رئيس الجمهورية: تحرير الرمادي دافعاً قوياً لاستعادة الثقة بالأمل

العراق 07:19 PM - 2016-01-02
رئيس الجمهورية: تحرير الرمادي دافعاً قوياً لاستعادة الثقة بالأمل

رئيس الجمهورية: تحرير الرمادي دافعاً قوياً لاستعادة الثقة بالأمل

شارك سيادة رئيس الجمهورية فؤاد معصوم في الاحتفالية التي اقيمت اليوم السبت 2-1-2016 في فندق الرشيد ببغداد، بمناسبة الذكرى 59 لتأسيس حزب الدعوة الاسلامية. وقد القى سيادته كلمة بهذه المناسبة في ما يلي نصها:
"بسم الله الرحمن الرحيم
السيدات والسادة الحضور الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فرصة طيبة أن نلتقي في هذه الذكرى السنوية السعيدة، ذكرى تأسيس حزب الدعوة الإسلامية، إنها الذكرى التي نستعيد معها باعتزاز الدور الحيوي للحزب إلى جنب الأحزاب الوطنية والإسلامية الأخرى في النضال ضد الدكتاتورية وفي العمل من أجل عراق ديمقراطي حر.
ومن محاسن الصدف أن تجتمع هذه الذكرى في هذا العام مع عدد من المناسبات السعيدة التي تزامنت خلال هذه الأيام فجعلت من الحياة نافذة مشرعة على الأمل والثقة بعام جديد نأمل له ونعمل من أجل أن يكون عاما للانتصار الناجز على الارهاب والتشدد التكفيري والتطرف وعاما من أجل تحقيق الوحدة الوطنية على أسس راسخة.
ان التقاء مناسبتي مولدي نبيين عظيمين غيّرا مسار التاريخ والبشرية .. هو من مناسبات التاريخ النادرة التي لا تتكرر إلا خلال قرون.
فاقتران ميلاد النبي محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم بميلاد النبي عيسى بن مريم عليه السلام .. أعطى للمناسبتين في بلدنا قيمة معبّرة للمعاني السامية لرسالة السماء من أجل الإيمان والمحبة والتآخي والسلام.
لقد جسد التعايش دائماً بين المسلمين والمسيحيين وسائر أبناء الديانات الأخرى على ثرى الرافدين.. هذه المعاني الكريمة، وهو تعايش اعتدنا معه أن نتشارك المناسبات السعيدة ونتقاسم معا مرارات الظروف والحوادث المؤسفة، وهي تقاليد ما زال المجتمع مصرا على التمسك بها برغم إرادات التعسف والظلم وجهود التفرقة التي يسعى التطرف إلى بثها وتكريسها.
ومن المناسبات المهمة التي نحياها هذه الأيام هي ذكرى ولادة الإمام جعفر الصادق عليه السلام، إمام الحكمة والاعتدال والالتزام بالقيم الرفيعة التي حرص كبار أئمة الإسلام والمسلمين بمختلف اتجاهاتهم على العمل بها والحض عليها من أجل إقامة العدل والخير.
كل هذه المناسبات والتقاؤها هذه الأيام وتتويجها بانتصارات مهمة حققها مقاتلونا الأبطال بمختلف تشكيلاتهم على قوى الشر والجريمة والتطرف الارهابي .. تجعلنا ندخل عاماً ميلادياً جديدا بثقة قوية وإصرار على العمل من أجل تحقيق الأهداف العظيمة لعراق ديمقراطي حر وآمن ومستقر.
لقد واجهنا خلال العام الماضي تحديات جسيمة في الجانبين الأمني والاقتصادي. ولكن نجحنا خلاله بتحقيق انتصارات مهمة باستعادة مدن كبيرة من سيطرة ارهابي داعش.
ونجحنا خلاله، وهذا هو الأهم، في تعزيز ثقة المواطنين بأهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية والتمسك بها برغم كل الظروف التي عملت من أجل التيئيس وفقدان الثقة بالمستقبل.
لقد كانت الارادة الوطنية الواحدة أكبر من التحديات، وكانت هي النتيجة الأكثر أهمية.
ولعل هذا ما يفرض على قيادات الدولة والقوى السياسية مسؤوليات مضاعفة في تنمية هذه العوامل الايجابية وتعزيزها بالمزيد من الاجراءات وبرامج العمل الحقيقي المخلص ليكون عامنا الجديد فعلاً عاماً لترسيخ الوحدة الوطنية، وتحقيق المصالحة المجتمعية على أسس العدالة والأخوة وبما يرسّخ التجربة الديمقراطية للعراق الجديد، وليكون أيضاً عاماً لاستعادة جميع مدننا من الارهاب ولعودة النازحين والمهجرين والمهاجرين إلى منازلهم ومدنهم وقراهم آمنين أحراراً والانتهاء من صفحة العنف والجريمة والشروع بالبناء بأيدي جميع العراقيين و بإرادة واحدة قوية ومخلصة وهنا نجد لزاماً أن نقدم الشكر لكل الدول التي قدمت وتقدم مختلف الدعم و الاسناد لبلدنا في تصديه لقوى الارهاب.
ومن التحديات الكبيرة التي ستواجهنا خلال هذا العام هو التحدي الاقتصادي والمالي.
هذا التحدي يتطلب تضافراً للجهود بين السلطات والشعب، ويتطلب عملاً حقيقياً مخلصاً بالتنسيق بين الجهات المالية للدولة والحكومة من جانب وبين خبراء ومختصين ومن الجامعات والجهات المدنية ذات الاختصاص و الاستعانة بخبراء دوليين للوصول إلى حلول ممكنة لتفادي أضرار الهبوط الحاد في أسعار النفط وانعكاساته على الوضع الاقتصادي والمالي للدولة والشعب.
كما يتطلب اجراءات عملية وأكثر فاعلية في محاربة الفساد وتطهير أجهزة الدولة من التأثير المدمر لهذه الآفة التي لا تقل خطرا عن الارهاب.
لقد كان انتصارنا على داعش في الرمادي دافعاً قوياً لاستعادة الثقة بالأمل..ويدعونا جميعا لتعزيز هذه الثقة باجراءات نواصل بها زخم الانتصار.
ونواصل بها العمل على البناء السياسي والاقتصادي والمجتمعي من أجل عراق الجميع، عراق الحريات والسلام والتقدم.
ليس ثمة ما نختم به أهم من استذكار أرواح الشهداء، شهدائنا جميعا الذين ضحوا من أجل الديمقراطية والحرية، وشهداء الكرامة الذين ضحوا لحماية شعبهم من الارهاب والتطرف.
الرحمة الواسعة للشهداء والمزيد من العزة والفخر لعوائلهم الكريمة.
الشفاء العاجل للجرحى.. وعودة آمنة للنازحين والمهجرين والمهاجرين.
وسلاماً وعزةً لكل مقاتل يقف الآن من أجل حماية العراق والعراقيين. إنهم فخر العراق وهم موضع اعتزاز شعبهم دائما.
و ختاماً أحر التهاني لقيادات وقواعد حزب الدعوة الإسلامية، وكل عام وأنتم بخير.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته."

PUKmedia بغداد

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket