طاعون الارهاب في العالم

تقاریر‌‌ 10:49 AM - 2015-11-23
طاعون الارهاب في العالم

طاعون الارهاب في العالم

أكدت صحيفة الإكونومست في تقرير لها أن نحو 32700 شخصا قتلوا في هجمات إرهابية في جميع أنحاء العالم خلال عام 2014، وهو ضعف عدد ضحايا الإرهاب في عام 2013، فيما يتوقع أن ترتفع حصيلة قتلى الإرهاب لعام 2015 أكثر من العام الماضي.
وقالت الصحيفة البريطانية إن معظم ضحايا الإرهاب من منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، حيث تشكل أعداد الضحايا في كل من العراق وسوريا ونيجيريا وباكستان وأفغانستان ثلاثة أرباع مجموع ضحايا الإرهاب في العالم.
وكان العراق البلد الأكثر تضررا، حيث قتل 9929 شخصاً جراء عمليات إرهابية، ويعاني ذلك البلد أعلى عدد من الهجمات، وأكبر عدد من القتلى جراء عمليات إرهابية يسجل يأي بلد على الإطلاق، حسب الدراسة.
ووفقا للإكونومست فقد تكبدت الدول الغربية نسبة أقل من 3٪ من مجموع الوفيات في السنوات الـ15 الماضية.
وتشير إحصائيات معهد "الاقتصاد والسلام" في واشنطن إلى أن جماعة بوكوحرام، التي تنشط بشكل أساسي في نيجيريا والكاميرون تسببت بمقتل ما لايقل عن 6600 شخصا، وهي الحصيلة الأعلى مقارنة بالجماعات الإرهابية الأخرى، وفاقت حتى عدد ضحايا تنظيم داعش الارهابي.
كما تعاني نيجيريا من ميليشيا مسلحة جديدة جنوب البلاد، يطلق عليها اسم ميليشيا الفولاني، لم تظهر قبل عام 2013.
وقتلت هجمات بوكوحرام والفولاني نحو 7500 شخصا عام 2014، وهو أكبر عدد لضحايا الإرهاب في دولة واحدة.
وتتصاعد وتيرة الهجمات الإرهابية في العالم، إذ شهدت 67 دولة في العام الماضي وفاة واحدة على الأقل جراء الإرهاب، مقارنة بـ59 دولة فقط في عام 2013.
كما ارتفعت أعداد الهجمات الإرهابية ضد الدول الغربية منذ سبتمبر 2014، حينما دعا تنظيم داعش الارهابي إلى شن هجمات ضد الدول المشاركة في العمليات العسكرية في سوريا والعراق. إلا أن معظم هذه الهجمات تم إحباطها على الرغم من ارتفاع أعداد الهجمات التي لم يتم إفشالها.
وتقدر الدراسة الكلفة الاقتصادية للإرهاب بـ52.9 مليار دولار، وهي أعلى كلفة على الإطلاق، وزادت عشرة أضعاف منذ العام 2000.
وارتفع عدد الأشخاص الذي قتلوا في هجمات إرهابية في أنحاء العالم بنسبة 80% العام الماضي وهو أعلى مستوى يسجل في التاريخ، حسب ما أكد معهد الاقتصاد والسياسة.
وتعرف الدراسة الإرهاب بأنه "التهديد باستخدام أو الاستخدام الفعلي لقوة وعنف غير قانونيين من قبل شخص غير حكومي بهدف تحقيق هدف سياسي أو اقتصادي أو ديني أو اجتماعي من خلال التخويف والإكراه والتهديد".
وأظهرت الدراسة أن تنظيم داعش الارهابي وجماعة بوكو حرام النيجيرية مسؤولان عن أكثر من نصف عدد القتلى.
وتقيس الدراسة عدد الهجمات والقتلى والأضرار التي تتسبب بها الهجمات الإرهابية في 162 بلدا. وتأتي هذه الزيادة بعد ارتفاع بنسبة 61% في العام 2013.
ووجدت الدراسة أن الإرهاب يتركز في مناطق معنية، وشكل عدد القتلى في خمس دول هي أفغانستان والعراق ونيجيريا وباكستان وسوريا، نسبة 78% من إجمالي عدد القتلى العام الماضي.
وعانت بريطانيا من أعلى عدد من الحوادث الإرهابية في الغرب خاصة تلك المتعلقة بالمسلحين الجمهوريين في أيرلندا الشمالية، حسب الدراسة.
إلا أن الهجمات التي أعلن تنظيم داعش الارهابي مسؤوليته عنها في باريس وأدت إلى مقتل 129 شخصا الأسبوع الماضي، يمكن أن تشكل نقطة تحول، بحسب ستيف كيليليا الرئيس التنفيذي لمعهد الاقتصاد والسياسة.
وقال: "إن حادث باريس يعد نقطة تحول داخل أوروبا. ويظهر أن تنظيم داعش الارهابي لديه القدرة على شن هجمات معقدة وقاتلة في أوروبا".
وحذر من أن الارهابيين الأجانب الذين توجهوا إلى العراق وسوريا منذ 2011 ويقدر عددهم ما بين 25 و30 ألف ارهابي، يمكن أن يشكلوا خطراً.

أسباب الإرهاب
الارهاب هو عبارة عن استخدام العنف بطريق تنافي وتخلف المبادئ المقررة أخلاقيا وقانونا وغالبا ما تقف وراء الإرهاب جملة من الأسباب والدوافع و من أبرزها:

أ -  الأسباب السياسية
ان الارهاب غالبا ما يقف وراءه وراءه أسباب سياسية مما أدى للخلط بينها وبين الجرائم السياسية، ويشمل العامل السياسي التعبير يعبر عن رفض بعض الجماعات لمبادئ معينة على أن يتسم هذا الرفض بالعنف الدموي لإثارة الرأي العام ضد السلطات ولتحقيق الترويع والتخويف العام  بالإضافة إلى إستهداف رموز السلطة الحاكمة ، كما قد تعبر عن رفض السيطرة الاستعمارية و العنصرية.
إن الحال التي آلت إلتي عليها الأوضاع الدولية الحالية توفر البيئة الملائمة لانتشار ظاهرة الإرهاب ويمكن ذكر بعض هذه الدوافع في:
- سقوط الشيوعية كتحالف عسكري وانفراد الولايات المتحدة بسلطة القرار في المجتمع الدولي.
- مواقف مجلس الأمن وعجزه عن اتخاذ موقف قانوني جاد فيما يحدث من انتهاكات لحقوق الإنسان.
- حرب وجرائم ضد الانسانية في فلسطين وافغانستان والعراق.
- وجود بؤر للتوتر في معظم دول العالم سواء في الشرق الأوسط أو أمريكا أو أوروبا وكذلك ظهور الربيع العربي  والسعي من اجل افساد سمعة بعض التنظيمات و هذا من أجل السعي لعدم وصولها للحكم.

ب -  الأسباب الاقتصادية والاجتماعية
ازداد تعاظم دور الاقتصاد في الحياة فهو المعيار في تصنيف الدول إلى غني وفقير، قوي وضعيف لذلك فقد أصبح التخريب المتعمد للاقتصاديات من أهم دوافع الإرهاب للفترة الحالية من جل القضاء كليا على الدول وجعلها مدينة لدول اخرى ومن اجل تخريب نظامها الاجتماعي وخلق بؤر صراع داخلها ومن ابرز الأمثلة على ذلك ما تعرضت له  مصر في  تفجيرات الأقصر سنة 1998 والذي ضرب أهم المناطق السياحية الأثرية كما قامت بعض الجهات المجهولة بتلغيم بعض الأجزاء من البحر الأحمر من أجل حرمان مصر من عائدات قناة السويس والتأثير على دول الخليج باعتبار أن البترول يشكل أحد أهم دعائم الاقتصاد بها.
اما العامل الاجتماعي فهو أيضا دافع قوي للانضمام إلى التنظيمات الإرهابية بسبب تفشي الفقر والبطالة والتضخم وارتفاع الأسعار مما يؤدي إلى العجز عن تلبية ضروريات الحياة الإنسانية الكريمة، وهو ما ينعكس إلى نقمة الفرد على المجتمع والحكومة والانظمة الحاكمة داخله نتيجة ما يراه من ظلم وإهدار للحقوق ومع اليأس والإحباط تتراكم الأحقاد في نفسه ولايجد طريقا لإثبات وجوده وتحقيق ذاته الا عن طريق العنف والتطرف.


ج- الأسباب الثقافية والدينية
أن أكثر المنظمين في الجماعات الارهابية من الشباب وصغار السن و هذا العامل بأكد لنا الدور الذي تعلبه الثقافة  في دفع هؤلاء الشباب نحو التطرف والاغتراب الفكري والثقافي والتعصب المذهبي مما يؤجج الصراعات والفتن بين طوائف المجتمع الواحد، وهنا يبرز دور التوعية بالثقافة الدينية الصحيحة في ضبط السلوك الاجتماعي وتوجيهه.
كما يمكن أن تدفع على الإرهاب حالة التمرد والاستهانة بالقيم الدينية من جانب الدولة وإهدارها لحقوق الأقليات  خاصة في ظل العوملة وفصل الدين عن الدولة مما يقودها إلى العنف دفاعا عن تلك القيم ضد الأغلبية أو ضد أجهزة الدولة نفسها.

آثار الإرهاب:
ليس للإرهاب أثر واحد إيجابي، وإنما جميع آثاره سيئة سلبية، وهي كثيرة جداً، منها على سبيل العرض لا الحصر:
1- قتل النفس المعصومة: يدخل في ذلك نفس القاتل والمقتول، يعني بصورة أوضح، نفس الإرهابي، والنفس التي قتلها، سواءً من رجال الأمن أو من غيرهم، ومعلوم بالنصوص الشرعية أنه يحرم قتل النفس المعصومة سواءً كانت نفساً مسلمة أو كافرة معاهدة أو ذمية، ممن قدموا لإفادة البلاد لا لقتالها أو التجسس لحساب الآخرين.
2- تدمير الاقتصاد: لاشك أن رفع مستوى جريمة الإرهاب سبب في انخفاض الاقتصاد لتلك الدول التي يمارس فيها الإرهاب بكل صوره وأنماطه، فكثير من الدول لاترغب في التعامل مع البلد التي يكتنفها الإرهاب، وبذلك تقل الموارد الاقتصادية لتلك البلد.
3- العقد النفسية:
كثير من الناس أصيب بعقد نفسية جراء الفعال الإرهابية، فالكل منهم يتحسس متى يكون ضحية من ضحايا الإرهاب، والمستشفيات النفسية شاهدة بذلك، وكذلك كثرة الأسئلة المطروحة حول الإرهاب والإرهابيين، وما يدور حولهم من كواليس وخفايا، كل تلك الأسئلة تجعل الكثيرين في حيرة من أمر الإرهاب، مما سبب لهم عقداً نفسية.
4- التدخل الأجنبي لحماية المصالح الخاصة: وهذه من النقاط المهمة التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار، فالإرهاب سبب لتدخل الدول في أمور البلاد السياسية والداخلية، لا لشيء، إلا لإشباع رغباتهم، وإشفاءً لغليلهم، فمن منطلق حماية مصالحهم الخاصة والعامة، وربما حماية مواطنيهم كان الإرهاب ذريعة لتدخلهم، وناهيكم عن الضرر والخطر الذي يسببه دخول الأجنبي إلى البلاد.
5- انتشار الفوضى: تيتم الأطفال، وترمل النساء، وهذه نقطة جوهرية في الموضوع، فأولئك الأطفال، وتلكم النساء الذين قتلوا أزواجهم وأهليهم، بسبب الارهاب، من يتحمل مسئوليتهم؟. إنه الإرهاب وثماره الفاسدة.
8- صرف موارد الدولة إلى تعزيز الأمن، وإهمال جوانب مهمة أخرى.
9- تفكك المجتمع ما بين مؤيد ومعارض، فربما كان من الناس من يعاني ظلماً من مسؤول، فربما قاده ذلك إلى مؤازرة تلك الفعال الغوغاء التي لا تمت للدين بصلة، جهلاً منه بعواقب الأمور، وعدم تقدير للنتائج السيئة الناجمة عن الإرهاب.
10- إساءة الظن بالإسلام والمسلمين، حتى اعتقد كثير من الكفار أن هذه الأعمال الإرهابية هي أصل من أصول الإسلام، بينما الحقيقة غير ذلك، فالإسلام في عهد ازدهاره، وفي أوج قوته كان رحيماً بالناس كافة، وبأهله خاصة، ولم يضيق على الكفار ولم يمنعهم من ممارسة شعائر دينهم خفية لا علانية، ولم يُجبروا على ترك دينهم والدخول في الإسلام، بل تُركوا ومن لم يُسلم عليه الجزية، ويأمن على نفسه وولده وماله.

معالجة ظاهرة الارهاب
سبل معالجة ظاهرة الإرهاب: وإزاء هذه الأسباب والدوافع الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية المسببة لظاهرة الإرهاب سواء المباشرة أو غير المباشرة يمكن وضع بعض الحلول والمقترحات على الأقل في الجانب الاقتصادي ومن وجهة النظر الاقتصادية لتجنب مخاطر هذه الظاهرة وبالتالي إنهاء وجودها.
1- المساواة بين طبقات المجتمع كافة، ومعالجة ظاهرتي التخلف والبطالة التي تعتبر من مخلفات الحرمان الاقتصادي المزمن وتداعيات القهر الاجتماعي المتواصل.
3- إعادة توزيع الثروة وموارد التنمية وتلبية مختلف الحاجات الأساسية للفرد المواطن وعلى نحو متوازن تجعله يمتلك القدرة على العطاء والبناء والابتعاد عن السلوك والأعمال العدوانية الملازمة لظاهرة الإرهاب وبالشكل الذي يخلق حالة من الثقة المتبادلة بين المواطن والدولة من جهة والمواطن وأفراد المجتمع المحيطين به من جهة أخرى.
4- مكافحة عمليات الفساد الإداري والرشوة في جميع مرافق وإدارات الدولة وبناء قاعدة اقتصادية متطورة تؤمن الحاجات الأساسية الضرورية للمواطن.
5- ضرورة إعطاء مجال واسع من الحرية والتعبير عن الرأي لفئات مختلفة من الشباب تجنبا لحالة التهميش وفتح مراكز تدريب وتأهيل خاصة بالشباب تنمي قدراتهم وتعزز مواهبهم.
6- إعادة تأهيل قطاع الاتصالات والمعلومات في جميع مفاصل الدولة لكي يتسنى لطبقات واسعة من المجتمع الاطلاع على المستجدات العلمية والتقنية وكسر حالة الكبت والجمود لديهم.
7- ضبط حدود الدول الجغرافية (بريا وبحريا وجويا).
8- القضاء علي ظاهرة الطلاق وأطفال الشوارع.
9- مكافحة المخدرات والمواد المحرمة حسب العقائد الدينية للمجتمعات.
10- تطبيق العدالة والقانون، وعدم الإخلال بذلك.
1- التكثير من المحاضرات و التحسيس حول خطورة هذه الظاهرة.


PUKmedia وكالات

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket