مقدِّم "آخ وولات" لـ PUKmedia: أطمح بإعداد حلقات بجنوبي وشرقي كوردستان

شريف محمد

من هو شريف محمد؟

أنا مواطن ريفي ولدت عام  1979  في ناحية شيه العفرينية. تربيت وترعرت مع الفنانين الكورد وخصوصا العفريين منهم. كما كنت اتنقل بين مدينتي حلب وعفرين وتعرفت في حلب أيضا عدد كبير من الفنانين من باقي مناطق غربي كوردستان، وذلك اثر في نفسي حتى ان اصبحت مقدما في الحفلات والمناسبات الوطنية. في عام 1995 انضمت الى فرقة روناهي بحلب وبدات رحلتي الفنية وفي بداية ثورة روجافا تم افتتاح مركز للثقافة والفن في حي الشيخ مقصود بحلب، وفي وقتها اردت ان اتعمق في معرفة الثقافة و التراث الكورديتين. وبعد عدد من الزيارت تعرفت على الفنان جمال تيريز الذين كان يقدم برنامجا فنيا على شاشة الفضائية الكوردية التي كانت قد بدأت جديدا البث من غربي كوردستان. وعندما كان يقوم بتصوير البرنامج كنت ارافقه في البداية، في احدى المرات تحدث عن اعداد برامج من عفرين وعرض علي ان اقدم برنامج اجتماعيا على نفس القناة. ترددت في البداية لانها كانت تجربة جديدة، لكن بعد مدة وبتشجيع من ادارة القناة انذلك بدأنا بتسجيل عدد من الحلقات القصيرة والتي لم تكن تتجاوز عشرة دقائق حينها ولم يكن لي ظهور في البرنامج. وتلك التجربة الاولى لي وتم عرض الحلقات التي تم اعدادها لادارة القناة والتي بدورها وافقت بنشر الحلقات مع ابداء بعض الملاحظات.

وبعد عدة اشهر تمت زيادة ساعات البث للقناة، وفي ذلك الوقت كان فريق روناهي يقوم بتصوير برامج فنية في مدينة حلب، حيث كان وقتها الرفيق ريدو خليل والمصور حسين شيبي والفنان جمال تيريز يعدون لتلك الحلقات. حينها وصفوا الحلقات التي قمت بإعدادها بالجيدة وطلبوا مني بزيادة مدة البرنامج لنصف ساعة ويكون لي ظهور فيها. شجعني هذا الأمر اكثر ولمست اهتماهم بعملي ضمن البرنامج مما اعطاني حافزا أكبر للعمل والاستمرار بالبرنامج ورويداً رويداً أصبحت مدة البرنامج 45 دقيقاً ولاقى البرنامج اقبالاً جيدا من داخل غربي كوردستان وخارجها، كونه برنامج تراثي، ثقافي، فني واجتماعي ويحاكي الواقع في غربي كوردستان، وطبعاً ذلك لم يكن بالامر الهين والسهل، حيث كان يتطلب مزيداً من التعب والارهاق والعمل الجاد لساعات طويلة لانني كنت أجهز للبرنامج واعده من كافة الجوانب بالتعاون مع القرية التي سنعد الحلقة فيها.

*منذ بداية اعمالك كم حلقة قمت بتحضيرها ونشرها وما تأثيرها على الواقع.؟

أعددت أكثر من 200 حلقة، وبالنسبة لتأثرها على الواقع فهذا من اختصاص المشاهد فهو الذي يستطيع أن يقيم مدى جودة ونجاح البرنامج .

*شاهدنا برامجك عن حياة اهلنا في غربي وشمالي كوردستان ولكننا لا نشاهدكم في شرق وجنوب كوردستان فهل لديكم زيارة مستقبلية؟

نعم لانني ابن المنطقة وبما أن المنطقة كانت منسية وقناة روناهي هي صوت غربي كوردستان قبل كل شيئ كان لابد ان نبدأ بغربي كوردستان وبعدها كانت إذا كانت الظروف ملائمة سأزور شمالي كوردستان ( باكور ) واعداد عدة حلقات هناك وأتمنى أن تأتي الظروف الملائمة لإعداد حلقات في جنوب وشرق كوردستان وهذا ما أطمح اليه .

الواقع الكوردي سواء من الناحية الاجتماعية أو الثقافية وحتى السياسية مرتبط ارتباطاً وثيقاً بنجاح ثورة غربي كوردستان والتي يناضل ضمنها الشعب منذ أكثر من 4 اعوام وقدم فيها المئات من الشهداء .

*بما انكم تتعمقون الى جوهر الواقع الثقافي الشعبي في المناطق الكوردية، فما هي قراءتكم للواقع بشكل عام.؟

الواقع الجديد الذي مرت وتمر به سوريا كشف حقيقة الانسان، فمن كان جاداً في عمله وملتزم بقضيته منهم من استشهد ومنهم من هو مشروع شهادة ومنهم من لا يكل ولا يمل فيعمل ليل نهار . والقسم الثاني منهم من غرق في البحر ومنهم من تشرد في الشوارع ومنهم من بات غريباً في الغربة.

* ما هو موقفك من هجمات المجاميع المسلحة الارهابية على عفرين و ريفها.؟

أنتم قلتم "المجاميع الارهابية" والعالم كله اليوم يقف ضد الارهاب فكيف لانسان مثلي أرضه  وحريته مسلوبة ومع ذلك يتعرض لهجمات الارهابيين، فيا ترى كيف سيكون موقفي، بلا شك دمي سيكون رخيصاً لأجل تراب وطني.

* برأيكم كيف ترى مستقبل سوريا وغربي كوردستان ؟؟

بصراحة الوضع في سوريا غامض جداً والارض السورية أصبحت مستباحة للجميع ولا أحد يستطيع التكهن بما سيحدث في سوريا بسبب دور الدول الاقليملية والكبرى فالجميع يشد الحبل من طرفه ولكن الخط الثالث الذي انتهجته ثورة غربي كوردستان جعلت غربي كوردستان منطقة امنة ومستقرة وتكونت فيها ادارة ذاتية والفضل كله يعود لشهدائنا وشهيداتنا الابطال من جميع مكونات غربي كوردستان، وتأكد للعالم كله بأن النهجح الذي اتخذته ثورة غربي كوردستان هو الصحيح والسليم .

*ما هي الكلمة التي توجهها لفناني ومثقفي الكورد في كوردستان وخارجها لاجل مساندة مقاومة غربي كوردستان.؟

كلمتي الاخيرة هي ان الفنان يجب أن يكون مرآة لشعبه والكاتب والمثقف الكوردي يجب ان يكون لسان شعبه وان يكون مرتبطاً بترابه والهروب من الوطن وترابه يعني التخلي عنه وعن كافة مقدساته داخل الوطن يروى التراب بدم الشهداء وتكتب القصص بدمائهم وترسم اللوحات وحتى الكلمات التي ينطق به من داخل الوطن هي مسقية بدم الشهداء لانها تعايش الواقع الذي نعيش فيه، والذين خارج الوطن يستطيعون أن يقوموا بواجبهم الوطني أينما كانوا، وللذين يعيشون خارج الوطن سأذكر لهم جملة من أقوال الزعيم الكوردي عبد الله أوجلان ( أن لم تستطع ان تحمل السلاح أمام عدوك، فحاربه بيدك . وان قطعت يدك حاربه برجليك، وأن قطعوا رجليك حاربه بلسانك، وأن قطعوا لسانك أحتقره بنظرات عينيك، ان سلبوا نظرك كن وطنياً بأحاسيسك وقلبك).

أشكر بوك ميديا على هذه اللفتة الطيبة واجراء هذه المقابلة وأتمنى النجاح والتوفيق الدائم في عملكم الطيب وتحياتي لكم من تحت أغصان زيتون عفرين وقمة جبل هاوار وليلون وسهل جومة وشلالات ميدانكي العريقة واثار نبي هورو وكل التحية لكم ولموقع PUKmedia من شعب غربي كوردستان بكافة أطيافه .

PUKmedia حوار/ هوزان عفريني