينِ التماسكِ الاجتماعي بات حاجة ماسة من اجل التقدم الواثق باتجاه دحر إرادات الإرهاب والتطرف دحرا نهائيا ومستديما يضمن منع عودة خطرها مستقبلاً، مما يجعل من الضروري تواصلَ النشاطاتُ والفعالياتُ التي تسعى إلى التقدمَ في كلِّ المساراتِ التي يتطلبُها هذا الهدفُ الاستراتيجي الوطني.
والتقدمُ في هذه المساراتِ هو مسؤوليةُ الجميعِ في مؤسساتِ الدولة وفي إطارِ المجتمعِ بتمثيلاتِه المختلفة، حيث لا يمكنُ التقدمُ من دونِ شعورٍ عالٍ ومشترك بالمسؤوليةِ من قبل الجميع، ومن دون أن يعبِّرَ عنه بمبادراتِ تقود الى تمتين التلاحم الاجتماعي ومعالجة الانقسامات الموجودة داخل المجتمع الواحد وتؤسس لقيم التسامحِ والتفاهم والانفتاحِ على بعضِنا بعقلٍ يقظٍ وروحٍ متفاعلة سمحة. هذه مسؤولياتٌ وطنية لابدَّ منها ليس لتجاوزِ مشكلاتِ شعبِنا وبلدِنا في هذا الاطارِ فحسبْ وإنما أيضاً بما يهيئُ فرصَ النهوضِ والتقدمِ ببناءِ دولة قوية حديثة وبترسيخِ مبادئِ العدالةِ وقيمِ المواطنة وتحقيقِ السلمِ والأمنِ المجتمعي.
إن هذه الجهودَ المتحققة والتي يُراد تحقيقُها هي جزءٌ أساس وحيويٌّ من عمليةِ الاصلاحِ التي لا ينبغي التراجعُ عنها فضلاً عن انها تدعم جهود الحكومة لتنفيذ برنامجها في الإصلاح والمصالحة.
ان فكرتُنا عن الاصلاحِ يجبُ أن تكونَ شاملةً بحيث لا ينعزلُ مسارٍ عن مسارٍ آخر، اذ لا يمكنُ التقدّمُ بخطواتٍ عمليةٍ في سبيلِ إصلاحِ المؤسساتِ الحكومية من دون تقويمِ المسارِ السياسي والأمني والثقافي والتشريعي. ولا يمكنُ النهوضُ بهذا التقويمِ من دونِ إرادةٍ حقيقية بإصلاحٍ حيويٍّ في بناءِ المؤسساتِ وفي القضاءِ على بؤرِ الفسادِ وعلى الظروفِ التي تسمحُ بنمو وتكاثرِ هذه البؤر.
من هنا ننظرُ بأهميةٍ خاصة إلى جديةِ الاجراءاتِ والفعالياتِ التي تُقامُ في إطارِ تحقيقِ المصالحة المجتمعية وتمتينِ التماسكِ الاجتماعي. ومن هنا نؤكدُ جهدَنا واستعدادَنا دائماً من أجلِ توفيرِ جميعِ الظروفِ التي تساعدُ في تحقيقِ هذا الهدفِ الوطنيِّ النبيل.
ومن المهمِّ أن ننظرَ هنا إلى طبيعةِ التحدي والمعركةِ مع الارهاب، ومن المهم ايضاً أن نركّزَ على أن جهودَنا جميعاً من أجلِ تحقيقِ المصالحة تأتي بالتزامنِ ووسطَ ظروفٍ من الممكنِ لنا أن نجعلَها إيجابيةً لصالحِ المصالحة، وهي ظروفُ انتصاراتِنا وتقدمِ قواتنِا باتجاهِ تحقيقِ أهدافها الكبرى في النصرِ وتحريرِ كاملِ الترابِ الوطني من دنسِ المجرمين.
هذه الظروفُ وهذه الانتصاراتُ يجبُ أن تكونَ عاملاً مساعداً ومحفزاً للتقدمِ في مسارِ المصالحةِ وتعزيزِ وحدةِ المجتمعِ وتآخيه في إطارِ دولتِه الديمقراطية الاتحادية.
وحين نضعُ أهدافَ الأخوةِ والوحدةِ الوطنية وحريةِ البلد وديمقراطيتِه وسلامِه وأمنِه نصْبَ أعينِنا جميعاً
فإن أيَّ تنازلٍ من طرفٍ منا للطرفِ الآخر هو ربحٌ للبلدِ والدولةِ وغنىً للجميع. نعتقدُ أنّ من المهمِ أن تكونَ هذه القناعةُ راسخةً وعميقةً في ضمائرِنا جميعاً ودافعاً للعملِ المشتركِ الذي يوصلُنا إلى الهدفِ العظيم، هدفِ العراقِ الديمقراطي الذي يكونُ ملكاً للجميعِ ويكونُ الجميعُ جنوداً مدافعينَ عنه بشرفٍ وبناةً له يؤسسونَ لمستقبلٍ مشرقٍ ومتقدمٍ تستحقُه منا أجيالُنا المقبلة.

أشكرُ جهودَكم جميعاً، وأُثني بشكلٍ خاصٍ على دورٍ الأممِ المتحدة ومساعي الأصدقاءِ من موظفيها وخبرائها الحريصين على مشاركتِنا التقدمَ في تحقيقِ هذه الأهدافِ النبيلة. تمنياتي بالنجاحِ لمؤتمرِكم ولجميعِ الجهود المبذولةِ من مختلفِ أطرافِ الدولةِ والمجتمع، وهي جهودٌ محمودة وتتطلبُ منا جميعاً التآزرَ لتعزيزِها والدفعِ بها نحو الأمام، إلى ما ينتظرُه الشعبُ منا وما تتطلبُه منا مسؤولياتُنا في العملِ من أجلِ العراقِ الديمقراطيِّ الاتحادي العادلِ والآمنِ والمتقدم.

والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه."

PUKmedia

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket