2016 في كف العبادي

الاراء 11:48 AM - 2016-01-13
2016 في كف العبادي

2016 في كف العبادي

هذا العام غريب بالنسبة لنا جميعا لسبب بسيط هو أن نكهته تختلف عن كل الاعوام السابقة, ففيه - اعني عام 2016 - شيء لم يكن موجودا فيما سبق وهو شعور بالفقر وحديث عن التقشف والرواتب التي قد يكون تأمينها صعبا على الحكومة. اقول بكل صراحة هذا العام يشبه النتيجة التي لم يتوقعها احد. وعلى الجميع الآن ان يواجهوا مشكلة جديدة لم تظهر طيلة الاعوام الماضية.

نعم في سرية تامة كما تتحرك افعى واجهنا عاما غامضا لا يعرف احد الى اين سيوصلنا، فمع وجود داعش وفساد متمرس اطلت حكاية هبوط اسعار النفط الى درجة خطيرة. لكن السؤال الذي يفرض نفسه الآن هو: لكن لماذا لم يتوقع احد ان نمر بهذا الدرس الصعب في يوم من الايام فيحاول ان يخلق بدائل لعجز النفط مثلا؟. قد تحتاج هذه القضية الى تخيل من نوع فريد. وفي السياسة يوجد ما يمكن ان اسميه بالخيال السياسي وهو علامة على حيوية روح تريد ان تصل بواقع الناس الى مكانة ارقى واجمل. هذا الخيال السياسي كان موجود في اعماق رجل من طراز الشيخ زايد، فقد روى احد مستشاريه عنه انه كان يمسك بيده غصنا ويخط على الرمل خطوطا مختلفة. وقال الشيخ زايد لمستشاره انه يريد ان يحول هذه الصحراء الى مدن عامرة ومنظمة. وفعلا قام ذلك الشيخ غير البارع في التعبير بهذه المهمة الكبيرة.

اذن المشكلة في ضعف التخيل السياسي عند الطبقة الحاكمة, وهذا ما جعلنا نصل الى هذه النقطة الغامضة من الديمقراطية.

   التخيل السياسي طاقة تساعد على الفعل, لكنها لا توجد عند الجميع لانها اثمن مما يتصور الكثيرون.لذا كان لا بد ان يفكر احد بمنعطف النفط الذي سيحملنا معه الى حيث يريد لا الى حيث نريد.كنا نظن اننا نتحكم بالنفط ومن خلاله سنتحكم بكل شيء.هذه الاشهر اثبتت ان النفط ثروة مسيرة لسنا نحن من يسيرها.وعلينا ان نعرف كيف نتعامل معها ونوظفها من اجل بناء حياة تخفف من هيمنة هذا السائل المغري علينا.

  كم تبدو ساذجة اليوم فكرة النفط سلاح في المعركة. ذاك زمان كانت تفوح منه رائحة القومية, وهذا زمان آخر صار النفط فيه قصة مؤلمة لأنه لم يعد حلا, ولا بد من البحث عن خيارات بديلة عنه.

  سيقال ان هناك قطاعات السياحة والزراعة والصناعة, وكل هذا سيعوض نوعا ما عن مرض النفط المؤقت. لكن هل حقا ان لدينا امكانيات ستوفر جزءا مما كان يوفره ذلك السائل الاسود الثقيل الذي فتح عيون العالم علينا، وفي النهاية توقف عطاءه, وقد يعود بعد اشهر الى وضعه الطبيعي فنحس بقوته التي تشعرنا بالاطمئنان؟.

  اتمنى ان يشكل العبادي من طين هذا العام وجها آخر للعراق بعد اعلانه ان الفساد وداعش سينتهيان في هذه السنة، فهل سيوفق في مهمته هذه؟.

 

نوزاد حسن/صحيفة الصباح

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket