«البصرة ثقيل» وإلغاء الحظر على صادرات النفط الأميركي

الاراء 05:16 PM - 2015-12-23
عادل عبدالمهدي

عادل عبدالمهدي

صوت الكونغرس الاميركي قبل 3 ايام على الغاء قرار حظر تصدير النفط الاميركي، وذلك في اطار خطة الموازنة العامة لعام 2016. وكان الكونغرس قد حظر تصدير النفط قبل اربعين عاماً، بعد قرار حظر النفط العربي على اميركا بسبب موقفها في حرب تشرين الاول/ اكتوبر 1973.. منتجو النفط الاميركان كانوا قد ضغطوا خلال السنوات الماضية لالغاء قرار الحظر.. فاسعار النفط ترتفع الى 110 دولارات/ برميل، في حين يبيعون خاماتهم داخل الولايات المتحدة بـ90 دولاراً/برميل. وبرغم المعارضة التي ابداها العديد من الديمقراطيين والجمهوريين، لكن اغلبيتهما ايدت القرار لاسباب مختلفة.. فالحزبان لا يريدان ازمة تعطيل الموازنة كما حصل عام 2013.. فالقرار تسوية لبعض مطالب الطرفين، مع تجميد مطالب وسياسات اخرى، في صفقة موازنة قيمتها 1.1 ترليون دولار. يقف الجمهوريون عادة مع مطالب الشركات الكبرى، في حين تستهدف خطط اوباما مصالح الطبقة الوسطى، فوقع القرار فوراً، لانه وفر له «هدنة ضريبية»، واقر بعض السياسات مقابل الاتفاق على تجميد اخرى، كان الجمهوريون يصرون على تجميدها.
بعض الخبراء يرون في القرار ثقة اميركية بان انتاجها النفطي بات يضمن لها مصالحها الداخلية.. ويرى آخرون العكس، وان المصالح النفطية ستتعرض للخطر، وسترفع من اسعار المشتقات الداخلية، وستخفض من الخزين الاميركي، ولن تكون قادرة على حماية مصالحها في ازمات نفطية مقبلة. ويرى غيرهم ان وعود اوباما التي اطلقها في باريس لتقليص الانحباس الحراري قد ذهبت ادراج الريح. فيما يقدر البعض ان المعادلة الكلية بين الاستيرادات والصادرات ستبقى كما هي.. فالولايات المتحدة كانت تبيع للخارج على شكل مشتقات ثلث انتاجها النفطي المقدر 9.2 مليون برميل/يوم، اي نحو 10% من الانتاج العالمي.. وقد يزيد قرار رفع الحظر من زيادة تصدير الخام، مقابل تراجع تصدير المشتقات.. فالخام الاميركي خفيف، واسعاره اليوم في الاسواق الاميركية 36.25 دولار/للبرميل، وهو سعر قريب جداً من اسعار العراق والسعودية ومنطقة الشرق الاوسط، لذلك لن يكون مغرياً للاسواق العالمية اكثر من غيره، اذا ما اضيفت تكاليف النقل.
عدا المبررات الاخرى البيئية او زيادة انتاج النفط في الولايات المتحدة، وتأثيرات ذلك على الاسواق سلباً وايجاباً.. الا ان القرار قد يحمل اثراً مهماً بالنسبة للقطاع النفطي العراقي.. فالمصافي الامريكية مهيئة افضل للتعامل مع النفوط الثقيلة. وبالفعل تشير المعلومات ان هناك اتجاهاً للاستفادة من هذه النفوط واستيراد كميات اضافية منها. ولاحظنا اهتماماً اميركياً منذ حزيران الماضي بـ»بصرة ثقيل» عندما طرحه العراق في الاسواق.. اذ انتهت الفحوصات الى ان نوعيته مناسبة تماماً للمصافي الاميركية. وبالفعل سجلت «سومو» عدة طلبات من الشركات الاميركية. وقد يعزز ذلك في عودة العراق الى الاسواق الاميركية واحتلاله موقعاً جيداً فيها، بعد ان تراجعت صادراته لها لمصلحة الاسواق الاسيوية. وبهذا يسجل طرح «البصرة ثقيل» نجاحاً لاستراتيجية تنويع نفوطنا، بما يحقق زيادة الانتاج ومرونته، والحصول على مردودات مالية اعلى، وضمان مكانة راسخة في الاسواق.

عادل عبد المهدي/الصباح الجديد

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket