سرديون: الهيمنة والمجاملات وسيل الاخطاء أودى بحياة المؤتمر

ادب و فن 09:59 AM - 2016-01-26
سرديون: الهيمنة والمجاملات وسيل الاخطاء أودى بحياة المؤتمر

سرديون: الهيمنة والمجاملات وسيل الاخطاء أودى بحياة المؤتمر

لم ينل مهرجان او ملتقى أو مؤتمر ثقافي عقد في العراق ما بعد 2003 سيل من الانتقادات والاعتراضات كمؤتمر الرواية العراقية الأول الذي عقد مؤخراً في بغداد، وبمشاركة مجموعة من كتاب ونقاد مصر، الا دورات "المربد" لكن بالمقارنة بينهما فان "المربد" أكبر وأوسع. ولابد من وجود الهفوات والأخطاء التي للأسف استوطنت جسد المهرجان وتعلل بها، فمؤتمر يقام للمرة الاولى ويخص لجنس مهم لابد ان ياخذ من الوقت والاهتمام الكثير مع اهمية استشارة اولي الشان ورودها، لكن الذي حصل غير ذلك بالتاكيد. لماذا لم يكن ملتقى السرد العراقي بدلا من ملتقى الرواية العراقية، خاصة في ظل وجود ملتقى الرواية في البصرة ويخصص كل عام لجنس سردي معين القصة، والقصة القصيرة جداً، وكتب السير والمذكرات، كتب الرحلات. والرواية بحيث نعطي لكل جنس سردي حقه.
أهداف وشعار المؤتمر:
عن ذلك القاص والروائي عبد الستار البيضاني أحد المقاطعين للمؤتمر: بنحو عام هذا الأمر يخص الجهة المنظمة للمؤتمر أو الملتقى، فهي التي تحدد موضوع الملتقى والأمور التي يناقشها، فقد تناقش محاور محددة من الرواية، مثل الشكل الفني أو عنوان موضوع معين، مثلما من حقها ان تخرج الى الفضاء الأوسع لعائلة الجناس السردية. مضيفا: فكما نعلم ان لكل ملتقى أو مؤتمر شعار وأهداف ومحاور يعقد تحتها فعالياته، ونحن كمتلقيين أو متابعين نقيس مدى النجاح من خلال مقدار تغطية المحاور والنتائج التي يصل اليها. ومستدركا: فضلا عن ان ما يثره السؤال يعتمد على الامكانيات المادية والفنية واللوجستية التي تتوفر للجهة المنظمة، فاذا كانت امكانيات الجهة المنظمة لاتتعدى اليومين اعتقد ان هذا الزمن لايكفي لمناقشة ودراسة هذه الاجناس التي وردت في السؤال.
عائلة السرديات:
واسترسل البيضاني: من وجهة نظر شخصية أرى ان الرواية جنس ادبي قائم بذاته له تاريخه ومواصفاته الفنية والشكلية، وكذلك الأمر مع القصة القصيرة، أما في مايخص القصة القصيرة جدا فمازال ينظر اليها على انها نمط فني من انماط القصة القصيرة. ويوضح البيضاني: اما السيرة والمذكرات والسير فهي تنتمي الى جنس منفصل من اجناس الكتابة، حتى وإن وضعت جميع هذه الاجناس ضمن عائلة السرديات، مع ان السؤال يقترح تخصيص كل عام  لجنس سردي محدد. ويختم الكاتب كلامه بقوله: في جميع الأحوال اكرر القول ان هذا الأمر يخضع لأمكانيات وأهداف الجهات المنظمة والمهم هو النتائج والأداء.
50رواية جيدة من 400
الا ان والروائي محمد حياوي أتفق على أن مصطلح السّرد أشمل بالتأكيد. ويستدرك بقوله: لكن المشكلة هي أن الاجناس السّردية الأخرى، كأدب الرحلات والنصوص المفتوحة أو غير المجنسة وغيرها، لم تترسخ عندنا كثيراً بعد. ويشدد: ان الطاغي هو الرواية والقصة القصيرة لاسيما وان الرواية قد صدر منها في العراق، منذ العام 2003 حتى الآن، أكثر من 400 رواية.
واضاف حياوي: طبعاً بالتأكيد الغالبية منها لم تستوف الشروط الفنية أو تترك أثراً. ويشير: الى وجود قرابة 50 رواية جيدة من بينها، وهو رقم بحد ذاته يدعو لدراسة تلك الظاهرة التي باتت تعرف بمصطلح لم يترسخ نقدياً بعد هو (الرواية العراقية الجديدة).
منجز روائيي المنفى:
وبين الروائي المقيم في هولندا: ان المنجز الروائي العراقي أغنى وأشمل من الأجناس الأخرى بالتأكيد ان الروائيين العراقيين الذين يقيمون في الخارج تمكنوا من تحقيق منجز إبداعي مهم. والكاتب يدعو: الاتحاد للاحتفاء بهم بشكل أو بأخر، وعدم ترك موضوع التقييم لأهواء بعضهم ممن تتحكم بهم نزعة الحب والكراهية بعيداً عن الموضوعية، لأن في النهاية أي اتحاد أو حزب أو مؤتمر لا يصنع مبدعاً حقيقياً مالم يملك مَلكَة الإبداع الحقّة.
وشدد حياوي: من أجل تحقيق التواصل والتفاعل وإثارة الأسئلة النقدية وتمحيص النماذج أحبذ فكرة (ملتقى) وليس مؤتمر، يحضره على الأقل 15 من الروائيين العراقيين المقيمين في الخارج، بالإضافة لجميع المعنيين بالرواية في الداخل من روائيين ونقّاد. مؤكدا: على أن يتضمن الملتقى عدداً من الورش الإجرائية المتخصّصة، وستكون النتائج في هذه الحالة أجدى وأكثر منفعة، ولا بأس أن يكون ذلك تقليداً يتكرر سنوياً أو كل سنتين، ولا بأس أن يتحوّل إلى ظاهرة للرواية العربية لاحقاً في حال توفر التمويل والدعم. لافتا: ثمة أفكار أخرى كثيرة تتعلق بالدعم والتمويل وآلية التنظيم واحترافيته يمكن مناقشتها مع الزملاء في الاتحاد لاحقا،هذا إذا صدّقوا بان ثمّة من لديه أفكار جيدة تجربة أيضاً غيرهم.
مرجعيات ثقافية واجتماعية:
عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر الناقد علي الفواز تحدث قائلا: لم يعد المشهد الثقافي يتحمل الانخراط في احتفالات ثقافية عمومية، وبات الانحياز للفعاليات ذات التخصص في النوع الثقافي الواحد هو الأكثر تأثيرا. واضاف: وضمن سياقات تنتظم فيها مشاغل ثقافية، وورشات عمل للجنس الثقافي، لعدم جدوى مثل هذه الاحتفالات/ المهرجانات، إلا في حدود ظاهرتها السسيوثقافية!!.
واضاف الفواز: فضلا عن عدم القدرة على تأمين الجوانب التنظيمية واللوجستية التمويلية لذلك، لذا فإن إقامة ملتقيات، ندوات ثقافية ومحددة البرامج الأهداف هي الخيار الأكثر قبولا. ويستدرك: رغم أن وسطنا الثقافي العراقي له تاريخ طويل مع الاحتفال الثقافي، وعبر مهرجانات خاضعة للأيديولوجيا الحكومية، وهو مايعني (التحسس) من أية اعادة للنظر في صياغة المجال الثقافي، إذ سيصطدم مع مرجعيات اجتماعية/ ثقافية، وهو مايحصل عادة في مهرجانات المربد والجواهري، إذ رغم سعة الدعوات، فإن الاعتراضات والمطالبات سرعان ما تتحول الى نوع من الاحتجاج، وأحيانا التسقيط والتشويه.
اخطاء المؤتمر وملتقى السرد:
وعن سيل الاعتراضات والانتقادات التي رافقت مؤتمر الرواية بين الفواز: حتى (مؤتمر الرواية العراقية الاول) الذي عُقد قبل أيام، وهو محاولة في تغيير المجال الثقافي اصطدم باللاوعي الثقافي الجماعاتي. موضحا: ان  الاعتراض عليه ليس ثقافيا بقدر ماهو اجتماعي، وبقطع النظر عن ما حصل  بالمؤتمر من الاخطاء، فإن غياب روح النقد قد وضعت حاجزا نفسيا إزاء تقويم أية فعالية ثقافية.
وبشان تحويله الى ملتقى للسرد قال الفواز: الحديث عن امكانية أن يتحول مثل هذا المؤتمر الى ملتقى للسرد سيصطدم بالمزاج الثقافي. موضحا: لان تخصيص كل عام لجنس سردي معين، سيضع القيميين أمام مشكلات تنظيمية، وتمويلية، ويُفقد تلك الفعالية الكثير من تقاليدها. متابعا: لذا سنجد في مثل هذا الاقتراح فكرة لإنشاء مختبر للسرد العراقي، وسيكون مجالا مفتوحا لمشاركة العديد من الشباب في ورشات عمل، أو لقراءة ظاهرة سردية - روائية أو قصصية، ترجمية وتسليط الضوء على معطياتها الفنية، وللتعريف الاحتفاء بتجارب الرواد من مبدعينا كدروس وتقنيات وأفكار.
اهمال القصة:
المرواتي د. عمار احمد كان له قول اخر، فقد اشار الى أزمة تسمية الملتقى هذا بــ(ملتقى الرواية!) تكمن في  ضيق الاهتمام بالرواية بوصفها فنا سرديا حصرا من ناحية، وفي اتساع الجهد وثقل التمويل من ناحية أخرى كيف؟ عندما نولي الرواية اهتماما خاصا نكون من ذوي البصيرة النافذة نعم .. ويستدرك: ولكن هذا يعني بالضرورة إهمال القصة القصيرة، ولا سيما أن العراق مترع بأسماء المبدعين فيها، والحال ينطبق على القصة القصيرة جدا. ويشدد: وساكون أكثر جرأة وأشمل المسرحية (نصا أدبيا)؛ لأنها تشترك مع الفنين السابقين بكونها متضمنةً حكاية وتشترك مع الرواية بعناصر بناء محورية وسيادية! هي الشخصية بمستوياتها وقبل هذا الصراع بوصفه البنية الأعم والأهم في مجمل الأعمال الحكائية.
واضاف المرواتي: أما ما يخص اتساع الجهد وثقل التمويل، فإن الجهة المنظمة ستكون ملزمة- إذا كانت عادلة وذات نظرة متوازنة تجاه كل الفنون السردية – بأن تنظم ملتقيات خاصة بكل فن. واردف: أي أننا سنكون بانتظار ملتقى القصة القصيرة، والقصيرة جدا ( ق . ق. ج ) والمسرحية والحكاية الشعبية التي هي اساس الحكي، ومنطلقُه، والسيرة بمستوييها الذاتية والموضوعية، وهذا ما أراه صعبا جدا إذا لم أقل إنه مستحيل.
ملتقى الرواية في البصرة:
وتسال المرواتي: لا أدري لماذا نغفل بعد ترسيخ التقاليد!! إن ملتقى الرواية في البصرة كفيل - إذا ما توافر له الدعم – بتهيئة كل ما نصبو إليه بوصفنا مهتمين بالسرد العراقي وبسرديته في الآن نفسه. واضاف: ولكي نتدارك الهفوات أقترح على الادباء والكتاب العراقيين في البصرة أن يستشير الاتحاد المركزي بتشكيل اللجنة الحكم على المسابقات في الفنون السردية، ويخصص جائزة سنوية كل عام لفن من هذه الفنون، هكذا نكون اختصرنا حلقات تسهم في الترهل ووفرنا تكاليف مادية. ويختم المرواتي كلامه: وعود على بدء أقول: لا يمكن أن يختصر الشعر العمودي التجربة الشعرية العراقية! فهل تختصر الرواية التجربة السردية العراقية؟!! نعم لملتقى الرواية بمحمور أساس هو (الجائزة السنوية للمشغل السردي)
الارباك والهيمنة الشخصية:
الروائي زيد الشهيد لم يخف أن اقامة مثل هكذا انشطة يغلب عليها العجالة، وعدم التداول للخروج بمشروع متكامل تتراجع فيه السلبيات وتتلاشى الانتقادات التي توجه للملتقيات، رغم ان القائمين على هذه الملتقيات يبذلون جهداً كبيراً، ويستنفذون طاقة يحمدون عليها. مبينا: ان هذه العجالة وعدم التداول يسببان اخفاقاً يؤشر كسلبية على المنظمين.
واضاف الشهيد: ففي مؤتمر الرواية الذي حضرته ظهر الارباك وتحكمت المزاجية لشخص هيمن على المؤتمر، استطاع المراقب المتابع استشفاف انسحاب اعضاء اللجنة المنظمة بسبب هيمنة ذلك الشخص. مبينا: ان عددا من الروائيين حضروا ومعهم اصداراتهم الحديثة، وكان من المفترض ان تكون ثمة فقرة لتوقيع هذه النتاجات ضمن نشاط المؤتمر. ويستدرك: لكن الذي حدث أن الروائيين اهدوا كتبهم وهم في الصالة او عند مناضد تناول الطعام في حين كان مزاج الشخص المهيمن ان جعل برنامجاً كاملاً لتوقيع اصدار مجموعة قصصية كانت صادرة قبل سبعة اعوام جرت فيه قراءات مع ان المؤتمر متخصص بالرواية.
القصة القصيرة جدا:
واضاف الروائي : المفارقة الاخرى ان هذا الشخص المهيمن قدم كاتباً لم يكتب غير رواية واحدة صدرت قبل ايام من عقد المؤتمر؛ ليقدم شهادة كان الاولى ان يقدمها روائيون حضروا المؤتمر ولم يطلب منهم الإدلاء بشهاداتهم على اعتبار انهم يمتلكون خبرة في كتابة الرواية. متابعا: ان اغلبهم لديه اربع وخمس روايات، فتصوّر الاخفاق والامر الباعث عن الأسى وقدّر المزاجية والهيمنة غير الحميدة!
وبشان ملتقى السرد قال الشهيد: ينبغي ان يؤخذ بنظر الاعتبار، فليس بعيداً عنا اهتمام بلد كالمغرب في القصة القصيرة جداً، حيث تعقد لها الملتقيات ويستضاف فيها كتّاب هذا النوع السردي الجديد من مختلف الدول العربية وتقدم بخصوصها الدراسات. مشيرا: الى مهرجان مدينة الناظور التي اصبح يطلق عليها مدينة القصة القصيرة جداً. وكما هو الحال في فعاليات مدينة الخنيفرة في المغرب ايضا. متمنيا: ان توضع برامج موضوعية وتدرس قبل الاعلان عنها؛ تجنباً للسلبيات واثارة غضب الادباء اصحاب الحق.

PUKmedia/ حسين رشيد/ بغداد

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket