رواتب البيشمركة.. بين المستحقات والصّراعات النفطيّة

رواتب البيشمركة بين المستحقات والصراعات النفطيّة

كشفت تصاريح صحافيّة على لسان مقرّر لجنة الأمن والدفاع النيابيّة والنائب عن الكتل الكوردستانيّة شاخوان عبدالله، إنّ رئيس مجلس الوزراء د. حيدر العبادي أبلغ الاقليم بعدم دفع رواتب قوّات البيشمركة، ومنحهم منصب رئاسة أركان الجيش، أثناء اجتماعه مع لجنة الأمن والدفاع النيابية أمس الأحد.
والكل يعرف أنّ قوّات البيشمركة البطلة، قاتلت عصابات تنظيم داعش الارهابي قتالاً شرساً، وحافظت على مناطق شاسعة من بعض المناطق التي تتمركز فيها، دفاعاً عنها، ولمنع عناصر التنظيم الارهابي السيطرة عليها، وتنفيذ منهجها الاجرامي، كما حصلت في الموصل، والمناطق الأخرى.
وإنّ المساس برواتب البيشمركة وقطعها سواء كانت من الحكومة العراقيّة، أو من الاقليم، فهي جريمة بشعة لاتقل عن الجرائم التي تقوم بها عصابات تنظيم داعش الارهابي، لأنّ قوّات البيشمركة قدّمت تضحيّات غاليّة من اجل الحفاط على أرض وكرامة العراق.
وعن ذلك قال النائب عن الكتل الكوردستانيّة "محسن السعدون" في تصريح صحافي لـPUKmedia اليوم الاثنين: إنّ قوّات البيشمركة هي جزء مهم من المنظومة الأمنيّة العراقيّة، وقدّمت أكثر من 2000 شهيد، وعلى رئيس الوزراء أن يلتزم بالدستور، لأنّ البيشمركة يدافعون عن أراضٍ ومساحات شاسعة من مناطق العراق، وعلى الحكومة أن تكون دوافعها بهذا الاتجاه، ودفع مستحقات البيشمركة من الرواتب، علماً أنّه تمّ التصويت على الموازنة فيما يخصّ دفع مستحقات قوّات البيشمركة.
وفيما اذا كان قرار عدم دفع رواتب البيشمركة صادراً من مجلس الوزراء أم من حيدر العبادي، تابع السعدون قوله: أنّ العبادي لكونه رئيس مجلس الوزراء، صرّح بهذا القرار، ولكن هذا التصريح مخالف للدستور، ومخالف للموازنة والواقع، واذا أراد العبادي أن يربط دفع رواتب البيشمركة بالإتفاقيّة النفطية والمستحقات بين بغداد والاقليم، فهذا يختلف تماماً عن ذلك، فإن المستحقات التي يطالب بها العبادي بالتسديد من قبل الاقليم هذا موضوع آخر، واما دفع الرواتب مرتبط بجزء من القوات المسلحة، استحقاقها على الحكومة، وعلى مجلس الوزراء ورئيس الوزراء أن يسهل ذلك.
ومن جانبٍ آخر قال عضو لجنة الأمن والدفاع النيابيّة محمد ناصر دلي في تصريح صحفي خاصّ لـPUKmedia اليوم الاثنين: إنّ العبادي لم يقل لن ندفع مستحقات رواتب البيشمركة، وإنّما قال أنّ الاقليم يبيع 300000  برميل من نفط كركوك، ولم يدفع الاقليم مردودات هذا البيع لحكومة بغداد، لذلك الاقليم ملزم أن يدفع مستحقات البيشمركة من هذا البيع، فهي عمليّة تسويّة لا غير، وهي حسابات بين بغداد واربيل، ونفط كركوك يخرج إلى جيهان ويصدّر، ولم تصل مردوداته الى بغداد، لذلك فإنّ رواتب البيشمركة يجب أن يدفعها الاقليم وليس بغداد.

PUKmedia/ حليمة عبدالوهاب