الغارديان: تركيا تريد دخول سوريا لمنع التقدم العسكري للكرد

الغارديان: تركيا تريد دخول سوريا لمنع التقدم العسكري للكرد

 دعت صحيفة غارديان البريطانية، الحكومة التركية الى تنظيم سياستها بشكل جذري والسعي لتحقيق السلام مع الكورد، معتبرة ان تركيا جراء سياساتها الخاطئة باتت تشكل مشكلة دولية كبرى.

وترى الصحيفة في افتتاحية عددها يوم الثلاثاء 18 شباط الحالي، ان سياسات تركيا المضللة، اخذت هذا البلد الحيوي والبالغ الاهمية، في الاتجاه الخاطىء لعدة سنوات, مضيفة بأن الاخطاء والتناقضات الظاهرة في سياستها الداخلية اصبحت تشكل مشكلة دولية كبرى, وتهدد بتوسع الصراع في المنطقة، بعد ان كانت تركيا حتى وقت قريب قوة للاستقرار والتعقل.

وتضيف الصحيفة ان المعركة في شمالي كوردستان بين الدولة التركية وحزب العمال الكردستاني، تزداد سوءا، وباتت تلتحم مع الحرب الساخنة على نحو متازيد بين تركيا والاكراد في غربي كوردستان ، لافتة الى انه بات من الصعوبة تحديد المسؤول عن الهجمات التي تتعرض لها تركيا، مشيرة الى ان الحالة تبدو كما ولو انها الان وصلت لتهديد العاصمة التركية انقرة، مشيرة الى الهجوم الذي وقع الاسبوع الماضي في أنقرة وادى لمقتل 28 جنديا ومدنيين في وسط المدينة، مبينة ان قصف مواقع للاكراد في سوريا وعودة الاكراد الى اطلاق النار في تركيا، هو جزء مع العنف في الجنوب الشرقي بالبلاد مع توسع التشديد الامني من قبل الحكومة، والرد بالكمائن والمتفجرات، من قبل الاكراد.

وتلفت الصحيفة الى ان التهديد الواضح للحرب بين الاتراك والاكراد، بدأ يتجلى بتهديدات تركيا قواتها قد تتدخل على الارض في سوريا, مشيرة الى ان التدخل التركي ظاهريا هو لانشاء ملاذ آمن للاجئين او منطقة عازلة, ولكن في الواقع هو لوقف التقدم العسكري للاكراد السوريين الذين تمكن جيشهم، وهو وحدات حماية الشعب (YPG)، سيطروا على الأراضي التي على طول الحدود مع تركيا في الايام الاخيرة.

وتلفت الصحيفة الى ان الاحتمال الذي يخشى منه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، بأن الاكراد السوريين سيكونون قادرين على خلق كيان دائم لهم على الاراضي السورية، في ظل صرامة وقوة حزب العمال الكردستاني في معارضته لانقرة، فضلا عن تأثير ذلك على أكراد العراق كذلك، مؤكدة ان لدى تركيا كابوس كردستان موحدة ربما بشكل نظري لن تكون بعيدة جداً.

وتتطرق الصحيفة الى السيناريوهات المحتملة في حال اي تدخل تركيا في سوريا، مشيرة الى ان وحدات حماية الشعب تتمتع بدعم من الاميركيين الذين يعتبرون ان وجود الوحدات الكردية، مفيد في الحرب ضد تنظيم داعش، لافتة الى انه ربما ايضا وحدات الحماية تتمتع بدعم من الروس, الذين يعتبرونهم تأثير في قتالهم ضد اعداء نظام الاسد , موضحة انه اذا ماتوجهت القوات التركية الى سوريا، فإن الروس يمكن ان يتحركوا عسكريا، والاتراك ربما قد يستدعون حلف الناتو، مما سيصب الزيت على النار، مستدركة انه ولحسن الحظ, فانه من غير المحتمل حدوث هذا السيناريو، لافتة الى انه وعلى الارجح فان الاتراك سوف يستمرون في محاولة اقناع القوى الدولية بأن وحدات الحماية الكوردية، ارهابية، مشيرة الى انه ربما تكون محاولة تركيا من دون جدوى.

وترى الصحيفة ان اردوغان جعل من تركيا منغلقة على نفسها، وأن الاوضاع التي يعيشها العراق وسوريا، جعل للأكراد أفضلية في تلك البلدان، وهو مالم تتوقعه اردوغان، مشيرة الى ان اردوغان وربما لم يكن جادا في التوصل الى تسوية مع الأكراد في تركيا , وسمح لعملية السلام بالتعثر، والان تجد سياسات تركيا الخارجية، مشوهة وتعاني من هوس بمنع الاكراد من تحقيق اي تقدم.

وتضيف الصحيفة انه من الصعب التذكر بانه قبل اقل من سنة كانت الحكومة التركية تجري محادثات السلام مع حزب العمال الكردستاني ,وانه قبل بضع سنوات كانت سمعة تركيا ومكانتها مرموقة، وكانت تتمتع بعلاقات جيدة مع اسرائيل وايران والعراق فضلا عن علاقات وثيقة مع اوروبا وامريكا وروسيا، مشيرة الى ان هذه العلاقات اليوم هي على الاقل متوترة,وفي بعض الحالات منقطعة.

وتختم الصحيفة بأن مالم تعد تنظيم سياساتها بشكل جذري وتسعى لتحقيق السلام مع مواطنيها الاكراد فانها سوف تستمر في خلق مشكلات في المنطقة بدلا من ان تساعد على احتوائها.

PUKmedia  / عن موقع PUKcc / ترجمة: رولا توفيق عبدالمجيد